إيران الأولى عالمياً في إعدام الأطفال.. يُساقون إلى حبل المشنقة بلا هوادة

على الرغم من تصديق إيران على اتفاقية حقوق الطفل والميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية، إلا أنها تعتبر أكثر دول العالم تنفيذا لحكم الإعدام على الأطفال القصر والأحداث في العالم حتى أنها أصبحت بؤرة اهتمام حملة “أوقفوا إعدام الأطفال” العالمية.
وتتزايد حالات الإعدام في إيران باستمرار ويساق الأطفال إلى حبل المشنقة بلا هوادة ما جعل إيران تحتل المرتبة الأولى عالميا في إعدام المراهقين.
ووفقاً لتقرير نشره موقع “الشبكة الفيدرالية لحقوق الإنسان” التي تضم 164 منظمة حقوق إنسان حول العالم، تخطت إيران في عام 2015 الرقم القياسي للإعدامات المسجل عام 1989 بعد أن أكدت القيادة الإيرانية تنفيذ 246 حكم إعدام في عام 2015، فيما تتحدث مصادر موثوقة عن 448 حالة إعدام أخرى – معظم ضحاياها من الفتيات – بتهم القتل والمخدرات وغيرها.
وتنظر فتيات وشابات صغيرات في السن ولا يتجاوز عُمر بعضهن التسع سنوات بلوغ السن القانوني وهو 18 سنة لتنفذ السلطات الإيرانية فيهن عقوبة الإعدام شنقاً عن جرائم مختلفة تم الحكم عليهن بها ومنها القتل وتهريب المخدرات والسطو المسلح وغيرها.
ونقلت “صادق سوري” من خلال بعض الصور واقع عنابر سجن الأحداث الذي تمضي فيه “سجينات الموت” الصغيرات ما بقي لهن من أيام معدودات في ظروف قاسية ولا إنسانية حتى اليوم الذي يتم تنفيذ الإعدام شنقاً بهن. ومن هؤلاء السجينات ما حصة التي تبلغ من العمر 17 عاماً والتي تنتظر تنفيذ حكم الإعدام الذي يطالب إخوتها به بعد أن قتلت والدها بسكين مطبخ في نهاية جدال غاضب بينهما لأنه كان معارضاً لزواجها من فتى أحبته وتنوي الزواج منه.
ومنهن أيضاً شقايق التي لا يتجاوز عمرها 15 عاماً ولها ما يقارب سنة كاملة في سجن الأحداث ولم تزرها من عائلتها إلا جدتها فقط وتم الحكم عليها بالإعدام شنقاً بعد ثبوت تهمة السرقة عليها حيث ارتكبت مع صديق لها جريمة السطو على محلات التجارية الكبرى في العاصمة الإيرانية طهران ولكن الفتى هرب وأمسكت الشرطة بها وصدر بحقها الحكم وسيتم تنفيذه عند بلوغها 18 عاماً وهو السن القانوني بموجب النظام الإيراني.
وتستطيع السجينات البقاء مع مواليدهن اللواتي وضعنهن في السجن وتربيتهم هناك حتى يبلغ الصغار من العمر عامين وكمثال على ذلك ها هي زهراء التي تزوجت وهي بعمر 14 عاماً وأنجبت طفلين وهي الآن بعمر 17 عاماً وتم سجنها بجريمة سرقة هاتف محمول وهذه هي فترة سجنها الثالثة بعد اقترافها لتلك الجريمة لثلاث مرات سابقة قبل ذلك.
ومن السجينات أيضاً الطفلة خاطرة البالغة من العمر 13 سنة وقد هربت من المنزل بعد أن اغتصبها عمها وتعرضت بعد أسبوع من هروبها لاغتصاب جماعي من عصابة شباب اختطفتها من أحد مواقف المراكز التجارية بطهران وحاولت بعد ذلك إنقاذ أنفسها بقطع وريدها وإخافة الشباب لتركها فوجدتها الشرطة لاحقاً فاقدة للوعي فنقلتها للمستشفى وتم علاجها قبل تحويلها لإصلاحية الأحداث وسجنها.
ويُسمح للسجينات بالخروج لفسحة يومية في ساحة المركز الخارجية لساعة واحدة في الصباح ومثلها في المساء وذلك بعد الوجبات التي تنتظر السجينات فيها دورهن للحصول على الطعام في صفوف طويلة. ومن السجينات أيضاً نازانين وعمرها 16 عاماً وتم سجنها بتهمة حيازة الكوكائين المخدر قبل ستة أشهر ولم يتم حتى الآن عرضها للمحاكمة وصدور عقوبة وحكم عليها.
ومنهن أيضاً مهشيد وعمرها 15 عاماً وتم حبسها بتهمة حيازة وتعاطي المخدرات كما أن والديها أيضاً في يقبعان في السجن بنفس التهمة. وتشير تقديرات إحدى المنظمات الطوعية إلى أن حوالي 2000 شخص تم إعدامهم منذ أن تولى الرئيس حسن روحاني الحكم في عام 2013، بينما تشير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية إلى أن 750 سجينا منهن 10 نسوة تم إعدامهن شنقا خلال النصف الأول من عام 2015 وحده بمعدل 3 إعدامات في اليوم.
وازدادت نسبة الإعدامات بنسبة 40 بالمائة في عام 2015 بالمقارنة بالنصف الأول عم عان 2014.