الرعاية الداعمة لمرضى الزهايمر

#1 12-12-2011

الرعاية الداعمة لمرضى الزهايمر

إن مرض الزهايمر هو داء يصيب المخ و يتطور ليفقد الإنسان ذاكرته و قدرته على التركيز و التعلم، و قد تحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالات من حالات الجنون المؤقت. و لا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير، إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام لآخر.
إن تقدم السن هو أكثر العوامل المشجعة لظهور المرض، حيث أن غالبية المرضى يصابون به بعد سن الخامسة و الستين، و يزداد احتمال ظهور المرض إلى ضعفين أو ثلاثة عند الأشخاص الذين أصيب أحد والديهم أو أجدادهم بهذا المرض مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، كما تمكن العلماء مؤخرًا من التعرف على مورثة يُعتقد أنها ما يسبب المرض.
هناك بعض الإرشادات التي يجب مراعاتها دائما عند التعامل مع مريض الزهايمر:

عندما تتكلم مع مريض الزهايمر يجب أن تتكلم بهدوء و بصوت واضح مستخدما كلمات بسيطة و جمل قصيرة.

كل إنسان له كرامته الخاصة و له تاريخه و منزلته التى يجب المحافظه عليها لأن المرض يفقده إياها و لذا يجب أن نتجنب مناقشة حالة المريض فى أثناء وجوده.

مريض الزهايمر مثل أى مريض لابد أن يعامل باحترام كشخص كبير و ليس كطفل طبقاً لما تسمح به حالته, و حاول معاملة المريض كما كنت تعامله قبل إصابته و لا توقع اللوم عليه فى تصرفاته التى هو غير مسئول عنها و لكن نتيجة مرضه.

حافظ على الحوار و التواصل مع المريض.

مريض الخرف ( ألزهيمر ) له نفس الحقوق و الحاجات لأنه مثل أى مريض أخر و التى تتمثل فى حاجات جسديه-. حاجات نفسية -حاجات اجتماعية و حاجات روحانيه التى لابد أن تلبى لكى يحتفظ المريض بكرامته و هدوئه و بذلك يجب أن تكون العناية متكامله نفسية و جسدية و روحانية.

تقديم أى رعاية و لو بسيطه لمريض الخرف يرفع من روحه المعنوية.

من الضرورى أن يظل المريض مستقلاً معتمداً على نفسه لأطول مدة ممكنة فهذا يساعده على الحفاظ على إحترامه لنفسه و يقلل من العبء الواقع عليك .

يجب أن يكون للمريض روتين يومي مستمر يبدأ من الصباح و ينتهي بالمساء و لا يتفاوت من يوم لآخر، مما يساعد في تهدئة المريض.

إن رعاية مريض الخرف و خاصة في المراحل المتقدمة عندما تصبح هناك إعاقات بدنية و عاطفية و تغيرات في شخصيته هي من الأمور الشاقة و المتعبة على أي شخص حتى لو كان بصحة جيدة.

تعاملك مع مريض الخرف حتى لو كان فقد كثيرا من قواه العقلية و ذاكرته، فقليل من المرح و التنكيت الخفيف قد يفرحك ويفرح المريض في نفس الوقت

التعامل بوسائل غير لفظيه مثل اللمس.

الجلوس بجواره يكون أفضل من التعامل اللفظى لأنه مع التقدم فى المرض يصبح التواصل والحوار بينك و بين المريض صعباً.

اظهر حبك و دفئ مشاعرك من خلال الأحضان إذا كان ذلك لا يزعج المريض .

كن واعياً بلغتك أنت الجسدية.

تأكد من حصولك على إنتباه المريض إليك قبل التحدث إليه.

اكتشف ما يحتاجه التواصل الفعال مع المريض من كلمات للتذكره الحفز و عمليات إرشاد و توضيح.

انتبه إلى لغة الجسد لدى المريض فالأفراد الذين يجدون صعوبه فى الكلام يتواصلون من خلال وسائل غير لفظيه.

يجب أن نعرف أن هذا المرض يتطور من سنة لأخرى بحيث لا يوجد هناك تذمر مع مرور الأيام بل يجب أن ننظر نظرة إيجابية وأن نحتسب الأجر من الله في رعاية هذا المريض، و خصوصًا إذا علمنا أنه لا يمكن فعل شيء لوقف تقدم المرض.

لذا يجب علي أسرة المريض:
- يجب على كل فرد من أفراد العائلة الصغير و الكبير أن يهتم بالمريض و لا نترك الوظيفة لشخص واحد، و يفضل في بداية التشخيص أن يعرف كل فرد من أفرد العائلة معنى كلمة الزهايمر، و أنه سوف يتقدم كل سنة، و أن المريض قد يفقد قواه العقلية بتدريج مثل الذاكرة و الحكم على الأشياء، و أحيانًا الكلام و التوهان، كما يجب تنبيههم أن الحالة النفسية للمريض تتغير بما فيها من الاكتئاب أو هيجان في بعض الأحيان.
- يؤثر مرض الزهايمر على منطقة التخاطب بالدماغ فيواجه المريض في البداية صعوبات في إكمال الجملة مثل العثور على الكلمة المناسبة، و أحيانًا صعوبة في فهم الكلمات التي تلقى عليه، كما أنه قد يعيد السؤال عدة مرات أو يغلط في استخدام بعض الكلمات، و سوف يلاحظ أن طلاقة المريض و قدرته على التخاطب تتغير من فتره لأخرى ففي بعض الأيام تكون جيدة و في بعض الأيام متردية و هذا كثيرًا ما يحدث في السنوات الأولى من مرض الزهايمر، و يفضل استخدام لغة الإشارة البسيطة مثل الابتسامة و هز الرأس و التخاطب بالعين فهذا يسهل على المريض فهم المراد، عندما يتكلم مريض الخرف أو يحكي حكاية حتى لو كانت مكررة عشرات المرات يفضل الاستماع له و الإنصات و الابتسام له فهذا يساعد على تحسن نفسيته.
- استخدام الكلمات اللطيفة مع المريض مثل: (تفضل، اسلم، طال عمرك، و غيرها) و الابتعاد عن الكلمات الجافة التي تجرح مشاعره و خصوصًا في السنوات الأولى عندما يكون المريض على شيء من الوعي بمشكلته فإن جرح مشاعره قد يصيبه بالاكتئاب الداخلي.
- يجب أن نحاول أن نبعد المزعجات و الضجيج عن غرفة المريض و خاصة الراديو و التلفزيون، و لا نتكلم عن المريض مع الآخرين بحضرته معتقدين أنه لا يفهم فقد يحس المريض ببعض الكلمات و يفهمها، عندما يحاول المريض أن يجد الكلمة المناسبة و لا يستطيع و يتردد بالكلام نحاول أن نساعده بأن نقترح عليه كلمة معينة أو نعطيه خيارات يختار منها أو نعطيه قلما كي يكتبها.
- إن المريض عندما تصبح ذاكرته ضعيفة قد يعيد السؤال مرات كثيرة حتى لو تم إجابته، و في مثل هذه الحالة يفضل أن نجيبه مرة أو مرتين ثم نحاول أن نغيّر الموضوع بحيث لا يتعب المريض من تكرار السؤال.
- عندما يقول المريض كلاما أو يقول قصة غير حقيقية يختلقها هو أو معلومة غير صحيحة لا نحاول أن نصحح له و نجادله في صحة الموضوع، يكفي ابتسامة ثم نغير الموضوع لإنهاء الوضع.
- التبكير بوجبة العشاء بحيث تكون قبيل المغرب.
- الإضاءة الجيدة عندما تأتي فتره ما بعد العصر يجب إضاءة البيت بطريقة جيدة، و إخبار المريض بوقت المغرب عن طريق الساعات المنبهة.
- عندما يحصل التوهان و يتلخبط المريض يجب مسك يده و التربيت على كتفه و إخباره أن الآن وقت المغرب من اليوم الفلاني و هكذا.
- من النقاط المهمة التي يغفل عنها كثير من العوائل أن الفراغ يؤثر على نفسية المريض حتى لو كان المريض مخرفا فمن الأفضل أن يعطى شيئا يشغل وقته، أي عمل يدوي كان يحب عمله سواء الربط أو الحمل أو فك الأدوات، فكل عمل يدوي يقوم به المريض حتى لو كان ليس له أي فائدة سوف يساعد في رفع معنوياته وتحسين نفسيته لدرجة كبيرة فحاول العثور على عمل يدوي يساعد المريض و يقضي على وقت فراغه سواء العمل في حديقة المنزل أو العمل على فك الأشياء أو رعاية بعض الحيوانات مثل رعاية الإبل و غيرها كل هذا يساعد في تحسين نفسية المريض.
- بعض مرضى الزهايمر قد يصابون بالاكتئاب وخصوصا في المراحل المبكرة من المرض فيجب الانتباه لهذا و إخبار الطبيب عنه لأن الاكتئاب من الأشياء التي يمكن علاجها بالأدوية، وعلامات الاكتئاب تشمل حب الانعزال و نقص التركيز و الإحساس بضيقة الصدر و قلة تعابير الوجه و قلة الشهية و قلة النوم بالليل و كثرة النوم بالنهار.
- لتقليل احتمالات الاكتئاب يجب تشجيع المريض على الرياضة، إعطائه فرصة للتحدث والاستماع له حتى ولو كان كلامه مكررا، كما يجب الالتزام بالنصائح التي ذكرناها سابقا بعدم التصريح بالتشخيص أمامه, كما أن القراءة تساعد إن كان يستطيع القراءة أو مشاهدة التلفاز.
- في بعض الأحيان قد يكون من الأشياء التي تسعد المريض أن يركب بسيارة مع أحد أبنائه أو أحد أقاربه بحيث يأخذه في جولة بالحي أو الأماكن التي يحب زيارتها، ثم العودة للمنزل فهذا يعتبر مثل الدواء للمريض.
- لهشاشة العظام أدوية خاصة و منها الالفيتامين (د) و الكالسوم و أدوية أخرى توصف من قبل الطبيب مع المتابعة.