|
…»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… { .. كل ماهو جديد للشعراء والشاعرات من مقروء و مسموع وتمنع الردود .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-09-2011 | #31 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
11 ـ أغنية إلي الريح الشمالية
قبلّ مجففة على المنديل من دار بعيد ونوافذ في الريح ، تكتشف المدينة في القصيدة . كان الحديث سدى عن الماضي وكسرني الرحيل وتقاسمتني زرقة البحر البعيد وخضرة الأرض البعيدة أماه ! . . وانتحرت بلا سبب عصافير الجليل . يا أيّها القمر القريب من الطفولة والحدود لا تسرق الحلم الجميل من غرفة الطفل الوحيد ولا تسجل فوق أحذية الجنود اسمي وتاريخي ـ سألتك أيّها القمر الجميل . هربت حقول القمح من تاريخها هرب النخيل . كان الحديث سدى عن الماضي وكان الأصدقاء في مدخل البيت القديم يسجلون أسماء موتاهم وينتظرون بوليسا وطوق الياسمين قبلّ مجففة على المنديل من دار بعيده . ونوافذ في الريح تكسر جبهتي قرب المساء كان البريد يعيد ذاكرتي من المنفى ويبعثني الشتاء غصنا على أشجار موتانا وكان الأصدقاء في السجن . كانوا يشترون الضوء والأمل المهرّب والسجائر من كل سجّان وشاعر كانوا يبيعون العذاب لأي عصفور مهاجر ما دام خلف السور حقل من ذره وسنابل تنمو . . بلادي خلف نافذة القطار تفاحة مهجورة . ويدان يا بستان كالدفلى . . كأسماء الشوارع . . كالحصار . بالقيد أحلم ، كي أفسّر صرختي للعابرين بالقيد أحلم ، كي أرى حريّتي ، وأعدّ أعمار السنين بالقيد أحلم ، كيف يدخل وجه يافا في حقيبة بيني وبينك برهة في زى مشنقة ولم أشنق . . فعدت بلا جبين بيني وبين البرهة امتدّت عصور بالقيد أحلم ، كيف يدخل وجه يافا في حقيبة ! . . قبلّ مجفّفة على المنديل من دار بعيده . ونوافذ في الريح ، يا ريح الشمال ردّي إلي الأحباب قبلتهم ولا تأتي إلي ! من يشتري صدر المسيح ويشتري جلد الغزال ومعسكرات الاعتقال ديكور أغنية عن الوطن المفتت في يديّ ! . . كان الحديث سدى عن الماضي ، وكان الأصدقاء يضعون تاريخ الولادة بين ألياف الشجر ودّعتهم . . فنسيت خاصرتي وحنجرتي وميعاد المطر وتركت حول زنودهم قيدي فصرت بدون زند ، واختصمت مع الشجر والأصدقاء هناك ينتظرون بوليسا وطوق الياسمين وأنا أحاول أن أكون ولا أكون . . 12 ـ أغنية حب علي الصليب مدينة كل الجروح الصغيرة ألا تخمدين يدي ؟ ألا تبعثين غزالا إليّ ؟ وعن جبهتي تنفضين الدخان . . وعن رئتيّ ؟ ! حنيني أليك . . اغتراب ولقياك . . منفى أدقّ على كل باب . . أنادي ، وأسأل ، كيف تصير النجوم تراب ؟ أحبك ، كوني صليبي وكوني ، كما شئت ، برج حمام أذا ذوبتني يدلك ملأت الصحارى غمام لحبك يا كلّ حبي ، مذاق الزبيب وطعم الدم على جبهتي قمر لا يغيب ونار وقيثارة في فمي ! إذا متّ حبا فلا تدفنيني و خلي ضريحي رموش الرياح لأزرع صوتك في كل طين و أشهر سيفك كل ساح أحبك ، كوني صليبي و ما شئت كوني و كالشمس ذوبي بقلبي . . و لا ترحميني 13 ـ الأغنية والسلطان لم تكن أكثر من وصف . . لميلاد المطر و مناديل من البزق الذي يشعل أسرار الشجر فلماذا أقاموها ؟ حين قالت إن شيئا غير هذا الماء يجري في النّهر ؟ و حصى الوادي تماثيل ، و أشياء أخر و لماذا عذبوها حين قالت إن في الغابة أسرارا . و سكينا على صدر القمر ودم البلبل مهدور على ذاك الحجر ؟ و لماذا حبسوها حين قالت : و طني حبل عرق و على قنطرة الميدان إنسان يموت و ظلام يحترق ؟ غضب السلطان و السلطان مخلوق خيالي قال : إن العيب في المرآة ، فليخلد إلي الصمت مغنيكم ، و عرشي سوف يمتد من النيل إلي نهر الفرات ! أسجنوا هذي القصيدة غرفة التوقيف خير من نشيد . . و جريدة أخبروا السلطان ، أن الريح لا تجرحها ضربة سيف و غيوم الصيف لا تسقي على جدرانه أعشاب صيف و ملايين من الأشجار تخضر على راحة حرف ! غضب السلطان ، و السلطان في كل الصور و على ظهر بطاقات البريد كالمزامير نقيّ و على جبهته وشم للعبيد ، ثم نادي . . و أمر : أقتلوا هذي القصيدة ساحة الإعدام ديوان الأناشيد العنيدة ! أخبروا السلطان ، أن البرق لا يحبس في عود ذره للأغاني منطق الشمس ، و تاريخ الجداول و لها طبع الزلازل و الأغاني كجذور الشجرة فإذا ماتت بأرض ، أزهرت في كل أرض كانت الأغنية الزرقاء فكره حاول السلطان أن يطمسها فغدت ميلاد جمره ! كانت الأغنية الحمراء جمره حاول السلطان أن يحبسها فإذا بالنار ثوره ! كان صوت الدم مغموسا بلون العاصفة و حصى الميدان أفواه جروح راعفة و أنا أضحك مفتونا بميلاد الرياح عندما قاومني السلطان أمسكت بمفتاح الصباح و تلمست طريقي بقناديل الجراح آه كم كنت مصيبا عندما كرست قلبي لنداء العاصفة فلتهبّ العاصفة ! و لتهبّ العاصفة !
|
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|