الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 مـآذآ يـدور حولـﮯ 】✿.. > …»●[قصايد ليل للتربيهـ والتعليــم والاجتماعيات والتنمية البشرية]●«…
 

…»●[قصايد ليل للتربيهـ والتعليــم والاجتماعيات والتنمية البشرية]●«… { .. يختص هذا القسم بتعليم كل المواد واللغات ولجميع المستويات للطلاب والمعلمين والاهتمام بالتطور التعليمي .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-2015   #1
 
الصورة الرمزية فزولهآ
 

s2 المتنبي وصمت الرشيد !

[align=center][tabletext="width:70%;background-color:firebrick;"][cell="filter:;"][align=center]

المتنبي وصمت الرشيد !

على الرغم من شهرة يوم الجمعة " الثقافية" ولوذ الأدباء والمثقفين برداء المتنبي، والجلسات الفنية والشعرية والبحثية والتاريخية والمعارض وصوت الشبيبة الممتزج بصوت مويجات دجلة، إلا أن الألم الذي ينغرز في القلب ويدميه يرافقنا في رحلة الوصول والعودة ليروي لنا قصة مدينة زاهية اسمها مدينة السلام التي قيل عنها.. من لم ير بغداد فما رأى الدنيا ولا شاهد الناس، لكنها لم تعد تلك المدينة التي تأخذ بتلابيب القلب، يسعد الإنسان برؤياها، ويفرح بمنعطفاتها، ويزهو متباهيا بأنه وريث مدينة كانت قبلة الدنيا في جمالها ورقيها ونظافتها وعمرانها وأمكنتها.

كبرت خيبتي للمرة الثالثة التي زرت فيها" المتنبي" وأنا أدور بحثا عن مكان لأركن به سيارتي مصطحبة معي عائلتي التي أغريتها بأنها ستقضي يوما ممتعا ينسيها صدأ صمت أيام بغداد التي يتآمر الكثيرون في سبيل اتساع رقعة مساحته. مررنا بشوارع مكتظة بالنفايات والعربات التي عفا عليها الزمن وبأرصفة يفترشها فقراء يحاولون بيع بضاعة لا تصلح إلا كأنقاض، ظلال أبنية آيلة للسقوط تحتمي من الانهيار، وهي تتكىء على بعضها البعض وتنمو الحشائش والأدغال فوق سقوفها الخشبية المنهارة، فيما نوافذها وجدرانها متخمة بثقوب إطلاقات مرت عليها وتركت دمارها النفسي لكل الوجوه التي تصافحها.. صمتت عائلتي وهي تحاول أن تجد موقع قدم نظيف تضع خطواتها عليه، فيما أسحب أنا ابتسامة ميتة في محاولة مداراة خيبتي بفشل ما وعدتهم به.. أسحب خطواتهم سحبا، وأنا أرى الدهشة في وجوههم متسائلين أهذا شارع الرشيد الذي نعرفه؟ ليتنا بقينا على فراقنا له ولم نصدم برؤيته قاحلا من الجمال بهذا الشكل الرهيب.

نصل المتنبي وأخفي ارتباكي، وأنا أرشدهم إلى عناوين كتب تهمهم، وواجهات مكتبات حدثتهم عنها، ومدرسة رشدية يعرفون تأريخها وقشلة تم إحياؤها قبل زمن قصير، فاكتظت بالكثير من فوضى الخدمات والنفايات بوقت أقصر من عمر إحيائها.. يصمتون وهم يشاهدون" الجواهري" يبيع القهوة بنصف جسد وكأنه فقد توازنه وسط الخراب.. يتلفتون هربا إلى دجلة و"عبارة "تحاول إعادة الحياة إلى أصوات السبعينات فيصخب الصوت بهدير محركات عفا عليها زمن العمل الحقيقي ومكانها مقبرة العوامات.

يمدون أيديهم إلى الفضاء وأسحب معهم سماء بلادي الحبيبة إلى قلبي، وقلوبهم ولا نلوذ بالمتنبي الشاهد النازف على خراب سيعود لينتظرنا بعد بضعة أمتار. يصمت شارع الرشيد وتغلق محاله ظهرا وتملأ العلب الفارغة أرصفته وشارعه المبقع بالمياه الآسنة والمطبات والحفر.. تختفي الحياة وتدور نظراتنا إلى الأزقة الضيقة في كل مقتربات الشارع بمنازله التي تعود إلى بدايات القرن الماضي، وكأننا في مدينة خارج التأريخ وخارج نطاق الحضارة والعمران ونعيش في أطراف القرى والقصبات. تسألني عائلتي أهذه بغداد بميزانيتها الضخمة؟ أهذه بغداد الزاهية؟ أهذه بغداد الراقية؟ وأشاركهم صب اللعنات على كل من يشارك في إرجاء إعمار البنى التحتية لوطننا وعلى كل من يحاول سرقتها وكل من يباشر نهبها وكل من يأخذ من ثرواتها ليكنز جيوب المرتشين ومزيفي الوطنية والحاقدين على زهو بغداد العظيمة.

نعود مطأطئي الرؤوس لنتعثر بقناني مشروبات كحولية وغازية ومعدنية، أخبئ حزني وأنا أفتعل حوارا من هنا وهناك، فتواجهني نظرات صامتة لا تشاركني محاولتي، أعود حزينة بعد سويعات بحث عن فرح بين أرجاء شارع المتنبي ورواده الباحثين عن غذاء الروح والعقل، فندخل في دوامة محاولة الخروج من مطبات شارع، إذ مازال العمل متعثرا في إنشاء

المتنبي وصمت الرشيد !

على الرغم من شهرة يوم الجمعة " الثقافية" ولوذ الأدباء والمثقفين برداء المتنبي، والجلسات الفنية والشعرية والبحثية والتاريخية والمعارض وصوت الشبيبة الممتزج بصوت مويجات دجلة، إلا أن الألم الذي ينغرز في القلب ويدميه يرافقنا في رحلة الوصول والعودة ليروي لنا قصة مدينة زاهية اسمها مدينة السلام التي قيل عنها.. من لم ير بغداد فما رأى الدنيا ولا شاهد الناس، لكنها لم تعد تلك المدينة التي تأخذ بتلابيب القلب، يسعد الإنسان برؤياها، ويفرح بمنعطفاتها، ويزهو متباهيا بأنه وريث مدينة كانت قبلة الدنيا في جمالها ورقيها ونظافتها وعمرانها وأمكنتها.

كبرت خيبتي للمرة الثالثة التي زرت فيها" المتنبي" وأنا أدور بحثا عن مكان لأركن به سيارتي مصطحبة معي عائلتي التي أغريتها بأنها ستقضي يوما ممتعا ينسيها صدأ صمت أيام بغداد التي يتآمر الكثيرون في سبيل اتساع رقعة مساحته. مررنا بشوارع مكتظة بالنفايات والعربات التي عفا عليها الزمن وبأرصفة يفترشها فقراء يحاولون بيع بضاعة لا تصلح إلا كأنقاض، ظلال أبنية آيلة للسقوط تحتمي من الانهيار، وهي تتكىء على بعضها البعض وتنمو الحشائش والأدغال فوق سقوفها الخشبية المنهارة، فيما نوافذها وجدرانها متخمة بثقوب إطلاقات مرت عليها وتركت دمارها النفسي لكل الوجوه التي تصافحها.. صمتت عائلتي وهي تحاول أن تجد موقع قدم نظيف تضع خطواتها عليه، فيما أسحب أنا ابتسامة ميتة في محاولة مداراة خيبتي بفشل ما وعدتهم به.. أسحب خطواتهم سحبا، وأنا أرى الدهشة في وجوههم متسائلين أهذا شارع الرشيد الذي نعرفه؟ ليتنا بقينا على فراقنا له ولم نصدم برؤيته قاحلا من الجمال بهذا الشكل الرهيب.

نصل المتنبي وأخفي ارتباكي، وأنا أرشدهم إلى عناوين كتب تهمهم، وواجهات مكتبات حدثتهم عنها، ومدرسة رشدية يعرفون تأريخها وقشلة تم إحياؤها قبل زمن قصير، فاكتظت بالكثير من فوضى الخدمات والنفايات بوقت أقصر من عمر إحيائها.. يصمتون وهم يشاهدون" الجواهري" يبيع القهوة بنصف جسد وكأنه فقد توازنه وسط الخراب.. يتلفتون هربا إلى دجلة و"عبارة "تحاول إعادة الحياة إلى أصوات السبعينات فيصخب الصوت بهدير محركات عفا عليها زمن العمل الحقيقي ومكانها مقبرة العوامات.

يمدون أيديهم إلى الفضاء وأسحب معهم سماء بلادي الحبيبة إلى قلبي، وقلوبهم ولا نلوذ بالمتنبي الشاهد النازف على خراب سيعود لينتظرنا بعد بضعة أمتار. يصمت شارع الرشيد وتغلق محاله ظهرا وتملأ العلب الفارغة أرصفته وشارعه المبقع بالمياه الآسنة والمطبات والحفر.. تختفي الحياة وتدور نظراتنا إلى الأزقة الضيقة في كل مقتربات الشارع بمنازله التي تعود إلى بدايات القرن الماضي، وكأننا في مدينة خارج التأريخ وخارج نطاق الحضارة والعمران ونعيش في أطراف القرى والقصبات. تسألني عائلتي أهذه بغداد بميزانيتها الضخمة؟ أهذه بغداد الزاهية؟ أهذه بغداد الراقية؟ وأشاركهم صب اللعنات على كل من يشارك في إرجاء إعمار البنى التحتية لوطننا وعلى كل من يحاول سرقتها وكل من يباشر نهبها وكل من يأخذ من ثرواتها ليكنز جيوب المرتشين ومزيفي الوطنية والحاقدين على زهو بغداد العظيمة.

نعود مطأطئي الرؤوس لنتعثر بقناني مشروبات كحولية وغازية ومعدنية، أخبئ حزني وأنا أفتعل حوارا من هنا وهناك، فتواجهني نظرات صامتة لا تشاركني محاولتي، أعود حزينة بعد سويعات بحث عن فرح بين أرجاء شارع المتنبي ورواده الباحثين عن غذاء الروح والعقل، فندخل في دوامة محاولة الخروج من مطبات شارع، إذ مازال العمل متعثرا في إنشاء مجسر باب المعظم منذ خمس سنوات، وما زال التلكؤ يحفر أخاديد في كل وجه المدينة. ترى من سيعطيني أجوبة على كل حفلات الدمار التي لاحقت رحلتنا في جمعة " المتنبي"؟!.مجسر باب المعظم منذ خمس سنوات، وما زال التلكؤ يحفر أخاديد في كل وجه المدينة. ترى من سيعطيني أجوبة على كل حفلات الدمار التي لاحقت رحلتنا في جمعة " المتنبي"؟!.


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



الموضوع الأصلي : المتنبي وصمت الرشيد ! || الكاتب : فزولهآ || المصدر : منتديات قصايد ليل

 

التوقيع:



احُب كل شي كان رحمه لي من الله


  رد مع اقتباس
قديم 04-01-2015   #2
 
الصورة الرمزية جنــــون
 

افتراضي

احسنتي حبيبتي


التوقيع:



  رد مع اقتباس
قديم 04-02-2015   #3
 
الصورة الرمزية أبو إبتهال
 

افتراضي

عافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد



التوقيع:




  رد مع اقتباس
قديم 04-02-2015   #4
 
الصورة الرمزية مْلكَة زمْانــْے
 

افتراضي

اهنيك
على المعلومات الراقية
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء
وجهداً تشكرون عليه
دمتم بروعة طرحكم
أكاليل الزهر أنثرها
في متصفحكم
لكم جزيل الشكر ـ



التوقيع:
[

  رد مع اقتباس
قديم 04-02-2015   #5
 
الصورة الرمزية فزولهآ
 

افتراضي

نورتي جنون


التوقيع:



احُب كل شي كان رحمه لي من الله


  رد مع اقتباس
قديم 04-02-2015   #6
 
الصورة الرمزية فزولهآ
 

افتراضي

نورت مجنون


التوقيع:



احُب كل شي كان رحمه لي من الله


  رد مع اقتباس
قديم 04-02-2015   #7
 
الصورة الرمزية فزولهآ
 

افتراضي

نورتي روح


التوقيع:



احُب كل شي كان رحمه لي من الله


  رد مع اقتباس
قديم 04-02-2015   #8
 
الصورة الرمزية رووح لايمسها عابر
 

افتراضي

سلمتي على روعة الانتقاء
الله يعطيكـ العافية
تقديري


التوقيع:






عشت انكســارات ألمتنــي كثيــراً '
لكنـهــا أخــرجتنــي مـن ضعـفــي لأصبــح انســانه..
لا يكســـرها اهمــــال أحـــد !
  رد مع اقتباس
قديم 04-03-2015   #9
 
الصورة الرمزية فزولهآ
 

افتراضي

نورتي انثى


التوقيع:



احُب كل شي كان رحمه لي من الله


  رد مع اقتباس
قديم 04-03-2015   #10
 
الصورة الرمزية عازفة القيثار
 

افتراضي

يع ــطيك الع ــآفية
ولآ ع ــدمنآ تميز انآملك الذهبية
دمت ودآم بح ــر عطآئك بمآ يطرح متميزآ


التوقيع:

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المتنبي, الرشيد, وصلت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إحم إحم...أنا وصلت...أريد ترحيب ROoOK girl …»●[ياضيــف عمري مرحبا وأهليــن]●«… 17 03-19-2009 09:47 PM
موضات الشباب وصلت للثياب... البرق النجدي …»●[عـــــــــالــم آدم ]●«… 13 03-12-2009 03:20 AM
مرحبا حنو وصلت حنو الدلوعة …»●[ياضيــف عمري مرحبا وأهليــن]●«… 24 01-17-2009 03:57 AM
أبو الطيب المتنبي، سراب …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 3 12-20-2008 02:56 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية