اَلْغَـــرَاآبُ اَلذِي نَبـتَ لَهُ عَقل

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عطش الغراب ذات يوم.. وهذا شيئ عادي طبعا.. لأن أي غراب في الدنيا يمكن أن يصاب بالعطش في أي وقت.. لايجد فيه ماء.. وأخد الغراب يبحث في كل مكان..فلم يجد قطرة ماء واحدة في أي مكان. كانت هذه هي المرة الأولى التي يطير فيها ذالك الغراب فوق الصحراء.. ولذالك فإنه لم يستطع العودة..وضل الطريق في الوادي.. وكلما طال بحثه زاد عطشه.. وكلما زاد عطشه ازدادت حيرته وازداد تعبه. ومع ذالك فإنه لم يكن هناك أمل في العثور على الماء.. ولكن.. حدث أن لمح جرة ماء بجوار شجرة سنط عجوز.. فصاح فرحاً..وانقض عليها.. ليطفئ لهيب عطشه.. ولكن.. يا للأسف.. كان بالجرة بعض الماء فعلاً.. ولكنه قليل..لم يستطع أن يصل إليه..حتى بعد أن أدخل كل رأسه فيها..فحاول أن يكسرها .. فلم يستطع.. وعندما فكر في قلبها لم يستطع زحزحتها.. وهنا..ملأت الدموع عينيه..وفكر في مصيره الأكيد إذا لم يستطع أن يشرب فوراً وفجأةً..وبعد أن كان اليأس قد غلبه..خطرت له فكرة عظيمة.. أسرع لتنفيدها على الفور.. وانطلق يحمل الحصا. ويلقي به في الجرة المنيعة..وحصاة بعد حصاة..ارتفعت المياه في الجرة..وطوبة بعد طوبة..أخد سطح الماء يقترب ويعلو..و.. وأخيرا.. استطاع أن يصل إلى الماء..فأخد يشرب في نشوة وسعادة حتى ارتوى.. وأخد يصفق بجناحيه ويرقص وهو يقول.. . عشت طول عمري أعتقد ان الغربان لا عقول لها..ولكن هذا خطأ مأكد..خطأ..غلط..وأكبر غلط..يجب عليَّ الآن أن أعود فوراً إلى أهلي لأبشرهم.. فلقد نبت لي عقل.. أنبته في رأسي العطش دمتم في حفظ الرحمن