10-14-2011
|
#2
|


الجزء الثاني
خلاص عافـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك الخاطر ...
في عالم مختلف ولكن ليس منفصل يعيش رجل ...
رجل حب بكل معنى الكلمة ...
حب انسانة حس انها انظلمت ...بس هو مايقدر يترك ام عياله وعياله علشانها حتى لو هي غالية .... طيبته خلته يضمها عنده ... بس بنفس الطيبة ... تخلى عنها عند دموع الصدمة اللي نزلت على وجه زوجته اللي عاش معها اكثر من خمس وعشرين سنة ... ماقدر يكون خاين لعشرته معها خصوصي انها خيرته بينهم الثنتين ... واختار انه يكون مخلص للعشرة ... قرر انه مايتخلى عنها بس انصطدم يوم جاب ولده المفتاح وقال له انها سلمته المفاتيح وقالت له انها لقت لها بيت ثاني ... راحت بس ماراحت عن باله ..
زوجته يوم درت عنه انه متزوج غيرت معاملتها بس ... الطبع غلاب ... يوم راح الخطر اللي يهدد حياتها رجعت زي زمان ... نفس الانسانة اللي عاشرها اكثر من خمس وعشرين سنة ... انسانة انانية ... تفكر بنفسها .....ومايدق الحب لقلبها باب ...
تزوجها من خمس وعشرين سنة ... وسكن معه امها هيا واختها لطيفة واخوها عبد الله .... عاش مسؤول عن عيلتها وماهمه كان يحبها ... سوى لها كل شي ... بس عجز يلفت نظرها انه محتاج لحنان .... صدمته كثير ... بانانيتها ... بس دايم مستعد يجرب مرة وثنتين وثلاث ... بس ي دايم تصده ... وتعتبرها مراهقة ...
حتى مع عيالها ... من جابتهم وهم عند شغالتها عابدة اللي ظلت معهم طول هالسنين تربى العيال وتهتم بالبيت ... تركت ام بدر عليها كل شي .... حتى التدريس .... كانت عابدة تقوم به .... ماعترض ...
زوجت اختها واخوها على حسابه بس هو كان سعيد بانه ينفذ لها طلباتها ..... الكل كان يتعامل معه باسلوب حلو الا هي كانت جافة ومتطلبة ومايرضيها شي ... وماعندها اي قدرة على العطاء ... على الاخذ وبس ...
كان محتاج للحنان ولقى هالانسانة دخلت عليه محتاجة من يساعدها ... وحيدة في الدنيا ... وزيه محتاجه لحنان ... تلقاها وتلقته وصاروا لبعض سند وصدر حنون ... حس انه لقى روحه اللي مضيعها من سنين صحيح هو كبير في السن بس لسى قلبه محتاج للحب زي اي شاب في مقتبل العمر يبي يجرب اللي ماعاشه ..
ضعف حالها هو اللي جذبه لها .... ماكان ناقص وحدة قوية ... عجبه انها محتاجة له ... حس انه يعيش رجولته .... مستحيل ينساها ابد .... بتظل معزتها كبيرة لو وش صار ..... حتى لو هي صدته ...
ام بدر بعصبية : وين سرحان اللي ماخذ عقلك ...
حسن : ابد .... اشريك نروح للمدينة او لمكة نغير جو ...
ام بدر : بس وربعي ماقدر اصبر عنهم ... اصبر خليني اعزم عليهم نروح كلنا مع بعض اونس ..
حسن : بس انا ابي اروح معك لوحدنا ....
ام بدر : لالالالا مو حلوة الروحة الا جماعة ... على الاقل خلي اهلي والعيال يروحون معنا ....
سكت لانه عارف ان اللي تقوله تسويه ... تنهد وقام ...
ام بدر : وين ...
حسن : بروح المكتب ...
ام بدر : جهز لي كاش ابيه ...
حسن : ان شاء الله
طلع حسن وعند الباب ... بدر : يبه على وين ؟؟ وحب راس ابوه
حسن : ابد بروح المكتب ....
بدر : الله معك ....
بدر شخصيته قاسية جداااا بس يحب امه وابوه لدرجة انه يعتبر نفسه هو الولي عليهم مو العكس ...مع انه لسى توى عمره اربع وعشرين ....وخاصة امه مايحب يزعلها ... لمن دري عن ابوه تزوج قوم الدنيا وقعدها ايه هذا اللي كان ناقص يتزوج على امه ... مسيكينة ... وراح وحذره وامره يترك نورة .... وهدد ابوه لو صار في امه شي ... بس هي كانت تمثل علشان تستميل بدر لجهتها ...
دخل وحب راس الوالدة : هلا يمه .... وجلس جنبها ...
ام بدر : هلا بالغالي ... تحب الكعبة ...الا على طاري الكعبة وش رايك نروح ...
بدر : اذا بتروحون خليني بعيد ... عندي دراسة ... ماباقي لي شي ...
ام بدر : موب الحين بعد الامتحانات .....
دخل عليهم سعود اللي لسى بالثانوي .... سعود يختلف عن اخوه بس مو كثير ... نوعا ما وسط ... ولكن بالرغم من انه يهمه رضى امه وابوه بس كان ذا شخصية مستقلة .... عايش حياته في عالم ثاني ... مع ربعه
حب راس امه وجلس .....
ام بدر : روح غير ... وغسل علشان تحط لك عابدة الاكل ...
صرخ سعود : عابدة ....
وجت شهقت : سعود ... ايش هذا يلا يلا قوووم ... قوم غسلي ...
سعود : طيب انا جوعان ..
عابدة : غسلي اول ... وانا احط لك اكل ... سحبته وراحت فيه لداخل ...
لحقهم بدر .... : عابدة وانا بعد حطي لي اكل .... وسوي لي عصير معه ... ودخل غرفته ...
ظلت عابدة مع سعود علشان يعطيها الملاب سالوسخة بعد لعب الكورة ... وطلعت له ملابس نظيفة ...
ام بدر حركت سماعة التلفون ودقت على بيت اختها لطيفة ..
لطيفة : الو
ام بدر : السلام ....
لطيفة : وعليكم السلام ... هلا بوخيتي ام بدر ... كيف احوالكم ...؟
ام بدر : الحمد لله وش اخبار العيال ...
لطيفة : الحمد لله .....
ام بدر : وامي ..
لطيفة : تسلم عليك ...
ام بدر : ماتبي تجي عندي كم يوم .. صار لها مدة ماجت ...
ارتبكت لطيفة ... : الا بس احنا لسى ماشبعنا منها ...
ام بدر : طيب سلمي عليها .. سكرت وهي متضايقة امها صارت ماتحب تجي عندها ... دايم تلومها على معاملتها مع زوجها ... هو دايم يستاهل ... حتى لما امنت له تزوج عليها ... وحدة من الشارع ... تغير وصار لاهي عنها .....ومابرد خاطرها حتى لمن هزاته وعياله وقفوا في وجه .... وحتى لمن طلقها حست ان الخطر لسى موجود ...... مارتاحت الا لين جاب لها بدر ملابس غريمتها والذهب .... رمت الملابس لعابدة تحرقها واخذت الذهب لها .....لامتها امها .... وقالت لها : خافي الله ... البنت ماغلطت ولازوجك ... انتي اللي غلطتي بحق نفسك يوم اهملتيه .... تعتبرها غلطانة ....وتعتبرها ظالمة ... قامت تزينت ولبست وطلعت ماتبي تشيل هم احد غير وناستها ...
.........................
عند حسن في المكتب .... جالس يتامل اوراقه .... انفتح باب المحل ... ودخلت ... شافها ...وقف لها
وقال بنبرة حنونة : هلا .. هلا تفضلي ..
تقدمت وجلست قدامه .... كاشفة وجهها ومتزينة والنظارة الشمسية مغطية نص وجهها
جاء جلس قبالها : حي الله من جاني .. نور المكتب ....
بس هي خلاص حست نفسها تكره ... تكره بعد ماحبته .... ااذا كرهت روحها كيف تحبه ..
ردت بصوت قاسي وجاف : شكرا ...
حس انها تغيرت .... : انا تضايقت كثير لمن عرفت انك سلمتي الشقة
طالعته بنظرة استنكار كنها مو مصدقة انه صادق : عرفت ....
حسن : لمن رحت الشقة استغربت انك ناسية تاخذين ارواقك ... كل ملابسك وذهبك .... مو موجودة ... بس انا احتفظت بالاوراق ...
نورة : مشكور .... انا جاية الحين ابيها لو سمحت ...
حسن : محتاجة شي .... ناقصك شي ...حط يده علي يدها ...
سحبتها بقوة : لا ....
حسن : الظاهر كذا ...فتح الخزنة وجاب لها الاوراق ....
اخذتها تتفقدها .... قامت بدون ماترمش .... وفتحت الباب ... وهي طالعة نورة : بس انا ماطلعت من الشقة ... انا انطردت منها ....
لحقها : : نورة .... نورة ....
كملت طريقها ومااهتمت .... مسك الباب قبل ماتسكره ... : مين ....مين اللي طردك ..
نورة : حسن خلاص الموضوع انتهى ... خلني في حالي ...
حسن : طيب وين ساكنة ... خليني ادبر لك سكن ثاني ...
نورة : مابي منك شي ....
حسن : بس انا ابي اعرف اخبارك ... تكفين ....
نورة : يصير خير .... وبعدت يده ... وسكرت الباب ....
الجزء الثالث
بعيني شفتــــــــــــــــــها ...
مرت السنين عليها ....
والدرب اللي تمشيه وعر ... ومظلم ... ونهايته دمار ...
باعت نفسها .... واخسرت كل شي ... كل شي يربطها بانسانيتها ....
كبرت ملامح وجهها ... وصارت تكسوه القسوة .... نظراتها حادة ....
مسالك دربها انتهت بها لبيت قديم في حارة قديمة .... صارت حالتها كسيفة ... تركت الوظيفة اللي ماقدرت تستمر فيها بنفس الحالة ...
كرهت نفسها ... وحاولت تدمر كل شي باقي في داخلها ....
بس هي جالسة تدمر بنتها معها .... كل معاناتها اللي عاشتها زمان ... حز في خاطرها انها عانت.... فدفعت بنتها لنفس المعاناة ....
كل يوم .... كانت البنت ماتدري مصير امها .... البيت يمتلي بالجلسات المجون .... واحيانا باب الشارع يكون مفتوح ... واحيانا تغيب بالايام .... وهي وحيدة دايم سوى موجودة والا لا ...
في كل ليلة .... تروح تتخبى تحت المغسلة في الحوش .... تخاف احد يأذيها .... تجلس ترجف لين الصبح .... واحيانا التعب يعيها وتنام وتصحى على رجفة امها .... وصراخها ... اول ماتشوف نوبة الغضب اكتست امها .. تصير مثل ورقة على فرع شجر ... تهب عليها ريح قوية ... ترجف .... وماتقدر تتحكم بنفسها وتتبول على عمرها ... وساعاتها تسمع السب والالفاظ السيئة اللي تطلع من فم امها ...
عانت كثير معها ... من ذاك اليوم اللي طلعت ماسكتها من بيت هند .... وهي وياها هايمين ... كانت تظن انها ماتفهم شي ... بس هي شايفة كل شي ... كانت تشوف امها وهي تهوي ....
شافتها في اول ليلة سمحت لشاب مايخاف الله يدلها على طريق الخطيئة .... وشافت امها في اول ليلة سمحت فيها لذيب ثاني .. يدليها على الشرب .... واول ليلة سمحت فيها لذيب ثالث . يدلها على طريق الادمان .... علشان تنسى همومها ..... شافت امها وهي فاقدة للوعي اغلب الليالي ...
بنت صغيرة على هالمعاناة الكبيرة .... بس فطرتها السليمة .... خلتها تعرف ان اللي تسويه امها غلط .... وماكانت تبي تصير زي امها ....
جلست تفكر وهي تحاول تبلع ذيك اللقمة .... تفكر في يومها شلون بيمر ... وشلون بتوصل لثاني يوم سليمة ...ماحست بنظرات امها اللي ركزت عليها ...
بنت عمرها اربعتش سنة ... حلوة كثيرة بس الضعف من قل الاكل كان باين عليها .... تشبها ابوها كثير...
وسرحت .... اكيد هي بنت محمد ... والا ماصارت زي كذا تشبهه ... كل شي فيها نسخة منه .... بس اخوها زرع الشك في قلبها ... عمرها ماحسبتها وقتها لو حسبتها كان عرفت انها يوم شافها اخوها كانت حامل اساسا .. يعني مستحيل تكون غير بنت محمد ... ليتها كافحت .... اللي صار معها مو ذنبها ... مو ذنبها ان ابوها رخص فيها ... ومو ذنبها ان زوجها رخص فيها علشان جرعة زايدة مات بسببها ....... ومو ذنبها ان اخوها رخص فيها علشان الفلوس .... بس هي جالسة تدفع الثمن ... وثمن غالي .... وضاقت عينها اللي تركزت على البنت ... " ماراح ادفعه وحدي "
زمرت في بنتها : سوي لي قهوة ...
انتفضت البنت وقامت بسرعة قبل ماتسوي لها امها شي ... جابت لها القهوة ... وراحت تركض هي تعرف زين ان امها لمن تطلب قهوة يعني مزاجها بدا يتعكر ... وماعندها فلوس تشتري مزاجها .. راحت تخبت .. لان اكيد امها بينقلب حالها ....
ظلت في محلها المعتاد .... وشوي سمعت صوت الباب طبق ... بس خافت ... ماتدري هو احد دخل ... والا امها طلعت ... ظلت مكانها تنتظر ...
ظلت الام يومين في البيت ... زي المجنونة ... تطلع كل يوم خمس ساعات وترجع بحالة اردى ...
مالقت فلوس ... ومالقت احد من الي دلوها على الدرب يفتح لها باب ....
........................
كانت لمن تجلس في البيت .. تظل تحك راسها بالارض تبي تسوي اي شي تتخلص فيها من بؤس حالتها .. وتظل تصارخ ولولا ان بنتها متخبية وماتدري وينها ... كانت حطت حرتها في البنت اللي كانت تاكلها من امها لمن تفقد وعيها اما علشان تبي تتعاطى او تكون فاقدة لاحساسها بسبب التعاطي ...
جلست تفكر لين حست راسها بدى يورم .... تبي تنسى ... تبي تنسى .. بدون ماتحوس تدري ان البيت خالي ... لبست عباتها .... وجسمها يرجف من الحالة اللي فيها ..... ومع انه العشاء ماكان يهمها ... طلعت في الشارع تمشي ... وتمشي .... مرت عليها عيون الناس اللي مستحقرتها .... بس هي كل اللي يهمها انها تبي تلبي الصرخات اللي علت في راسها ... تبي تريح الصداع اللي صار له يضرب في راسها ...
طقت كذا باب ... اللي يردها ... واللي مايفتح لها ... واللي يبهدلها ... بس كلهم ... مافي احد منهم ريح لها بؤسها .... حارت .... وتذكرت اللي حطت لها اول خطوة على هالدرب ... سحبت نفسها لفلة هند ....
طقت الباب ...
طلع لها السايق
نورة : روح كلام ماما هند ...
دخل السايق اللي يعرف نورة زين مازين ... كل هالسنين كانت تجي مع بنتها لهند اذا ضاقت بها الفلوس ... تبي مساعدة .... وكانت تحس هند بالانتصار ... وتغمسها في هالطريق اكثر واكثر ...
السايق : مدام نورة ..
كانت جالسة بكل مجون .... وملابس فاضحة مو هامها السايق .. ردت بكل غضب .. : وجع مافي مدام غيري ..... صرخت فيه : روح اقلعها من الباب ..
توه بيروح كلمه صوت قوي .... : خليها تدخل ... لف السايق عليها ينتظر ردها ..
طالعته بنظرة خبث ولون بوزها ... واشرت للسايق يروح .... رجع بعد شوي ومعه نورة ... اللي طالعت هند وهي مقبلة ماغيرتها السنين ابد بعكسها ....
جت نورة ووطت على رجول هند : تكفين تعبانة ... عطيني ... محد راضي يفتح لي الباب ..
هند : لانك بلوة ... من اللي يبي يبتلى بك ...وخري عن رجولي لاتلوثينها ............. ورجفتها برجلها بعيد ..
وصلتها عند رجول السايق اللي ظل يتفرج ... ساعدها تقوم .... وساعاتها طاح نظرها عليه ..
راحت له يائسة .... نزلت وطت على رجوله : سلطان تكفى بس المرة ذي...
رد عليها بكل خشونة : انا ماسوي شي ببلاش ..
ردت وهي تلهث : خذ مني اللي تبي ...
طالعها وهو منقرف : لا ... وانتي عندك شي ..
هند : هاي انتي ماخذة مقلب في نفسك ... شايفة نفسك انتي ....
وجلست تبوس رجلين سلطان : اترجاك .... خذ اللي تبي .... بس عطني شوي ..
سلطان : عندك شي في بيتك ....
نروة ردت بفرح : اي عندي اثاثي ...
واصدعت ضحكة هند في الفلة كلها : اثاث وشو يام اثاث ...
سلطان رفع يده سكتها... وواضح ان هند تخاف منه : امشي ووريني ... اشر لسايق اللي جاء ورفعها وهي ترجف ... حالتها كل مالها وتزيد ..
ركبت وراء ...دلته على البيت ... ونزلت قبله ... دفت الباب اللي تركته مفتوح اصلا ... دخلت ... ودخل وراها يتفقد البيت ... ومر عليه كله وهي معه تعرف له كل شي بالبيت اللي كان خالي ....
وملامح وجهه الجامد .... نظراته تتجول بالمكان ...طلع للحوش ....... شاف شي يتحرك تحت المغسلة تحت النور الجاي من الشارع .... انتبهت حتى هي .... درت انها بنتها ....... سحبتها وضاقت نظرتها وهي تتفقدها " عرفت الحين وين تنحاشين " .............. ووقفت قبل ماتدفها علشان تدخل جوا يوم شافت نظرات سلطان تتفحص البنت ....
انتبه ان نورة انتبهت لنظراته هز كتفه بلا مبالة ... وراح ناحية الباب .. تركت البنت ... وراحت له مسكت فيه ....
نورة : سلطان : تكفى عطني ......
رد بلا مبالاة : مالقيت عندك شي .... وانا ماحب اعطي ببلاش ...
طاحت على رجلينه : تكفى .... وجلست تحب رجلينه .... حذفها بقرف ... وكمل طريقه ...
رفعت نظرها للبنت اللي كانت تتفرج .. سحبتها له ...
نورة : سلطان .... حذفت البنت عند رجلينه : ...خذها بس عطني .... وقف لمن سمع كلماتها ...
البنت انصطدمت .. لمت نفسها وهي في الارض ..
التفت سلطان : ليش ناوي اجيب لنفسي بلاوي ... بكرة تغيرين رايك ...
نورة : لالالا .... ماراح اغير رايي ... خذها .... سو فيها اللي تبي .... ان شاء الله تذبحها ... بس تكفى عطني ...
صارت زواية فمه حادة تعلن عن ابتسامة نصر ... : طيب ... سحب البنت .... وحذفها للسيارة ... وطلع من الدرج اللي قدام كيسة قد كف اليد .. ورمها على نورة اللي وقفت وراه زي ظله ....
سلطان : خذي ......................وانا احب اكون كريم .... واجازي بالمثل ...
لقفت الكيس بنصر .... وماقدرت تصبر لين تدخل البيت ... جلست تشم ...
سلطان : اشوي ... اشوي .... هذي تكفيك اسبوع .... ولا توريني وجهك الا لين يكون معك فلوس ....
والبنت خلاص ... انا دفعت ثمنها ... ومسك نورة من طرف كمها ... وهزها هز وبدء يتناثر اللي في الكيس على الارض ... ووطت علشان تلحسه ... كمل و علامات القرف بانت على وجهه الجامد اللي يعكس خبثه ودنائته ..... : ولا تجين تطالبين باي شي يخصها ... والا تكون نهايتك .... مشى ... وهي جلست تهز في راسها .... وهي مو في الدنيا .... كانت في عالمها الخاص .... حرك بالسيارة ... وهو يطالع للكومة اللي صارت جنبه .... جالسة في ارضية السيارة .... هو ماجاء الا لانه داري ان في صيدة ثمينة في هالبيت ... والحين هو طلع منتصر ... وصيدته في يده ....
.................................................. ......................................
الجزء الرابع
سجينــــــــــــــة لذنب امي......
بعد ساعة على الطريق اللي ماشافته لانها متكومة في ارضية السيارة .... وقفت السيارة .... ووزمر .... وبعدين كمل طريقه للداخل .... وووقف بعدها بدقايق ..... ونزل وفتح بابها .... رفعها بقبضته القوية ... وسحبها لبرى السيارة ....
دخلها ... وراح معها لغرفة .... ورمها على السرير صار يتفحصها ..... خافت من نظراته ... وصارت ترجف .... حست انها ضايعة .... قرب منها .... زادت رجفتها .... وشوي تراجع للوراء
سلطان : يامقرفة ... قومي غسلي ...الحمام عندك هنا ....
البنت من الخوف تبولت على نفسها .... طلع وقفل الباب وراه بس هي ماقدرت تتحرك من مكانها .... هي امها مو احسن منه بس .... بس على الاقل احسن من هالمكان ....
مابكت .... بس كانت ترجف بقوة .... سحبت جسدها المتهاوي .... وراحت لزواية الغرفة .... ضمت نفسها بقوة تبي تحس بالامان .... وجلست تهز .... تبي تبعد نفسها التفكير باللي بيصير لها ...
جاء ثاني يوم .... سمعت صوت المفتاح بالباب .... دخل سلطان .... لابس بدلة رفعت البنت طرف عينها تبي تلمحه .... شافت طاغية .... وجه يدخل الرعب للقلب .... جلست تحاتي خايفة من يده اللي مبين عليها القوة .... وتفكر كيف تتحامى من ضربته اذا قرر يضربها ... وقرب منها ... انكمشت للجدار ... ضحك ...
سلطان : ياشاطرة مسيرك تتعودين .... اماني ...صرخ باعلى صوته : اماني ...
جت وحدة وطلت من الباب ... تتمايل في مشيتها .... لابسة جينز .. وتي شرت كات ..... قربت وجلست تتفحص البنت بنظرات غيض .. : خير ....
صرخ فيها : تعدلي وانتي تتكلمين معي ....
عدلت وقفتها ونزلت راسها : ايوه ...
سلطان : سنعيها ... وعطيها من ملابسك ....
اماني : بس .... بس ... وارتفعت عينها في عينه شافته يتوعدها ... كشت وراحت تسرع ... طلع سلطان من عند البنت ... ورجعت لها اماني بعد شوي .... شايلة اغراض ....
سحبتها ... : يلا قومي ... مابقي الا بزارين بعد يجون ويزاحمونا ...
وقفت وصارت طوع ايدين اماني ... روشتها ولبستها .. وسوت لها شعرها بالاستشوار .. وحطت لها ميك اب ..
ولمن خلصت عطتها فستان مره قصير ... ومره ضيق ... : هذا احسن شي لك مع اني اشك انه بيصير عليك واسع ..وجع منين جايه من مجاعة ...
لمت اغراضها وطلعت .... ظلت ساعة تتفحص شكلها في المراية ... وتتذكر امها .. قطع حبل افكارها صوت الباب اللي دخل منه سلطان ... وقف البنت وجلس يتفحصها ...
سلطان : اسمعي .. ان سويتي شي اليوم ماتلومين الا نفسك .... انتي ملكي الحين ... واي شي اقول لك عليه تسوينه بدون نقاش ... بعد شوي بفتح الباب .... وبيدخل عليك واحد ... تسوين زي مايبي ... سمعتي ... واذا اعترضتي ... ماتلومين الا حالك ... نفضها وطلع ....
على طول البنت راحت للزواية .... وجلست تتذكر مشاهد ابعد شي ممكن تمر في بال طفلة بهالعمر وخاصة انها ظلت طول عمرها حبيسة بالبيت ... بعد ماتركت المدرسة لمن خلصت سادس ... خافت تبكي زي كل مرة ... مو قوة منها ... بس هي دايم لمن تبكي امها تزيد الضرب .... وهي حست بفطرتها ان الرجل اللي رمتها امها عليه مو احسن منها في اي شي ....
وعدت كم ساعة وهي جالسة وحيدة في الغرفة تنتظر مصيرها حست انها تعدت سن الطفولة بكثير... وان اللحظات الاخيرة اللي مرت عليها كبرتها ... وانها راح تضيع خلاص ....
صوت اماني اللي دخلت عليها قطع خلوتها....
اماني : وش تسوين ...
رفعت نظرها لها ...
اماني : شوفي لا انا احبك ولا انتي اتوقع بس احنا في الهواء سوى ... ومطرة اتعامل معك لان ماعندي احد اتسلى معه .. طفت النور .......قربت منها وحاوطتها بيدينها ... : ماسمعتي الصوت اللي جاي من برى ...
راحت معها لعند النافذة اللي كانت كبيرة ... بطول الغرفة ... وازاحت الستارة ... وفتحت طرفها شوي ...
اماني : طفيت النور ... علشان احنا نتفرج ... ومحد يحس علينا ...
تفحصت البنت اماني على النور اللي طل من الجاي من الكشافات اللي برى ... لقت وجهها مغطى بالميك اب ... طبقات وطبقات .. والتجاعيد مليانة حول عيونها وعلى رقبتها ... وتسالت اماني كبيرة في السن ... ولا هذا من فعايل الدرب اللي ماشيه فيه ...
لفت علشان تطالع اللي صاير برى ... لقت مساحة عشبية كبيرة ...... مفروشة من النص بسجاد كبير ..... مرصوص جنب بعض ... وحولينها جلسات عربية ..... داير مادارها .... ومصفوف على جنب اجهزة موسيقية .... رجعت اماني لوراء وجلست واستندت على عمود السرير الخشبي ...
تغيرت ملامح وجهها : وش اللي جابك في هالطريق .... بدري عليك ..... تظنين انك تقدرين تستحملين ...
جلست جنبها وهي تبلع ريقها عضت على شفتها .... نزلت دموعها ....
لفت عليها معصبة : لالالالالالالالالالالالا ... سلطان مايحب الدموع ... امسحيهم ... خلي قلبك حجر علشان تصمدين .... انا صار لي اكثر من عشر سنين .. اساليني ...
جلسوا يسمعون لصوت الموسيقى وهو يرد صداه في الاستراحة ....
دخل عليهم سلطان بقوة ... مسحت دموعها ..... شغل النور ... وبين من وراء ظهره رجل .... تبان عليه اثار العز والغنى ... كان وضح ان عمره تعدى الخمسين ... ويمكن اكثر ...
ضاقت نظرة سلطان على اماني ... سرت فيها رجفة ... وراحت تركض برى الغرفة ......
تقدم الرجال اللي معه لداخل الغرفة اكثر وسلط نظره على لبنت اللي جلست ترتجف ....
سلطان : ها وش رايك زي ماطلبت ..... عمرها 12 او 13 حول كذا ....
الرجال : بس بصراحة مو شي ... يعني هذي لو ادفها باصبعي تطير وراء الشمس ... قال بإ شمئزاز : لالالالا
مو هذا اللي ابيه .... ولمعت في عينه نظرة وجلس يصور بيده : ابي ... ابي ... بنت ... زي عود البان .. مو ذي .. واشر باصبعه بقرف للبنت ...
مسكه سلطان وهو خايب الرجاء .... وسمعت كم كلمة من حوارهم وهم طالعين .... : انت قلت لي بنت ... لو ادري انك تبيها بشروط ماكنت تعبت وضيقت على امها علشان تتخلى عنها ...
جلست البنت .... وهي تدور الكلام في راسها .... " يعني كان يخطط علي من قبل " رجعت للزواية .. وجلست ...على الارضية الباردة .... وجلست تهز ....
لقت الباب انفتح مرة ثانية جاتها اماني .... وجلست جنبها .. : ريحي عمرك اليوم ماظنتي بيجيب لك احد ... قومي نتفرج عليهم ...
وقفوا على النافذة ..
اماني : شوفي هذا الرجال اللي جاء عندك من شوي ....
جلست البنت تطالعه بنظرة خايفة وتحمد ربها انه رفضها .... شافته تقدم وجلس جنب رجل ثاني ...
...
مال عليه الرجال : ها شكلها ماعجبتك يابو سعد ..
ابو سعد : لالالا سلطان هالمرة ماعرف لي ...
الرجال : ميب حلوة ...
ابو سعد : انا قلت له ابي بنت اثنعش ...
وفتح عيونه فيه ... بعدين تدارك انه ممكن ينتبه له ... : طيب ماجاب لك زي ماتبي ..
رد بتردد: الا ... بس ياخي ضعيفة .. وماتروي كنها جايه من مجاعة ..
الرجال : بنت اثنعش سنة ...
ابو سعد : اي ..
الرجال : تدري عاد حمستني ....بطلب من سلطان يوريني اياها ..
ابو سعد : ماانصحك ... اصبر هو قال انه راح يحاول يأمن طلبي ... اذا سواها بعد مااخلص هي لك ..
الرجال : من وين له هالبنات انتبه يابو سعد لايكون فيهم شي ..
ابو سعد : لالالالالا ... هو يجيبهم من بيوت عدلة ..... كيف مدري .. بس انا شارط عليه ... مابي من بنات الشوارع ..
هز الرجال راسه ... ولف للجلسة يستمع للموسيقى ... وتغير وجهه يوم ابعده عن ابو سعد ....
......................................
مر عليها اسبوع ... تاكل وتشرب احسن شي ... وتجلس مع اماني اللي بينت طينتها مع الايام ....
طيبة .... بس بختها خايب .... ماصارت الا حفلتين هالاسبوع .. بس بابها مانفتح وماشافت وجه سلطان الا من وراء النافذة ....
وبعد هالاسبوع صارت حفلة اكبر من الاولى .... صداها يمكن يوصل للديرة اللي جنبهم ......طلب من اماني تزينها .... لمن دخلت عليها اماني تعلمها ....خافت البنت كثير ... مادام انه زينها اكيد ان في احد يبيها ....
جلست ترجف في يد اماني ... رفعت نظرها في اماني لقت دموع في عيونها ...
البنت وبعد مدة صمت : اشفيك ..
اماني : تدرين عاد اشرياك اطلعك من هنا احسن ...هزتها ... انتي صغيرة .... توك .. توك ...
نزلت راسها : اذا امي ارخصت فيني .... ماظنتي في داعي تحاتيني ...
كملت اماني بصمت وبعد ماخلصت طلعت وسكرت الباب وراها ...
مع ان الحفلة بدت صار لها اكثر من ساعتين ... بس ماجاها احد ... راحت للنافذة وهي تتمنى انه ماراح يجي .. بس توها بتفتح النافذة ... انفتح الباب بقوة ...
ودخل عليها سلطان ... ومعه رجال غير المرة اللي راحت .... سرت رعشة خوف بمجرد شافت الثاني ..
سلطان : ها ... وش رايك بو خلي ...
الرجال : اممممم .... وجلس يتفحص البنت ...: مو شي ... بس يلا تفي بالغرض الليلة ....
ابتسم سلطان ... وخز البنت بنظرة يتوعدها ويذكرها باللي قال لها من قبل ...حط المفتاح في يد للرجال ....
سلطان : تراها اول مرة ... يعني اذا عصت عليك ... اضربها تصير سنعة معك .... طلع وسكر الباب ...
قفل الرجال الباب ... وجلس على السرير ...
ماقدرت تسوي شي ظلت جامدة في مكانها حست الخطر خلاص وصل لعندها .... بس ماقدرت تبكي ...
ظل ربع ساعة ...طلع بوكه وجواله .... ومفاتيحه .... حطهم على الكمودين ..... وبعدين فسخ ثوبه ... وسرواله وخلا ملابسه الداخلية ... قرب منها ... اخذها ..
قال وهو منزل راسه : لاحول ولاقوة الا بالله ..
سمعته استغربت بس ماتردي ليش تبدل خوفها امان ... ماتدري ليش ... يمكن لانها سمعت ذكر الله ..
صارت طوع يده ...
الرجال : انسدحي على السرير .. نفذت اللي يبيه ... بس هو ماقرب منها ... اخذ الجوال وراح طفى النور ... وراح للنافذة .... جلس يراقب ... وبعد نص ساعة تقريبا ... مسك جواله ودق منه ...حط السماعة على اذنه ..
الرجال : ابو الشباب ... انا ابيك تجهز اللي وصيتك عليه ... وسكر ...
صار يتحرك بسرعة رايح وجاي .. وقرب منها ... عفس لها شعرها ... ولخبط الميك اب اللي حاطته ...
ولطخ وجهه به .. ورجع مرة ثانية للنافذة ... وبعد نص ساعة ثانية ... هدا صوت الموسيقى اللي جاي من برى ..
وشوي سمعت ازعاج اكبر .... لين وصل صوت ضرب قوي على الباب .... راح للباب ... واستنى شوي ... بعدين ... : مين .. مين ...وفتح الباب كنه توه جاي عنده ...
شوي تولع النور ... وصارت الغرفة مليانة بالشرطة ...... وحاول يلم نفسه ... بس هم مسكوه وقبضوا عليه ...
الرجال : اصبروا .. اصبروا ...
قرب كنه يحاول ياخذ مفاتيحه وبوكه وجواله .. وكلم البنت : اي شي شفتيه اليوم .. مصار ..
وقرب شرطي منها .. رمى عليها اللحاف ... واخذها لبرى .. شافت الدنيا لايصة ...
بس قدرت تكون في نفس المكان مع اماني اللي حاوطتها وهي تصارخ .. بس سكتت يوم جاتها ضربة من الشرطي ...
ركبوها السيارة وهي في حضن اماني ...
ودخلوها مديرية الشرطة ... استلمتهم حرمة لابسة لبس الشرطة .... دخلتهم في غرفة ضيقة ... ومليانة حريم ... ولولا اماني ... كانت ضاعت في الزحمة ... اشكال الحريم في السجن تدخل الرعب لقلبها الصغير المسكين
جلست لامة روحها جنب اماني ..
جاها صوت اماني بعد فترة .. مقطع من كثر البكاء : حظك نحس .... شوفي وين وصلتي في اول يوم لك ... ياعمري انتي ...
غاصت في حضنها اكثر وسكرت عينها ماتبي تشوف شي ...... ونامت .... حست بحنان ماحسته ...
يومين وهي تعاني من اللي في السجن ... الي كان نسخة مصغرة من مجتمع قاسي ... بس هي كانت لمن تخاف مرة ... تركض وراء ظهر اماني ... اللي كانت تحاول تحميها .... وهي محتاجة حماية من الاشكال هذي اكثر منها ..
دخلت عليهم الشرطية ... : انتي تعالي ..لبستها عباية .. وراحت بها ... وسلمتها من وراء باب لشرطي ثاني ... اخذها ... وودها بين الممرات .... تلف وتروح لين وصلت للممرات مفروشة ...
دخلها ... ودق التحية ..
جاها صوت رزين ... بس تعرفت عليه ..و الرجال اللي جاها في الغرفة : خلاص روح .. اشر لها تجلس ...
جلست ....
الضابط : انتي .. من بنته .... بس هي ماردت ... كمل : لازم تعلميني ....
ترددت بس ... علمته ... علمته عن كل شي تعرفه عن عمرها ... ترك لها الغرفة ... وراح ....
بعد ساعتين ... دخل الشرطي اللي برى .. وجاب لها عصير وساندويش ... اكلت .. جلست تنتظر ....
وبعد وقت ماعرفت كم هو ....
دخل الضابط .... ومعه رجل ثاني ... شافته ... عرفت انه موغريب ...
ناداها : شيخة ...
.................................................. ..................................................
الجزء الخامـــس
غربــــــــــــــــــــــــــــةً كنها الليل........
جلست تراقب هالرجل اللي صار لها مدة ماشافته ... ومع ذلك عرفها يوم دخل عليها بعد هالمدة ...
الضابط : عرفنا عنك من اوراق امها يوم رحنا نفتش البيت ... لان اللي اخذها من امها علمنا بالمكان ...
حسن : ونورة ...
الضابط : مانعرف عنها شي ... مالقينا لها اثر ...
حسن : وين تروح ..
الضابط : مصيرها تطلع .... الحين مو هذا سبب جيتك هنا .... المشكلة .... اني دقيت على اعمامها وخوالها ...
بس هم رفضوا يجون يستلمونها ....ولمن تكلمت مع البنت ماجابت طاري اي احد منهم ... تذكرتك انت ووحدة ثانية ... انت اقرب لها منها ... انا اعرف اني المفروض بعد مارفضوا يستلمونها اهلها .. اسلمها لملجا....بس انا داري ان البنت ضحية ادمان امها
شهق وفتح عيونه على الاخر : ادمان ....
الضابط : انت ماتدري انا ابوها بعد مات بجرعة زايدة ....
هز راسه ...
الضابط : عموما .... حتى لو حصلنا امها ... راح تدخل السجن ... او مستشفى الامل على الاقل ... لذلك البنت مالها احد ... حبيت اشاورك وخاصة انها مظلومة ... يعني اذا تبي تستلمها بصفتك وصي عليها كزوج امها سابقا ... بشكل انساني ....
رفع راسه والصدمة لسى تغطي ملامحه : طيب ... بستلمها .....
مسكها وطلع فيها .. جلست تفكر في اماني وهي طالعة " ياترى بشوفها مرة ثانية .."
طول الطريق ... وهو ساكت ... بس وجهه اسود .. يفكر باللي اسمعه .... معقولة ... نورة تصير كذا ...طيب وشيخة وش بيسوي فيها ... يخليها تضيع زي مانورة ضاعت ...
من دون تردد راح بها لبيته ودخل .... لقاهم كلهم هنام في الصالة ...
لفت ام بدر اللي صارت عندها حساسية من الحريم ... شلون لو تشوف وحدة داخله عليها وهي بيد زوجها
...
ام بدر : وش ذي ...
حسن : هذي بنت شيخة ...
هجم بدر بكل قوته على ابوه : وشو ....
فزعت شيخة ... ونطت لوراء .... تلقتها عابدة ... وحطتها وراء ظهرها ...
الجدة هيا : فوزية ... اصبري خلينا نعرف
ام بدر : مابي اعرف شي ... برى .. برى ..
وجاء بدر معصب يبي يمسكها علشان يحذفها ...
حسن : محد له شغل فيها ...
صرخ فيه : يبه
وعلى صوت حسن اكثر : قلت لحد يقرب منها ...
فوزية : وجايب بعد الملعونة امها ...
الجدة هيا : فوزية
ام بدر : يمه خليك بعيد ....
حسن : بدر خذ امك لين تهدا ..
بدر : يبه ...
صرخ باعلى صوته : خلاص ..
ام بدر : لا مو خلاص ... وبتطلع ..
رفع اصبعه في وجهها وصرخ : اذا صرخت زود تطلعين انتي مو هي ....
بدر : يبه ...
حسن : خذ امك يلا ...
مسكها غصب ودخلها داخل ....اشر لعابدة اللي اخذت البنت وراحت فيها للمطبخ ...
جلس جنب الجدة هيا والاعياء باين عليه من الجدال اللي صار
الجدة هيا : ماعليك منها بعد شوي تهدا ... مارد .. كملت : اشفيك ....
حسن : امها مفقودة .... ومحد يبي يتولى رعايتها .... بغت تضيع ... كانت بتطيح ضحية .. لواحد مايخاف الله
ماقدرت الا اني اقوم بها ....
الجدة هيا : الله يجزاك خير .... بس انت تعرف فوزية ... يعني ليتم دربت لها سكن بعيد بدون محد يعرف ...
حسن : ماكنت افكر .... كنت ضايع .... لمن دقت علي الشرطة ....
.....
راحت الجدة وفهمت بنتها انها ممكن تخسر زوجها بسبب عنادها .... وانها بنت يتيمة ...بس فوزية مستحيل ترضى ....
....
دخل عليها في الليل ....
حسن : فوزية .... ام بدر ..
ماردت عليه ....
حسن : تكفين .... لا تصعبين علي الامور ... انتي تدرين اني ماقدر على زعلك ...
ام بدر : خلاص ... اجل ماتجلس ...
حسن : ماقدر .....
ام بدر : اجل لاتقول ان زعلي يهمك ...
حسن : يابنت الناس .... حرام عليك ... انا مستعد اسوي لك كل شي بس تكفين لا تطردينها ...
جلست تفكر بخبث .... لفت عليه ..
ام بدر : اكتب كل شي باسمي ....
انصطدم منها .... : لا ... عفست وجهها وقبل ماتكمل .. : بس راح اكتب لك هذا البيت ...
رفعت حاجب .... : طيب وامها وينها ...
حب يطمنها : الظاهر انها توفت ..
ام بدر : والبنت ماعندها اهل ..
كذب عليها : لا
ام بدر : ودها الملجا ...
حسن : لا ....
رضت علشان البيت .... وعرفت انها بتقدر في يوم عليها وتطردها ...
يوم دري بدر ... راح لامه ..
بدر : صحيح انك رضيتي ..
ام بدر : اي ... لا تزعل وقتها لسى ماجاء ... وانا ماراح اخليها طول ماأنا عايشة ...
....
كان بيجلسها في بيتهم بس ام بدر مارضت ... خلته يحطها في الملحق .... صارت عابدة تروح تجي عليها تهتم بها وباكلها .... ولان ام بدر تحب عابدة وماتقدر تستغني عنها ... ماقدرت تمنعها عن الشي اللي تبي تسويه ...
والجدة تزورها علشان تاخذ الاجر ...
ام بدر كانت تبي تتخلص منها هي وبدر في اسرع وقت ... وسعود كان مو داري عن شي ...
....
رجع حسن وسجلها في المدرسة تدرس منازل .... علشان ام بدر ماتحطها في راسها اذا صارت تطلع وتدخل كثير ....
.................................................. ...........
بدر جلس يفكر بعمق ... حس ان هالبنت لعنة ... كل مرة تطلع في حياتهم تخرب على امه ... حس انه مقهور منها ..... وصار لازم يسوي شي يطفي النار اللي مولعة فيه ...
تسلل للملحق في الليل ...
شيخة كانت اثار الصدمة والحياة اللي كانت عايشتها ماراحت منها ... لسى اذا جاء بالليل تاخذ لحافها ..
وتنام تحت الطاولة اللي الغرفة ... تعودت تتخبى .... وزي كل مرة .... نامت تحت الطاولة ..
دخل عليها بدر يتسحب ... دورها في السرير ... بس مالقى شي ... وهي اللي كانت حاسة من اول ماسمعت الباب اللي برى ...
لمن شافته يفتش السرير ... خافت وصارت ترجف .... كانت تحرك الطاولة ... سمع الصوت يجي من وراه ..
لف وشافها تحت الطاولة ...
قرب وعيونه مليانة حقد ... مسكها ...طلعها ووقفها مقابل وجهه ... وكانت ترجف بين يدينه ... وتوه كان بس يفترسها بعيونه ... نفضها ..
بدر : وع عليك .................... تبولت على نفسها .... راح يركض من الغرفة ... حس بالذنب .. بس خوفه على امه وحقده على الانسانة اللي بتخرب بيت امه محى اي احساس انساني داخله ....
.................................................. ...............................
ماتعرفين الحب والعطف واللين ....
وماعاد في قلبي على الحب شدة .....
|
|
|
10-14-2011
|
#3
|


مرت الايام ... وشيخة كانت ماشية في دراستها تمام .....كانت احسن ايام عاشتها... اهتمام حسن الابوي ... وحنان الجدة .... وعناية عابدة
.... عوضوها كثير ... سالت مرة وحد عمها حسن امها اول ماجت هنا بس ... بس بعدها ماصارت تطريها ... وش جاها من امها ...
ومع ذلك كانت تحن على امها .....
دخل عليها زي كل يوم قبل مايروح لداخل ...
حسن : السلام ..
راحت تركض له حبت راسه : وعليكم السلام ياعمي ...
طالعها بنظرة ابوية حس فعلا ان هي بنته صدق البنت اللي ماقد جابها ... ومايعرف ايش ممكن يصير مصيرها لو هي فوزية امها ....
حسن : تعالي اجلسي وعلمين وش مسوية بالدراسة ..
شيخة : بخير كل شي تمام ....
حسن : جابت لك عابدة اكل .... وتوه مكمل الجملة دخلت عابدة بصينية .... راحت شيخة تاخذها عنها .... وراحت تدخلها المطبخ ..
التفت عابدة لحسن ... : بابا ... مافي كل يوم تجي هنا ... خلاص انا يجي ... ماما فوزية ...تزعل واجد ...
قام ... حس ان كلام عابدة صحيح ... اذا حب يخليها هنا ويحميها لازم مايثير غيرة وحسد فوزية اكثر ...
راح للبيت ... دخل لقى فوزية جالسة في الصالة ...
ابتسم في وجهها : السلام ..
ام بدر بدون نفس : وعليكم ... تاخرت وين كنت ...
حب يضيع السالفة : وحشتك ..
ردت عليه بقرف : لسى انت مراهق .... وشو وحشتك ...
حسن : تعشيتوا ..
فوزية : انا اساسا كنت معزومة ... واكلت هناك عندهم الضيافة ... والحين معدتي مليانة ...
حسن : طيب حطي لي ... انا جوعان ..
فوزية : اصبر مو انت اللي معلم هالعابدة تخدم بنت السفيرة .... اصبر لين ترجع من عندها ...
حسن : انا لله وانا اليه راجعون ..
فوزية : اسمع بس ... وانت مشغول بهالقردة .... نسيت ان ولدك بدر تخرج ... ولازم نسوي له عزمية علشان تخرجه ...
حسن : ان شاء الله ...
فوزية : ويكون في علمك هالقردة مابي اشوفها ...
حسن : ان شاء الله ...
دخلت عابدة في هالوقت ..
حسن : روحي حطي عشاء ....
راحت ... اكل وراح نام ... وهو شايل نفسه متضايق من ردة فعل فوزية ... هي طول عمرها قاسية بس الحين حس بظلمها اكثر ...
بس هي ظلت في الصالة حست بداخلها يغلي بركان ... دخل عليها بدر ...
بدر : السلام ... هلا امي الغالية وحب راسها ..
ام بدر : وعليكم السلام ....
بدر : ايش في الغالية زعلانة ...
ام بدر : مافيني شي بس كنت جالسة افكر كيف نسوي لك العزيمة ... هايمه وش تحب نسوي لك ...
بدر : وين عابدة ... ابيها تحط لي اكل ...
ام بدر : روح يالغالي .... الحين اخليها تحط لك اكل .... وراح لغرفته يبدل ....
...................
جهزت ام بدر كل شي علشان العزيمة ... عزيمة كبيرة في فندق ... رجال وحريم ... وجابت فرقة .... هذا ولدها الكبير .... وجلست فوق راس ابوه لين شرى له سيارة ....
حز في خاطر الجدة هيا ... وحسن ان ام بدر ماتبي للبنت الفقيرة تجي وتوسع صدرها ...
وفي العزيمة كانت ام بدر تروح وتجي ... في احلى ملابس واحلى زينة وذهب ... زي ماتعودوا الناس منها ...
تجلس على كل طاولة ... وتوجب الناس ...
ام عبد الله : صج يام بدر ان مرة زوجك سكنت معك ...
ردت وهي مقتاظة : اي ...
ام غسان : باعد عمري من عذرك زعلانة وماانتي على بعضك.... اثريك حاطة في قلبك ...
ام عبد الله : اطرديها ...
ام بدر : وش اسوي اكسب اجر ...
ام سعد : يؤ يؤ يؤ .... وجع يوجعها لو انا منك ارميها في الشارع ... والاجر اللي بيجي منها مابيه ..
لوت شفتها لان هذا احساسها ... بس هي دايم تعطي صورة عن عمرها تختلف عن الواقع .....
......
ظلت المسكينة تعاني من نبذ ام بدر اللي يتزايد كل يوم اكثر ..... بس هي يكفيها ان مستقبلها بدى يتحسن ...
رفضت ام بدرانها تشاركهم اي شي مهما كان .......حتى زواج بدر ..... يوم تزوج سوت عرس لا صار ولا قد في احد سمع عنه.... بس هي مارضت انها تحضر .... هاوشتها امها ... بس هي ماهمها شي ....
ماعمرها شافت زوجة بدر .... بالرغم من المها لاحساسها انها مكروهه بس حاولت تركز على دراستها وبس .... نافذتها للعالم ... تذكرت سفرها من ماضي امها .... ونجاة من اي مستقبل اليم ممكن تعاني فيه ..
صحتها تحسنت ... وصارت قمر ... بانت ملامحها اللي تخبت وراء قل الصحة ... وصارت شابة جميلة ... تجذب العقول ....
.... وهي جالسة لوحدها ..... تفكر ... ماعندها شي ... خلصت الدراسة .... وحاسة بفراغ ... دخل عليها عمها حسن ....
حسن : السلام ...
فرحت به يوم دخل عليها ... ركضت له وحبت راسه : الله يعطيك العافية ....
وحتى هو فرح فيها : الله يعافيك ... وش جالسة تسوين ...
شيخة : ابد .... ماعندي شي ...
حسن : تعالي اجلسي ... الحين انتي ماعلمتيني ... السنة الجاية وش بتدخلين ....
شيخة : بدخل علمي ...
حسن : بس ذا القسم ماينفع تدرسين منازل ...
نزلت راسها وحست بخيبة امل ...: ماقدر زي السنة اللي راحت احضر كم حصة وبس..
حسن : ماظن ... حس بخيبة املها ضحك لها : خلاص ولايهمك .. ارح اخليك تدريس علمي ومنتظمة .. وش تبين بعد ...
قامت حبت راسه .. : مشكور ياعمي ...
قام من عندها وراح لداخل الفلة ...
لقى فوزية ... حسن : السلام ..
ام بدر : وعليكم السلام ... تعال ابيك في موضوع ...
جلس جنبها : خير ...
ام بدر : الخير بوجهك .... شوف ..... انا ابي اكتب البيت باسم بدر ...
تغير وجهه : ليش ؟؟!!
ام بدر : بيتي ... وانا حابة اخليه لولدي ...
حسن : بس في سعود ... وفي انا ...
ام بدر : يوه سعود مايهمه ... بس بدر بعد عمري ابيه يكبر في عين زوجته ...
حسن : وش هالكلام ....
ام بدر : اي ... اذا صار من صاحب الاملاك ... اكيد راح تزيد محبتها ..
توه بيعترض على منطقها بس خطر في باله شي .... رد بسرعة : خلاص اللي يريحك ..... وسكت فترة ثما قال : الا فوزية ... وش رايك جت الاجازة خلينا نروح لمكة نغير جو.... وقولي بالمرة لاهلك كلهم علشان نروح جماعة ....
ام بدر : ونقول لبدر وزوجته يروحون معنا ... طيب
هو فكر فيها علشان شيخة ..... بس ماتوقع ان تنازله لها لمن رضى تكتب البيت باسم بدر مايكفي ...
جهز لروحة شيخة معهم ... وفي اخر الوقت ...... مارضت لها تروح ....
طول الطريق في الطيارة ... متنكد .... علشان شيخة ... وهي متنكدة .. علشان بدر اللي مارضي يروح معهم
... اما اختها وزوجها واخوها وزوجته ... لحقوهم بالسيارة ...
كانوا مرة مبسوطين بالروحة ... ومانقص علي حسن الا محاتاته لشيخة اللي كان يدق عليه دايم يتطمن عليها ...
وفي مرة .. كان يكلمها وماحس ان فوزية وراه تسمع للمكالمة ...
حسن : انتي كيفك ..
شيخة : تمام ياعمي ..
حسن : الحمد لله ... لاتزعلين راح اعوضك ... اول ماتفتح المدرسة اوعدك اني اسوي اللي قلت لك عليه ..
شيخة : الله يجزاك خير ياعمي ..
حسن : يلا انتبهي على عمرك ....
توه مسكر ... سمع صوت فوزية ... : ياعيني ياعيني وش واعدها فيه ...
ارتبك : ها ... لا ابد بس هي كانت تبي تقدم انتظام السنة الجاية ...
طار الشرار من عيونها : وشو .... ومين اللي بيوديها ويجيبها كل يوم ..
حسن : السواق ..
فوزية : لا عيوني .... انا مو جايبته لها .... انا مو راضية ..
حسن : ليش طيب .... انا خلاص وعدتها ...
فوزية : خلاص انا فاض فيني هالبنت مالها جلسة عندنا زود ...
حسن : قلت لك هالموضوع مافيه نقاش انسيه ... وقام وخلاها
حست في صدرها نار تغلي .... وزعلت عليه طول الوقت اللي ظلوا هناك .. وصارت تتوعد اذا رجعوا ... تقوم بدر ضده ... وتسوي لها شي تخلص فيه منها ...
ماقدر حسن يظل في هالجو المشحون .... وخصوصي انا فوزية بعد مازعلت قررت انها ترجع مع اخوها واختها في نفس السيارة اللي جو بها .... حجزهم هو والجدة هيا وسعود كان موجود ... امنا حجز فوزية راح عليهم .... وماقدروا يردون الفلوس ....
وصلوا طبعا بالطيارة قبلهم مع انهم مشوا بعد مامشى عبد الله اخو فوزية اللي كانت سيارته اللي جايين فيها
... وبعد ماوصلوا بيوم .. جات صدمة فاجعة غمرت العيلة باكملها .. والحي اللي هم ساكنين فيه ومعارفهم واقاربهم ... صار للسيارة اللي هم راجعين فيها حادث راحوا ضحيته .. فوزية واختها ... ونجوا الباقي باعجوبة ......
.................................................. ..................................................
الجزء السادس
فقدتــــــــــــــــــــــك ...
قاسية وقلبها حجر .... بس حبيبتي ... وزوجتي ....
تحطم قلب حسن ..... كان يجي له يوم .... يوم يعيش في قلب فوزية .... وراحت فوزية .... ماصدق يوم صار اللي صار .... تحطم .... كبر في السن اكثر واكثر ..... مهما كانت هي عمره كله .... كره كل شي ... وترك كل شي ...
عاش البيت كله في حداد .... الحب اللي في قلوبهم لفوزية اعمق من يهزه تصرفاتها معهم .... حتى شيخة ... بالرغم من قسوتها عليه ... بكت .... الظلم اللي عاشته في حياته ... خلاها تعرف ان الظلم اللي شافته من فوزية ... ولا شي .... ولاشي ....
لبست وراحت لداخل الفلة ... حست انها لازم تكون معهم في هالمناسبة الحزينة توقف معهم ... مع الناس اللي رجعوها من الهاوية اللي رمتها فيها امها ....
صارت مع عابدة المنهارة تساعدها في استقبال المعزين .... وتواسي الام المفجوعة في بنتيها ....وعمها حسن .... بس ماشافته ....
في العزاء جو ناس كثير ...ظلت شيخة تخدم عليها وي تسمع اللمز عليها والكلام ... بس كان كل شي يمر عليها عادي ... مو لان الكلام مو جارح ... بس لان الكلام اللي انقال هو الحقيقة .... سمعتهم يقطعون في امها .... سمعتهم يلمزون على ابوها .... وحتى هي نابها من الحب جامد .... وصفوا باسوى الصفات ....بس ظلت متماسكة علشان روحها .... بعد ماتخدم عليهم تروح لتحت الدرج تجلس لين تسمع صوت عابدة يناديها ...
مرت الثلاث ايام والدنيا في بيتهم سوداء ... وكل من في البيت رافض ياكل ... او يعيش .... وبعدها جاء حسن اللي ظل ثلاث ايام في الاستراحة محل عزاء الرجال ...
ظهره منحني اكثر ... والكبر باين في ملامحه .... شاف شيخة مقبلة عليه تبي تسلم .... بس ماعطاها وجه ... حرك يده كنه يبي يعلمها انه مايبي احد يقرب منه وراح لغرفته ...
انصطدمت شيخة .... يعني اذا هو قسى عليها وش باقي لها في هالدنيا ..... راحت للملحق .... حست انا الاحساس بالامان تلاشى ..... وانها صارت مرة ثانية على شفى هاوية بس هالمرة ماتدري من اللي بيتلقها ...
ظلت اسبوع في الملحق ... وحالة اللي في البيت ماتسمح ان احد يسال عن احد ....
الجدة هيا في دنيتها ... من جهة حزنها على بناتها ... ومن جهة ثانية خوفها على ولدها الطايح على الفراش
وعابدة اللي خشرت قبل راعية البيت الانسانة اللي عاشت معها طول عمرها .... والكل نسى ان في انسانة محتاجة الحب اكثر من حاجة فوزية للحزن اللي تملكهم ...
.....
سكرت الجدة سماعة التلفون من ولد ولدها اللي يطمنها على ابوه .... ولفت تدور على عابدة ... ونادت : عابدة .... عابدة ....... وطلعت لها عابدة من غرفة سعود ...
عابدة : ايوه ...
الجدة هيا : ها اكل ...
عابدة : اي شوي ....
الجدة هيا : الا وين شيخة ... ماجات اليوم ..
ضربت عابدة راسها : اووو .. نسيت ... انا حتى امس ماشوفيتها ..حطت اللي في يدها على الطاولة وراحت مسرعة للملحق ...فتحت الباب ودورت شيخة في كل مكان .... بس مالقتها ... انخبص قلبها ... يعني هي وين بتروح ... وتوها لفت طالعة من غرفة النوم لقت خيال تحت الطاولة ...
عابدة : والله قطوة ايش يسوى هنا ...راحت مسكت يدها .... وراحت بها للفلة داخل ..
الجدة : هلا والله ببنتي .... وين ماتجين عندنا ....
سرت فرحة شعت في قلب شيخة ... راحت لعند الجدة ... وحبت راسها ..
عابدة : ليش انت وجهك كذا .... مافي ياكل ...
الجدة : روحي ياعابدة حطي اكل لها .... ونادي حسن ...
راحت عابدة لحسن تعلمها ... بس اشر لها تسكر الباب ... مو قادر يشوفها ... حس انه قهر فوزية بها يوم كانت عايشه وندم انه خلاها في البيت وهي مو راغبة فيها ....
رجعت عابدة : مايبي ..
نزلت راسها وطار كل شي حست فيه من فرحة ...
جلست تستمع للصمت الي طبق على وجوه حزينة ... وقطع صمت المكان صوت الباب اللي فتحه بدر ... وطاحت عينه على البنت اللي جلست عند جدته ...
صرخ : وش مجيبها هنا ... هذي لسى ماطردتوها ... وجاء سحبها من شعرها .... وهي خلته يسوي فيه كذا .. وعلى صوتهم طلع حسن : خير وش عندك ....شاف منظر شيخة وهي تحت قبضة بدر ... وتحركت مشاعر الرحمة اللي اندفنت ...
صرخ : خلها ...
بدر : يبه انت ماحترمت امي وهي عايشه ... على الاقل احترم رغبتها وهي ميتة ... ريحها في قبرها
الجدة : بدر ... خلي البنت مالها ذنب ... انت كذا ماتسوى خير ...
حسن : بدر مالك شغل بها ..
وعابدة تصارخ وقدرت تخلص البنت من تحت يده ....وراحت بها للملحق ... شيخة كانت ترجف ....
بدر : يبه تطلع يعني تطلع ...
حسن : انا اللي اقرر ...
بدر : يبه هذي اخر مرة انا احذرك ...
الجدة هيا : بدر ....بدر ... انتبه للي تقوله ...
حسن : بدر .... انا ابوك ...
بدر : اذا ماطلعت هي ... راح اطلعكم كلكم ...
حسن : بدر ...
بس بدر الغضب عمى عيونه وسكر قلبه : هذا بيتي وانا مارضى لهالاشكال تجلس فيه .. طلع وخلاهم ...
طلع سعود .. : وش السالفة ..
تكلم حسن بغضب : جهز اغراضك .... بنطلع من البيت .... ورجع لغرفته ... جلس سعود جنب جدته
سعود: يمه وش السالفة ...
الجدة هيا كانت تبكي : الله يكافينا الشر ... الله يبعد عنا ابليس ...
عابدة كانت تهدي شيخة ... وتقرا عليها ... وحتى هي مرتاعة .... وتحاتي ... وش بيصير بين بدر وحسن ... العيلة ذي اهم من عيلتها .....وبعد متاكدت ان شيخة نامت ... راحت للفلة ...لقت الجدة صاحية ...
عابدة : ماما هيا .. كلام انتي بدر ....
الجدة هيا : موب الحين .... خليها بعدين ... القلوب مو صافية ... وديني غرفتي ...
.........................
رجع بدر للشقته ... ومالقى زوجته ... جلس يحتريها بكى لانه صرخ في وجه ابوه .... بس مو ممكن يسمح لاي احد حتى لو ابوه العزيز الغالي ... ينزل من قيمة امه ... حتى لو هي ميتة ...بس هو متضايق كونه صرخ على ابوه وطرده ... صارت الساعة وحدة ... سمع صوت الباب ... شاف زوجته تدخل ... رفعت حواجبها يوم شافته ... جلست على الكنبة جنبه .. جلس يطالعها ... متزينة ... وكاشخة ..
بدر : وين كنتي .؟؟
شيرين : يوه طفشت من الكأبة اللي معيشني فيها ..
نزل راسه هذي بنت الحسب والنسب .. دلوعة اهلها .. مايقدر يجبرها على شي ....
شيرين : اشفيك ... مبهدل ....
بدر : ابد بس متهاوش مع اهلي ...
شيرين : احسن ..... واخذت فلتك منهم ... ابوك معه غير هالفلة عشر .... انا مو قادرة اجلس في شقق مو متعودة ..
شافته متضايق ... : ليش شايل الدنيا على راسك ... اذا ابوك يحبك المفروض يلبى طلباتك ..
بدر : تشوفين كذا ..
شيرين : لاتكبر السالفة ... ابوك طيب يزعل وشي بعدين بيرضى ... بس اهم شي خذ البيت الحين ...
وقامت ...
بدر : وين ؟
شيرين : بروح اغير ... قووم ...
وقام مع زوجته ... بنت الحسب والنسب اللي كانت امه تحبها موووت وزوجتها له نقوة ..
.................................................. .................................................. .........
لو ارحل منك للغربة .. بسافر من ظلامك وين ...
كفاية كل حلم يمر في رقادي تزورينه ...
كفاية من تفارقنا وانا ماغمضت لي عين ....
عز على حسن ان ولده البكر يسوي كذا ... طلع ثاني يوم ... دور شقة من الشقق الي في عمارته ... لقى شقتين تحت بعض ... وجلس يفكر ... لازم يحط شيخة في وحدة منهم ويترك الثانية لهم .... مايقدر يجبر الجدة وسعود يعيشون معها ... هي مسؤولة منه ....
رجع وهو عازم انه يخلص كل الامور ويفضي الفلة .... يمكن هو زعل على بدر يوم صرخ عليه ... بس مايقدر يلومه .. ويحمله شوفة بنت غريمة امه .... مر عليهم اسبوع ... وفضوا الفلة بسرعة ... الكل كان رافض يتكلم بالموضوع مع حسن اوبدر .... وتركوا كل شي يمر ...
....
تغيرت الامور كثير .... وصارت العيلة متباعدة عن بعضها ... والكل يحط اللوم على غيره .... بدت الدراسة ولهوا فيها كثير .... سعود اخر سنة في الجامعة ... والخال شفى وباقي له فترة نقاهة ... اما زوجته وزوج اخته فربي كتب لهم الشفى اسرع قبله لان اصابتهم كانت اقل ...
عز على الجدة بعد مافقدت بنتها انها تشوف بيتها ينهدم بعد موتها .... جلست تنتظر سعود يرجع من الجامعة ...
دخل سعود ... حب راس جدته وجلس جنبها .. : كيف الحال ؟
الجدة : هلا يمه ... جيت قوم تغدى علشان ابيك توديني مشوار ...
سعود : وين يمه ...
الجدة : انت سوي اللي قلت لك .. وتشوف ..
غير ملابسه وتغدى ....وراح ودى جدته اللي طلبت يوديها للفلة ....
رن الجرس .... فتح له البواب.... ودخلت سيارتهم وركض العامل يعطي خبر لاهل البيت ....
وقفوا عند الباب الداخلي .... وساعد سعود جدته في النزول .....ودخلوا لداخل تلقتهم الشغالة ... ودخلتهم لغرفة الضيوف ....
بعد شوي ... نزلت لهم شيرين .... لابسة وكاشخة ... ودخلت عليهم ...نزل سعود راسه ...
سلمت على الجدة خدود ... وجلست مقابلها : حياكم بس ياليلت تعلموني مرة ثانية .. ماحب الزيارات المفأجأة
الجد : ماشاء الله اشوفك متزينة .... بتطلعين ....
ضاقت عين شيرين : لا بس اهلي بيجون عندي ...
قام سعود من مكانه : عن اذنكم بستنى برى .... ماقدر يستحمل الجو ... مرة اخوه مافي عينها اي ذرة خشاء ... وبعدين خاف على مشاعر اخوه ومن انه يسوي له مشاكل بينه وبين زوجته لانه يعرف اخوه عصبي ..
جلس في الصالة ... شوي شاف بدر نازل .... يوم شافه اقبل عليه ..مو متعود يظل طول هالمدة مايشوفه ...
يوم شاف بدر سوعد جاي عليه ... وقف محله وعقد حجاجه ....
سعود حب راس اخوه ... وحضنه ... بس بدر بادله الحضن ...
بدر بزعل : والله وعرفت ان لك اخ ...
سعود ... ظنيتك زعلان علينا ....
تغير وجه بدر : لا .... مو زعلان ... انا عندي وجهة نظر وبس... تعال ... ومسك يد اخوه وطلع به للملحق اللي صار ملحق منفصل للرجال ....
وصلوا هناك الصبي سوى لهم قهوة ... وجلسوا ..
بدر : اشتقت لكم ياخوي .... اشتقت لابوي ولامي هيا ..
سعود : يوم انك اشتقت لهم ليش ماتزورهم ...
نزل راسه : ......... جيت بعد اللي صار ... ولقيتكم خلاص طلعتوا ... ابوي استعجل ...
سعود : ابوي طيب ... تعال اتسامح منه .. لا تخليه يزعل منك ...
وقف ... : قوم ... خلنا نروح الحين ... وحشتني امي هيا ..
ضحك سعود : وش تسوي لو حققت لك طلبك بسرعة ... وش تعطيني ..
ورد وهم طالعين : كيف يعني ...
سعود : امي هيا داخل عندكم ... تركتها مع زوجتك ...
بدر : والله ... طيب روح انت للسيارة .. وانا بروح اجيبها ....
دخل وراح لغرفة الضيوف .... شافهم جالسين بدون اي كلام .... حب راس جدته : هلا يمه وحشتيني ...
فرحت الجدة : تحب الكعبة .... مسكت يده وجلسته جنبها : كذا يايمه .. نهون عليك ...
شيرين : خلي القردة الي انتو لمينها من الشارع تنفعكم ...
وقفت الجدة ... وماردت عليها ... ووجهت الكلام لبدر : يلا يايمة قوم معي ...
راح وراهم بسيارته .... ولمن وقف عند باب العمارة ... صعد لفوق ... فرحت فيه عابدة اللي ربته .... وجلس يستنى ابوه يرجع ....
حسن قبل مايروح البيت كل يوم ..يمر على شيخة تحت .... يشوفها ناقصها شي ... شيخة شاطرة ... ومجتهدة في الدراسة ... وماتعرف تطلب ... كانت ممتنة بس لانه يقوم بها ...
لمن راح حسن فوق ودخل ... طاحت عينه على بدر اللي جاء وحب يد ابوه ....وراسه
بدر : يبه سامحني ...
في الاول حاول انه يظل على موقفه .... بس شوقه لولده غلبه ...
حسن : مسامحك ...
الفرحة غمرت البيت من جديد .... وجو العيلة رجع زي قبل ... ويمكن احسن ...
.................................................. .................................................. .........
مرت الايام بعد كذا والبيت كله على رجل علشان سعود هذي اخر سنة له في الجامعة ..... والحمد لله نجح ... وتخرج من الجامعة ... وزي ماكانت فوزية تتمنى ... قرر حسن يسوي له عزيمة بمناسبة التخرج ... جهز لها ... وبالرغم من انها ابد مو زي تجهيزات فوزية ... بس العزيمة كانت انيقة ... وكبيرة ... بس سعود رفض انهم يجيبون فرقة .. علشان امه ...
...
عند اهل شيرين .... ام غسان
ام غسان : كويس انكم بتطلعون من حالة الحزن اللي انتو فيه ....
بدر : اي ابوي مايبي لسعود يحس باي فرق...
شيرين : بس عاد ابوك عطانا الفلوس واحنا نرتب للعزيمة ...
بدر: مايحتاج ياحبيبتي ابوي جهز لكل شي مافي عادي تتعبين نفسك ..
ام غسان : عاد احنا نعلمك من الحين ..... انتبه لابوك يجيب ذيك العلة للعزيمة ... مو ناقصين اي فضايح ...
يعني مانبي للناس تتكلم علينا ...
بدر : ولايهمك ياخالتي ...اكيد ماراح تجي ...
شيرين : مو ناقص الا هالاشكال نتعرف عليها .... مادري عمي وين عقله ..
قرصتها امه من تحت ..... هي تعرف ان بدر مايحب احد يسب اهله ...
عقد بدر حجاته : انا بكلمه .... يلا تامروني على شي ...
ام غسان : الله معك ...
بدر : اجي امر عليك بالليل ...
قالت شيرين بارتباك :لالالالا ... مافي داعي ياقلبي تتعب عمرك ... برجع مع السواق ..
طلع ..
التفت امها عليها : ابوك مايرضى ترجعين متاخر ...
شيرين : ومن قال اني برجع متاخر ... انا بروح للسوق مع صديقاتي وهم بيرجعوني ..
ام غسان : وشو ...؟!!!
شيرين خافت من ردة فعل امها : ماما بسوي لبدر مفاجأة ... بروح اشتري له هدية ... صدقيني ماراح اتاخر ...
.. وحبت تغير الموضوع ...
شيرين : ماما الا تخيلي لو ذيك تجي للعزيمة ...
ام غسان : وجع ... قوية عين .. اذا بتجي ماراح اروح ... وحتى انتي ... مانبي الناس تاشر علينا ...
............................................
شيخة ... جالسة ... تراقب نفسها في المراية .....
تفكر ....
انا مين ....
انا مين ...
انا مين .......
تغيرت انا مو نفس البنت اللي جت عندهم اول مرة ....
شافت نفسها بنت حلوة .... وصارت تتحسس الملابس اللي عليها ...
ليش عندي رغبة كبيرة اروح للعزيمة ....
يمكن علشان انا شفت الدنيا خلاص
... وصار عندي صاحبات ....
يمكن لاني جربت الحنان ...
يمكن لاني عرفت كيف يكون لي اهل ...
ابتسمت .... وصارت تدور ... تدور ... حست انها في حلم .....
يمكن لو احد جاء قال لها من كم سنة انها راح تعيش هنا .... وتلقى احد يحبها كذا .... ماكانت راح تصدق .... تمنت انها تكون شيخة بنت حسن ..... مو بنت محمد ....
وجلست تتذكر انها عمرها ماعرفت ابوها .... كان مجرد خيال .... خيال ..... صورة سيئة زرعتها امها فيها ....
وامها ...
وتغيرت ملامح الفرحة اللي ملت وجهها من شوي وصار وجهها اسود ...
تذكرت امها ...
ايام سوداء ...
راحت جلست في زاوية الغرفة ....
وحضنت روحها ..
صارت حياتها تمر شريط اسود ...
تذكرت يد امها ...
انكمشت على نفسها اكثر ...
صحيح انا عمري مانسيت امي من قبل ...
ظليت اشوفها قدامي طول الايام اللي راحت ......
صورتها صارت كابوس ... يصحيني كل ليلة ...
شافت امها في اسوى حالتها .....
ومش ممكن تتخلص من هالكابوس كل عمرها ....
خافت تقوم من مكانها .....
ظلت طول الليل في الزاوية .... وعينها في فراغ الغرفة ....
بس هي مو شايفة ...
كانت شايفة حياتها حفرة سوداء ...
تبلعها الذكريات كل ماطرت عليها ..
من متى ... من متى ؟؟؟ هي نست اساسا ...
طاحت على وجهها خصلات شعرها اللي فردتها تتباهى بها من شوي ...
حست نفسها مسخ ... مالها حق تفرح ...
مالها حق تشوف نفسها جميلة ...
مالها حق تعيش ....
وقبل ماتكون هي قررت انها ماتبي تروح للعزيمة ... كان في من منع روحتها اصلا ..
.................................................. ..............................................
دخل عليهم بدر في البيت لقى ابوه يتقهوى مع جدته ... حب راس ابوه ثما راس جدته .... وجلس ... صرخ : عابدة ...
جت عابدة ... وعلى وجهها ابتسامة : اهلا .... وين انت ليش مافي يجي ..
بدر ضحك : مابعد اشتقت لك ....
ضحكوا معه ... وعبست عابدة : شذاب ...ورجعت للمطبخ ..
بدر : تعالي .... جيب لي فنجان خليني اتقهوى ...
الجدة : جعلك دووم مبسوط ... لايكون في خبر حلو ...
بدر : زي وشو ..؟!
حسن : يعني مافي شي بالطريق ..
ابتسم : لا مافي توى الناس ....
الجدة : اي توى الناس .... صار لك اكثر من ثلاث سنين متزوج ...
بدر : الله كريم ..
اشر حسن للجدة علشان تسكت ...
بدر : الحين وين المعرس ...
ضحكوا ورد حسن : هو اساسا سوى شي على قولته ... اذا علي انا مابي ... انتو تبون انتو قوموا بها ...
بدر : الا صج يايبه ... حبيت اعلمك .............. يعني بدون زعل .... مافي داعي انك تخليها تحضر ..
نزل حسن راسه ....
كمل : اهل زوجتي مستحيل يحضرون اذا هذي بتروح .... مايتنزلون ...
مسكت الجدة يد بدر تبي تنبهه انه مايكمل ....
دخل عليهم سعود في هالوقت .... : السلام ... ردوا عليه
حب راسهم ... : بدر تعال ...
قام له بدر : وشو ..
وهم رايحين للغرفة : جايب لاب توب جديد...
بدر : والله ... اختفى صوتهم ...بعد ماتسكر الباب ..
الجدة : حسن ... ياولدي مافي داعي تكبر السالفة ..... البنت ماتفرق معها العزايم ... خلي عيالك حولك
..
حسن : انتي شايفة كذا ....
الجدة : اي .......
.................................................. .................................................
محد جاب لها طاري انها تروح معهم يوم العزيمة .... وهي سوت روحها مو دارية ... بس هي عارفة ...
راحت للدولاب ... وطلعت البدلة اللي قررت انها تروح بها .... حطتها على جسمها ... صديقتها جابتها لها .... لمن علمتها ....
نزلتها ببطى ....
" يمه .... يمه ... راح اظل طول عمري .... ادفع ثمن غلطاتك ......"
طفت النور ..... حضنت البدلة .... وراحت لزوايتها ... وجلست على الارض الباردة ....
حضنتها بقووووة ... حبت تسرح باحلامها ....نامت محلها ...
وخيال الحفلة في راسها ....
وحلمت انها راحت .... وكانت هناك احلى بنت ... والكل مبهور فيها ...
بس وهي ترقص وتدور ... اقبلت عليها غيمة سوداء بلعتها ....
حست نفسها ضايعة ....
لقت وجه امها في كل مكان في الغيمة السوداء ..
وجه قبيح .... مليان بالقسوة ...
صارت ترجف وتحس انها بردانة .... بردانة ...
صرخت ...
صحت لقت نفسها في نفس الزاوية ....
لقت نفسها تبولت... رفعت البدلة .. شهقت ... حتى هي ...
راحت تركض ... حاولت تغسلها على يدها ....وظلت طول الليل جنبها ... تهز ...
اول ماطلع الصبح
دقت على موبايل صديقتها ....
شيخة : السلام
هديل : عليكم السلام ... انتي زيي مانمتي ...
شيخة : اي ...
هديل : ها وش سويتي في الحفلة ..
شيخة : مارحت ..
هديل : ليش .؟؟؟؟
شيخة : انا اسفة ... راح اسوي اي شي تبين ... بصراحة ....بصراحة ... البدلة ... انكب عليها قهوة ...
هديل : وشو ......... ياعمري ... كان قلتي لي .. اجيب لك غيرها ... صج ماعندك سالفة ... علشان كذا تفوتين حفلة زي هذي ..
شيخة : ... انا .... انا اردي اني غلطت .. سامحيني ...
هديل: وش دعوة ..... كلها بدلة ... تفداك .. اساسا ... انا شريتها مخصوصي لك ... ماني ناوية اخذها منك ..
شيخة : لي ...
هديل : اي ...
سكرت هديل ... وهي تبتسم ...
ام هديل : وش فيك ...
هديل : هذي صاحبتي ... تخيلي .... تسلفت مني بدلة علشان عزيمة ... وماراحت لانها كبت على البدلة قهوة...كانت حاسة بالذنب ...
ام هديل : ياحليلها ... بس من ذي ..
هديل : وحدة جديدة تعرفت عليها وانا اقدم في الجامعة ...
ام هديل : خليني اتعرف عليها ... وعلى اهلها ...
هديل : ان شاء الله .... الا امي وش اريك اعزمها ...
ام هديل : فكرة ..
مامر وقت طويل عزمت هديل شيخة .... ويوم قرر عمها حسن يوديها ... وطلعت هديل تسكن مو بعيد عنهم جنب الفلة القديمة اللي صارت لبدر الحين ......ماصدقت انها فعلا بتروح ... كانت مرة مبسوطة ...
لبست ... بشكل هادي ... كانت فلقة قمر ... ام هديل اعجبت بها ....
مسكت هديل ... من عند الباب وهي تستقبل شيخة .... : تعالي ... من هذي من بنته ...
هديل : شفتي ام بدر اللي صار لها حادث من فترة ... هذي تصير بنت زوجها ..
تغيرت ملامح ام هديل : انتي صاحية ... تتعرفين على هالاشكال ..
هديل : ماما وش فيها البنت خلوقة ..
راحت ام هديل لشيخة ... : برى
هديل : ماما ... شيخة اللي كانت تعرف ليش ... لانها سمعت الكلام ... راحت تجر رجلينها بدون اي كلمة ..
صارت هديل تبكي : ماما .... ماما ...
بس قد شيخة طلعت وراحت عند البوابة .... مالتفت وراها ... رجعت لبست الغطاء اللي فسخته ...
دقت على عمها من جوالها اللي ماكانت تستخدمه ابد .... استغرب حسن اللي ماعبد كثير ... رجع لقاها في الشارع ...سالها مرة وحدة : وش السالفة .... بس هي ماردت ... مارجع سالها ...
وصلها للشقتها .... دخلت ..راحت لغرفتها ... عل طول لزاويتها .... مانتبهت ان حسن شافها .... طلع وهو شايل هم هالبنت .... محد بيرضى ياخذها ... راح تضيع من بعده ....
راح لشقته .. لقى سعود جالس مع الجدة .... سلم عليهم ...حب سعود راس ابوه ...
جلس جنب الجدة ... وجلس يراقب سعود ..
سعود : سمعت يبه ... انا رحت قدمت على وظيفة ... وقبلوني الحمد لله ...
الجدة : الله يكتب لك الخير ... ويفتح بوجهك كل باب مسدود ..
جلس يتفحص سعود : سعود والزواج ...
اندهش سعود من تسرع ابوه : لا توى الناس انا ماراح اتزوج لين اكون نفسي ..
حسن : واذا طلبت منك طلب ... ترد ابوك ..
استغربوا من الموضوع اللي طرى على بال حسن ...
كمل : انا ابيك تتزوج شيخة ..
انصطدم سعود
الجدة : حسن وش تقول ...
حسن كان فاهم قصد الجدة ... : انا ابيه مجرد زواج .... بدون اي التزامات .... ابي احد يتعهد بالاهتمام بها من بعدي ..
سعود : طيب انا اوعدك بس زواج .... كثير ..
الجدة : حسن ....
حسن : محد راح يدري ... هالسالفة بيننا حتى هي ماراح اعلمها ... انا خايف اذا مت بدر يخلي قلوبكم عليها حجر ... البنت تضيع ...
قام سعود من بينهم ...
حسن : خالتي ... تكفين اقنعيه ..
الجدة : انك تضحي زين ... بس لاتخلي عيالك يدفعون معك ثمن طيبة قلبك ......
دخل حسن ... لغرفته اللي ماطلع منها كم يوم ... الكل خاف عليه حتى ولده سعود ...
سعود : يمه انا مابي ازعل ابوي بس ...
الجدة : وانا زيك .... ابوك يعني طيبته زايدة ... اذا انت هاوي تطيعه .... وتنفذ له رغبته ... ومو حاس انك بتضحي .... شي راجع لك .... انا مابي اشور عليك ... بكرة تندم .... وتحس ان في احد هو اللي وصلك لهالنتيجة ..
قام له سعود .... حب راسه .... : يبه ...
حسن : خلاص انا مابي شي ... بس جالس افكر ... روح ...
سعود حس بالذنب : يبه خلاص انا موافق ...
حسن : لا انا كنت غلطان اني ابيك تنفذ لي اللي ابيه ...
سعود : لا خلاص يبه انا موفق عن اقتناع ... انا ابي اسوي خير ...
حسن : اكيد ... لاتتصور اني يوم جلست بغرفتي كم يوم ابي اضغط عليك ... انا جلست لاني كنت مابي اوري شيخة وجهي وانا حاس انها بتضيع من بعدي ...
سعود : انا موافق من خاطري ... بس كيف ..
حسن : انا ابيك تتزوجها احتياط ... علشان اذا مت ..
سعود : لك طول العمر ...
حسن : يعني ابي احس اني مطمن انك بتقوم بها ... بس انا راح احاول اني اوفر لها مستقبل تعتمد فيها على نفسها .... وانا ابي تخلي زواجك سر ... حتى عن بدر .... واذا تطمنت عليها ... ابيك تطلقها ... منت مجبور حتى تشوفها ... مجرد ورق ...
سعود : خلاص انا موافق ..............حب راس ابوه ..... : اهم شي تصير راضي ..
زوجها حسن بالوصاية اللي عنده ... وهي وقعت وماتدري وش الطبخة ..... وحسن ماحب يعلمها انه زوجها ولده ... ماكان يبيها تتعلق في امال كذابة .... وحذر الكل ان في اثنين مايبي احد يوصلهم خبر الزواج ... شيخة ... وبدر اللي بيطبق الدنيا عليهم ...
.................................................. ..................................................
|
|
|
10-14-2011
|
#4
|


الجزء السابع
عاتــــــــــــــــــبوها .....
اليوم اول يوم لها في الجامعة ...
على قد ماهي مبسوطة ....
كانت خايفة .... ماتدري وش بيكون مصيرها ...
لبست ووصلها عمها حسن ... اللي كان هو اللي متوليها .... في كل شي ... حس ان شيخة صدق بنته ...
نزلت خطوة تقدمها .... وخطوة ترجع بها ....
كان هاين عليها ترجع ....
ماتبي تدرس ....
ولاتبي تشوف احد ...
وش فايدة الدراسة اذا مافي احد يرضى بها .... اذا كانت ردة فعل ام هديل زي كذا ... اكيد كل الناس زي كذا ...... وش نفعها .... اذا مافي سند .... ماقدر اسند نفسي .... ماقدر ....
دخلت من الباب وطلت نظرة اخيرة لبرى ....
شافت عمها يرسل لها ابتسامة اخيرة .....
" ياعمي .... انت اكبر عون لي ..... بس ماتدري على كثر ماتسوي معي .... احس اني لسى ضايعة ... "
ودعت عيونه .....
ودخلت علشان تواجه عالم هي فيه لوحدها .....
فسخت العباية .... كانت نظامية جدااا ماحبت تلفت نظر ايا كان ....
بس مهما لبست ومهما سوت البنت كانت ايه في الجمال ...
حست عيون البنات تتلفت عليها .... خجلت اكثر وكست وجهها حمرة ..... وتضايقت .....
بس هنا غير ....
هنا غير ....
هنا مافي زاوية ....
زاويتها اللي تركض لها تلقى الامان ....
بدت تتحرك .... وهي منزلة راسها ...
تتحرك بين حشود البنات .... وكل مالتفتوا لها البنات اكثر كل ماهدت خطوتها اكثر .... بدت تشوف الدنيا سوداء ....
هنا غير ... غير المدرسة اللي كانت من تدخل لها لين تروح تجلس في الفصل ... وماتطلع الا بعد مايخفون البنات ... بس هنا البنات كثير ..... كثير ..
سرت رعشة في جسدها ... وخانتها اوصالها .... وحست بالخجل ... وبالخوف .... وحست ان الحفرة السوداء تبلعها .... بس فجأة لقت يد انمدت لها ....
فجأة انقشع السواد ... لقت وجه هديل قدامها ....
اتجمدت ....
هديل : تعالي .... تعالي معي ...
تركتها تاخذها .... وراحت بها لكرسي ... عرفتها على صديقاتها .... كلهم رحبوا فيها الا وحدة .... نظرة عيونها مبينة انها تعرف .... تعرف من هي شيخة صدق ...
حست شيخة ان جلستها هنا اكيد ماراح تطول ... حست هديل بالافكار اللي تدور في راسها ... مسكتها
هديل : عن اذنكم بنات ... تعالي ... ومشت معها ... : اخذت خزانة ... علشان اغراضك ...
اشرت براسها لا ...
هديل : خلاص خليك معي ... علشان اضمن اني اشوفك كل يوم ... وطلعت معها برى ... وجلسوا على عتبة صغيرة ...
قابلتها : شيخة ... مش معقول .... الكلام اللي قالته ماما ... انا ماصدقته .... ماما احيانا تبالغ في حمايتي ..
قولي لي انه مو صدق ...
ماردت .... ماتعودت ترد ...
هديل : شيخة .... ماراح اتركك الا لمن تعلميني ...
وقفت ..... : هديل ..... اسمعي كلام امك .... تدرين انا يوم كنت مع امي ... كنت اطعيها في كل شي ...
ولحد الحين .... لو رجعت عندها ... راح اسمع كلامها ...
هديل : انتي غريبة .... تقولين كذا .... اذا الكلام صدق ... ليش تبين امك ...
شيخة : لسبب بسيط .... لاني يوم كنت معها ... ماكن في احد يحتقرني زي كذا ....
حضنت شنطتها .... ومشت .... جلست تدور ..... لقت السكشن اللي سجلت فيه ... في البداية كانت ضايعة ..
بس في بنت ابتسمت لها وهي تدور ...
البنت : انتي ضايعة ....
شيخة : اي شكلي ..
البنت : انا ندى .... وانتي ..
... انا شيخة ...
ندى : اول سنة ....
شيخة : اي ..
ندى : زيي.... بس انا اعرف لاني اختي موجودة هنا معي في الجامعة ... ساعدتني كثير ... ايش رايك ... انا صحباتي اغلبهم راحوا للكلية ... حاولت اسجل معهم بس ماما ماراضت ... تبيني اكون مع اختي ...
ايش رايك نكون صاحبات ..
ابتسمت لها واشرت بايوه .... يعني اكيد بيجيها يوم تدري .... خلي احد الحين يدلها كيف الدرب على الاقل ..
..........................
مرت الايام .. بسرعة ....حلوة وخفيفة .... الدراسة فتحت افاق كبيرة لها ... ونمت عندها قوة الشخصية اكثر واكثر ...... كانت مرة مبسوطة بصداقة ندى اللي كان لها الاثر الاكبر بعد الدراسة ....... اما هديل كانت تشوفها من وقت للثاني ...
واضح على هديل انها تبي صداقتها بس ... بس كانت خايفة احد يطلع عليها اشاعة ...
الدراسة ممكن تكون صعبة ..بس كانت لشيخة تحدي حلو ... كانت مقبلة على الدارسة بشغف ... وكانت ندى دايم تقول لها .... ان اكبر غلطة سوتها ... انها تعرفت عليها ... لان ندى ماتحب الدراسة ... اما بالنسبة لها فهي تعتبر نفسها محظوظة لان شيخة صديقتها ... لانها شجعتها على الدراسة اكثر ... وهذا الشي اللي كانت ندى مستحيل تسويه ابد لوحدها ...
....
ندى : انتي درستي للامتحان كويس ....
شيخة : زي ماقلت لك ... ركزي على المقاطع اللي اشرتها عليها في المحاضرات الاخيرة ..
ندى : طيب ... وجلسوا ثنتينهم يراجعون مع بعض ... ويضحكون على غبى ندى احيانا لمن يسكر مخها ..
قربت منهم هديل ومعها ظلها نوف .... البنت اللي مرتاحت لشيخة ... علشان هي تعرف عنها ..
هديل : السلام بنات كيفكم ..
نوف : هاي ندى ...
ندى عرفت لخباثة نوف ... : تمام هديل انتي كيفك ....
شيخة اكتفت بإبتسامة ...
نوف : اقول ندى كيف تسمحين لنفسك تصاحبين هالاشكال الردية ..
ندى ردت بغضب : زي ماهديل ماتعرف معادن الناس اللي تمشي معها .... وزي ماهي مسكرة عيونها عن بلاوي اللي ترافقهم ..
انكمشت نوف ... وضاقت عينها وهي توجه نظرة لشيخة ... مسكت يد هيدل وسحبتها ..
ندى : لاتزعلين ولاتهتمين لهالاشكال ..
هزت اكتافها انها مو مهتمة ... ورجعت تطالع في اوراقها .... ورجعت لصمتها اللي تعبت كثير ندى لين اقدرت تنسيها اياه ...
كان اليوم اخر اختبار ومر على خير .... ودعت شيخة ندى عند الباب وطلعت لحسن اللي كان ينتظرها برى ..
ركبت وهي ساكتة ... لاحظ انها متغيرة عن اليومين اللي راحوا ... صحيح ان هذي حالتها الاصلية ...بس هي تغيرت كثير في الفترة الاخيرة ... بس ماحب يحرجها ابد ... وترك لها حيرة التعبير .. ومساحة تحس فيها انها حرة تتصرف كيف ماتبي ..
اما هديل صبرت لين تروح شيخة وراحت لندى ... وش قصدك بالكلام اللي انتي قلتيه .. معقولة نوف اخلاقها مو كويسه
ندى : والله عاد انتي عندك عيون ..
هديل : بس اهلها ناس محترمين ...
ندى : ياسلام .... طيب دامك راضية عنها ليش جاية تساليني ...
راحت وخلتها ....
.................................................. ................
رجعت تفكر في كلام كثير يدور في راسها .. هل للي تسويه نتيجة .... ياترى تقدر ... يعني اذا تخلى عنها عمها ... وش راح يكون مصير ....
ومعــــــــــــــــــــــــــــــقولة ...
معقولة امها نستها ..... ماقدرت تبكي .... حاولت تحزن وتنزل دموعها .... بس عجزت ....
.....
عند ندى ..
دخلت للبيت .... وبعد تعب اسابيع امتحانات بدون انقطاع ... حست الحين انها مرتاحة ...
ندى : السلام .... حبت راس امها ..
ام ندى ( ام عثمان ) : وعليكم السلام .....ها بشري وش سويتي اليوم ...
ندى : تمام التمام ...
ام ندى : اي تمام ... زي كل سنة .... والا تمام غير ... وضحكت ...
ندى : حرام عليك تراني تعبت دراسة ...
ام ندى : اشوفك ... سبحان الله ... وش اللي مغيرك ...
ندى : صحيح ياماما ان لمن كنت اسمع الانسان على ماتكون اخلاق اصحابه .... لولا شيخة الله يجزاها خير ... ماكنت حبيت الدراسة ... تخلي كل شي حلو ...
ام ندى : تدرين عاد شوقتيني علشان اشوفها ...
ندى : ماما شيخة انسانة حساسة .... تصوري ان بنت جت اليوم وعايرتها ... ماردت صحيح ... بس تغير وجهها حتى اني اشك انها حلت زين مع انها تقول تمام يوم سالتها ..
(( ندى قالت لامها كل شي سمعته عن شيخة ....))
ام ندى : ياحرام مسكينة .... ايش رايك تعزمنيها هنا ... ابي اتعرف عليها ....
ندى : صدق ماما .... ودي بس خفت انك ماتسمحين لي ....
ابتسمت : لا انا بعد مشتاقة اتعرف عليها ....
راحت بسرعة ودقت عليها من الحماس ...
شيخة : الو ...
ندى : السلام ..
شيخة : عليكم السلام ...
ندى : اسمعي انا غالية والالا ...
استغربت شيخة : اكيد ...
ندى : قولي والله ...
ضحكت : وش السالفة ..
ندى : ابي اطلب طلب ... مابيك ترديني ابد ... ابيك تجين عندي بالبيت ..
شيخة ردت من دون تردد : عمي ماراح يرضى ... لازم تجين عندي اول ... (( توقعت ام ندى ماراح ترضى اذا درت لمين تروح ))
ندى : اممم .... خلاص اشاور ماما واقول لك ...
سكرت منها شيخة ... وهي تقول في خاطرها اكيد ام ندى ماراح ترضى .... علشان كذا هي تكون ارتاحت من اي احراجات ... لمن تروح لهم اول ... ماتبي تتعرض للموقف السابق ...
بس استغربت لمن رجعت ندى دقت وقالت لها ان امها وافقت بس تبي تجي معها ...
شيخة : والله .... ندى عطيني فرصة اعلم جدتي ... علشان انا .... انا ...
ندى : شيخة ... مافي داعي تشرحين ... خذي راحتك ...
سكرت مصدومة .... يعني ندة تعرف ومع ذلك ظلت صديقتها ..... حست انها متفائلة ...
راحت تركض لبست عباتها .... وراحت لفوق ... وهي واقفة عند باب الشقة الي فوق ... طلع سعود من الاصنصيل معها في نفس الوقت وقفوا في نفس الوقت على الباب ... بعدت ... هو عرفها .... فتح لها الباب ..
واشر لها تدخل قبله ..
راحت لعند الجدة اللي تجلس دايم في نفس المكان في الصالة ... دخل سعود وهو بيروح لغرفته ...
الجدة : تعال يمه سعود ... هذي شيخة ...
سعود : لا وقت ثاني انا تعبان .....ودخل ..
التفت الجدة على شيخة : ترى سعود يصير اخوك ... ( الجدة تبي تبعد اي تفكير يطرى على بال شيخة )
شيخة : صدق ...
الجدة : اي
استغربت شيخة : اشلون ....
الجدة : من الرضاع ... امك رضعته ....
الفكرة دارت براس شيخة بس الجدة ماتكذب ... صدقتها ...
شيخة : تدرين ابي اطلب منك طالب
الجدة : يوه ذي الساعة المباركة ... اول مرة اسمعك تطلبين ..
ابتسمت شيخة : لا بس ام صديقتي بتجي معها لمن تجي تزورني ... وابيك تجلسين معها ...
الجدة : صحيح ... ماعيله يابنتي ... متى قالوا بيجون ..
شيخة : منتظرين ردي ... متى تبين اقول لهم يجون ...
الجدة : خليها بعد بكرة ...
.... جت ندى وانزلت الجدة وعابدة لشقة شيخة علشان يستضيفونهم ..... حست شيخة انها مو نفس الانسانة ... هذي الصداقة اللي تعمقت كانت شي رائع ....
وطلبت ام ندى منهم رد الزيارة ... اعتذرت الجدة اللي ماتقدر تطلع كثير لزيارات .... بس وعدتهم ترسل لهم شيخة ...
اخذت شور عمها وراحت لبيت ندى مع السواق ... لان عمها في نفس اليوم كان بيسافر عنده شغل ...
راح يثمن ارض في الاحساء .... وبيجلس كم يوم يخلص البيعة ويجي ....
لمن جاء العصر ... لبست ... وراحت مع السواق اللي راح قبلها بيوم ودل البيت .... استقبلوها برحابة .. حتى خوات ندى ... وحست شيخة انها عايشة وحست ان هذا اللي تبيه من الدنيا انها تحس انها محبوبة وفي احد يحرص على قربها .....
اول ماخلصوا الضيافة ... صعدت مع ندى غرفتها ... وصارت ندى تجرب عليها ميك اب ... وتسوي لها شعرها ... صارت معنوياتها في القمة ... جربوا الملابس .. وهستروا ... وضحكوا ... حست شيخة انها مو هي .... انبسطت كثير ... حتى انها ماكان ودها ترجع للبيت ...
بس جا وقت الروحة .... راحت ... ولمن ودعتها ندى رجعت لصالة لقت عثمان واقف ..
عثمان : من هذي القمر اللي كانت معك فوق ..
انبسطت : هذي صديقتي .. تعرفت عليها في الجامعة ... ايش رايك فيها جنان ...
لقت امها تطالعها بنظرة تحذير .. سكت ...
عثمان : ماقلتي لي اسمها ...
ام ندى : ياخسارة بس البنت مخطوبة ياعثمان والا كنا خطبنها لك ..
عثمان : خسارة ... صراحة ماتتفوت ... يلا انا طالع تبون شي ..
وبعد ماطلع .. لفت ام ندى على بنتها : انا قلت لك صادقيها ... بس انك تحلينها في عين اخوك .. هذا اكبر غلط .. لا تستهنين في النسب ... ترى النسب مهم ...
ندى : اسفة ماما ...
................................
رجعت شيخة للبيت وهي مبسوطة .... وحست نفسها طايرة في الهواء ... هي عندها ميك اب واغراض بس مافكرت تجربهم ... جلست عند المراية .... وجلست تجرب اللي علمتها ندى .. حطت ميك اب خفيف ... وسوت شعرها ... مموج ... ولبست فستان ناعم .. حطت موسيقى هادية ... وصارت تدور ... وتدور ...
معنوياتها في السماء ....
عمها حسن مسافر ...بس ترك مفتاح شقتها عند سعود علشان يبيه يقضي للبيت ويودي الاغراض المغرب للبيت ... تذكر سعود وهو راجع في الليل .. خاف ان ابوه يزعل عليه ..راح شرى كم غرض .... وقرر انه يوديه الحين ... ماكان يعرف ان ابوه قال المغرب يعني المغرب .. علشان شيخة برى البيت ... بس ماعلمه ...
فتح بالمفتاح ..... ودخل سمع اصوات جاية من داخل .... حط الاغراض في المطبخ ... وهو طالع جاه فضول ... طل ... طاحت عينه عليها .... ماقدر يشيل عينه من عليها .... " هذي شيخة " ... البنت تجنن ....
لا ولابسة بعد وكاشخة ...
.................................................. ...........................................
ابعـــــــــــــــــــــــــتذر عن كل شي ....
الا الهوى ..
ماللــــــــــــــــــــــــهوى عندي عذر ....
ابعتذر عن كل شي ....
الا الهوى ...
ماللهوى عندي عذر ...
و بابعتذر عن كل شي ...
الا الجراح ..
ماللجراح الا الصبر ..
تصدقي ...
مااخترت انا احبك .... احبك ... ماحد يحب اللي يبي ...
ياحبي المر العذب .... سكنتي جروحي غصب ...
ليت الهوى ... ليت الهوى وانتي كذب ....
كان اعتذر لك عن هواي ... وماقول انا كوني معاي .....
على صوت الاغنية اللي ضربت على الوتر الحساس وقفت كل حواس سعود وهو يشوف القمر اللي تلف وتدور قدامه ..... جماله ماقد شاف مثله ... طولها على بياضها ... وشعرها الاسود الناعم الطويل ... اللي يلعب ... وهي تلف وتدور ...
ماقدر يتحرك من محله ...
انتبهت شيخة ان في احد موجود ... وقفت .. بس علشانها كانت تلف ... صار راسها يلف .... انتبه سعود انها بتطيح ... راح وتلقفها .... حست بالخجل منه ... بس ضحكت ... ضحكتها الناعمه ... هي تدري انه اخوها ... يعني مافي داعي للخجل المبالغ فيه ..
انتبه سعود لقلبه من كثر مايدق بيطلع من محله .....
سعود : عسى ماصار لك شي ...
هزت راسها بلا ...: وانت ..
هز راسه ..... بس هو قلبه اللي تعور ....
ابتسمت له : خلاص راحت الدوخة .... ولمن ساعدها ... : انا شيخة ...
ابتسم : وانا سعود ...
شيخة : ادري .... علمتين جدتي هيا ...
بانت عليه الدهشة : وش قالت لك ..
شيخة : انك اخوي من الرضاعة ...
مادخلت الاجابة مزاجه .... بس لحد الحين حسها تكفي .....
سعود : طيب في وحدة زي كذا .... ماتضيف اخوها حتى لو كوب موية ...
شيخة : اسفة ...... الحين اروح ..... راقبها .... وكلمات الاغنية لسى تصدح في راسه مشى لداخل الغرفة ...
الغرفة تحت غرفته .... مايدري هي مجرد صدفة ... والا هذا مكتوب ..... مد يده سكر الاستريو ....
لقاها وراه ..
سعود : اسف ... بس بغيت اطفي الاستريو ..
شيخة : انا اللي اسفة ... عادة تكون غرفتي انظف من كذا ... بس كنت اجرب ملابسي ...
طلعت ... ومشى وراها ... حس انه مسحور .... جلس على الكنبة اللي توجهوا لها ... فتح ازرار الثوب من فوق .... مو قادر يستحمل الحرارة ...
شيخة : عسى ماشر تعبان ....
سعود : انا ..
شيخة : وجهك صاير احمر ...
سعود : تعبت اليوم في الشغل ...
شيخة : سلامتك .....
قام : انا جبت الاغراض اللي قال عنها ابوي ... اذا سالك قولي انك جيتي لقيتها ... ..
شيخة : ان شاء الله ....
سعود : ولا تقولين لاي احد انك شفتيني ... سمعتي ....
استغربت ..
سعود : علشان تعرفين اخاف يعلمون بدر ... بدر بيوعل علي اذا دري اني اجي ازورك ..
تضايقت ..... وتذكرت بدر ... سرت رعشة خوف جسمها ....
حس عليها سعود : انا اسف ..
شيخة : مو ذنبك ..... بس بدر هو اخوي زيك ؟؟؟
سعود : لا .... علشان كذا هو يعتبرك بنت مرة ابوي ... لا تلومينه ..
هزت راسها ....
سعود : لا تعلمين حتى ابوي .... سمعتي ..
جاوبت ببراءة الاطفال : ماراح اشوفك مرة ثانية
سرح في ملامحها " تتوقعين بعد ماطاحت عيني عليك اقدر انام اساسا ... "
سعود : ان شاء ..... راح لناحية الباب ... وفتحه ... ولمن جاء يسكره ... اخذ نظرة اخيرة .. : قفلي الباب ..
....
سكرت الباب .. وقفلته بالمزلاج ...راحت تنام ... كانت فرحانة ان اخيرا حست بشعور لمين كون عندها اخ ....
ونامت مرتاحة والبسمة على وجهها
بس سعود .... طلع من عندها .... كان جاي لها تعبان .. يبي يخلص اللي وراه علشان يرجع يحط راسه ينام ...
بس لمن طلع منها راح ركب سيارته .... ومشى فيها للواجهة ...
جلس .... يفكر ..... البنت اخذت عقله .... وفي داخله شعور ... غريب .... شعور الفرحة .... واللهفة ... ومع انه ماصار له الا ساعة من تركها ... بس وحشته ...
كان سرحان مو حاس بالوقت .... وقطع عليه سرحانه صوت رنة جواله ... طل في الشاشة ... لقى ابوه المتصل ...
رد عليه : الو ياحلي اب في الدنيا ... تدري انك وحشتني ..
حسن : سعود ... لايكون ياولدي انت تشرب وانا مادري ...
ضحك بقوة .. : الله يهديك يايبه ...
حسن : مدري عنك اول مرة اكلمك وترد علي زي كذا ..
سعود : والله بصراحة وحشتني ...
حسن : يعني هذي اول مرة اسافر فيها ...
سعود : لا بس هالمرة غير ... متى ان شاء الله الجية ...
حسن : باكر بعد المغرب او قريب العشاء بمشي من الاحساء .... البيعة خلصت على خير ... سويت اللي قلت لك عليه اليوم ...
سعود : زي ماقلت .....
حسن : خلاص بكرة لاتروح زي ماقلت لك ... انا اذا جيت اشيك عليها ..
سعود زعل ... ابوه بيحرمه من وشفتها باكر ... سكر من ابوه ... ورجع للبيت ... طلع من الاصنصيل عند باب شقتها ... تردد .. يدخل .... والا يخليها بعدين ...
دخل المفتاح ... بس عي الباب ينفتح ... تذكر انه وصاها تقفل الباب ... اكيد المفتاح من الجهة الثانية ..
رجع لغرفته متضايق .. وش يسوي بكرة ...
انسدح على فراشه ... وجلس يفكر ... الحين هي نايمة تحته ... جلس يتقلب على الفراش ....
جلس على هالحال لين طلع الصبح .... دق على الدوام خبرهم انه بيتاخر شوي .... وماصدق جت الساعة تسع الصبح ... طلع راح لمحل مفاتيح ... وطلع له نسخة لمفاتيح االشقة ... شقتها ...
وبعد كذا ارتاح ... وراح داوم ....
.................................................. ..................................................
الجزء الثامن
درس بس الثمن غالي ...
عد الثواني والدقايق...... وقعها ثقيل وتمر ببطىء .... وملل .... من الثانية اللي طاحت عينه عليها مايحس ان للعمر معنى ..... بدون شوفتها ..... ماقدر يتحمل قربه منها وهو موقادر يكون في معها في نفس المكان ....
يوم ان قرر يضحي .... ويربط مصيره بمصيرها ..... ماظن ان الانسانة هذي اللي بتحرك هالمشاعر زي كذا ......
جلس يدور بسيارته بدون هدف .... لاعين غمضت له ... ولاهني له لقمة يحطها بفمه ..... الحين صارت الساعة تسع بالليل .... وقفت سيارته عند باب العمارة ..... يروح لها الحين والا لسى ...
جلس بالسيارة .....سند راسه لوراء .... وجلس يفكر .... يعني انا ابيها .... والا لا .... وهالمشاعر وش معناها ..... وسال نفسه ..... " انا من يوم جت دخلت حياتنا .... ماعرفت عنها اي شي .... ولا همني اني اعرف .... بس الحين لازم اعرف عنها كل شي .... "
من تعبه الشديد ... غفى ..... وحلم بها وهي تدور وتلف .... في وسط هالة من النور .... بنفس الفستان ..... وشعرها يلعب ..... وضحكتها .... تتردد كصدى .... بس صدى ناعم ... وله وقع السحر عليه ....
ومد يده يمسكها .... بس بدل مايتلقفها زي المرة اللي فاتت .... طاحت من بين يدينه .... صرخ ... بس صحى لقى نفسه في سيارته ..... شاف الساعة مرتاع .... الساعة صارت وحدة بالليل .... طلع من السيارة ....
صعد بالاصنصيل .... لين باب شقتها ... وقف ... تردد زي المرة اللي فاتت .... وبدل مايدخل المفتاح .... لف وراح للدرج .... صعد خطوة خطوة .... وكان يتملكه احساس بالخيبة ....
.......................................
مر يوم.... وسحب معه الايام .... مايدري كيف مرت عليه .... بدت تتملك الكآبة حياته ...
كان جالس يخلص الاوراق في المكتب ...
فهد : سعود ... اشفيك ....
رد بملل : ولا شي .... ليش ...؟!
فهد : منت سعود القديم ..... وين الفرفشة والضحك ....
سعود : ابد بالي مشغول ....
فهد : ها لايكون تحب ....
ابتسم ابتسامة صفراء ...
فهد : ياخي تزوج ....
سعود : انصح نفسك ....
فهد : انت تدري اني مالي في الزواج .... بس انت ماتحب تتعرف يعني الزواج مرة يجي معك تمام ...
سعود : ياخي اترك عنك الصياعة ....
فهد : والله ياسعود لو تجرب ماراح تقدر تقاوم رغبتك كل مرة ....
سعود : مابي اعرف .... خليت الخلبصة لك ..
ضحك فهد ..... جت على باله ذكريات ....
فهد : على طاري الخلبصة .... ماتبي تجي معي باكر ...
سعود : وين ....
فهد : رايحين الشليهات ...
سعود : فيها بنات اعذرني ...
فهد : ياخي تعال ولا تقرب لهم .....
سعود : بسك من الهلص ...
وهز راسه معبر عن مدى اسفه على حال صديقه .... ضحك فهد لانه عرف وش يدور في راس صديقه ..
..........................................
كل يوم من اليوم اللي شافها فيها صدفة ..... يمر من باب شقتها ويحط يده على الباب .... وقف .... حط يده على الباب .... حس قلبه ينبض ... اليوم صار له شهرين وحشته ... كثير ....
" الساعة اثنعش بالليل .... ياترى هي نايمه والالا .."
طلع المفتاح اللي صار مع مجموعة مفاتيحه...... دخله في الباب .... ماتوقع انه يفتح ... بس انفتح الباب معه ...
دخل .... وسكر الباب معه ... الهدوء يعم المكان ... والظلام يغطيه ....
" بروح اطل عليها وهي نايمة ..... يكفيني بس نظرة ..."
دخل غرفتها .... منظفة .... ومرتبة ..... احتار ... مانامت هنا .... حس انه جلس يحاتيها .... ومية سؤال يبي لهم اجابة الحين ..... طلع مسرع من غرفتها .... وساعتها سمع صوت في المطبخ ... وقف ... ورجع ...
طل براسه في المطبخ ....
لقاها واقفة تزين كيكة .... ماقدر يمسك الضحكة ...
التفت على الصوت شافته ... استحت .... وصار وجهها احمر ...
سعود : السلام ...
شيخة : وعليكم السلام ....
قدم لها وسلم عليها .... مسك يدها ... حب يشدها له ... بس ماحب يزودها معها علشان ماتشك في امره ...
هي تفكره اخوها .....
سعود : وش عندك ...
استحت منه : عندي اختبار .... وكنت متوترة .... وخفت اني اذا ظليت اراجع انسى كل اللي ذاكرته .... قلت مالي اني اشغل نفسي باي شي ثاني ...
سعود : كان نمتي .... النوم يساعدك باكر ....
شيخة : حاولت ...
سعود : اي حاولتي ... الفراش زي ماهو ...
نزلت راسها : انا رتبته يوم حسيت ان مافيني نوم ..
ضحك ... ياربي على هالبنت ...... : طيب ممكن يوم انك سويتها تذوقيني منها ..
انبسطت : من عيوني ...
جلس يراقبها وهي تقطع لها ولنفسها .... اخذوا الصحون ... وراحوا للصالة ... جل هو على الكنب .. وحطت هي الصحون على الطاولة اللي في النص .. وجلست على ركبها في الارض ...
حب عفويتها ... جلس زيها .... ...
شيخة : ايش رايك نحط لنا شي نتفرج عليه ...
سعود : طيب عطيني الرويموت .. اخذه وصار يقلب في القنوات ... ماحصل شي ... حط على محطة اغاني ...
والتفت عليها ... : الحين .... احنا اخوان .... ومحد يعرف عن الثاني شي ... ايش رايك ... نتعرف على بعض اكثر ....
حطت الشوكة... وتغيرت ملامح وجهها .. حس ان ضايقها ...
سعود : خلاص انا ابدى اول ...
... قام وجلس على الكنبة ... ومد يده لها ... : ايش رايك ...تجلسين هنا احسن ..
قامت وجلست على الطرف من نفس الكنبة الطويلة ... وصاروا مقابلين لبعض ...
وبدى سعود : امممم وش اقول .... انا من كنت وصغير ... وانا اشوف امي تعامل ابوي بطريقة انا نفسي مو راضي عنها .... بس ابوي علمنا نحترمها ...وهو نفسه ... كنا نتصور انه سعيد باللي تسويه ....
امي هيا عوضتني عن اي حنان كنت افقده .... علشان كذا حسيت اني محظوظ .... يعني كل شي عندي ...
ام تنفذ لي كل شي ... وجدة حنونة تقوم بي... حتى عابدة ... احبها لانها في حياتي ... احسها جزء من حياتي ... وابوي ... ابوي حنون كثير ...
كنت مكرس نفسي لنفسي ودراستي .... حسيت نفسي بعيد عن البيت كثير ... كان لي عالمي الخاص ..
احب السباحة والكورة ... هوايتي الكورة ... وضحك : ... تدرين اني في الثانوية حطيت في بالي اني مااكمل جامعة ... و اتوجه لنادي علشان ابي احترف اللعب ... بس اخوي بدر منعني ....
علاقتي باخوي ... كويسة جداااااااااااااااا ... مع اني اعرف قسوته وعصبيته بس بدر حبوب
سرت رعشة في جسدها .... بدر حبوب ... هذا ابعد شي ممكن تصدقه ..
وكمل ... : لمن ماتت امي فقدتها كثير .. ويمكن لحد الحين ... بس تصدقين اني احس نفسي مو ناقصني شي ...واحيانا الوم نفسي على هالاحساس ...
اممم وش غير هذا تبين تعرفين ...
شيخة : وش شعورك وانت عندك اخت ...
سعود : مدري كيف اوصف لك شعوري ... بس حلو ... ورفع حواجبه .... : لسى ماجربتك يعني تصلحين ...
وتغيرت ملامحه وصارت حنونه اكثر : امزح ... شعور حلو ...
ضحكت : حتى انا ... احسه شعور حلو ... كنت اتمنى ان يكون عندي اخ .... والحين صار ...
ضيعت السالفة .... وماحبت تتكلم عن نفسها ... وش تقول له .... وعن وشو تعلمه ... اكيد عندها اشياء كثيرة تتكلم بها ... بس ابدا مو امور تفصح عنها ..... امور تخجل انها تعترف انها شافتها او عاشتها يوم .... امور تصعب على طفلة يوم كانت تعتبر طفلة ....لانها عمرها ماحست نفسها طفلة ...
شيخة : انا ماعلمت عنك اي احد ... بس ممكن تكون جنبي ....يعني مر عليك ماشفتك شهر ونص ...
سعود : من قال صار لنا شهرين ...
استغربت ...... ارتبك : اذا تحبين اراجع لك اللي درستيه علشان تشوفين نفسك نسيتي والا لا ...
قامت ... : اوكيه بس خلني ادخل الصحون من بعدنا ..
رجع مسك صحنه : بس انا لسى ابي اكل ... يعني بتبخلين علينا بها ..
ابتسمت : لا ... وش دعوة ... بس ظنيت انها ماعجبتك ...
ضحك ماحب يقول لها انها مو حلوة ... بس هو جالس يجاملها ....
هي مو طباخة ... مالقت احد يتولى تعليمها .... حاولت تعلم نفسها بنفسها ... علشان كذا لسى مو شاطرة بالطبخ ...
وبعدها جلس يدرسها طول الليل لين طلع الفجر ....
سمعوا صوت الاذان ...
ابتسمت له : صلاة الفجر ...
سعود : اي ...
شيخة : تعبتك معب ...
سعود : تعبك راحة ........................ مو اختي .... كل شي يهون .... بدى قلبه ينبض بقوة ... حب يغير الوتيرة ... : بس تدرين عاد لو بكرة ماسويتي زين بالاختبار ....
ابتسمت ونزلت راسها : حرام عليك ....
تذكر ابوه .. : الحين عاد اسمحي لي ... ماعاد باقي وقت بروح اصلي .... وبعدها بروح انام لي شوي ... قبل الدوام .... ودعته عند الباب ... لف عليها ... حب راسها ... اشوفك على خير ..سمي بالرحمان اذا جيتي تحلين .... هزت راسها ....
شيخة : سعود ... انا مبسوطة ان لك وجود في حياتي ..
ذبلت عيونه " وانا اكثر منك والله ..."
سعود : تراني بدق عليك اليوم علشان اعرف وش سويتي في الاختبار .......
هزت راسها ....
.........................
|
|
|
10-14-2011
|
#5
|


بعد الاختبار ....
نوف : هدوله وش رايك نطلع اليوم ...
هديل : وين ...؟؟
نوف : بنروح مع البنات عندهم حفلة بالشليهات ...
هديل : لالالا الشليهات بعيدة ... وماما ماراح ترضى ...
نوف : لا تقولين لها ..... قولي لها انو احنا بنروح للراشد او لمجمع الظهران...
هديل : اكذب عليها ...
نوف : وش يصير ... خليك متفتحة ... بعدين الحفلة بنات في بنات ...
هديل : مدري ...
نوف : خليني امر عليك اليوم ... وقولي لامك انك بتروحين معي .... وماراح تعارض ....
هديل : خلاص اشاورها واعلمك ...
رجعت بعد الجامعة للبيت وقالت لامها ..
ام غسان : مايبي لها كلام .... اكيد روحي ... ورحي مع عمرك ... هذي بنت__ اذا تطمنت لها لمين اجل ...
بس لاتتاخرين ...
مرت نوف المغرب على هديل ...
هديل : نوف اذا بنروح الحين ... متى بنرجع ..
نوف : ماراح نبطي ...
..................
في الشليهات ... شلة فهد ... مرتبة كل شي ... جلسة ووناسة ..... وباقي البنات ... اللي وصلوا منهم كم وحدة ...
كل واحد من الشباب نادى خويته .... وكل وحدة سحبت معها وحدة ... علشان تكمل الجلسة ... الكل داري وش فيها ... ماعدا هديل .... اللي على بالها جلسة بنات ... انصطدمت يوم دخلت لقت شباب ... ودخان الشيشة المعبي المكان ... والصوت ... والانوار الخافتة .... والمناظر اللي تخدش الحياء ... سحبت طرف فستان نوف العاري ...
كلمتها وعيونها مليانة بدموع : نوف وش ذا ..
نوف : هذي الدنيا ... انا جايبتك تستمتعين .... وروحي فك يعن ذيلي خليني اروح اشوف حبيبي ...
هديل انصطدمت ... جلست تراقب نوف تبتعد عنها ... وتجلي حاطة رجل على رجل قريبة من احضان رجل ...
...
خالد : نوفتي من ذي..
نوف : هذي المتخلفة اللي جت معي ... ولفت راسها على واحد ثاني ... : فهد بالله روح خذ لك البنت ذيك لحلحها ...
فهد اللي ماسمع الكلام من اول : اللي هناك .. واشر على هديل ...
نوف : اي
فهد : وليه كذا خايفة ....
نوف : دلع بنات ...
فهد : اول مرة تطلع ..
نوف : لا بس .... تبي تسوي فيها تتغلى ... علشان يكبر سوقها ... وضحكت ضحكة قوية ...
حط فهد الشيشية ... وراح ناحية هديل ... حاوطها بيدينه ... : اللي يتغلى ... يتخلى ...
انصطدمت وشهقت وصار لونها ازرق ... حس فهد ان في شي غلط .... هديل لابسة ملابس مكشوفة على بالها حفلة بنات ... بس ملامحها .... مسكها وطلع فيها برى ...
نوف اللي كانت تراقب الموقف ... يعجبها ان هديل تمشي على نفس الدرب ... كذا تلقى من يغطي عليها ...
" وبعدين ليش هي احسن منها في ايش ... اذا انا حقيرة ... حتى هي لازم تصير زيي.."
قالت كذا في خاطرها وهي تسحب نفس من الشيشية ...
هديل حست انها ضايعة ... ولمن بعدت عن الزحمة .... بكت وبكت ...
استغرب منها فهد .. : لالالا ليش الدموع ...
ماردت ... : يعني انتي ليش خايفة ... واذا كنتي خايفة وش مجيبك هنا ....
قالت وصوتها متقطع من البكاء : انا ... انا .... مدري ان ـها زي كـ ـذا ... انا جيت .....علشان .... حسسبتها حفلة بنات ..
فهد : حفلة بنات في هالمكان ...
هديل : والله صدقني .... البنت اللي داخل كذبت علي .... وجلست تبكي .... بحرقة ... الدموع اثرت في فهد .... يعني اذا هي زي ماتقول ... اشلون يكون لو هي اخته وكذبت عليها وحدة مثل نوف ... وخدعتها .. حس
بضيقة .... وبعد يده عن البنت ...
فهد : انا لله وانا اليه راجعون ... قومي ... تبين اوصلك للبيت ...
رفعت راسها بسرعة ... طالعته ... ماتردي تامن له زي ماامنت لنوف ... " شوفي نوف وش وصلت بك .."
فهد : لاتترددين .... اللي داخل اذا فقدوا وعيهم ... ساعتها انا ماقدر اسوي شي ... ولا اقدر اخلصك من ايديهم ...
هزت راسها ..
فهد : كيف شكل عبايتك ... لا ترجعين ...
وصفت له شكل عبايتها ... وراقبته وهو يبتعد ... فتحت شنطتها .. مسكت الجوال .. وجلست تفكر ... تكلم امها ... والا لا ... شوي جاء فهد ... دخلت الجوال ..
عطاها عباية ..
فهد : بغيت اتهاوش مع وحدة داخل .. قال وش هذي عبايتي ......................... شوفي هذي لك والا لا
هزت راسها ... ومد لها منديل .. جابه لها ...
فهد : مالقيت غشوتك .. بس تغطي بشماغي ... المهم اطلعك من هنا ....لبست ... وراحت ..معه ..
عند السيارة ...لف عليها فهد : ابي منك طلب ... اذا وعدتني به ... راح ارجعك للبيت ..
طالعته ...
فهد : اوعديني ماشوفك هنا ابد ... ونوف ذي اتركيها عنك ...
هديل : اكيد ...
ركبها السيارة ... فسخ شماغه ... لمت شعرها .. وغطت شعرها ...طول الطريق ساكت .... وصلها للبيت ..
قالت وراسها في الارض : شكرا ..
نزلت بسرعة ... ركضت لداخل ...
امها استغربت منها داخلة بسرعة .... لحقتها
ام غسان : هدولي .... وش فيك .. وش ذا الشماغ ...
صرخت فيها : روحي اتركيني ....
انفجعت ام غسان : هديل ..
صرخت : تدرين اني اليوم كنت بيصير مو بنت ... مو بنت ... مو هذي نوف بنت الاصل ... مو هذي البنت اللي لصقتيني فيها ... مو هذي البنت اللي خليتني ابديها على شيخة ... شيخة بنت عيلة المدمنين ... مو هذي البنت يوم علمتك عن اللي يقولون عنها .... قلت لي غيرة بنات ...وانها بنت في مركزها ماتصير ابد كذا ...
اشرت بيدها : نوف ودتني لحفلة معها ... حفلة شباب .. وعرضتني عليهم ......................... اطلعي برى ..
طلعت ام غسان منصدمة من الكلام الي اسمعته ...
وجلست تفكر ... هي الغلطانة مو امها .... وبكت من قلبها ....
...
مشى فهد من عند باب الفلة ... وهو منصدم ... يعني شوف بنت زي كذا ... شوف رفقة السوء وين وصلتها ..
كم مرة ... كم مرة ربعه اللي يحب يسهر معهم لزموا عليه يشرب معهم .... كم مرة .... كم مرة اقنعوه يستخدم مخدرات .... بس هو رفض ... يمكن في يوم اذا ظل معهم ... يمكن يضعف ...
زاد السرعة ... " لازم يافهد يكون لهالطريق نهاية ... ونهاية سيئة ... لاتخليها نهايتك ... "
......
ثاني يوم ماكانت ناوية هديل انها تروح مع انها كانت دارسه للاختبار بس نفسيتها كانت سيئة .. دخلت عليها امها ..
ام غسان : هديل ماما ...
رفعت هديل عينها المتورمة .... ركضت لامها : ماما انا اسفة ..بس امس كنت مصطدومة ...
ام غسان : اذا تبين اعتبر كل شي انتهى ... قومي البسي وروحي للجامعة ..
هديل : ماما ... اروح بس بشرط ...
انتظرت ام غسان هديل تتكلم : ابي ارجع اصادق شيخة ... ماما شيخة وان كانت عيلتها كذا ... بس هي انسانة خلوقة ....
ام غسان : انا خايفة عليك من كلام الناس ..
هديل : ارجوك ماما .. صدقيني اذا عرفتيها ... بتعرفين انها فعلا نعم الصديقة ...
اسكتت الام على امل ان بنتها تغير رايها وطلعت ..
..
بعد الاختبار في الجامعة...
جت هديل اللي كانت تتجنب نوف ... سلمت على شيخة وندى وجلست معهم ..
اقبلت عليها نوف ..
نوف : هاي ... غشوتك لاعاد تتركينها وراك ... وطالعتهم كلهم بنظرة غضب وراحت ...
ماتدري هو غضب من انها ودها تكون زيهم ... والا احساسها العميق انهم يشوفونها هي حقيرة ..
لفت ندى على هديل اللي لمعت دمعة في عينها ..
ندى : شكلك ياهديل دفتي ثمن مصاحبتك لنوف بس اتمنى مايكون غالي ..
هديل : مافي شي ببلاش ... بس احمد ربي ... انالثمن كان اقل بكثير من اللي كانت نوف ناوية تدفعه لي ..
مسحت شيخة بمسحة حنان على هديل : لا تفقدين ايمانك ... وماراح تظلين ... ابد
ابتسمت لها هديل : شيخة ... ماما تبيك تسامحينها ... وانا قبل ماما ...
شيخة : انا عمري مازعلت على احد .... انا عارفة دايم انو الذنب اللي محملينه لي الناس مو ذنبي ..
علشان كذا عمري مافقدت الامل ...
.................................................. ..................................................
الجزء التاسع
ذكرتك.... وماذكرت الاعيونك .... والجبين ... وكل مااعرفه ...
رجع ثاني يوم للدوام ... سرحان ويفكر ....
سعود : فهد اشفيك ...
فهد : انت اللي اشفيك .. اول امس كنت شايل الدنيا على راسك والحين ....
سعود : سحبان اللي يغير ولا يتغير ..
فهد : سبحانه
سعود : الحين علمني ليش متضايق ...
فهد : ابد بس حاس ان مالحياتي اي معنى ... يعني السهر والخلبصة ...
سعود : ياهو ياناس .... من اللي خلتك تغير رايك بالدنيا زي كذا .... مو انت تقول ان حياتي في الخلبصة ..
فهد : يعني انت تشوف ان السبب وحدة ...
سعود : انا ابصم .. مو متاكد بس...
ابتسم فهد وهو يذكر دمع البنت الحلوة اللي بكت بين ايدينه .... " فعلا هي وحدة .... دموعها خلتني افكر واعيد النظر ...."
فهد : تتصور اني ابي اتزوج ..وضحك ...
سعود : موقايل انا في وحده ....
ضحكوا ... الاثنين عارفين ان الحب فعلا يغير بس الاعتراف شوي صعب عليهم ....
...........................
ايام مرت عليه ... ماغابت عن باله ... يعني هو تفكيره سليم لمن قرر انه يخطبها ... والا ان الطريقة اللي التقى فيها بها تخليه يتخلى عن هالخاطر .....
" طيب ليش مااختبر اخلاقا يمكن تكون مجرد تجربة خاطئة مو طبع فيها ..."
راح لباب الفلة ... نادى الهندي ... ساله من صاحب الفلة ولمن عرف صاحبها .... راح وقال لامه انه يبي يخطب .....
ام فهد : هذي الساعة المباركة ... ها اخطب لك بنت خالتك ..
فهد : لا يامي انا ابي من برى العيلة ...
ام فهد : يعني انت حاط عينك على وحدة بالذات ...
فهد : لا بس انا ابيك تدورين لي عدل ... مو يعني اذا انا قررت اتزوج معناها الحين ... انا بس وافقت على المبدى ....
دورت ام فهد لولدها وتعبت معه كل ماجابت له بنت رفض ... وهو بعد كان يتمنى امه تقوله عن بنت الفلان الفلاني .... بس امه ماوصلت لها لسى ...
....
سعود : ياخي اليوم تعال تغدى عندي واوريك اللاب توب حقي ...
فهد : يعني احنا بزران ... تعال تغدى عندي وواريك ... ليش سموه لاب توب ... شيله تحت باطك وانت جاي ..
سعود : بغيت اسوي فيك خير واغديك ... مالت عليك هذا جزاي ...
فهد : ياخي قول عزيمة غدى ليش تقول تعال شوف اللاب توب ...
ضحكوا ..
سعود : خلاص تعال ... عابدة مسويه لك ذاك البرياني ...
فهد : ياسلام ... برياني ... ياخي تسوي فيني خير وتزوجني عابدة ..
سعود : ياخي المشكلة اني ماقدر افرط فيها حق اي احد ....
فهد : يعني الحين انت بتطلع قبلي ... اول ماخلص ... الحقك ...
سعود : مبطي ....
فهد :لا بس ماودي اني اخليها لبكرة ....
سعود : خلاص انا اسلم عليك اروح ... بس لا تبطي الحين الساعة اربع يعني بتتاخر اكثر من كذا يصير عشاء ..
فهد : طيب ....
بعد ماخلص اشغاله وبعد ساعة لحق سعود لبيته .... ولمن وصل وقف السيارة ... مالقى موقف قريب ... اطر يوقفها بعيد شوي ... وكمل مشي .. ولمن جاء يدخل وقفت سيارة عند باب العمارة .... مانتبه مين ... وقف الاصنصيل ... بس ماجاء ... ويوم انفتح باب العمارة ... انفتح باب الاصنصيل ... دخلت معه في نفس الوقت وحدة للاصنصيل .... بدون قصد طاحت عينها عليه .. وصارت ترجف ... حس عليها ....
التفت .... مع انها منزلة راسها عرفها ...
فهد : انتي ...
ماردت هديل ...
فهد ردت فيه الروح كيف يعني الصدفة تجمعه بها ...هي كانت واحشته ...
فهد : كيفك ....
ماردت .... انفتح الباب ... طلعت بسرعة ... حس ان قلبه انشلع من محله .... يعني اشلون في نفس الوقت اللي تقرر انها تزور شيخة .. يطلع نفس الوقت اللي تلتقي به هو بالذات
كانت رايحة لشيخة ... متواعدة مع ندى هناك بيدرسون .... جلست تدرس معهم وهي حاسة انها مو مركزة كثير ...
اما هو كان سعيد .... واكل وهو مبسوط ... ورجع للبيت والبسمة شاقة الوجه ...لانه لقى السبب اللي يدخل به على امه ..
فهد : السلام ... وحب راس امه
ام فهد :وعليكم السلام .. وينك ... ماجيت تاكل لك شي ...
فهد : اكلت عند سعود ... اسكتي يايمه ... اليوم وانا راجع من عند سعود ركبت معي الاصنصيل بنت ... قمر ...((يكذب بس علشان يدخلها في راس امه ... يخاف انها تشك في طريقة المعرفة ))
قمر ... اخذت عقلي ... قلت الا الحقها اعرف وين ساكنة ....
ام فهد : ايوه ... ((لسى مادخلت مزاجها ))
فهد : لقيتها دخلت في فلة فلان الفلاني .... ورحت للعامل وقلت له ان نفر طاحت عليه مية ريال .. الغبي صدق ... يوم اخذها ... سالته مين اللي دخل ... وقال لي انها بنت راعي الفلة ..
ام فهد والحين بعد ماسمعت العيلة : ماشاء الله وعرفت اسمها ؟
فهد : لاعاد يمه اخاف العامل يشك فيني ..ماحبت اساله ..
ام فهد : خلاص انت وصف لي ... وانا اعرفها لك بطريقتي الخاصة ... هذي الساعة المباركة ...
حس فهد ان نص المشوار لها انقضى ... بس مو قادر يمنع نفس من القلق ...
ماصدق يوم امها بشرته انها لقت الرقم ....حتى انه جلس جنبها يوم دقت تاخذ منهم موعد زيارة ...
.................................................. ....
شيخة تعودت انها تشوف سعود كل يوم ... لو حتى ساعة .... كانت تسهر معه وتسولف معه ... اما سعود ....
... كان ماينام كويس كل هذا علشان يروح يزورها في الليل ...
فهد : سعود انت مو عاجبني هاليومين .... احسك ماتنام .... علمني ؟!
سعود : مدري ... الظاهر جايني ارق ...
فهد : لايكون تحب ..
سعود : ياخي وش فيك علي ... انت تعرف اني مو راعي خرابيط ..
فهد : يعني تبي تفهمني ان الحب خرابيط ..
سعود : اسمع ... انك تحب قبل ماتتزوج شي مو مقبول ... انت تعرف اني مش ممكن اطمن لبنت تسمح لنفسها تحبني قبل مايكون بيني وبينها نوع من الشرعية ....
فهد : لالا انا مش معك .... الحب حلو ...
سعود : اتركني من كلام عقيم ... يعني كنك بتتزوج من وحدة تعرفت عليها من قبل .... مااظنك ترضى ان تقبل على نفسك انك ترتبط بوحدة رخيصة ...
سكت فهد " احسن شي سويته اني ماعلمتك عن البنت .... اخ لو تدري عن سالفتي عن البنت اللي في الشليهات .."
فهد : طبعا لا .... سعود .... حبيتك اعلمك بخبر خطبتي ..
سعود : لا ..... معقولة ....
ابتسم فهد : مجرد قرار لسى ماصار شي ...
سعود : مين تعرفها
ضحك فهد يعني هو مستحيل يقول لسعود بعد ماعرف رايه : لا امي بتخطبها لي ...
سعود : غريبة عليك .... توقعتك تتزوج بطريقة تختلف .... بس انت كذا تعجبني ... مافي احسن من بنات الحمايل ..اللي ماعندهم هالخرابيط ... ومتى ان شاء الله ؟
فهد : لسى ... الوالدة رايحة اليوم عندهم ...
سعود : الله يوفقك ... ويكتب لك السعادة
فهد : تسلم يالغالي ..
...
اقنعت ام هيدل انها توافق على المعرس .... ولان هديل ماتعرف اسم الشخص اللي انقذها ... ولاشكل الانسان اللي خطبها ... وافقت عند اللحاح امها وابوها لان الشخص بالنسبة لاي بنت .. مناسب ...
(( وهذا يدل مرة ثانية ان مايتعارف عند الناس مو شرط يكون صحيح ... ففهد مو خالي ومع ذلك سمعته عند الناس تاكد تكون خالية من العيوب ..))
امها منعته تعلم احد عن موضوع الملكة ... وطلبته منها تعلمهم في حال تمت .... وصعب على هديل بين يوم وليلة تتغير.... اخضعت لطلبات امها ...
لمن جت الزغاريد تعلن عن اتمام كل شي ... تحركت مشاعر هديل للخوف والرعشة ... ممزوجة بالسعادة ...
وجاء وقت جلستها مع فهد لوحدهم .... مارفعت عينها ابدا ... بس جاها صوت ارعبها ..
فهد : ماتتصورين فرحتي ...
شهقت .. ورفعت بصرها للشخص اللي تجمدت عيونها بعد كذا عليه .... صدمة حقيقية لسعتها في الصميم ...
صدمة اطلقت منها صرخة استغراب : ليش ؟؟؟
حس فهد بخيبة امل مايدري ليش تصور انها ممكن تكون سعيدة : انا ....
سادت فترة صمت مالقى اي احد منهم اي كلام يعبر عن مافي داخلهم ... واخيرا قطع الصمت ...
فهد : هديل ... انا ارتبطت كثير بك ...
هديل : بس ... بس
فهد : وش تبين تقولين تكفين ردة فعلك وسكوتك صدمني ..
هديل : يعني ... انت ليش خطبتني ..
فهد : لسبب بسيط .. حبيتك ... ماردت .. كمل : اللي صار صار ... لا تتوقعيت الومك في يوم ..
هديل : بس انت .... انت .............. وسكتت فترة قبل ماتقول : انت ... من النوع من الشباب
فهد : قصدك شلة الشاليه .... انا خلاص من يوم دخلتي حياتي تركت الشلة ... ولا عاد ابي اتعرف عليهم ..
انت وعدتني ... وانا الحين اوعدك ... اللي صار ... صار والحين اصبح ماضي .. اوعدك ماراح اعيده ...
شوي شوي الكلام بينهم صار هادي اكثر .... وفيه انجذاب اكبر ...
ومع نهاية الجلسة .... ودعوا بعض كاي اثنين في بينهم مشروع في المستقبل للحب الواعد .... خوفها تلاشى منه .... مع احساسها انه فعلا راغب بها ... وان اللي صار ماراح يكون مشكلة تعوقهم في المستقبل ...
بعد كذا صارت تقدر تقول لهم عن الملكة ... فرحت شيخة وندى لها كثير .... ونوف لمن وصلها خبر حست بحقد كبير على فهد وهديل ... وهذا دائما تفكير هذا النوع من البشر ... اللي تصبح اغلاطهم تربة غنية تغذي احقاد يوجهونها ضد الناس اللي تتخذ الصح لها منهج ...
.................................................. .................................................. ..........
الجزء العاشر
قول ياللي في المراية ... فهمني الحكاية ...
سعود من سمع خبر مشروع زواج وحس المشاعر في داخله تتضارب ... واحساسه ان شيخة تعتبره كاخ يصدمه ويعذبه في كل مرة يكون فيها معها ...
اليوم جلس يفكر قبل مايروح لها كثير ... يعني هو يبي اكثر منها بس هل هي راح تتقبل الفكرة ... كان تعبان ...
مو قادر ... بس جاه صوتها ... حزين ... ومتردد ... على الطرف الثاني ...
شيخة : سعود .... انت فيك شي ..
سعود : لا ...
شيخة : صار لك كم يوم ماشفتك ... عسى ماشر ..؟!
سعود : مشغول .... راح اجي يمكن بكرة ... وسكر الجوال ... مايبي يسمع صوتها اكثر ..
جلست شيخة تطالع الجوال فترة قبل ماتحطه ... وجلست تفكر وترجع تعيد حساباتها ... " اكيد هو زعلان مني
... اكيد انا سويت شي .... "
لفترة حست انها توقف على ارض صلبة ... بس الحين ... سعود بدى يقل اهتمامه .... معقولة ... معقولة يكون تاثر بكلام الناس ... معقولة ماضيها هو السبب ...
راحت لزوايتها ... صار لها مدة وماراحت لها .... جلست .. لمت رجلينها .... وتركت شعرها ينزل على وجهها .. ماكانت حاسة ان سعود ماقدر يقاوم شعوره وان صوتها في الجوال كان بمثابة القشة اللي قصمت ظهر البعير ....
قرب منها ... وجلس ... وبعد خصلات الشعر عن وجهها .... رفعت عيونها .... التقت عيونها بعيونه ... وساعتها حست بصورتها تلمع في عيونها .... غمرها شعور ... شعور غريب ... كان سعود يرسل لها موجات ..غريبة ..... اول مرة تحس فيها ....
سعود : قومي ....
قامت بدون كلمة ... وراح معها للصالة ...
شيخة وكانت تدور سبب : اسوي لك شي تشربه ...
سعود وكان يبي شي يبرد على قلبه : عندك عصير ...
راحت للمطبخ ... وسندت يدها على الثلاجة ... هي وش جالسة تسوي ... صرخت في داخلها " هذا سعود .. "
صبت العصير ... وجابت له الكاس ... وجلست بعيد عنه ...
سعود : ليش جالسة هناك ... تعالي هنا ...
مع انها كانت لابسة بيجامه حست انها محتاجة تتغطى من نظراتها .. اول مرة تنتبه انها ابعد من ان تكون نظرة اخ لاخت ... حتى لو انها عمرها ماعاشت هالشعور ...
كانت تبيه يطلع ... قرب منها هو يوم رفضت تجي له ... مسك يدها ... نفضته وانحاشت لغرفتها ...
قفلت عليها الباب ....
" انا لعنة .... انا حقيرة .... خلاص اللي صار لي خلاني اصير وضيعة ... اخوك .. مالقيتي الا اخوك ...
تحبينه ... انتي مجنونة .... وين راسك .... "
تجاهلت صوت دق الباب ... جلس ساعة ينتظر تفتح الباب .. ولمن فقد الامل ... راح وخلاها .... وهي مافتحته الا لمن سمعت صوت عمها حسن اليوم الثاني يناديها ... طلعت والتعب حوالين عيونها ...
راحت للجامعة تفكر اشلون تتجنب سعود .... لازم تكون امينة ......... "هذا جزاء الناس اللي لموني من الشارع "... كذا قالت لنفسها
ندى : شيخة اشفيك ... انتي مو مركزة معي ....
شيخة : مدري ....
حست ندى انها ماتبي تتكلم ....
هيدل : تصوروا فهد عازمني اليوم على الغداء ..
ندى : والمحاضرة الاخيرة ...
هديل : ماقدر اقول له لا...
شيخة : ربي يهنيك ..
......
طلعت هديل قبل المحاضرة الاخيرة ... مر عليها فهد ...
في المطعم
هديل : فهد حبيبي ... انت ماقلت لي كنت عند مين ذاك اليوم اللي شفتك في الاصنصيل ...
فهد : ااه ذاك اليوم .... كنت عند صديق عمري ... ساكن في نفس العمارة ... الا انتي قولي لمين رايحة ..
هديل : اسكت يافهد تصدق لمن يقولون ان الناس ماترحم ....
فهد : اشلون ..
هديل : عندي صديقة .... طيبة ... وحبوبة ... وجميلة .... ونقية ....
فهد : كويس ..
هديل : ياليت بس البنت هذي الناس تنحاش منها زي الجرب ....
فهد : اكيد في سبب ..
هديل : امها وابوها .... ابوها كان مدمن ومات وبجرعة زايدة .... وامها خريجة حبوس ومدمنة ...
فهد : كانت مسجونة ..
هديل : اي في قضية مخلة بالاداب ...لمن اشوف اخلاق البنت ... ماتتوقع ان اهلها زي كذا ... انا ازعل عليها كثير ..
فهد : بس حبيبتي بلاش تكوني معها كثير .... ترى كلام الناس مايرحم ..
هديل : حرام عليك لاتسوي زي ماما ..
فهد : ماما تعرف مصلحتك ....
هديل : اسمحي لي يافهد ... انا ازورها هي مالها احد ...
فهد : انا اقول رايي .. واتمنى انك تسوين به لاني اخاف على مصلحتك ...
.................................................. .........
رجعت شيخة متضايقة .. والدنيا سوداء في عينها .. وطول الطريق كانت تسمع صوت عمها حسن يتكلم ... بس هي في عالم ثاني ..
"الحين ياعمي ياترى وش تسوي اذا دريت ان البنت اللي تعبت عمرك عليها .... تسوي كذا .. تحب اخوها .. اللي هو ولدك ..."
حسن : اشفيك يابنتي من ركبتي وانتي ساكتة احاكيك وانتي مو معي ..
مدري اشلون طرى على بالها : عمي .. انا عندي شي واخاف تزعل مني ...
حسن : خير ان شاء الله ...
شيخة : مفتاح الشقة طاح علي بالكلية ...
حسن : بس ... فكرت في شي كبير .. ولاتزعلين اقص لك غيره ...
شيخة : لا ياعمي انا خايفة انه يطيح في يد احد ...
حسن : بس وش دراهم ...
شيخة : تكفى ياعمي .... ابي تغير المفتاح بكبره ..
حسن : خلاص الحين بعد الغداء اجيب عامل ... والحين خذي المفتاح ذا معك ...
ارتاحت ... كذا احسن .. دخلت الشقة واحساسها فظيع ... وشعورها شنيع ....
تعب سعود كل يوم يدق عليها ... وهي مش معبرته ... المفتاح مايفتح ... وش صاير .. يعني هي حاطه مزلاج ... بس اشلون ... حتى لمن تكون في الجامعة يروح يجرب ومايفتح ... تكون غيرت المفتاح ..
" ليش ياشيخة ..."
تعب من السهر ... والتفكير ... وش اللي خلاها تصده زي كذا ..." تكون ماتبيني اقرب منها ..."
...................
اليوم عجز يجيه النوم ... جلس متحير بفراشه ... يتقلب كنه يتقلب على جمر ... زي كل يوم بس اليوم االشوق اتعبه ..... طلع للصالة جلس يقلب في التي في ..طلع عليه ابوه ..
حسن : وش عندك صاحي لهالوقت ..
سعود : مدري .... مو جايني نوم ...
جلس يراقب ابوه يطلع .... وفجاة ... تذكر .. دخل بسرعة ... واخذ مفاتيحه ... وطلع جلس مكانه ...
طلع حسن وهو مو داري من الحمام .. ورجع غرفته .... واستنى عليه شوي .... بعدين وبدون مايصبر حتى .. طلع وراح للشقة ... بالبيجاما ...
جرب كذا مفتاح .... ودخل واح منهم ... حس ان قلبه ينط من محله ... دخل وسكر الباب وراه ... ودخل لغرفتها .... نايمة ... والكتاب على صدرها ... جلس يراقبها ... بس تعب يبي يصحيها يبي يعرف ليش تصده ..
مد يده لشعرها ... وجلس يمسح عليه ...
فتحت علشان تشوف خيال عند سريرها ... ماكانت تدري هذا حلم والا حقيقة ....
جلست تلوم نفسها ... " عيب .... حرام .. عقابك عند ربي كبير ..."
بس بدل مايكون هذا الكلام بينها وبين نفسها كانت تتكلم به .... سمع سعود الكلمات ...
سعود : شيخة ... شيخة انا سعود ...
فتحت عينها ببطى تتحوىالصوت ... نطت من محلها ... : سعود ... وش مجيبك عند فراشي ..
قامت على حيلها : سعود حرام ... سعود مابي اشوفك هنا ...
قال بضيقة : ليش حرام ... ماتحبيني ...
شهقت : لا انت جالس وش تقول ..
سعود : انا احبك ..
شيخة : انت اخوي ... وش جالس تقول ....
قال بصوت عميق وجلس يهزها : انا مش اخوك ..
كست وجهها علامات الحيرة : اشلون ... جدتي قالت لي ..
سعود : كيف اصير اخوك من الرضاعة ... احسبيها ......مو مصدقتني ... اسمعي ... انا بروح الحين ... بس اوعديني اي وقت اقول لك افتحي لي تفتحين لي الباب اذا جيت ...
هزت راسها وهي مو قادرة ترسي على بر ... حست راسها يدور في دوامة ... وماتدري ... تركها ...
جلس ينتظر ابوه يطلع الصبح ...دخل غرفة جدته اللي ابوه حاط عندها مفتاح احتياط ... اخذ مفتاح الخزنة ...
اللي كان يعرف وينه زين بدون ماحد يحس .... وقدر يلقى الاثبات ...
حطه عنده لازم ينتظر لليل ...
شوي شاف ابوه رجع ... حس بشي يخنقه ..
سعود : عسى ماشر يايبه ..
حسن : الشر مايجيك ... بس شيخة تعبانة ماتبي تروح للجامعة ..
وبدون شعور بين على وجهه الضيق : سلامتها تبيني اوديها للمستشفى ..
استغرب حسن اهتمامه : لا ... مافي داعي ..
حس سعود على عمره ... وراح سوى نفسه لا مبالي ... حاول يتصرف انه مو مستعجل ... طلع بالراحة ... ولمن لقى ابوه نزل بعده ... وركب سيارته ... سوى نفسه مشغول في شي بالسيارة .. اول ماحركها .. طلع ثانية ..
ودق عليها وهو في الاصنصيل ... فتحت له الباب .. ومده لها ...
.................................................. .................................................. ..
الصراحــــــــــــــــــــــــــــــــة......
مسكت شيخة الورقة ... وجلست تتفحص اللي فيها .. وتراجع نفسها .... معقولة ... رفعت راسها لسعود تبي منه شرح ... جلس يعلمها ...
حست مشاعرها متضاربة .... والطريقة بالرغم من ان النتيجة عاجبتها بس الطريقة مهينة لها ... هي هنا بدت تحس ان لها شخصية ... بس هذا ابعد مايكون ... على الاقل يعطونها خبر ...
"وبعدين كيف الجدة تفهمني ان مالي امل في قربه ... يعني كانوا يتوقعون اني بظل طول العمر ... متزوجة ومو متزوجة ... ليش يعطوني حاضر بدون مستقبل ..."
ماتدري ترفض او تحس انها محظوظة ...
جلس يراقب ملامح وجهها اللي لحد الحين تملاها الصدمة ...
مسك يدها : يعني انا مالي في الكلام كثير ... بس يسعدني انك تكون وحدة مثلك زوجتي ... قبل ماكنت اعرفك كويس بس الحين .... يعني لو يرجع فيني الوقت علشان اختار بختار ان اربط مصيري بمصيرك ..
حطت يدها في يده ..... : الحين انت تبيني ...
سعود : اي .... ابيك ...
ابتسمت ..
سعود : حبيبتي بروح للدوام ... تبين شي ..
هزت راسها بلا ...
سعود : اليوم ابي اجي بالليل .. بتفتحين لي ...
غمضت عينها .... شعورها مضطرب ... بس هزت راسها ..
مسك يدها ووصلته للباب ... فتح الباب ... وتوه بيطلع ... تجمدت ملامح شيخة ...
لف سعود وشاف بدر واقف ... كان جاي من ناحية الدرج ...
بدر بدوره مصدوم ... سعود ...
سحبت يدها من يد سعود وركضت لغرفتها ... ضاقت عيون بدر على سعود اللي وقف عند الباب .... حس ان اخوه بيزعل ..
سحبه بدر من كتفه : امش قدامي ..
سكر الباب بسرعة وبدر يسحبه بسرعة ...
سعود بعصبية : بدر فلتني ...
كان الشرار ينط من عيونه : صعد به لفوق ... اول مادخل الشقة .. : انت ... انت ياسعود تخلي حقيرة زي هذي تلعب فيك ..
سعود : انت فاهم غلط ..
بدر : اي غلط ... لولا ان في احد ماسك الاصنصيل والا ماصعدت على الدرج ماعرفت اللي يصير من ورانا ..
ليش ؟؟!! ليش تربط مصيرك بمصير وحدة زي هذا من الشارع .... وش تختلف عن امها بالله ..
حاول يقاطعه ... جت الجدة وعابدة ... صراخ بدر ملى لشقة وهو ماسك بسعود ..
سعود : بدر ... بدر هدني ... افهمك ..
بدر : ايس تبيني افهم ...
سعود : شيخة زوجتي ...
الصدمة خلت بدر يوقف .... وكن في من صب عليه مو باردة زي الثلج .... وجلس ثوني يستوعب ..
بدر وهو مومصدق :... كيف ... كيف ... من ورانا ... من ورانا ...
سعود : بدر .... كلهم يدرون ماعدا انت ..
حس بدر انه لو ظل دقيقة راسه بينفجر راسه ... طلع معصب ...
حاول يلم سعود نفسه ..
الجدة : وش السالفة ..
رد سعود وهو منزل راسه : شافني وانا طالع من عد شيخة ..
شهقت عابدة ..
جلست الجدة ماقدرت رجولها تشيلها .... حس سعود بالخجل من نفسه ...
دخل غرفته ....
....................................
|
|
|
10-14-2011
|
#6
|


شيخة كانت خايفة جداااااااااااااا ... وماردت على سعود اللي كان يبي يتطمن عليها .... بس ماكانت عنده اي وجه ينزل عندها ...
كانت منهارة .... دقت عليها ندى اللي كانت مستغربة عم جيتها... ردت عليها بصوت مكتوم ...
شيخة : الو
ندى : اشفيك ..
شيخة : تعبانة ..
ندى : ياحياتي ... اسمعي روحي اشربي عصير ... ولا تتحركين ولا تحاتين شي ... انا اليوم العصر اجي انا وهديل ... نزورك ونجيب لك اللي نقصك اليوم من اوراق ..
سكرت بدون كلمة ... وجلست في الزاوية تهز ..
الجدة دقت على حسن تعلمه ...
جاء حسن .. مر على شيخة اول ... لقاها في الزاوية ... كان جاي بعصبية يبي يعرف ... بس منظرها خلاه يتراجع ... حاول يعرف من سعود .. بس سعود اعتذر من ابوه ..
سعود : يبه خلها وقت ثاني تكفى ..
سكر ابوه عليه الباب .... دق جواله ظن انها شيخة .... بس طلع فهد ... تذكر الدوام ..
سعود : الو
فهد : الو ... عسى ماشر ...
سعود : تعبان ممكن تاخذ لي اجازة ..
فهد : صاير شي ..
سعود : بعدين ... بعدين ...
فهد : خلاص اليوم العصر اجيك ...
سكر منه ... بدون اي كلمة ... منهار ومتحير ... وش اللي صار ...
طلع للصالة ...
اشر له حسن جاء وجلس جنبه ..
سعود : كنت ازورها ... بدر استعجل وفكر ان في بيننا شي ...
حسن بحزن: اكيد مافي شي ..
سعود : يبه مو انا اللي اسوي كذا .... كل السالفة اني كنت اتطمن عليها بس بدر كبرها ...
حسن : انت تبيها ...
سعود : مدري ... خلني افكر اكثر ...قبل ماقرر..
حسن : اسمع ... لولا ان سفري ضروري مارحت ... اوعدني انك تفكر .. اوكيه
قام سعود ودخل غرفته ثانية ..
الجدة : اللي يصير غلط ... ولازم الامور تتصلح ..
حسن نزل راسه .. : خلاص اول ماجي اصلح كل شي .. ان شاء الله ... ربي يعين ..
قام : انا برجع المكتب ... اذا رجع بدر ... خليه يجي عندي ..
الجدة : بتكلمه ..
حسن : لا بدر ابيه يهدى ويجي من نفسه ... اخاف اكلمه وهو معصب ... يطلع جنانه على راسي ..
الجدة : الله يهديه ..
...
جاء العصر... تواعدت هديل مع ندى .. يلتقون عند شيخة .. وطلبت من فهد يوديها ..
زعند باب العمارة لبق فهد سيارته
فهد : انا رايح لصديقي ..
هديل : والله ... كويس ... اجل اذا خلصت مر علي ارجع معك ..
فهد : طيب ...
راحوا البنات لشيخة اللي كانت ساكتة طول الوقت ... ولا وحدة منهم قدرت تطلعها من صمتها ... علشان تعلمهم وش صاير ... وجهها اسود كن ميت عليها احد ...
ويادوب تتكلم كلمتين على بعض ..
تعبوا منها .. قررت هديل تدق على فهد يوم ملت وحست ان جيتها مالها معنى ..
هديل : شكلك محتاجة تقعدين لحالك .. ندى تبين اوصلك معي ..
ندى : لا انا السواق ينتظرني تحت ... التفت على شيخة ... : اكيد منتي محتاجة لنا ....
هزت راسها بلا
طلعت ندى ... اما هديل دقت على فهد ...
....
عند سعود
سعود : وين تو الناس ..
فهد : معليش جايب خطبيتي معي .. زايرة عند صديقتها ..
سعود : ماشاء الله عليك ..
فهد : ياحرام طايحة في مشكلة ... تصور انها عايش لوحدها ...
سعود : ليش ياحرام ..
فهد : امها وابوها متوفين .... واهلها متبرين منها ... لان امهاوابوها ماتوا مدمنين (( فهد قال اسهل كلام عليه ))
سعود : هنا عندنا في العمارة ..
فهد : اي اللي تحتكم ..
تغير وجه سعود " اي تحت "
فهد : يلا .... اذا حبيت تتكلم عن اللي مخليك تعبان دق علي بس ..
مارد عليه وصله عند الباب ..
جلس يفكر بالكلام اللي انقال ... يعني معقول هالكلام عن شيخة ....
.................................
بدر رجع معصب عند شيرين ...
شيرين : وش السالفة ... عرقك بينط بعد شوي ..
بدر : سعود تصوري ... طلع متزوج شيخة ..
صرخت شيرين : قصت عليه ... شفت ان هالاشكال ماتلعب .. اسمع يكون في علمك مو انا اللي تساوون راسي براسها تروح تقول له يطلقها ...
بدر : بتغدى وبروح ...
شيرين غيرت الموضوع بسرعة .... : انا بطلع اليوم بروح مع صديقاتي ... بتوديني .. والا اخليهم يمروني خلاص ..
بدر : خلاص قلبي روحي معهم انا بورح لاهلي بعد العشاء .... وبعدها بروح اسهر للديوانية ... اغير جو .. احس اني مخنوق
شيرين : احسن ... لا ترجع للبيت لوحدك ... علشان ماتفكر ..
.....................
طلع لجدته : وين ابوي ..
الجدة : سافر
سعود : يمه ... اهل شيخة وينهم ...
انصطدمت الجدة من سؤال سعود ... وش وينهم ..
سعود : يمه ردي ... مصيري اعرف ... علميني ..
الجدة : يعني انت ماتعرف ..
سعود اللي حس ان اعصابه بتطلع من طورها : اعرف .. لا ماعرف علميني ..
الجدة : اجلس يمه مو زين عليك ...
دخل بدر اللي سمع الحوار الاخير ...
بدر : اهلها .. الحين بعد ماتزوجتها جالس تسال من اي مزبلة جت .... المفروض تفكر بعقلك قبل ..
سعود قل بقلة صبر : بدر تكفى الله يخليك ... تراني مو ناقص ...
لف لجدته : صحيح ان ابوها ... وامها ... امها مدمنة ....
رد بدر بعصبية : بس هذا اللي همك .... يعني تبي تعلمني انك ماتدري ان زوجتك المصونة ابوك مستلمها من قضية دعارة ..
ضربت عيون سعود وفتحت على اخرها ... : وشو..
الجدة : يمه سعود ... انت ماتدري ...
اختنق ... وش هالكلام .... وحس انه مو قادر ياخذ النفس ... انهار وطاح على اقرب كنبه ... بدر يوم شاف اخوه منهار زي كذا ..سكت ...
الدنيا دارت فيه ... معقول ... معقول ...
.................................................. .................................................. .........
________________________________________
الجزء الحادي عشر
اعــــــــذريني .........
انهار وحس انه مو فاهم شي... معقولة .... معقولة شيخة الانسانة المؤدبة العاقلة ... معقولة كله قناع ... معقولة قدرت تقنعني بالعكس ...
قام مسرع طلع برى ...
الجدة قالت بكل ياس وخوف : بدر روح الحقه
راح بدر وراه... نزل سعود على الدرج ... رن الجرس .... حط يده على الجرس ورفض يخليه ...
فتحت الباب ...
متضايقة .... بس وسعت له علشان يدخل .... ودخلت داخل ... دخل وماانتبه ..ان بدر مسك الباب علشان مايسكر ... ماكان واثق ليش بس حس انه لازم يحمي اخوه ...
دخلت معه لين المكان اللي يحب يجلس فيه ...
شيخة ماتدري ان في عاصفة الحين على وشك تهب ....
شيخة : تبي اجيب لك عصير .....
رد سعود بغضب : عصير .... عصير ... ليش ... ووجه لها نظرة اتهام : ليش ...
قالت بحيرة : سعود اشفيك ..؟!!
مسكها هزها : ليش ... سالتك ... طلبت منك تعلميني انتي ... ليش ماعلمتيني ...
نزلت راسها وقالت بصوت واطي : تبي تعرف ... ورفعت راسها متغربة : ليش انت ماتعرف
كان بركان يغلي وقال بصوت جامد : اعرف .... صرخ : لا ماعرف ....
سعود : ماعرف انك كذبتي علي ... وسويت نفسك .....
كانت مصدومة : سويت ... انا ماسويت شي ..
صرخ فيها : ليش ماقلتي لي ... المفروض تعلميني ..
بعدت عنه لاول مرة حست بغضب : اقول اقول ... وش تبيني اقول .... اساسا الكل يعرف ... وش دراني انك .... وش دراني انك ماتدري ...
جلس منهار : كذبتي علي ..
صرخت : كذبت ... انا ............ تبيني اعلمك ........... اي اعلمك .... طيب .. ووقفت والدموع تنزل من عيونها ...
شيخة : اقول لك ان ابوي مات وماعرفت منه غير اللي قالت لي امي عنه .. اقول لك انها تقول عنه انه حقير وكذاب ... انه مدمن وسكير ... وانه حيوان ... ونزلت عيونها : والا اقول عن امي اللي مشت في نفس دربه ..
... امي اللي تستقبل اللي تبيه في الفراش .... وماكلفت تغطي عيوني علشان ماشوف ... واختنق صوتها : اقول لك عن كلام الناس اللي كنت اسمعه ... اقول لك عن الجيران اللي كانوا يحذفون بيتنا بالحصى ...
والا عن اللي يتحرشون فيني وانا رايحة اجيب خبز ... خبز اللي كان عشاي وغداي وفطوري
رفعت عيونها وجلست تطالعه من بين دموعها ...: تبيني اعلمك عن امي اللي ماتبيني ... عن امي اللي باعتني ... باعتني علشان خاطر شمة .... اقولك ايش ...
اقولك حتى عن احساسي .... تبيني اعلمك وش حسيت ..
وبكى سعود : وانا احساسي انا ...
شيخة : بس انا ماسويت شي ...
سعود : والقضية ...
صرخت بصوت متقطع : امي باعتني ... وش اسوي ...
بس هو رد باصرار : تعلميني ...
وشافت نظرة في عينه : يعني ... يعني انت ماتبيني ..
سعود : وش اقول لربعي ... تزوجت مين .. وش اقول للناس .. انت خدعتيني ..
شيخة : بس انا ماقلت لك ... وانقطع صوتها : ماقلت لك تزوجني .. والا انت نسيت ..
صرخ : انا ... وقرب منها وهو ياشر على نفسه : تبيني انا اللي عمري كله احتقر من يمشي في هالدرب .. ارضى اتزوج وحدة زيك .... وحدة سمعتها في الطين ..
انصطدمت وحطت يدها على فمها وعيونها تدمع : بتخليني ...
حشرج صوته من البكاء : ماقدر ... ماقدر اتحمل ..
شافت دموعه : ومسكت فيه : سعود .... سعود ..... وصارت تبكي ... سعود لا تخليني ... مو بعد ماحسيت اني وصلت للامان ... ونزلت على ركبها : سعود .... لاتخليني انا اضيع ...
جلس يبعد يدها عنه : ماقدر .... ماقدر ... اعيش معك واهلك وكلام الناس ... وانسى اللي صار ...
جلست تجاهد علشان مايبعد يدها : سعود ... اللي صار ... اللي صار ... مو ذنبي ..
وقدر اخيرا يوخر يدها عن ثوبه ومسكها ورفعها : ولا ذنبي ....
شافت نظرة عينه ... بعدت ....
شيخة : سعود ...
سعود : خلاص عافك الخاطر .... لف : انتي طالق ... بكرة اروح للمحكمة ....
وقفت محلها مصدومة ............
طلع سعود ... وماحس ببدر اللي وقف مصدوم ... جلس يطالع شيخة .... وهي تبكي .. كسرت خاطره ..
بس سعود اخوه .... سعود اولى انه يحزن عليه ... طلع وخلا شيخة اللي مو دارية عن شي ... مصدومة وواقفة محلها ...
تحركت شوي شوي وراحت للغرفة ... لاول مرة تتوسل لاحد علشان يرحمها ... بس الرحمة ماعادت في قلوب البشر...
وقفت عند المراية ... وطالعت نفسها .... وين وصل بها الحال ... تتخبط ... وتنتظر احد يساعدها ... جالسة على حافة هاوية ... تبي احد يعطف عليها ... ويحس فيها ... قليلة الحيلة ... يعني اذا ماعطوها فرصة تعيش .... وين تروح ...
مادرت شيخة ... ان امها وقفت نفس الوقفة يوم ... تسال نفسها ... وش تسوي ...
واحتارت ..." وش اسوي .... وش اسوي "
في يوم واحد .... تغيرت الدفة ... وصارت تبحر في بحر مجهول .... ضايعة ... وبعدين وش بتسوي .... سكتت ورضت كثير .. وش اللي بيدها ... كيف تحارب علشان تعيش .... بدون سند .... بدون اهل ... ضعيفة ... وحيدة .... مالها في الدنيا غيرهم ...
تذكرت : الا في .... لبست عبايتها اخذت لها فلوس تكفيها علشان المشوار ....... وطلعت تمشي وراء ذكرى .... ذكرى مو مبين منها غير ملامح ... اشرت لليموزين .... ركبت ... وجلست توصف له الشارع ... والحارة اللي تبي ...
وبعد لف وتعب ... وقف بها عند بيت .... فلة كبيرة ... نادت الحارس .... جاء يكلمها
شيخة : مدام هند هنا ....
الحارس : اي ... مين كلام ...
جلست تتامل البيت اللي عاشت فيه يوم ... البيت اللي جت مع امها كثير له لمن كانت تبي تتسول اللقمة ... ام تبي تدور على مزاجها ... البيت تغير شوي .... بس له نفس الملامح ...
الحارس : مين كلام ..
شيخة : انا صديق ... ابي ادخل .. نزلت من الليموزين .. حاسبته .... ومشت مع الحارس اللي دلها لداخل ...
كان متعود ان البيت هذا يلفي عليها اشكال والوان ... بس شيخة ... شيخة ماكنت تدري انها رايحة للحية برجلينها ...
.................................................. ..................................................
الجزء الثاني عشر
بعيني شفتها وهي وياه.. ماهو حكي واشي ...وخيال ظنون ..
وقف لسان حالي يقول : ليه ومن متى واشلون ....؟!
عسى بس واحد يبرر لي خيانتها ..
جلست هند تتفحص وجه البنت اللي واقفة عندها ....
شيخة : ماعرفتيني ...
هند : تغيرت كثير ... بس عرفتك ... تعالي ... اجلسي ....
جلست شيخة ...
هند :ها وش اخبار امك ....
ردت باسى : مادري ... ماعاد لي احد
قالت هند بخبث : وانا وين رحت ..
شيخة : صحيح ... صحيح بترضين لي اجلس عندك ...
هند : عيب عليك ... انا زي ماما ... اذا كنت اطرد امك ... اسمحي لي ماما مخربة على عمرها .... بس انتي .. انتي مو زيها صح ..
هزت راسها بقوة: لا انا مو زي امي ابد ...
هند : ياقلبي عليك ... اجلسي عندي قد ماتبين ... ان شاء الله طول العمر ..
حست شيخة في خاطرها ان الجلسة حل يكفي الحين لين تشوف وش تسوي ...
هند : يلا قومي بنادي الشغالة تفرش لك غرفة فوق .... ارتاحي هنا .. انا بيجون عندي ضيوف ... تبين تنزلين ..
هزت راسها ببراءة وشك :لا
قامت وهي حست ان الندم دخل قلبها ... وحست انها تسرعت بالجية ..." خلاص باكر افكر بحل ثاني "
راحت بخطوة متثاقلة لفوق ... عطتها هند ملابس عندها ... قميص نوم ... يعني حتى وهي لوحدها مايجي على بالها تلبسه ... بس هو الموجود .... ماجابت معها من الشقة اي شي ابد .... حطت راسها على المخدة رفضت تاكل ... كانت تبي تنسى ... وتبعد عن راسها اي تفكير ... تبي تصفي ذهنها ....
ومع انها نامت بس كانت نومتها مزعجة .... كل شوي تشوف نفسها تمشي على حبل معلق ... وكل ماتزل رجلها وتحس نفسها تطيح كانت تصحى من النوم ... ولمن ترجع تنام تحلم نفس الحلم ... وينتهي بنفس النهاية ... وبعدها تصحى مفزوعة ....
.......
بدر ماقدر يلحق سعود .... كان متضايق ومصدوم ... حس انه صب البنزين على النار .. خصوصي دموع شيخة ... وتوسلها .... بنفس الوقت ... كان حاس ان وضعها مايسمح تكون من العيلة ... من هي ... ومو معقول يضحون بسمعتهم علشان مساعدتها .... هذي سمعة اخوه ... ومع انه كان يتسم بالقسوة ... بس مايدري ليش ... القسوة اللي تصرف بها سعود مع شيخة المته ....
وجاه صوت يخترق الدخان اللي تصاعد من فم راعية ..: يابو الشباب .. وش بلاك سرحان ...
بدر : والله حاس اني اليوم مالي مزاج .. شكلي برجع البيت
عبد الرحمان : مالك مزاج .. والا المعزبة محرجة عليك ماتتاخر ...
كان بدر كانه في دنيا ثانية : ها ..
عدل عبد الرحمان جلسته : بدر وش بلاك ... اليوم انت مرة متضايق ... اسمع عندي لك مكان .. شي ..
بدر : لالالا اعذرني خلها وقت ثاني ...
عبد الرحمان : طيعني .. بتنسى المعزبة واللي جابوها ..
بدر : لا انا استئذن ...
عبد الرحمان : طيب مشينا انا بروح معك ... يمكن تغير ايك ..
ومااهتم بدر بكلامه مشى ... وعند السيارة ...
عبد الرحمان : شكلك معزم ... اسمع اذا غيرت رايك ... تعال عندي هناك طيب ... انا ماني ماشي الا الصبح ..
ركب بدر سيارته ورد : انا بروح للبيت .... يمكن اقدر انام يلا اشوفك على خير ..
شغل السيارة وراح للبيت ...
سرحان ومتضايق .... وموقادر يفسر ليش .... حتى هو متحير من عمره ....
دخل البيت .... مظلم ..." اكيد شيرين مارجعت " ولاول مرة ماحس انه مو مستعد يشوف وجهها .. صعد بخطوات متثاقلة الدرج ... ودخل لغرفة النوم .....
وهو لسى ممسك بيد الباب ....
حس فجأة كانه غلط في عنوان البيت ... وفتح عيونه على الاخر .... يبي يتاكد من البنت اللي نايمة في الفراش ..
البنت اللي نايمة ... ولكن مو لوحدها .... ولكن في احضان رجل اخر ....
ماتكلم .. وماتحرك ... جلس يراقب بعمق .... جمدته الحقيقة المرة اللي شافها بعيونه ..
شيرين .... شيرين نايمة .. على فراشه .. في المكان اللي تنام معه فيه ... مع شخص اخر ... ولان الشخصين اللي في الفراش .. كانوا شبه غائبين عن العالم ... ماحسوا ان في شخص يراقبهم ...
توقف الرجل .... وجاه صوت شيرين المايع ..
شيرين : اشفيك ...
الرجل : زوجك
شيرين : مو موجود مو جاي الحين ...
الرجل : زوجك .... وابعدها عن احضانه يوم ارتمت فيها ..
حست بموجة غضب ...من الرجل ...
بس جاها صوت بدر القاسي ... : اصبري على الاقل لين يشرح لك ..
شهقت شيرين ... ولفت للمكان الجاي منه الصوت ...شافت بدر واقف عند السرير بالضبط ... وعلامات الغضب اللي كست وجهها ...ونظرة جمود ضاقت عليها بالتحديد ...
الرجل : انا استئذن هذا شي بينكم انتم الاثنين ..
ولمن قام علشان ينسحب ..
وجه بدر له الكلام بنبرة قاسية : استنى ....
تجمد الرجل وكان خايف من تهور بدر ... وخصوصي ان الغضب كان واضح من رعشة يده اللي كان قاضبها وكانه يتحكم بالشعور اللي تملكه ..
بدر : استنى ... في شي نسيت تاخذه معك ....
وقف الرجل مستغرب ...
سحب وبيد وحده شيرين : هذي لك ... مو لي ..
قالت شيرين في لحظة يأئسة تحاول انها تلم وجهها اللي تناثر مع فعايلها : مو على كيفك ...
رد عليها بنبرة عالية : الحين ...
بس الرجل كان اجبن من انه يتحمل نتيجة افعاله ... راح وتركها تتعامل مع الموقف بنفسها ..
بسرعة حاولت تلبس ... وتوها بتسحب جوالها قبل ماتلوذ بالفرار ...
مسكها من شعرها وجرها ... بس قدرت تمسك الجوال ...
وصل بها لين الباب ... : برى ..
قالت وبنبرة تحدي : عبايتي ....
رد عليها باستهزاء : اذا كان عادي انك تسمحين لرجل يشوفك عارية .... مو صعب عليك تمشين بالشارع بروب...
صك الباب ... وجلس على اقرب كرسي ... يمكن يكون من شوي باين عليه انه قدر يتعامل مع الموقف بس الموقف شديد ..
الانسانة اللي تزوجها .... الانسانة اللي حبها ... وتحمل كل شي منها ... الانسانة بنت الحسب والنسب ... بنت العيلة .... هذا الشي اللي صدر منها ... معقولة ... جلس يسترجع كل الكلام وكل التصرفات ... وكل المواقف اللي صارت ... تفسر كل غموض لكل تاخير ... لكل موقف مربك يصير معها .... كل هالفترة ... عايش في وهم ..
جلس واحساسه بالوقت ضايع ..سمع صوت ضرب الباب ... خطى كم خطوة وفتح الباب .... جاته عاصفة هايجة ... دخلت ام شيرين ... واخوها ...
الاخ: انت ماتستحي ...
بس بدر ساكت يراقب نظرات شيرين ورعشتها اللي كانت واضح انها ماقدرت تقول لهم وش صار ..
الام : مو عيب عليك ... عطيناك بنتنا علشان ترميها في الشارع اخر الليل ... هذي فعايلك يابدر ببنت الناس
ضحك بصوت عالي وبسخرية جلس يردد .. : بنت الناس .. بنت الناس ..
بدر : افترض ان بنت الناس .. تعلمت كيف العيب ... والا محتاج الواحد يذكرها به كل ماجاء يطلع من البيت ...
الاخ: ثمن كلامك ... مهما يكون غلط شيرين ... مو معناه انك تتصرف معها زي كذا ... ياخي دقيت علينا ... احنا مستعدين نجي ونتفاهم ..
الام : اذا انت مرخص في بنتي .. بيت ابوها مفتوح ...
بدر لف وراح جلس على الكرسي ... مو لانه مو مهتم ... بس حتى هو وان حاول يكون قاسي ... عنده مشاعر ...ومشاعر مرهفة ... وان خلاها حبيسة في داخل نفسه ...
قال وحاول يبي اللامبالة : خذيها ... هي لكم ...
عصب اخوها : تعالي هذا الانسان مايستاهل ...
قال بنبرة عالية وبغضب واضح : صبر ... لسى ماخلصت كلامي ....
لفت عليه الام : مالك كلام .... اذا جاء ابوها يعلمك كيف تعامل بنات الناس ..
بدر : اوكيه .... ليش تستنون .. دقوا عليه ... قولوا له ... زوج بنتك طلقها ....
الاخ مو عارف اسلوب بدر من وين نابع ... كان وده يعطي كف لبدر ..
بدر : ولاتنسوا تقولون له ليه ...
صارت شيرين ترجف وصرخت في امها : ماما انا ابي امشي الحين ...
بدر : ليش ماتبين اخوك وامك يعرفون ليش انتي برى البيت في هالوقت ... بصراحة انا ظنيت ان النذل الجبان اللي انتي عزمتيه على فراشي .... استنى على الاقل يوصلك ... بس ياخسارة انتي ماعرفتي تنقين مع مين تخونيني ...
الصدمة بانت على وجه امها واخوها ... بس شيرين ماردت ....
الام : قص لسانك ...
بدر : اذا كان لها وجه تكذب عليكم زي ماكذبت علي .... ماستغرب ابد ....ولف على اخوها وبان الانهيار في عيونه : خذ اختك من هنا ... اذا ظليت اشوفها بوجهي لين الحين بذبحها ... انا طردتها لاني ماقدر امسك نفسي .... شيرين انتي طالق ...
سحبها اخوها بصمت مع ان امها كانت تتكلم بصوت مسموع انه كذاب ... وان بنتها ابد ماتسوي كذا ...
اما شيرين كانت اضعف من انها تعترف .... فضلت السكوت ...
.................................................. .................................................. ........
|
|
|
| | | | |