عند النافذة تقف ليلى ..
تكتف يداها ، هائمة بأفكارها
" لِما لم يطلقني بعد "
ألتفتت لها منى ,
" ألم تَكُفي عن ذلك ؟! مضى أسبوع و أنتِ تكابدين لوعه هذا الموضوع "
تنهدت وهي تلقي نفسها على فراشها !
" جدي يحتقرني ، أخويكِ لا يتحدثون معي ! أما هو ، فقد استغنى عني "
منى " بديهي .. ماذا كنتِ تنتظرين منه ؟ يأتِ ليمسح على جروحك و أنتِ التي كنت السبب في جرحه ! أما أنه يأتي ليضمك بين أهدابه ؟! كُفي عن التذمر ، فأنتِ المخطأ الأول و الأخير "
طأطأت رأسها ..
" أعلم ذلك ! و لكنني نادمة على فعلتي "
~•~•~•~
أحمد / حسم قراره !
الانفصال هو الحل الوحيد ..
نهض لفتح الباب عندما سمع طرقه !
بترحيب " تفضلي "
أدخّل أخته الكبرى ( أمل ) و جلس معها ..
أمل " جئتك لـ نتحاور في موضوع ليلى "
أجابها .." ما بها ؟ فالموضوع انتهى "
امل " بعثني الوالد لأقنعك بأن تعاود التفكير بشأنها "
أحمد " لا داعي للتفكير مجدداً ! أنا لا أريدها ، وهي أيضاً تبادلني الشعور ذاته "
أجابته " لا تتعجل في الأمور ، ربما تندَمت و الآن تريدك "
أجابها بعدم اكتراث " لا يهمني إن أرادتني أم لا ! فالأهم من ذلك إنني لا أرغب في البقاء معها "
صمتت قليلاً ..
امل " حسناً ، أتصل بها و تحدثوا قليلاً ، ربما تنصلح الأمور بينكم "
هزّ رأسه بالنفي " لا أرغب "
عجزت عن إقناعه ..
فخرجت كما دخلت ..
ألقى نفسه على فراشه ، يسترجع كل المواقف الذي مروا بها ..
حاول أن يجد موقف واحد فقط يستطيع به أن يغفر لها ..
و لكنه عجز !
~•~•~•~
ليلى / تبدو طبيعية أمام الجميع ..
و لكن بداخلها , تثور براكين الندم
استأذنت الجميع و عادت لغرفتها ..
تشعر إنها بحاجة إلى البكاء ..
و فعلاً ، ألقت نصفها على السرير و شهقت تبكي ،.
مُدت يدٌ تمسح على رأسها !
اعتقدت منى ، أو ربما والدتها ،،
و لكنها تفاجأت بـ [ عماد ]
نظرت في عينيه مذهولة ، لم تصدق عيناها ..
مسح دموعها " كُفي عن البكاء غاليتي "
حاولت أن تُهدأ نفسها و حبس دموعها ..
و لكن موقفه جعلها تزداد أكثر
مسح على رأسها بحنان أخَوِي ..
يواسي ألمها ، و يشارك حُزنها ..
~•~•~•~
كل ليلة تستلقي في فراشها ..
تضم صورة التقطت لهما في ليلة عقدهما ..
تنظر إلى الصورة التي تحاكي وضعها السابق ..
كره / حقد / اشمئزاز ..
لم تكن تعلم إن الأيام استطاعت قلب المشاعر
....
نظرت إليه ، خاضت في ملامحه و ابتسامة حب رُسمت على محياها ..
لم تنتبه لنفسها إلا عندما سُحبت الصورة من يديها ..
منى " أرحمي نفسك "
ليلى " أعيدي الصورة "
منى " من أجلك فقط سأمزقها "
نهضت مترجية ، تـمدُ يدها طالبة الصورة ..
" لا منى أرجوك ، لا تمزقي قلبي "
نظرت منى في عيني أختها المليئة بالدموع
تقربت منها و ضمتها إلى صدرها
منى " عزيزتي ، لا أريد أن تتعلقي فيه وهو عنكِ راحل "
ليلى بشهقات " القدر أبعدني عنه ، فلا أريدك أن تبعديني عن صورته "
.
. لِـ الكـآتبـه / نبـض الحنيــن !
يقف عند باب المنزل الداخلي ,،
ينحي لـ يلبس حذاءه إستعداداً للرحيل ..
رفع رأسه ليلتقي به ..
" عمـــاد !!! "
هزّ رأسه " أريد التحدث معك "
أسترجع في ذاكرته الموقف الذي نقل على أثره المستشفى !
ولكنه نفض من رأسه تلك الأفكار ..
أجابه " حسناً "
في أحد المقاهي التي أختارها أحمد للحديث معه !
جلس بمقابلته يستمع لما يقوله ..
ابتدأ حديثه و ملامحه توحي بالندم !
عماد " أعتذر عما حدث في ذلك اليوم ، موقفك و تنازلك عن القضية زادني خجلا ، و الأكثر من ذلك موافقتك لحديث معي "
أحمد يرتشف القهوة ،, واصل عماد حديثه ..
عماد " أتيتك بشأن ليلى "
رفع أحمد رأسه " الحديث بشأنها مغلق "
عماد " أسمعني ولو قليلاً "
أحمد " أعتذر "
عماد " حسناً ، المعذرة إن أضعت من وقتك "
كاد أن يذهب و لكن أحمد عمد لمسك يده ..
أحمد " سأسمعك ، و لكن لي نظرة اتجاهها لن أتنازل عنها "
~•~•~•~•~
دخل عناد المنزل يبحث عن أخيه عماد !
لم يجد سِوا ليلى ، ومع ذلك لم يفكر قط أن يسألها ..
ليلى " عناد ! "
لم يجبها ..
نادته ثانيةً " عناد أريد أن اقـ .. "
لم يسمعها و لم ينظر حتى بها ..
أعتبرها كقطعة أثاث بالصالة ، و خرج مرة أخرى دون أن يعيرها أي إهتمام !
وضعت الكوب على الطاولة ، و ذهبت لغرفتها تتذمر ..
" اسمه كفعله ، إلى متى يرفض محادثتي ؟ إني بشر و البشر خطاءون ، لِما يرتفعون عن التسامح لِما ؟ "
ألقت نفسها على السرير تندب حظها ..
~•~•~
يتقلب يمينا يساراً ، يحاول النوم و لكنه عجز ..
كلما سدّ أُذنه عن كلماته ! سمعها بقلبه
" لا أريد ذلك ، لا أريد "
~•~•~
حان للرحيل ان يبدأ ،
يمسك عماد بيده الورقة ..
ينظر في سطورها ..
قلبه يتألم ، كيف بها لو عَلِمت !
أحمد أعلن طلاقها في هذه الورقة ..
لم يعرف كيف يسلمها إياها ..
أيتركها عند غرفتها ، أم يسلمها بيدها ..
دخل المنزل ، و ألتقى بها !
بوجهه المكتئب " خذي هذه ، و اعذريني فقد قدمت ما بوسعي و لكن عجزت "
مسكت الورقة مذهولة ، يدها ترجف ! قلبها ينبض ، و روحها كادت أن تزهق ..
عماد " ورقة طلاقك قدمها لي أحمد قبل قليل ، و أنا الآن أسلمها لكِ "
هزت رأسها و بدأت الدموع تشترك في موقفها ..
لم تنطق بشيء ، فقط شهقاتها هي التي تُعَبِر عن ما يجول بداخلها ،،
تركتهم ، و ذهبت لغرفتها تجّر خلفها أذيال الخيبة ,،
رمت نفسها على السرير تبكي بحرقة ..
" الحق معه ، الحق معــــه "
فتحت تلك الورقة المشؤمة ،،
فتتفاجئ بما كُتب بداخلها ..
•••••••••••
جميل أن يعترف المرء بأخطائه
و جميلٌ أن يدركها
الأيام كفيلة بأن تثبت لي أنك ليلى أُخرى
أعلم جيداً أن بنو آدم ليس معصوماً عن الأخطاء
و لكن باستطاعة العباد التسامح و المغفرة
و إن لم يكن كذلك ، فسنوقع في فخ العصيان
ليلى أنا مستعد أن أفتح صفحة بيضاء معكِ
شريطة أن تكوني فتاة أُخرى ..
فقد أعلنت انفصالي عن ليلى السابقة
و ها أنا أمدُ يدي لـ ليلى الجديدة
فأهلا و سهلا بكِ
زوجك / أحمد
•••••••••••
لم تصدق ما تراه في تلك السطور !
لم يكن بمقدورها أن تبعد ناظريها عن تلك الكلمات !
مسكت الورقة بيدها ، تستنشق حروفها و هي تبكي ..
أهذا بكاء ، آلم ؟
أم أنهُ بكاء ، الفرح ؟
عادت أدراجها إلى تلك الصالة ، تخبرهم بما حدث ..
فلم تجد أحد !
أين ذهب الجميع ؟
ألتفتت خلفها و إلى جوانبها ، تريد أحداً يشاركها مشاعرها ..
لم تجد سِوا صوته المترنم ..
ألتفتت خلفه و دموعها لم تجف ..
تجمدت واقفة ..
تمسك الورقة بيدها و عيناها لم ترمش ..
أحمد " ما بكِ ؟ "
حركت رأسها و هي تسابق خطواتها لتعتنقه بشغف و هي تبكي ..
" سامحني أحمد ، هل لك ان تغفر لي خطيئتي "
أصبحت تقولها بعقلها و قلبها و روحها ..
و تشعر بأنها لم تُوفي الاعتذار حقه ..
~•~•~•~•~
بـ فستانها الأبيض !
و بجانبها هو ، رُسمت على محياها ابتسامة حب
تقدمت معه و هي تمسك بيده !
تودع هذا المنزل ،
اقتربت من أختها منى ..
" أشكرك أُخية ، فقد علمتني درساً لن أنساه طالما حييت "
ابتسمت منى " يكفي أنك أُختي ، فهذا فقط يكفل لكِ شكرك و ثناءك "
اقتربت من أخويها ..
" عماد ، لك كُل الفضل ، فأعلم أن سعادتي هذه و ابتسامتي كانت بسببك أنت "
أبتسم لها " أجمل ما أريد هو سعادتك ، و بجانب أحمد أثق إنكِ أسعد من ذلك "
اقتربت من عناد ..
" أعتذر عناد و إن لم تصفح عني بعد "
وضع يديه على خديها ..
" بل صفحت عنكِ ! أحمد علمني درسا في التسامح ، كوني سعيدة هذا ما يسعدنا جميعاً "
طبع قبلة أَخويّة على جبهتها ، ثم أقترب من أحمد ..
" أعتذر عند أستاذ التسامح ! فهل أجد الصفح عنده "
أبتسم أحمد بحبور " و إن لم أكن متسامحاً فأنت تستحق العفو "
ساروا بخطواتهم إلى من تقف جانباً تمسح دموعها ..
" أمي ! "
اقتربت والدتها و احتضنتها وهي تحاول حبس دموعها ..
" عزيزتي أمي ! لا تبكي "
والدتها " أبكي فرحاً ! "
أقترب والدها ..
" لا حاجة في وِصاك ، فنحن على ثقة بك "
أحمد " أبنتكم بين أهداب عيني "
و أخيراً ..
اقتربوا عند ذلك الجد ..
طبعوا قبلات الاحترام على رأسه ، و أحنت نفسها إليه لتهمس ..
" أشكرك جدي ، كنت اظن إنك السبب في تعاستي و لكن اكتشفت حينها إنك السبب في سعادتي ، و على نهجك فقد تعلمت الكثير ، و قد أدركت أيضا ان الحب لا يطرق الباب أحياناً ، أعاود شكري إليك "
و من هذه ! فقد بدأت حياتها
مع ابتداء صفحة جديدة من الحب و العشق
و الذي اجتمعا في قلب كان لا يملك سِوا الكره و الحقد ..
فالتسامح نهج السعادة !
و الحب لا ينفرض في كُل الأحيان !
بل يَفرض نفسه في عمق القلوب ليستقر هناك !
طرح متميز
وانتقاء زاد به التميز
دوما يحتل صفحاتك عنوان الرقي والابداع
كلنا بشغف لمزيد مما يأتي من اناملك
سلمت بحجم هدا الكون واكتر
لا حرمناك ابدا
مودتي