[align=center][tabletext="width:60%;background-color:white;border:5px groove darkred;"][cell="filter:;"][align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
كليات الدين:
1 ـ أولى كليات الدين المعرفة :
أيها الأخوة الأكارم، من السهل جداً أن تدخل في تفاصيل الدين، والدين باب واسع جداً من أبواب المعرفة، ولكن من حين إلى آخر أرى من المناسب أن أتحدث في الكليات.
الجزئيات أن تصل إلى دقائق الآيات، إلى دقائق السنّة، إلى دقائق السيرة، لئلا ندخل في التفاصيل، ونغفل أحياناً عن الأهداف الكبرى، والكليات العظمى، لذلك أجد من المناسب من حين إلى آخر أن نعود إلى الكليات.
لو دخلت إلى مكتبة إسلامية لوجدت عشرات بل مئات الآلاف من الكتب، إن شئت العقائد وأصولها، والقرآن وعلومه، والحديث ومصطلحه، والسيرة وأعلام الإسلام، والفقه ومذاهبه، قد تجد عشرات الآلاف من الكتب بل مئات الآلاف من الكتب في كل باب من أبواب الدين، ولا يتسع عمرٌ مهما طال لقراءة ما أُلِّف في أحد أبواب الدين.
إذاً نحن نحتاج أحياناً لا إلى الاستقصاء، لا إلى التفاصيل، لا إلى الجزئيات، بل نحتاج من حين إلى آخر أن نبقى في الكليات، في الأصول، في أصول الدين، في كليات الدين، في الخطوط العريضة، في الأهداف الكبرى، في الوسائل الناجحة...
فأردت في هذا الدرس أن يكون حول كليات الدين، فالدين يقوم على دعائم، وأُولى هذه الدعائم دعامة المعرفة، فدينٌ مِن دون طلب علم هذا مستحيل، فأولى دعامات الدين المعرفة، لأنه ما اتخذ الله ولياً جاهلاً، ولو اتخذه لعلّمه، لأنك إذا تدينت من دون معرفة فما الذي يحصل؟ تطبـق عشرات العبادات، وقد تخرق الاستقامة، لأنك لا تعلم، فيكون هذا الخرق حجاباً سميكاً بينك وبين الله، كل هذه العبادات عندئذٍ غير مجدية.
لن تستطيع إحكام الاتصال بالله عز وجل إلا إذا وقفت عند حدوده، ولن تقف عند حدوده إلا إذا عرفت حدوده، ولن تعرف حدوده إلا إذا عرفته قبل أن تعرف حدوده.
[/align][/cell][/tabletext][/align]