سهام جارحة

\
عندما لا تستطيع العيون البكاء
أفضل لها أن تطبق الأجفان
من أن تصاب بالعمى وهي تشاهد
من فقدوا الضمائر
وباعوا الوطن
\
عندما تجوع الحملان
أفضل لها أن تموت
حتى لا تكون فريسة للذئاب
\
عندما يعجز القلم عن الكتابة
عليك بكسره
كي لا يكتب ما لا يقرأ
ولا يريدون فهمه
\
عندما يكون الجرح عميقا
لفه بضماد قوي
حتى لا يزداد النزف
أمام الحقيقة المرة
\
عندما يضيع الأمل
اخلد للنوم
حتى لا تتألم
ولا تتكلم
\
عندما تفقد من تحب بصدق
لا تعتب على الأيام
تمسك بالأماكن
وعش ذكريات الوجع
\
عندما تذوب جبال الثلج
يفيض النهر
يدفع البذور بعيداً
لتنمو بمكان آخر
\
عندما يتراكم الحزن
يحفر الدمع أخاديد في الوجه
وتتقرح العين
فتجرفك الغبرة معها أينما تحل
\
عندما تتألم
انزو جانبا
حتى لا يديرون وجوههم عنك
فتقتل
\
عندما تبتعد الغيوم
وينحبس المطر
تعطش الأرض
فيموت الياسمين حسرة
\
عندما تبحث عما ينقصك
سر الى الأمام
ولا تكن في الزحام
وتصطدم بالحواجز وتتوه
\
عندما تشعر بوجع الفقد
يغتال أريج الحياة
اخلد للوحدة
ودع الغصة تتنفس
\
عندما يجوع الفؤاد
يصبح الكلام ركاما
والصيام ملاذا
والصمت ينام بين الجفون
\
عندما تجوع
لا تركض خلف ما يتركوه من فتات
أغلق فمك
فمن يرمي السهم
يحسب سرعة وصول الطريدة
\
عندما يتحجر القلب
تموت المشاعر
يصبح الكلام بضاعة يسوقونها
لنيل الفريسة
\
عندما يذهب المال
تتغير النظرة
تتوالى السهام
وتزداد عثرات الزمن
ارضع من حليب النسيان
\
عندما يكبر الخوف
تهاجر النوارس
ينزل النخيل تموره
تجهض الحامل طفلها وهي ترتجف
\
عندما تحزم الحقائب وتهاجر
وترى الدموع على وجه من منحتك الحياة
تخنقك العبرة على لحظة
لم تكن بها باراً
\
عندما تجد الأبواب مغلقة
لا تستمر بالطرق لتفشل
سترخي النوافذ ستائرها
وتعم العتمة المكان
وأنت لا زلت تتلفت
\
عندما تقتلني
أقتلع جذورك وأرحل
قبل أن يصلها رذاذ المطر
وتنمو من جديد
\
عندما تموت الضمائر
وتباع الاوطان
يرحل الخير الى الخلف
ويطلق الفقراء ألسنتهم الى الأمام
\
عندما تترك الوطن
يقتلك الشوق والحنين
وتبقى تراقب من بعيد
من يخون وأنت مقيد
\
عندما ترى صمتي
لا تقطعني من دفاتري
وتلوث ورقتي
لأنها لازالت لا تعرف لون الحبر ومعنى اختلاط الالوان
\
عندما تجف عروقك
لا تدع غصنك ينحني
عند هطول المطر محملاً بالطين
فيكسر
مماراق لي