![]() |
![]() |
![]() |
|
|
|
|
||||||||
![]() |
![]() |
| …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
عَـزف المحَــاجــر..ّ ... الكاتبه ::: رواسي الآمال
ابناء تعاقب بفعل الاباء ..
حياة تُوأَد تحت صراع البقاء... قرارات صعبه .. تحدي وكفاح .. الم وامل .. حب وتضحيه ... عندما نعيش صراع بين الواقع والحلم لابد ان يتغلب احدهما على الاخر.. وعندما نهوي في عمق الوادي .. لابد ان نكتشف ان في ذاك العمق المظلم نفق منير وسلم نرتقي فيه للاعلى وعندما يغلق امامنا الباب ويسد الطريق لابد ان نبحث في مكان ما عن ابواب مفتوحه على مصراعيها .. عندما نكتم أنفاسنا لنستلذ بأنفاسهم ... ونوأد أفراحنا لنعيش أفراحهم ... ونغتال احلامنا لتكبر أحلامهم ... عندها نقول عذرا ايها القلب ..فلتمت نبضاتك .. لتحيا نبضاتهم ... عَـزف المحَــاجــر.. . ضجيج وأصوات مرتفعه خطوات بين مسرعه ومتأنيه ، صدى ضحكات وأخرى عبرآت وبين هذا وذاك .. ترانيم عزفتها القلوب وتغنت بها الارواح .. وانشدتها الدموع.. . ~ ضبـاب أم عزف المحاجر ؟ ~ مازال الضبـاب يغلفهما .. لا ارى بوضوح ؟! أغمضتُ عينيّ بتتابع لعل الصـورة تتضـح أكثـر !! ~ نعم اتضحت بعض الشـيء وان كان الثمن تدفق ذلك الدمع المحجور ~ ازدرت ريقي بصعوبه .. ثم شددت على يديّ اخفف من توترهما.. وقدمي تصنع مع الارض نغمه موسيقيه سريعه ~ خوف اضطراب قلق بعثرة شتات هذا ما اشعر ~ سحبت نفسا عميقا لعلها تسكن تلك الروح المضطربه بين حناياي ... ويستريح قلبي الذي يرقص كـ الطير الذبيح ... وضعت يدي عليـه أتلو بعض الآيات... أخاطب بها روحي لتستكين وقلبي المرتجف ليهدأ ويطمئن .... وما ان سكن ... اغمضت عيني ارسم صورة غرفتي .. ولعبتي ..وامي .. واخوتي ... فتحت عيني ببطئ أودع تلك الذكريات الدافئـه التي صنعتها ... فتلاشت الصوره وتناثرت كما مشاعري واحاسيسي ... . وقعت عيني على ذاك القـادم من بعيـد ..تسـارعت خطـواتـه تبرزهـ هيبته ويسبقـه وقـارهـ راقبتـه بصمت عبثت يداه بأوراق تصفحها ثم دسها في الحقيبه... واقترب أكثر حتى لفحتني حرارة أنفاسه وأشرقت ملامحـه الجاده بناظري ... تأملني قبل ان ينطق... وغزت نظراته عمق عيناي وكأنه يبحث عن جواب لسؤال يعصف بروحه... ولأنني لا املكه أجدت فن الهروب وأشحت بنظري عنه ... مد يده فأسرعت يدي المرتجفه للتشبث بها ..ساعدني على النهوض .. حتى استويت واقفه شد على يدي يؤكد علي... فابتلعت ريقي الذي جف.. وحركت راسي بـ الإيجاب .. أطلق زفرة كان قد احتبسها فتره ... وشد على يدي اكثر وهو ينطلق بي الى حيث المجهول.... تحركت خطوه ثم أبيت...لا لست أنا بل قدماي التي أبت أن تتحرك... حاولت .. لكنهما خذلاني... خذلاني .... و ..... خذلاه .. توقفت مرغمــه ... فتوقف هو مصـدوم ... التفت نحوي... وتعلقت نظراته بعينـي لتمطر وجعا وحسـرهـ .. ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامه....فازددت ألما... شد على يدي أكثر.... فضاعت حروفي وألجم لساني.. . . " ~ خيبـــــه ~ اغمض عينيه وسحب نفسا عميقا .. وكأنه وجد جوابه...ارتخت قبضته.. فحركت راسي نافيه ... لا اريد ان يتركني..لا اريد ان افقده ابتسم... ولمعت عينيه ببريق ترجم احاسيسه ... وشعوره... سحب يده .. ليعصف بروحي الضعف.... واستدار ببطء... لاتابع طيفه يتلاشى كما الذكريات .... النـ ـهـ ـايــه قبل خمسين عام لهيـب المـاضي مساحه صحرواية واسعه نثرت فيها تلك الخيام السوداء باهمال .. مما اعطاها روعه وجمال ... آبار تبدو مهجوره بمثل هذا الوقت .. .. اغنام .. وابل .. وخيول ... انتشرت بسكون في رحاب الارض... ظلام يتوسطه ضوء القمر... ويزينه تلألأ النجوم ...واجواء السكون يتخللها صهيل الخيل ...وعواء الذئاب.. . غطت شعرها بما يخفيه ويستره ...وتقدمت بخطواتها الوجله.. تكاد تتعثر بثوبها الطويل تحمل بين يديها المرتعشه صحن عشاءه المتواضع .. ظلام عم تلك الخيمه وشع بآخرها ضوء السراج الخافت ... حيث يجلس هو .. بهيبته وقسوة ملامحه ... تقدمت نحوة.. واضعة الطبق امامه ...وهمست ببعض الحروف المختصره .. : سم يا بوفيصل .. اطلق تنهيدته وهو يتامل عشاءه... بينما التقطت هي المروحه المصنوعه من السعف وحركتها فوق الطبق كرمز لـ الاحترام ولتبعد عنه الآفات .. لم تنطق بكلمه حتى فرغ من طعامه الذي كان يبدو انه قُدّم في وقته ... فبعد عمل مضني وشاق ... الطعام والنوم هو اكثر ما يحتاجه .. قدمت له المنشفه بعد ان انتهى من غسل يديه ... ورتبت له الفراش بحركات رتيبه اعتادت على اتيانها كل ليله ... لكن هناك ماكان يشغلها.. ويشتت تركيزها... وبدا واضحا له ... : هاتي اللي عندج يا وضحه ؟ رفعت راسها له وفتحت فمها صدمه..... ثم ابتلعت ريقها لتنطق : سلامتك ... مافيه الا العافيه : تكلمي وهاتي اللي عندج ... اعرفج عدل يوم يكون في قلبج كلام اكون بوادي وانتي بوادي .. قولي يا وضحه وش عندج ابتلعت ريقها الذي جف .. وجلست بطرف فراشه الارضي ... عبثت باصابعها ترتب الكلمات تصفصفها ثم تنثرها لتعيد ترتيبها اخرى : وضحـــــــــــــــــــه : آ م آ كلمتني ام صالح اليوم .. تقول انه بوصالح حصل على الاوراق و..... قاطعها بغضب : ماخلصنا من هالكلام الفاضي ؟ وبعدين يا بنت الناس ؟؟... صدعتي راسي من كثر ماتعيدين هالتفاهات واعيد لج كلامي ...الحين تبيني اخلي اشغالي ولقمة عيشي واركض ورا اوراق لا تودي ولا تجيب ؟! مثل فلان وعلان ؟؟ : بـ .. بس الناس يا بوفيصل .. يقولون انها مهمه .. وما بقى احد ما راح يقدم عليها .. : مهمه لهم هم .. محنا بحاجتها .. خليهم يتهنون فيها .. واحنا عندنا الاصل والاهم ....من متى اوراق تثبت اصل وفصل : بس حتى اخوك بوفايز صارله اسبوع يراجعهم فيها ... : هذا انتي قلتي اسبوع .. تتحملين انتي وعيالج اسبوع بدون اكل ؟ بوفايز اخوي الله موسع عليه يقدر يغيب اسبوع واثنين وما تتاثر ميزانيته .. لا تقيسين حالنا بحاله .. اغرورقت عيناها وطأطأت راسها بخيبه ... واصابعها تعبث بطرف شيلتها .. لا فائده .. كلما فتحت له الموضوع يرد بنفس الانفعال .. لماذا لا يرى اهميتها والكل يسعى اليها؟ هو ليس مهمل لكنه يعمل بالاولى من وجهة نظره .. فهو ليس كابو سعد الذي التهى عن عائلته بملاحقة النساء..ليس كابوحمد الذي لم يعد لعائلته منذ شهور ومصيره مجهول...وانا لست كام سالم التي فقدت الزوج والعضيد ولم تجد من يسعى لها على الاقل هو موجود بالقرب وسند يعتمد عليه بعد الله وهو اب يسعى جاهدا لتوفير لقمة العيش الصعبه وصلها صوته الدافئ بعد ان احس بغلظته : طفي النور ياوضحه ونامي ... والصباح رباح ... . في بعض الاحيان نغفو ثم نستيقظ لنتدارك ما غفونا عنه.... وفي بعضها نغفو ولكن تطول الغفوه ... فنصحوا ولكن قد فات الاوآن .. ~ عَــزْف الْمحَــــاجِــرْ ~ البارت الاول منذ نعومة اظفاري عرفتك ... ترعرعت بين ابجدية حرفك توسدت ارضك .. وحلقت في سماك اطرب عشقا حين يُذكر اسمك .... ويتراقص قلبي فرحا بقربك احبك .. لا لا .. هو فوق الحب ... هو شعور اكبر اعمق اصدق هو قيد قيّد قلبي ليكون ملكك .. وحصر احلامي كي لا تتجاوز مداك ..... كبرت وليته لم يكن اراك تزداد قسوة وازداد تعلقا بك اراك تبتعد ... وانا اجري خلفك .... اناديك فلا تسمع لا ادري سبب كل هذا العشق لك رغم تجافيك وقسوتك لا اعلم سر شعورك نحوي وشعوري نحوك هل تشعر بي !! هل ترويك عبراتي ؟؟ هل تطرب لآلامي وأشجاني ؟؟ هل اذنبت بحبي لك وانا لا اعرف غيرك ؟.. هل اذنبت بتعلقي بك وانا لم اعرف سواك? اتاتي بعد هذا لتقول من انت؟؟ انسيتني ام تتناساني ؟ انا طفلتك ... معشوقتك ... انا جزء منك ... احلامك التي زرعت ... امالك التي انتظرت انسيت خطواتي الاولى على ظهرك ؟ وصدى ضحكاتي على ارضك ؟ انسيت تلك الاحلام التي رسمتها على جدرانك ... واشهدتك فيها على عدم هجرانك؟؟ . . لازلت اح ب ك .. فزدني عذابا.. واسقني قسوه.. ازدك حبا .. وارويك عشقا لاخر قطره ..... يا وطنـي . ~ غربة وطن ~ حي شعبي شبه متهالك.. محاط بمنازل لا تختلف من حيث التصميم والرداءة والقدم ... طرق ضيقه ... ومتعدده .. برك مياة متجمعه هنا وهناك... اطفال تدوي صيحاتهم الطفوليه في المكان... تلطخت ثيابهم الرثه بالرمل والماء لترسم لوحة فنية مشوهه من الطين عليها .. .يجوبون الشوارع عبثا .. بينما اشباههم على مقاعد الدراسه !! احياء لا تنعم بالهدوء حتى ساعات متاخره من الليل . . هنا تحت سقف خيمة نصبت امام المنزل المتواضع ...كان مجلس رغم بساطته اكتنفته الهيبه والوقار بحضور كبار من رجال المنطقه ... لامر ضروري وهام .. امر يتحدد فيه المصير.. وممكن ان تنقلب فيه الموازيين .... . تردد صوت ابو خالد في المجلس ليقطع الصمـت .. وتلتقطه الاسماع بشغف : وش قلتوا ؟!! الرجال جا يعلمنا بالعلوم الزينه والطيبه .. والاخبار اللي قالها تسر وما تضر .. ابو فهد : وش زينته يابوخالد الله يصلحك .. الولد يحرضنا نترك ديارنا واهلنا بعد هالعمر ؟ له ما نسويها يا بو خالد .. له يا خوي... بوناصر بتاييد : وانا قولتي من قولة بوفهد .. ديارنا ما نتركها ولا نتحرك منها و لو على قطع رقابنا.. صبرنا سنين والفرج جاي باذن الله ... راح الكثير وما بقى الا القليل ... ابو سعد : ما لنا في الغربه يابوخالد... ان كان هو يقدر لانه فرد ، والواحد بروحه يتحمل... لكن من ياخذ معه عياله واهله واللي يعيلهم وشلون يعيش بهم في ديرة الغرب ناس لا نعرف دينهم ولا لسانهم ... بوفهد : هالفكره ماهيب جديده يا جماعه .. وماشفت احدن راح وفلح ... الغربه شينه وما في مثل ارضك واهلك .. وان جاروا عليك... . الطاقات الشبابيه كان فيها من الحماس للفكره ... حماس متوقد بلهيب الامل .. لكنه ما لبث ان اخمد بكلمات الشيبه واعتراضاتهم .... . تحركت نظرات ابوخالد وسط ضجيج الردود والاعتراضات ... تبحث في الوجوه عن تلك النظرات القويـة الواثقـه التي يثق بها ... توقفت نظرات ابوخالد عليه وتامله للحظات يقرأ ملامحه ...قبل ان ينطق ... كان يجلس هناك بصمت .. هيئته تدل على انه يغط بتفكير جاد وعميق .... وكأن الحوار الذي دار قبل قليل عصف به فحرك الرماد الساكن بداخله منذ سنوات .. واشعل نار القرار والمصير .. بو خالد : وانت يا الصقر؟!! حينها رفع صقر راســـــه ... وارتفعت اليـــه الانظــار "ساله عمه وهو شبه متاكد من رأيه ، يعرفه ، ويجيد قراءة افكاره .. لكن تمنى ان لا يصيب توقعه فيه هذه المره فقط .... " رفع صقر راسه لتلاقي نظراته القوية الحاده نظرات عمه المتعبه المشفقه .. ثم دارت نظراته في تلك الوجوه المتجهمه والحائره التي تعلقت نظراتها به تنتظر رأيه وقراره ورجعت اخرى الى عمـه.... الذي حرك راسه بالايجاب آذن له بالحديث ... : من رايي نخاويه .. وهذا الحل الوحيد قدامنا... ادري انه صعب ..صعب انك تتخلى عن حق انت اولى فيه ... صعب تترك ديارك واهلك مسقط راسك واجدادك ..اللي لو طلب روحك فداله .. لكنه باب امل وانفتح ويمكن ما ينفتح مرة ثانيه .. قعدتنا كل مالها تضيق وحالنا من سيء لاسوأ .. ع الاقل اذا رفضوا الشيبه.. يطلع منهم الشباب .. ترا مجاديفهم تكسرت .. وذاقوا من الذل كفايه ... انتم تحملتوا لانكم تاملتوا خير بالايام ... لكن بعد خمسين سنه..ماظن فيه امل يرتجى..وكل خيوطه تقطعت ...افتحوا لهم الباب...اطلقوا سراحهم ... خلوهم يعيشون طعم الحريه ولو يوم بالعمر ... . أطبق على المجلس صمتٌ وترقب لم يطل ....لحين اطلق صقر كلماته التي كان يخشاها العم ... فهاج المجلس وماج بين مؤيد ومشجع ومعارض ... وملتزم للصمت ... . وانفض على تلك الكلمات الموجعه وذاك القرار الصعب ... . ليس سهلا ان تودع أرضا احتوت طفولتك وأحلامك..وشهدت كفاح آبائك وأجدادك ليس سهلا ان تغمض عينك وتدير ظهرك لـ مأوى جيرتك وحمى قومك ليس سهلا ان تنسل من ماضي بلغ عنيا .. لتبنى حاضرا ومستقبلا مجهولا لكن الأصعب ان تبقى مكبل اليدين مطأطأ الرأس طوال عمرك .. أمران احدهما أمرّ من الآخر ...!! فما الحـل ؟ . . اولاد بوفيصل : بوخالد بوفهد بوصقر (متوفي ) بوفيصل (متوفي ) ،،،،،،،،،،، اولاد بوفايز : بوناصر بولافي ،،،،،،،،،،،،، بنات ابوسعود: ام ناصر (زوجة ابو ناصر ) ام عهود (ارملة ابوفيصل ثم زوجة لـ ابو لافي ) ام صقر ( ارملة ابو صقر )
|
|
|
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
~ البدآيــــه ~
فضــــــاء بحجم " صبرهم " واســـع وامتداده على مد البصــر .... وارض " كأحلامهم " كبيــرهـ تلونت بزهور الربيع ..واكتست بالثوب الأخضر... والسمــا "كأقدارهم" ملبده بالغيوم تبرق وترعد تنذر بقرب المطر والعواصف الرعديه.... وجبال "كشموخهم " راسية بشموخ وثبات..لا يزعزعها عصف الريح ولا يضعفها إغداق المطر ... توزعت المخيمات بشكل آسر وجذآب كلوحة فنيـه أُتقِن صنعهـا.. ودبت في الصحراء الحياة بعد الموت المؤقت لها طوال اشهر السنه .. على تلك الفرشه التي توسطت الارض حول الشاي والقهوة وسلة التمر تحلقت النساء باحاديثهن المتنوعه المتسمه بالثقل والهدوء بين الشجن تاره والفرح تاره اخرى ... وتلك الخيمه البيضاء احتوت الفتيات وشقاوتهن بين ضحكه وابتسامه وحديث مرهف ومثقل بالواقع وبالاحلام الورديه... اما الاطفال نثروا هناك فلا حدود تقيدهم ولا ارض ولا سماء ... انتشروا بحرية تسموا ارواحهم بين السماء والارض .. وصرخاتهم الطفوليه تنعش اجواء المكان ...بين لعبة واخرى.. والشباب احتلوا لهم بقعه خصصوها للحديث والتسامر واخرى صنعوها ملعبا وانغمسوا حماسا في لعب الكره ... بعكس الشيبه الذين تجمعوا حول النار والقهوه ... تدفئهم ذكريات الماضي.... . في مخيم آخر مقابل ارتفعت ضحكاتهن بشكل هستيري حتى صرخت فيهن دلال : اششش وجع زين وجع فضحتونا الحين يجينا عمي والا واحد من الشباب وينكدون علينا الطلعه ... مسحت غدير دموعها التي نزلت من الضحك : أي والله صج ..بس الله يقطع ابليسج يا دودي جبتيها وانتي بنت ابوج ... وانفجرت بالضحك مره اخرى وشاركنها الفتيات.... دلال بعصبيه : غدرووهـ وجع ان شاءاللــه .. والتفتت للبقيــه بغضب هييييه وجع انتم بعد ترا وربي اقوم واخليكم! ثم فزت قائمه .... امسكت صمود بيدها كاتمة ضحكتها بتكشيره : يووه دلول اقعدي بس... واحنا اشقلنا الحين ؟؟ ... اقعدي بس اقعدي...... جلست دلال عاقده حاجبيها : والله انكم خبول ... وقسم لو رجعتوا لنفس الكلام لخليكم وقوم ..... صمتن كاتمات ضحكاتهن واخفين بمكر الابتسامه .... لكن أعينهن دارت في بعضها البعض تتناقل رسائل تحذيريه...........لتنطق صمود بشغب : زين دلول احلفي انه مو صج ؟ هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه انفجرن ضاحكات وتعالت اصواتهن ... فزت دلال واقفه بغضب ... ولحقت بها صمود ضاحكه ... زادت من خطواتها حتى لحقت بها وامسكت ذراعها : دلوووووووووووول دليييييييييييييييييييييييييل دفعتها دلال بغيض : ابعدي لكن صمود احتضنتها بحب ... : دلول وربي احبج .. واحب اضحك معاج ... فديتج دلول لا تزعلين ابتعدت دلال عنها : ضحكج ثقيل وبغيض واكرهه ...وكملت بهمس: ترا حتى انا اعرف عنج اشياء واشياء... (حركت حاجبيها بخبث ) كشت ملامح صمود تقرا ملامح دلال التي لمست فيهن الصدق....لتنطق الثانيه بعزف موسيقي : ز ز ز يايايا دددد توسعت عيني صمود وشهقت بصدمه ... امسكت دلال كتفها بأسف : بسم الله عليج " دودي " ... هيييه اضحك معاج اشفيج صدقتي دفعت يدها بعنف : سخيفه... وضحكتج بايخه مثلج .... توسعت عيني دلال بعجب : منو اللي بدى الحين ...؟؟ ثواني من الصمت ثم انفجرن بالضحك على بعضهن..لتقاطعهن صرخة جهريه : هيييه صــــــــــــوت !! شهقت دلال .. وكتمت صمود شهقتها بيدها ... وصلهم صوته مرة اخرى : مرياام... تعلقت نظراتهن ببعض ... وزاد احمرار وجنتي صمود بخجل ...لتتوسع ابتسامة دلال الخبيثه وتحرك حاجبيها بمكر ... زيد ينادي اخرى: مريــم .. ابتلعت صمود ريقها .. وهمست وهي تدفع الهواء بيديها لوجهها الساخن : مريوم بالخيمه لحظه اناديها ... استدارت بعجل .. لكن اوقفها صوته الذي انطلق من وراء الساتر : منو صمود ؟ اغمضت عينيها تنتزع الحروف انتزاعا : ايي .. سم : صمود بلغي اهل صقر يطلعون .. تراه ينطرهم من نص ساعه في السياره التفتت لدلال التي لوت شفاها خوفا من غضب صقر .. صمود بشبه ارتياح : خلاص ان شاءالله الحين يطلعون... ما ان ابتعدت خطواته ... حتى افضت دلال بخوفها : نص ساعه ياويلي بيذبحني : تستاهلين ...بعدين صج اخوج نكته من بعد مخيمكم يعني عشان يجي بسياره ؟ ... : حدج عن الصقر : اليوم الصقر وباجر خويلد ... تلفتت دلال بقلق : وجع وجع فضحتينا يمال ......قطعت عبارتها وامسكت بذراع صمود زين تعالي معاي .... ع الاقل وصليني للسياره ابعدت صمود يد دلال عنها : اسفه .. يالله مع السلامه ورينا عرض اكتافج .. ..والله يعينج ههههه ضربتها دلال على كتفها .. وودعتها صمود بابتسامه واسعه وهي تحرك حاجبيها بخبث ... لتحرك الاخرى يديها بالدعاء : اشـوووف فيـــــج يــووووم يا صمود .... . تنهدت صمود بابتسامه... وخيالها يسحبها لعالمه الحالم ... . زيد اسم ارتبط باسمها منذ الصغر.. فاقتحم احلامها عند الكبر... هو مستقبلها المشرق .. احلامها الورديه .. طوق النجاة بالنسبه اليها.. لم تربط احلامها الا به...ولم تبنِ مستقبلها الا بوجوده لم يكن غريبا ابدا ان يقترن اسم صمود بزيد عند الحديث النسائي خاصة خالاتها ووالدتها وشقيقاته فهو امر اصبح مألوف وطبيعي عندهن.... لكن رغم هذا فخجلها وحياءها يبقي شعورها نحوه طي الكتمان ... لم تبح به لاحد سوى لـ... . ارتجفت عندما شعرت باحد امسك كتفها والتفتت نحوه بفزع عهود : على وين ياحلوه.. تراج وصلتي مجلس الرجال ... واتبعتها بضحكات على شكل صمود التي استوعبت مكانها واكتمت شهقتها بيدها .. (عهود ) ههههههههه يالله خلينا نرجع .. شكلج سرحتي... وهـ اللي شاغل عقلج يتهنى فيه صمود : محد شاغل عقلي مثل اللي شاغل عقلج ... الا ماكله اكل ... : يووه فديته بس... : وجع استحي.. : زوجي كيفي حلالي .... : لما نفتك منج وتروحين لبيته ذيك الساعه قولي زوجي : احلفي بس ؟ سرحت نظرات صمود بذاك القادم من بعيد لتقول : زكرت الأؤوط آآم ينط لتتلقى ضربه من شقيقتها : وجع لا تغلطين حدج عن زوجي عاد ؟ حركت صمود يدها بملل : وع .... الله عالزوج بس... تنهدت عهود بحب مستنده بكفيها على كتف صمود : اللي مايطول العنب ........... . سحبت عباءتها لتحرر جسدها منها وتكلمت تكرر على والدتها كلمات الخال : يمه خالتي تسأل عنج وتسلم عليج .. وزعلانه ليش ماجيتي معاي : الله يسلمج ويسلمها.. ما قلتي لهـا ان ام خالد كانت عندنا .. التفتت لوالدتها التي تحرك الابريق بسرحان على المدفأه : أي بلى.. بس تنطر منج زياره ..وهي بعد مع بناتها راح يطبون عليج باي وقت : حياهم الله .. اقتربت من والدتها وجلست بهدوء .. ثم حملت الابريق عنها لتسكب الشاي في الفناجين وتخلطه بالسكر ثم تحركه بالملعقه ليشق صدى اجراسها صوت الصمت " هل فعلا يصدقن بنات الخاله ؟ ... هل فعلا عمتها ام خالد قدمت لتحقق الحلم وتضع نهاية للامنيه بخط الواقع .. احمرت وجنتاها بمجرد التفكير بذلك ..ثم نفضت تلك الافكار ساخره من تفكيرها يبدو ان حديثهن الذي ازعجها قبل ساعات قد راق لها وصدقته .. رفعت الفنجان بيدها المرتعشه من الافكار التي غزت مخيلتها الحالمه " قدمته لوالدتها وهي تهمس : مم يمه.. اشعندها عمتي ام خالد ..ممم جيتها غريبه اليوم حتى شكلها يقول انه فيه شي .. يعني بالعاده تجي وتسولف ..و....... " لم يكن لكلامها مصداقيه او معنى... لكنه فضول ينهش قلبها وخيالها " اخذت والدتها منها الفنجان عاقده حاجبيها : وين صقر ؟ اختنقت الكلمات الباقيه في صدرها.. تعلم اسلوب والدتها اذا ارادت انهاء النقاش في موضوع ما ...او اغلاقه قبل فتحه ... : نزلني .. ورجع لمخيم الرجال يقول عنده شغل ضروري .. مسحت ام صقر وجهها بكفها المرتعش وهمست بدعاء : الله يستر . هناك عند مخيم الرجال ... توقف اللعب... وهجرت النار والقهوه... وتجمهروا جماعات بقلق حول تلك السياره التي توقفت من لحظات .. صقر : وشلون امسكوه ؟ ابو خالد : كان جايب اهله وفي الطريق صادفهم تفتيش ... وزين انهم سمحوا له يوصل اهله ويرجع لهم ... انتقلت عينا صقر نحو ذاك المخيم الذي ولابد اشتعلت فيه نار الحسره والالم .. صقر : ماصار الا الخير ان شاءالله .. بوخالد يمسك بيديه محذرا : دربالك ياولدي .. لا تتهور ونخسر اثنين بدل الواحد ... رد بثقه : لا تخاف ياعم .. تنحل باذن الله .. انت بس لا تشيل هم ... بوخالد : اذا شد عليك الامر اتركه... ونشوف له حل .. بس المهم انك ما تورط نفسك يا صقر صقر : لا توصي يا عم .. ماهي اول مره .. ونتفاءل خير ان شاءالله .. قبل راس عمه.. وفتح باب السيارة راكبا ...ليفتح الباب الاخر ويدخل منه فهد : بروح معاك .. صقر : ماله داعي يا فهد .. خليني اشوف الموضوع اول : خلني اطمن عليه.. وتعرف الوالده ماراح ترتاح الا اذا قلت لها اني رحت وشفته هز صقر راسه موافقا وادار المحرك منطلق نحو مقصده ... . اسندت الهاتف بكتفها الايمن واذنها وهي ترتدي غطاءها وعباءتها وصلها صوت والدتها القلق: عهود رايحه لهم ؟ : أي يمه .. بطمن على عمتي وميثا .. : انطريني نص ساعه بس انا راجعه : يمه تتاخرين .. بشوفهم الحين وانتي الحقيني .. : لا تروحين بروحج .. شوفي صمود والا وحده من خواتج : زين يمه .. : عهود لا تطلعين بروحج فاهمه... : ان شاءالله ان شاءالله باخذ صمود معاي ... : أي زين نص ساعه وانا وراكم ... : زين يالله مع السلامه .. اغلقت الخط والتفتت لصمود المندمجه بتبريد اظافرها : صمود يالله قومي عقدت حاجبيها بملل : لا مالي خلق ... والله تعبانه ورجولي تعورني من المشي.. غدير : انا بروح معاج .. لحظه انطريني .. عهود : امي مو راضيه تروحين معاي ولا راضيه اروح بروحي الا مع صمود يالله صمود قومي بلا استعباط صمود بضيق : عهود فارقي تراني واصله حدي .. اووف توسعت عيني عهود بغضب: احلفي بس .. قومي لا اقومج غصب .. نهضت صمود تزفر غضبا : يااربي ياااربي متى افتك من وجه هالعهود وصلتها صرخه عهود التي سبقتها للخارج : يالله بسرررعه صرخت بصوت مماثل : زيييييييييييين .... ارتدت معطفها الاسود .. وشالها الذي لفته بعنايه على شعرها بخت من العطر وتاملت شكلها مرارا في مرآتها الصغيره ..قبل ان تخرج على صرخات عهود التي فقدت السيطره على اعصابها ... . صافح صقر بحراره .. ثم انتقل لمصافحة فهد.. واشار لهم بالجلوس مرحبا : ياهلا والله بالصقر ..وينك يا رجال ما تنشاف الا بالمخافر... شكلي كل يوم بمسك واحد من العايله عشان اشوفك توسعت ابتسامة صقر التي لم تمحو الجديه من معالم وجهه صقر : لا اصدق بس ؟!!... ياخي من كثر ماشوفك نسيت وجهي وحفظت وجهك حتى باحلامي صرت تطلع نايف : ههههههههههه ...الله يالبخيل .. كلها طلعة قنص يومين بالاسبوع ومستكثرها ...يالله من لقى احبابه صقر بابتسامه : ما يحتاج اشرح غلاتك .. نايف : اكيد واثق .. والا ما كنت اسمح لك تقومني من عز نومي لمقابلة وجهك .. " نايف صديق الطفوله لصقر .. شقيق واكثر ... ورغم ان الظروف والقوانين فرقت طريق كل منهم عن الاخر .. الا ان ارواحهم وقلوبهم بقيت على مودة واتصال لم يفرقها ولم يزعزعها شي .... فان كانت القوانين بيد البشر .. فان القلوب بيد رب البشر " ساد صمت مؤقت ما يسمع فيه الا اصوات الفناجين والاكواب ... الى ان فرغ الخادم من توزيع الشاي لهم .. .وما ان خرج واقفل الباب حتى تحدث نايف : لا تشيل هم يا فهد.. اخوك بالحفظ والصون ... واذا تبي تشوفه وتطمن عليه الحين آخذك له وادخلك عليه ..بس انت تدري ان المخفر اللي فيه الحين مو تابع لنا... ورغم هذا اوعك خير لي معارف وان شاءالله ما يقصرون.. : ما تقصر يا نايف ..الله يبارك فيك : صدقني يا فهد هذي قوانين ... والا كان بودي اطلعه الحين ولا اخليكم ترجعون بدونه .. صقر : ما تقصر يا نايف ... عارفينها .. ويمكن اكثر ناس يعرف القوانين هم احنا نايف : هههههه أي اكيد بلا شك.... فز صقر واقفا وكذلك فهد ..وفز نايف معهم... صافح صقر نايف بامتنان : ما قصرت ياخوي .. سامحنا ازعجناك .. شد نايف على يد رفيقه : ولو ماسويت الا الواجب يا صقر.. وبكره باذن الله مشعل يرافقكم بسلامه . كانت صورتها تلوح لهم في الافق كما لاحت صورهم لها .. يقتربون وتقترب قابلتهم دلال في الطريق : شفتوا اللي صار ؟ عهود بقلق : أي سمعنا .. والحين شنو الجديد دلال : صقر راح يشوفه مع ولد عمي فهد .. الجو مكهرب عند الحريم والرجال عهود : وميثا شلونها دلال : ميته من البجي .. وامها بعد .. الله يعينهم صمود تدخل يديها في جيوب معطفها من البرد : بس صقر يعرف بهالامور... اذكر مره طلع ثامر وخالد ... دلال : أي صح .. بس مو كل مره تسلم .. الله يستر بس ... عهود: يالله خلونا نشوف عمتي وميثا . همسات تتصاعد وتخفت.. دعوات ترتفع ..وصمت قاتل يطبق بين حين وآخر... ابو فهد بقلق : تاخروا بوخالد بامل : اذكروا الله .. وان شاء الله بيوصلون .. اذكروا الله .. فز خالد للخارج .. يشعر ان نفسه قد ضاق عليه... ولحق به ثامر لشعور مماثل ثامر : تظن يطلعه صقر ؟ خالد : قول ان شاءالله ... صقر عنده معارف.. ويقدر يوسطهم ... ثامر : لاحول ولا قوة الا بالله ...لمتى هالمعاناه لمتى
|
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||