ما لا تعرفه عن الإعاقة السمعية،
يعاني الكثير من الأشخاص من الإعاقة السمعية أو ضعف السمع أو فقدانه، مما يجعل هؤلاء الأشخاص غير قادرين على التواصل مع غيرهم بكثرة، مما قد يؤدي إلى العديد من المشاكل التي تعلق بذلك، مثل العزلة والوحدة، لذا يعد التواصل مع فاقدين السمع أمرًا هامًا للغاية؛
ما هي الإعاقة السمعية؟
تشير الإعاقة السمعية أو ضعف السمع أو الصمم أو فقدان السمع إلى عدم القدرة على سماع الأصوات؛ قد تكون الأعراض خفيفة أو متوسطة أو شديدة أو عميقة، وقد يعاني المريض المصاب بضعف خفيف في السمع من مشاكل في فهم الكلام، خاصة إذا كان هناك الكثير من الضوضاء حوله، بينما قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الصمم المعتدل إلى السمع.
بعض الناس يعانون من الإعاقة السمعية بشدة ويعتمدون على قراءة الشفاه للتواصل مع الآخرين، حيث أن هناك من الأشخاص الذين لديهم إعاقة سمعية عميقة ممن لا يستطيع سماع أي شيء نهائيًا، ويكونون معتمدين كليًا على قراءة الشفاه أو لغة الإشارة.
كيف يعمل السمع؟
تدخل الموجات الصوتية إلى الأذن، وتنزل لأسفل الأذن أو القناة السمعية، وتضرب طبلة الأذن، التي تهتز، ومن ثم تنتقل الاهتزازات من طبلة الأذن إلى ثلاث عظام تعرف باسم العظام في الأذن الوسطى.
تعمل هذه العظام على تضخيم هذه الاهتزازات وتكبيرها، والتي يتم التقاطها فيما بعد من قبل الخلايا الصغيرة الشبيهة بالشعر والمتواجدة في القوقعة.
تتحرك هذه عندما تضربها الاهتزازات، ويتم إرسال بيانات الحركة من خلال العصب السمعي إلى الدماغ، حيث يعالج الدماغ البيانات والتي يفسرها الشخص ذو السمع الوظيفي على أنها صوت.
ما هي أسباب فقدان السمع؟
يمكن أن تكون أسباب فقدان السمع والصمم إما أنها تكون خُلقية، وإما أن تكون مُكتسبة، وسنتحدث عن كل من هذه الأسباب:
الأسباب الخُلقية
الأسباب الخُلقية تعمل على فقدان السمع عند الولادة ومن الممكن اكتسابها بعد فترة وجيزة، حيث يمكن أن يحدث فقدان السمع بسبب العوامل الوراثية وغير الوراثية أو بسبب مضاعفات معينة أثناء الحمل والولادة، بما في ذلك:
- الحصبة الألمانية أو الزهري أو بعض أنواع العدوى الأخرى أثناء الحمل.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- اختناق الولادة (نقص الأكسجين في وقت الولادة).
- الاستخدام غير المناسب لأدوية معينة أثناء الحمل، مثل الأمينوغليكوزيدات والأدوية السامة للخلايا والأدوية المضادة للملاريا ومدرات البول.
- اليرقان الشديد في فترة الوليد، مما قد يؤدي إلى تلف العصب السمعي عند الرضيع.
الأسباب المُكتسبة
قد تؤدي الأسباب المُكتسبة إلى فقدان السمع في أي عمر، مثل:
- الأمراض المعدية بما في ذلك التهاب السحايا والحصبة والنكاف.
- التهابات الأذن المزمنة.
- جمع السوائل في الأذن (التهاب الأذن الوسطى).
- استخدام بعض الأدوية، مثل تلك المستخدمة في علاج التهابات الولدان، والملاريا، والسل المقاوم للأدوية، والسرطانات.
- إصابة في الرأس أو الأذن.
- الضجيج المفرط، بما في ذلك الضجيج المهني مثل الضجيج من الآلات والانفجارات.
- التعرض الترفيهي لأصوات عالية مثل تلك الناتجة عن استخدام الأجهزة الصوتية الشخصية بكميات كبيرة ولفترات طويلة من الوقت والحضور المنتظم للحفلات الموسيقية والنوادي الليلية والأحداث الرياضية.
- الشيخوخة، ولا سيما بسبب تدهور الخلايا الحسية.
- تواجد شمع أو أجسام غريبة تسد قناة الأذن.
- بين الأطفال، يعد التهاب الأذن الوسطى المزمن سببًا شائعًا لفقدان السمع.
ما هي أنواع الإعاقات السمعية أو فقدان السمع؟
يتم تصنيف الأنواع الرئيسية لفقدان السمع إلى ثلاث فئات:
- فقدان السمع الحسي العصبي: والذي يعني أن هناك مشكلة تحدث إما في الأذن الداخلية أو العصب السمعي، والتي توصل الصوت إلى الدماغ.
- فقدان السمع التوصيلي: والذي يعني أن الصوت لا يصل إلى الأذن الداخلية، عادة بسبب انسداد أو صدمة
- ضعف السمع المختلط: والذي يعني أن فقدان السمع ناتج عن مزيج من الاثنين.
ما هي أكثر أنواع الإعاقة السمعية أو فقدان السمع انتشارًا؟
يعد من أشهر أنواع فقدان السمع هو الحسي العصبي، وهو فقدان السمع الدائم الذي يحدث عندما يكون هناك تلف في الخلايا الصغيرة الشبيهة بالشعر في الأذن الداخلية أو العصب السمعي نفسه، مما يمنع أو يضعف نقل الإشارات العصبية إلى الدماغ؛ تحمل هذه الإشارات العصبية المسدودة معلومات عن ارتفاع الصوت ووضوحه.
الأسباب العامة للإعاقة السمعية
إذا ولد طفل مصابًا بفقدان السمع الحسي العصبي، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب متلازمة وراثية أو عدوى تنتقل من الأم إلى الجنين داخل الرحم، مثل داء المقوسات أو الحصبة الألمانية أو الهربس، بل وعندما يتطور فقدان السمع الحسي العصبي لاحقًا في الحياة -وهو أمر أكثر شيوعًا -يمكن أن يكون ناتجًا عن مجموعة متنوعة من المحفزات.
الأسباب الأكثر شيوعًا
- الشيخوخة الطبيعية، أو فقدان السمع المرتبط بالعمر.
- التعرض للضوضاء الصاخبة، التي يتم التعرض إليها ليها غالبًا أثناء العمل.
الأسباب الأقل شيوعًا
- أمراض القلب والسكري.
- الالتهابات مثل النكاف.
- داء منيير.
- من الآثار الجانبية للأدوية.
- ورم العصب السمعي أو سرطانات أخرى في الأذن الداخلية.
- الإصابات الرضحية التي تضر الأذن الداخلية أو العصب السمعي.
- أمراض المناعة الذاتية.
ما هو تأثير فقدان السمع؟
هناك عدة تأثيرات لفقدان السمع وهي:
التأثير الوظيفي
أحد التأثيرات الرئيسية لفقدان السمع هو عدم القدرة على التواصل مع الآخرين، وغالبًا ما يتأخر تطور اللغة المنطوقة عند الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع غير المعالج.
يمكن أن يكون لفقدان السمع دون معالجة وأمراض الأذن مثل التهاب الأذن الوسطى تأثير سلبي كبير على الأداء الأكاديمي للأطفال، وكثيرا ما زاد لديهم معدلات الفشل في الصف وزيادة الحاجة إلى المساعدة التعليمية؛ يعد الوصول إلى أماكن إقامة مناسبة أمرًا مهمًا لتجارب التعلم المثلى ولكنها ليست متاحة دائمًا.
التأثير الاجتماعي والعاطفي
يمكن أن يسبب الاستبعاد من التواصل مما يسبب مشاعر الوحدة والعزلة والإحباط، خاصة بين كبار السن الذين يعانون من فقدان السمع.
الأثر الاقتصادي
تقدر منظمة الصحة العالمية أن فقدان السمع الذي لم يتم معالجته يشكل تكلفة عالمية سنوية، وهذا يشمل تكاليف قطاع الصحة (باستثناء تكلفة أجهزة السمع)، وتكاليف الدعم التعليمي، وفقدان الإنتاجية، والتكاليف المجتمعية.
في البلدان النامية، نادرًا ما يتلقى الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع والصمم أي تعليم، كما أن البالغين الذين يعانون من فقدان السمع لديهم أيضا معدل بطالة أعلى بكثير؛ من بين العاملين، توجد نسبة أعلى من الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع في درجات أدنى من العمالة مقارنة بالقوى العاملة العامة.
لذا فإن تحسين الوصول إلى خدمات التعليم والتأهيل المهني، وزيادة الوعي خاصة بين أصحاب العمل حول احتياجات الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، سيخفض معدلات البطالة للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع.
ما هو علاج فقدان السمع؟
هناك بعض الطرق المتاحة التي تساعد هؤلاء الذين يعانون من جميع أنواع ضعف السمع، وكل طريقة من هذه الطرق يتوقف على كل من سبب وشدة الإعاقة السمعية.
فقدان السمع الحسي العصبي غير قابل للشفاء؛ عندما تتلف خلايا الشعر في القوقعة، لا يمكن إصلاحها، ومع ذلك،
يمكن أن تساعد العلاجات والاستراتيجيات المختلفة في تحسين جودة الحياة، ومنها:
- أجهزة مساعدات السمع: وهي أجهزة يمكن للأشخاص ارتداؤها مما تساعدهم على السمع.
- زراعة قوقعة: حيث أنه إذا كانت طبلة الأذن والأذن الوسطى ليس فيهما أي مشكلة، فقد يكون زراعة قوقعة أمرًا مفيدًا للغاية.
- قراءة الشفاه: حيث أنها طريقة لفهم اللغة المنطوقة من خلال مشاهدة شفة المتحدث وحركات الوجه واللسان، فيمكن للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع بعد تعلمهم قراءة الشفاه التحدث بسرعة.
- لغة الإشارة: حيث يمكن لهذه اللغة أن تسهل التواصل مع فاقد السمع، من خلال حركات يفهمها هذا الشخص باليدين والوجه والجسم، وهي طريقة تستخدم بشكل خاص مع الصم.