الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«…
 

…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-14-2022
Iraq     Female
SMS ~ [ + ]
لوني المفضل Silver
 عضويتي » 29992
 جيت فيذا » Jan 2021
 آخر حضور » 07-20-2023 (10:57 AM)
آبدآعاتي » 46,903
الاعجابات المتلقاة » 1058
الاعجابات المُرسلة » 928
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي والآخرة خير وأبقى!



ين يدي الموضوع:

أولًا: لماذا الموضوع:

• من أركان الإيمان.

• منطلق ضبط السلوك والأخلاق.

• تثبيت ذكر الآخرة قلوب أصحابها.

• العلم المحمود!

• مقياس الدنيا لا ينعكس على الآخرة.

• آيات الله دليل لمن؟

• الدنيا متاع، والآخرة خيرٌ وأبقى!



ثانيًا: تطبيقات في اليوم والليلة:

• مقياس الدنيا لا ينعكس على الآخرة.

• تحقيق شعب الإيمان (الصبر، الورع، الأمانة، الإنفاق).

• قصر الأمل.

• ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4].



ثالثًا: كيف نغرس هذا الأصل؟

• العلم بالآخرة.

• العمل بالعلم.



بين يدي الموضوع:

عن عَبْدِاللهِ بنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قال عمر في الحديث الطويل وهو يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّهُ لَعَلَى حَصِيرٍ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُورًا، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أُهُبًا مُعَلَّقَةً، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ في جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: ((مَا يُبْكِيكَ؟))، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَمَا ‌تَرْضَى ‌أَنْ ‌تَكُونَ ‌لَهُمَا الدُّنْيَا وَلَكَ الْآخِرَةُ؟!)).



لعلك تلمح أشخاصًا يدخلون متجرًا لأغراض مختلفة، لكن بطابع مختلف في السلوك والتعامل، وربما في مسجدهم صلوا صلاة واحدة؛ لكن باختلاف الأداء والفعل، بل ربما في حديثهم معك في موضوع واحد، لكن باختلاف عجيب الاتجاه وطريقة الحديث، وهذا بلا شك لاختلاف المنطلقات والدوافع.



ولا شك أنه بحسب الدوافع يكون الأداء المرتفع والمخرج الجيد, هكذا هم أهل الآخرة، دوافعهم خالية من شوائب الأرض, فطريقتهم في أعمالهم يَحدوها الشوق لمنزلهم الأخير, وهو المرجو آخر العمل, إنهم يختلفون في العمل شكلًا وكيفًا ودوامًا؛ لأنهم مختلفون في المنطلقات، فإلى الموضوع...



أولًا: لماذا الموضوع؟

1- من أركان الإيمان: الإيمان باليوم الآخِر هو أحد أركان الإيمان، وغالبًا يُذكَر هو الخامس منها، وقد دلَّت النُّصوص على فَلاح مَن آمَن به وعمل له- مخلصًا لله تعالى بما شرع- وعلى كُفر مَن أنكَرَه وجحَدَه؛ قال تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136]، الإيمان باليوم الآخر أساس متين، لا يتم اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بذلك؛ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، الإيمان باليوم الآخر أساس التحاكم إلى شرع الله، وانشراح الصدر بما يأتينا من الأحكام عن الله ورسوله من أمر ونهي وأدب وخلق، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].



إذًا الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان التي يجب الإيمان بها، وأكثرها ذكرًا في كتاب الله بعد ركن الإيمان بالله؛ لأهمية الإيمان به الذي ينعكس على اعتقاد المؤمن وسلوكه وحياته كاملة، وتأمل نصوص الوحيين، وكيف كانت سياقاتها التي احتفت بالإيمان باليوم الآخر، فكم هي الآيات التي حوت الأحكام والعقائد والأوامر والنواهي، وكانت تعلق فعل ما ينبغي، أو ترك ما لا ينبغي على من آمن بالله واليوم الآخر، ومثل ذلك في السنة النبوية، فكم هي النصوص التي كانت تبدأ بتعليق هذا الشرط، وهذه الصفة ((من كان يؤمن بالله واليوم والآخر..))؟ وما ذاك إلا لإثبات حقيقة الادعاء باليوم الآخر من عدمه؛ فعدمها وضعفه هو عدم الانقياد أو ضعفه، والعكس كذلك، ودونك سورة الماعون، وهي من قصار السور لتتأملها، وتأمل صفات الذين يكذبون بيوم الدين، وأثر انعكاس هذا الاعتقاد في تصرفاتهم، وطرائق حياتهم؛ بل ونظرتهم للأشياء من حولهم، وكيف أن تلك الصفات كانت علامة على عدم يقينهم بيوم الدين؛ مما جعلهم أكثر جرأة على الضعفاء، ولا يسارعون للخيرات، ويخافون من الخلق أكثر من الخالق، وأيضًا كيف لم يحضوا الناس على إطعام المساكين، فضلًا عن إنهم منعوا من إعطاء فضول ما لديهم، وكل ذلك السلوك والتصرف ناشئ من التكذيب وعدم اليقين بيوم الدين!



2- منطلق ضبط السلوك والأخلاق: وأعظم منطلق ودافع يهيمن على ذات الإنسان هو الحس الأخروي، وحضور مشاهد الآخرة في فكره وذهنه، فتؤثر في مشاعره، وتسيطر على سلوكه، وهذا سرٌّ عجيب في تفسير تصرفات رجل الآخرة ورجل الدنيا، يقول تعالى مثنيًا على بعض أنبيائه: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾ [ص: 45 - 47]، تأمل هذا الاصطفاء الثمين لقد اصطفاهم الله بذكرى الدار الآخرة؛ أن تكون الدار الآخرة حاضرة معهم في أذهانهم، فهي توقظ من الغفلة، وتنبه من الخطأ، وتدفع للخيرات بل والمسارعة فيها؛ لأنه وقر في قلبه ملاقاة الله، وتيقن في تفكيره ضرورة الاستعداد لذلك اليوم، ويطالع ببصره دائمًا مشاهد يوم القيامة عبر نصوص الوحي، فاستمر معه ذكر الدار الآخرة، وتأمل ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّهم ذبحوا شاةً، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: ((ما بقيَ منْها؟))، قلت: ما بقيَ منْها إلَّا كَتِفُها، قالَ: ((بقيَ كلُّها غيرَ كَتِفِها))؛ رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني، فانظر كيف هو رسول الله عليه الصلاة والسلام في تفاصيل يومه مطردًا في استحضار الآخرة والعمل لذلك اليوم؟!



3- تثبيت ذكر الآخرة قلوبَ أصحابها: لقد كان ذكر الآخرة مقزمًا للذة الدنيا، ومُنسِّيًا لضيم فوات نعيمها, وهل مثل سحرة فرعون أشد رغبة في الدنيا قبل إيمانهم، ثم هل مثلهم أخوف حالًا من مصيره من فرعون بعد إيمانهم، ومع ذلك آمنوا وثبتوا؟ نعم، لقد كان ثباتهم محفوفًا بالخطر العظيم، والوعيد الشديد، فمصيرهم القتل والتصليب، وهم مع ذلك كانوا أهل حظ ونصيب، ثم ما هي إلا ساعات وإذ بهم في دائرة الاتهام والتنكيل، يقول تعالى واصفًا اللحظات الأولى لفرعون بعد أن رأى إيمانهم يعلو: ﴿ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى * قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴾ [طه: 70، 71]، أرأيت بعد هذا التهديد والوعيد كيف سيكون صبرهم ومصابرتهم، وهل سيطيقون كل ذلك؟ لقد كانت إجابتهم المفعمة بالإيمان والصبر، المليئة باليقين وانتظار موعود الله، قال تعالى: ﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ﴾ [طه: 72 - 76].



4- آيات الله دليل لمن؟ أهل الآخرة أكثر الناس اعتبارًا بآيات الله، مدكرين متذكرين معتبرين، لهم مع كل قدر إلهي عبرة، ولهم في كل مأساة عظة، وقد أثنى الله عليهم وهم يرمقون هلاك الأمم الظالمة، فكل من نظر الهلاك سيسجل حاضرًا؛ ولكن من هو الذي أدرك أنه أحد آيات الله في قدرته وملكوته، يقول تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ [هود: 102، 103].


5- الدنيا متاع والآخرة خير وأبقى: اكتسابُ شيءٍ من الدنيا لم يكن يومًا من الأيام علامة لميزان العبد عند ربه، وليس دليلًا لصلاحه وتقواه, ربما يتحصل عليه الصالحون، نعم، لكن أن يكون مؤشرًا لصلاحه فليس الأمر كذلك؛ لأن الخير كل الخير في اكتساب مزايا الآخرة، والتنافس في ميادينها، يقول تعالى: ﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4]، فهي خير وأبقى يقول تعالى: ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 16، 17]، وتأمل وصف الآخرة بأنها خير وأبقى، خير مما بين يديك من الدنيا مهما كان، وهي الأبقى والأبد الذي لا تساوي الدنيا برمتها فيها أي شيء إلا من عَمَلٍ صالحٍ يصلح به الحال في الآخرة، يقول تعالى: ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64]، الآخرة هي الحياة الحقيقية، وهي التي تستحق أن تسمى حياة، وشاهد هذا الموقف العصيب يصفه المولى تبارك وتعالى في الآخرة لمن فرط في دنياه كيف هي آلامه وحسراته، يقول تعالى: ﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 23، 24]، أرأيت ماذا سمى آخرته؟! سماها حياتي، رغم أنه كان في الدنيا في حياة؛ لكن لا اعتبار لها في الآخرة؛ لذا كان من انعكاس هذه الحقيقة أن يؤثر العبد الباقي على الفاني، فتكون خياراته في حياته على ما ينفعه في آخرته، على ما يعينه على أهوال القيامة، على ما يجاوزه الصراط، على ما ينفعه ولا يضره، هذا هو الإنسان الأخروي الذي أدرك معنى الحياتين، يقول تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20]، أرأيت وصف الحياة الدنيا، أترى ثمة وصف أكثر وضوحًا من وصف العليم الخبير، فكيف يؤثر المسلم على حياة أزلية باقية بحياة كلها تنافس وتباري وتكاثر في ميدان الفاني والزائل؟! يقول المولى جل وعلا: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 32]؛ لذا كما تعرضنا له أن انعكاس هذه الحقيقة في حياة المسلم أن يؤثر الباقي على الفاني، فتجده في معاملاته اليومية تجده مؤثرًا الباقي, لا يفجر في خصومة، ولا يحسد في نعمة، ولا يؤخر عفوًا عن مظلمة, وهكذا في العبادات والخيرات كثيرًا ما تجده مسارعًا لا متلكِّئًا، مبتدئًا لا مقتديًا؛ لأن واعظ الآخرة في قلبه حاضر، وأنت تعلم أن من ثمرات الإيمان باليوم الآخر الخوف من الله تعالى، فيبتعد المسلم والمسلمة عما حرم الله تعالى ويعمل بطاعته، قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 34 - 41]، وعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((‌لَوْ ‌تَعْلَمُونَ ‌مَا ‌أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا))، وهذا التصرف دليل على الخوف من الآخرة، والشعور بقربها، واليقين بأهوالها، فهذا عمير بن الحمام الصحابي الجليل في يوم بدر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قومُوا إلى جنَّةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ))، قال عمير بن حمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: ((نعم))، قال: بخٍ بخٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يحملك من قولك: بخ بخ؟))، قال: والله يا رسول الله، إلا رجاءَ أن أكون من أهلها، قال: ((فإنك من أهلها))، قال: فأخرج تمرات من قَرَنِهِ، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل؛ رواه مسلم، هذا هو الإنسان الأخروي يرى الآخرة رأي عين، يؤثر الباقي على الفاني، لا يرى الدنيا إلا بحقيقتها التي خلقها الله عليها.



ثانيًا: تطبيقات في اليوم والليلة:

1- مقياس الدنيا لا ينعكس على الآخرة، يقول تعالى: ﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 55]، ويقول سبحانه: ﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 196 - 198] وعن أنس رضي الله عنه، أنَّ رجلًا من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، يهدي النَّبي صلى الله عليه وسلم الهديَّة من البادية، فيجهِّزه النَّبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال رسول الله: ((إنَّ زاهرًا بادِيتُنا، ونحن حاضروه))، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّه، وكان رجلًا دميمًا، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، ولا يبصره الرَّجل، فقال: أرسلني، مَنْ هذا؟ فالتفت، فعرف النَّبي صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يَأْلُو ما ألصق ظهره بصدر النَّبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يشتري العبد؟))، فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكِنْ عندَ اللهِ لسْتَ بكاسِدٍ))، أو قال: ((لكن عند الله أنت غالٍ))؛ رواه أحمد، وروى البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ: ((مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟))، فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟))، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَلَّا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَلَّا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَلَّا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا))، وروى أحمد عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ، ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ))، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا، قَالَ: فَقَالَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ، ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ))، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَعِيفٌ عَلَيْهِ أَخْلَاقٌ، قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهَذَا أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُرَابِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا))، وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.



2- تحقيق شعب الإيمان؛ ومنها: الصبر، أن يصبر المسلم على مصائب الدنيا وشدائدها، وهذا ما قرره الله تعالى في كتابه، قال الله: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، قال سليمان بن القاسم: كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر، ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾، قال: كالماء المنهمر، وقال الأوزاعي: ليس يوزن لهم، ولا يكال لهم؛ وإنما يغرف لهم غرفًا، ثم هم يفوزون بالجنة والنجاة من النار، ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 111]، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا وَلَمْ تَسْتَعْمِلْنِي، فَقَالَ: ((إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، ‌فَاصْبِرُوا ‌حَتَّى ‌تَلْقَوْنِي ‌عَلَى ‌الْحَوْضِ))؛ رواه البخاري ومسلم. عن عَطَاء بْن أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ بَلَى، قَالَ: هَذِهِ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ وَأَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ: ((إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ، وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ، دَعَوْتُ اللهَ لَكِ أَنْ يُعَافِيَكِ))، قَالَتْ: لَا، بَلْ أَصْبِرُ، فَادْعُ اللهَ أَلَّا أَتَكَشَّفَ -أَوْ لَا يَنْكَشِف عَنِّي- قَالَ: «فَدَعَا لَهَا»؛ رواه البخاري ومسلم.



3- قصر الأمل وعلم الإنسان أن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة، عَنْ عَبْدِاللَّهِ قَالَ: اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ، فَأَثَّرَ الْحَصِيرُ بِجِلْدِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ جَعَلْتُ أَمْسَحُ عَنْهُ، وَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا آذَنْتَنِي قَبْلَ أَنْ تَنَامَ عَلَى هَذَا الْحَصِيرِ، فَأَبْسِطَ لَكَ عَلَيْهِ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، وَمَا لِلدُّنْيَا وَلِي، مَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِلَّا ‌كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ فِي فَيْءٍ، أَوْ ظِلِّ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا))؛ رواه أحمد. وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي، فَقَالَ: ((كُنْ ‌فِي ‌الدُّنْيَا ‌كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ))، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ؛ رواه البخاري. قَالَ عَلِيٌّ رضي اللّه عنه: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتانِ: طُولُ الأَمَلِ وَاتِّبَاعُ الْهَوَى، فَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ، وَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، أَلا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ مُدْبِرَةً، وَالآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ؛ رواه أحمد، فَاعْمَلُوا لِلْبَاقِيَةِ، وَلَا تَلْتَفِتُوا كَذَلِكَ لِتِلْكَ الْمُدْبِرَةِ.



3- التخلق بهداية قوله تعالى: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، ومن آثار هذا المعنى هو استئناس المظلومين بنصرتهم في ذلك اليوم، وشعورهم بالرضا المتدفق مهما كانت حالة الظلم الواقعة في حياتهم؛ ليقينهم بالفصل العادل، والحكم الفصل في يومٍ الملك لله وفقط!



ثالثًا: كيف نغرس هذا الأصل؟

العلم بالآخرة: إن من المحتم على المؤمن هو أن يعلم حقيقة الحياة الآخرة، والاعتبار بها, وقد ذمَّ الله قومًا جهلوا حقيقتها، وعلموا من الدنيا، فقال سبحانه: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7]، وأعظم ما يتعلم منه العبد عما ينتظره، وماهية الآخرة، وحقيقة الدنيا كذلك، هو كتاب الله، يقول تعالى: ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [المرسلات: 50]، روى ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: ((من سرَّه أن ينظرَ إلى يومِ القيامةِ كأنه رأيُ عينٍ فليقرأْ ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ [التكوير: 1]، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾ [الانفطار: 1]))، وحسِبت أنه قال: وسورةَ هودٍ؛ رواه الترمذي وأحمد، واللفظ لأحمد، ولفظ الترمذي: ((مَن سرَّهُ أن ينظرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّهُ رأيُ عَينٍ فليقرأ: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾ [الانشقاق: 1]))؛ صححه أحمد شاكر في مسند أحمد والألباني في صحيح الترمذي؛ لذا بيَّن اللهُ تعالى في بعضِ سُورِ القرآنِ بعضَ أوصافِ يومِ القيامةِ، وما يَحدُثُ فيه، ومِن تلك السُّورِ: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: ((مَن سرَّه))؛ أي: أعجَبه وأحبّ ((أن يَنظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رَأْيُ عَينٍ))؛ أي: إلى ما يَحدُثُ فيها مِن مواقِفَ متعدِّدةٍ وأهوالٍ عظيمةٍ، فيَرى تِلك الأشياءَ كأنَّها أمامَه- ((فَلْيقرَأْ: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾))؛ أي: يَقْرَأ تلك السُّورَ؛ لِما فيها مِن وصْفِ يومِ القيامةِ، وما يَحدُثُ فيه، وذِكْرِ أَحوالِه وأَهْوالِه؛ ومَعْناها: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾؛ أَيْ: لُفَّتْ وأُلقِيَتْ في النَّارِ، أو بِمَعنى: رُفِعَتْ، أو لُفَّ ضَوْءُها، أو أُلقِيَتْ عن فَلَكِها، أو أَظلَمَتْ، أو نُكِّسَتْ، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾؛ أيِ: انْشَقَّتْ، وتَصَدَّعَت، و﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾؛ أيِ: انْصَدَعَت وتشقَّقَت، وفي الحديثِ: اشتِمالُ هذه السُّورةِ وأمثالِها عَلى ذِكْرِ أحْوالِ يَومِ القِيامَةِ وأهْوالِه، وفيه: أنَّ في القرآنِ غُنْيَةً مِن العِلْمِ بأحوالِ القيامةِ والآخرةِ لِمَن أرادَ أن يَعتَبِرَ ويتَذكَّرَ. ومما يعلم كذلك حقيقة الدنيا والآخرة، وقد تعرضنا لذلك، وقد حوت نصوصا الكتاب والسنة الكثير من ذلك، وتأمل هذه النصوص علاوة على ما ذُكر، والتي تعطي علمًا بهاتين الحياتين، يقول تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ﴾ [محمد: 36]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [القصص: 60]، ويقول ربنا جل جلاله: ﴿ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36]، ودونك كيف هو استحثاث النفوس لعمل الآخرة بعد أن سمى الدنيا بالعاجلة وسمى مصيرها, وفي المقابل الآخرة فيقول سبحانه: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 18 - 21]، وقال سبحانه في ذات المعنى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ [الشورى: 20]، وهناك مسار آخر حريٌّ بالمؤمن أن يعلمه عن هاتين الحياتين؛ وهو أن الدنيا قد لا تكون إطلاقًا في يد من أحبه الله؛ لأن بسط الرزق في الدنيا، وقبضه عن أحد ليس المقصد الأول فيه هو قرب هذا العبد من الله أو بعده، وقد تعرضنا لذلك حين قلنا: إن مقياس الدنيا لا ينعكس على الآخرة، والله سبحانه يقول: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26]، وقال سبحانه: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46]. روى البخاري عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه أنه أَتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَالٌ فأعْطَى قَوْمًا ومَنَعَ آخَرِينَ، فَبَلَغَهُ أنَّهُمْ عَتَبُوا، فَقالَ: ((إنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وأَدَعُ الرَّجُلَ، والذي أدَعُ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الذي أُعْطِي، أُعْطِي أقْوَامًا لِما في قُلُوبِهِمْ مِنَ الجَزَعِ والهَلَعِ، وأَكِلُ أقْوَامًا إلى ما جَعَلَ اللَّهُ في قُلُوبِهِمْ مِنَ الغِنَى والخَيْرِ منهم عَمْرُو بنُ تَغْلِبَ))، فَقالَ عَمْرٌو: ما أُحِبُّ أنَّ لي بكَلِمَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُمْرَ النَّعَمِ، وروى البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعْطَى رَهْطًا وسَعْدٌ جَالِسٌ، فَتَرَكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا هو أعْجَبُهُمْ إلَيَّ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما لكَ عن فُلَانٍ؟ فَوَ اللَّهِ إنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا، فَقالَ: ((أوْ مُسْلِمًا)) فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أعْلَمُ منه، فَعُدْت ُلِمَقالتِي، فَقُلتُ: ما لكَ عن فُلَانٍ؟ فَوَ اللَّهِ إنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا، فَقالَ: ((أوْ مُسْلِمًا))، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أعْلَمُ منه فَعُدْتُ لِمَقالتِي، وعَادَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قالَ: ((يا سَعْدُ، إنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ، وغَيْرُهُ أحَبُّ إلَيَّ منه؛ خَشْيَةَ أنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ في النار))؛ إذن هذا العلم المحمود العلم بالآخرة وحقيقتها، وكذلك العلم بحقيقة الدنيا، وكيف يفقه العبد سنن الله في أرضه، وأن الدنيا لم تكن يومًا عند الله لها وزن ليكافئ العبد بها، أو يحرمه منها، وكل ذلك مبثوث في الكتاب والسنة، فكان لزامًا الجلوس لكتاب الله تأملًا ومطالعة للعلم والاعتبار.



العمل بالعلم: يقول الله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ [الشورى: 20]، وتأمل قول ربك عز وجل: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16]، وقال سبحانه: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77]، روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ))، وروى ابن ماجه من حديث زَيْد بْن ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ))، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.



فاللهم بالآخرة والعمل لها يأتي بالدنيا والآخرة, فهي خير وأبقى، اللهم اجعلنا نخشاك كأنا نراك.




رد مع اقتباس
قديم 06-14-2022   #2


الصورة الرمزية كـــآدي

 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 3 أسابيع (06:44 AM)
آبدآعاتي » 379,234
الاعجابات المتلقاة » 2472
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق
كل الود والإحترام


 توقيع : كـــآدي






القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد


رد مع اقتباس
قديم 06-14-2022   #3

https://www.arabsharing.com/do.php?img=332637

الصورة الرمزية دلع

 عضويتي » 23642
 جيت فيذا » Mar 2013
 آخر حضور » 07-03-2022 (03:30 PM)
آبدآعاتي » 123,657
الاعجابات المتلقاة » 2708
الاعجابات المُرسلة » 799
 حاليآ في » في بيتنا
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 24سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » دلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك rotana
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
لامنّي تباطيتڪ وجا بخاطري لڪ شووقْ

دعيت إن الفرح دربڪ .. ولاتنشآف بڪ ضيقّه
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



كـــ العادة إبـداع رائـع
وطرح يـسـتـحـق المتـابـعـة
بـــــ انتظار الجديد القادم


:
مع التحية والتقدير ..


 توقيع : دلع





رد مع اقتباس
قديم 06-14-2022   #4


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » 03-12-2024 (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5767
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ


 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 06-14-2022   #5


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ يوم مضى (11:45 AM)
آبدآعاتي » 1,081,181
الاعجابات المتلقاة » 14193
الاعجابات المُرسلة » 8335
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خيرا


 توقيع : ضامية الشوق












رد مع اقتباس
قديم 06-14-2022   #6


الصورة الرمزية ترانيم عشق

 عضويتي » 29992
 جيت فيذا » Jan 2021
 آخر حضور » 07-20-2023 (10:57 AM)
آبدآعاتي » 46,903
الاعجابات المتلقاة » 1058
الاعجابات المُرسلة » 928
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



شكركم من كل قلبي لتواجدكم العذب
دمتم بكل خير




رد مع اقتباس
قديم 06-14-2022   #7


الصورة الرمزية عـــودالليل

 عضويتي » 2
 جيت فيذا » Sep 2008
 آخر حضور » منذ 20 ساعات (08:31 PM)
آبدآعاتي » 750,794
الاعجابات المتلقاة » 2113
الاعجابات المُرسلة » 4048
 حاليآ في » فوق الكواكب والنجوم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 28سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » عـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك action
اشجع ithad
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



اختيار جميل جدا
يدل على ثقافه عاليه

شكرا من القب
على هكذا طرح




احترامي
محمد الحريري


 توقيع : عـــودالليل


مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
قديم 06-14-2022   #8


الصورة الرمزية شموخ

 عضويتي » 28080
 جيت فيذا » Jan 2015
 آخر حضور » منذ 6 ساعات (10:34 AM)
آبدآعاتي » 200,577
الاعجابات المتلقاة » 825
الاعجابات المُرسلة » 1095
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » شموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
♔شموخ ♔
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك


 توقيع : شموخ






اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥

اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره



رد مع اقتباس
قديم 06-15-2022   #9


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 6 ساعات (10:28 AM)
آبدآعاتي » 679,709
الاعجابات المتلقاة » 1043
الاعجابات المُرسلة » 393
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك


 توقيع : نظرة الحب









رد مع اقتباس
قديم 06-15-2022   #10


الصورة الرمزية ترانيم عشق

 عضويتي » 29992
 جيت فيذا » Jan 2021
 آخر حضور » 07-20-2023 (10:57 AM)
آبدآعاتي » 46,903
الاعجابات المتلقاة » 1058
الاعجابات المُرسلة » 928
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



اشكركم من كل قلبي لتواجدكم العذب
دمتم بكل خير




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأمانة بين الدنيا والآخرة لا أشبه احد ّ! …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 18 03-05-2022 10:33 PM
دعنا نلتقي أو لا نلتقي ضامية الشوق قصـايد ليل للخواطر المنقولة 8 03-18-2021 01:09 AM
أمنياتنا بين الدنيا والآخرة كـــآدي …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 22 01-13-2019 09:44 AM
الدنيا ممر والآخرة هي المقر البرق النجدي …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 16 12-11-2010 02:34 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية