وطنيتك إلى أين ؟ بقلم كراميل نور

هذه المقالة أخص بها كل مواطن مسلم في كل بقعة من بقاع الأرض وليس لوطن محدد إنما جعلت وطني مثالا لا أكثر وليس عيبا ان أنتقد سلبيات مجتمعي ومحاولة إصلاحه بل من العار أن ندفن رؤوسنا في الرمال ونقول نحن بخير دائما 　 　 أتعلمون ؟ زجرتني احداهن بقسوة فقالت أنت لست وطنية أنت تنتقدين كل اهل بلدك كثيرا وقليلا ما تمدحينهم لدرجة انني شككت في وطنيتك وربما يرجع ذلك لتربيتك بعيدا عن وطنك فأنا لم اراك تنتقدين البلد الذي ربيت فيه من صغرك قط ولم اراك غاضبة منه ابدا أجبتها ببرود في البداية بعدما سمعت منها ماسمعته .... =حتى أنا شككت في وطنيتي وانتمائي كذلك شككت في وطنيتك..... شككت في انتمائك أنت ايضا 　 لأنك تحتفلين كل عام بالكريسماس عيد عّباد الصليب في البلاد الاوربية !!!! وخرجتي متبرجة معهم في احدى الاماكن التي يجتمعن فيها في احد البلاد العربية للأسف فيالها من وطنية فهل ترين أنك عكست صورة مشرفة لبلدك؟ والطامة وفي ذات الوقت يموت مسلمون في كثير من بقاع الأرض من شدة البرد والفقر هل تتذكرين حينما سخرتي مني يوما عندما قمت لأنظف حديقة عامة مليئة بالقاذورات لكي تبدو اجمل وأنظف ؟ وكل مافعلتيه هو سب ولعن عامل النظافة الذي تأخر لإزالة قاذوراتك وقاذورات الناس كان يجب أن تشعلي الشمعة بدلا من لعن الظلام أتعلمين ؟ يجب على كل منا أن يشك في وطنيته وانتمائه هذه الايام لأن مشكلتنا أننا تربينا منذ نعومة أظفارنا على الشعارات المبهرجة وكلمات الاغاني الوطنية دون ان نعي معنى وعظمة الكلمة الوطنية اسم جردناه من معناه الحقيقي والدليل أننا كل عام نحتفل باليوم الوطني ونرتكب في هذا اليوم بالذات ابشع جرائم الانتهاك الوطني بأبشع صوره ثم نحتفل بالكريسماس في الخفاء الا مارحم الله تعالى من الإجحاف أن نرى الحقيقة المرة كل يوم أمام أعيننا واضحة كشعاع الشمس في كبد السماء ثم نولي عنها الادبار فماهي الوطنية من وجهة نظرك ؟ هل هي مدح زائف عقيم خالي من الواقعية ؟ أم اشعار وشعارات مجردة من المعنى ؟ أتعلمين ؟ الوطنية هي عقيدتك التي تنتمين اليها قبل ان تنتمين لأرضك التي تعيشين فوقها لتزدادي علوا في الشأن وقوة يهاب منها عدوك ورقيا وقدوة صالحة للشعوب الأخرى الوطنية هي اظهار سلوكك القويم الديني ليشار عليك بالبنان هاهي ذي المسلمة قدوة صالحة من أرض طيبة الوطنية هي تقوية علاقاتك الإنسانية و بدلا من اهانة خادمتك وزجر سائقك وشتم حارس منزلك في كل وقت حتى يكرهك ويكره بلدك الوطنية هي نبذ العنصرية من دمك لتظهري وطنك بأجمل وأنقى صورة الوطنية ان تحافظي على نظافة بلدك في شوارعها في الحدائق العامة في مدرستك في كل مكان تتواجدين فيه الوطنية هو سعيك لنشر عقيدتك الاسلامية السمحاء الراقية واعتزازك بدينك وبأرض الحرمين الوطنية ليست انتماء لأرض قدر ماهي انتماء لدين الاسلام صورتك المشرفة كمسلمة وسلوكك هي سر انتمائك لبلدك لن تكوني وطنية وصورتك الاسلامية مشوهة بسبب سلوكك المشين امام العالم كثير منا يجب ان نشك في وطنيته في العنصري الذي يعامل المقيم بعنجهية وهمجية واحيانا بالسادية والقذف في الذي يهمل صلاتة وهو في أرض الحرمين ؟ الذي يلقي القمامة من نافذة سيارته وفي الحدائق وفي الشوراع ويدمر كل منظر جميل في الامكنة العامة في بلده الذي يهمل بناء مستقبل راقي لأولاده ويهمل في تربيتهم يطلقهم بسياراتهم الفارهة بلا رقيب يفسدون البلد ويموتون صغار بسبب طيشهم وسرعتهم الجنونية أويتركهم لينهشهم التغريب فتتذبذب هويتهم الاسلامية ويصبح بعضهم ارهابيا والآخر مشتتا مُغربا غير صالحين لوطنهم ومجتمعهم غير فعالين فيه مرفهين حياتهم مجردة من معناها الحقيقي .......اتكالين ...... اشك في وطنية من يتفوه بأقذر السباب والشتائم يؤذي بها القاصي والداني الذي يلقي كل يوم اكوام الطعام ويساهم في اهدار اقتصاد بلده سدى الذي يأخر تقدم بلده بإهدار وقته فيما لايفيد مجتمعه الذي ينتهك حرمة بلده بانتهاك بنت بلده ثم يفضحها على الملأ ويقارنها بغيرها من فتيات العالم الغربي الكافر ويلقي عليها النكات والالقاب الساخرة وهي المسلمة المؤمنة أشك في وطنية من تخرج متبرجة لتفتن شباب بلدها فتزرع نبتة سوء يكون حصادها اللهو عن ذكر الله فيحل الفساد في قلوبهم ........ عاتبتني بعدم نقد بلد اقمت فيه من صغري و لم تفقهي السبب الذي لم انتقد فيه ذلك البلد لأنه ليس وطني لاانتمي اليه مهما عشت فيه سأرحل عنه يوما وأعود لوطني ........... ولكن حتما سوف نجد من يقوم بنقد بلدنا نقدا لاذعا لأننا أهملنا بناء قدوة صالحة للعالم بسبب دفن رؤوسنا كالنعام في الرمال فهل كنا على قدر كافي من القدوة الصالحة ؟ سؤال يجب ان نفكر فيه طويلا ونعيد حسابتنا جيدا وبدقة اكثر ماذا فعلنا لوطننا ؟ كيف ومتى عبرنا عن انتمائنا لوطننا هل غنينا ونظمنا الاشعار ....؟ ثم ماذا؟ كل مافعلناه أننا نعيش فيه بأمان ولم نزرع فيه الوفاء كما ينبغي وأكرر كما ينبغي ؟ أليس كذلك ؟ كوني وطنية بأفعالك وليست بشعارات لاتغني ولاتسمن من جوع .... ...