08-03-2011
|
#2
|


هل في مَودَّةِ ناكثٍ من راغبِ
هل في مَودَّةِ ناكثٍ من راغبِ
أم هل على فقدانها من نادبِ
أم هَل يُفيدُكَ أن تُعاتِبَ مُولعاً
بتَتَبُّعِ العثراتِ غير مُراقبِ
جعل اعتراضك للسَّفاهَةِ ديدناً
والذئبُ ديدنهُ اعتراضُ الراكبِ
نفرٌ تُعاقبُهم بعفوكَ عنهمُ
كم بالغٍ بالعَفو فِعلَ مُعاقبِ
ولربَّما صادفتَ أعصَى مُذنبٍ
مُتَبَختِراً في ثوب أطوعِ تائبِ
يُوليك نُصحاً من لسان مُسالمٍ
وًَيُسِرٌّ كيداً في ضمير
مُحاربِ
والحزمُ تصديقُ العدوّ المدّعي
وُدّاً وإرضاءُ الصديق العائب
إنَّ الفتوَّةَ علَّمتني شيمةً
تُهدي الضياَء الى الشهاب الثاقبِ
أرعى ذمامَ موافقي ومخالفي
وأصونُ غيبَ مُعاشِري ومُجانبي
وتعلّلي بحديث أيّامِ الصِّبا
من عُظم لذّاتي وجُلّ أطايبي
ما زال يسلبُ كلَّ من حمل الظُّبا
قلمي وأحداقُ الظِّباءِ سوالبي
فهوى التصرُّفِ والتصرفُ في الهوى
دفنا شبابي في قذالي الشائب
فتظلّمي من ناظرٍ أو ناظرٍ
وتألُّمي من حاجبٍ أو حاجبِ
تالله لم يخطر ببالك أن ترى
ذا الجدِّ يخطر في شمائل لاعبِ
وعزيمةُ البطل المُعانقِ قرنَهُ
تَصدى فيجلُوها عناقُ الكاعبِ
مارَستُ هذا الدهرِ حتّى انَّه
لضرائرٌ أحداثهُ وتجاربي
ووجدتُه كالسيفِ ليس بفارقٍ
بين الأُلى ضربوا بهِ والضاربِ
وقبلتُ عُذرَ بني الزمان لانَّهم
سلكوا طريقَ بني الزمان الذاهبِ
جُبلُوا على رفض الوفاء لغيرهم
وتَمسَّكوا بالغَدرِ ضربةَ لازبِ
ومركّبٌ في طبع كلّ مُكلَّفٍ
حمل الرجاء طلابُ فوقِ الواجب
والرزقُ يطلع من رفاهة قاعدٍ
لطلوعه من سعي آخر طالبِ
وسجيَّةُ الأيّام ستر فضائلي
عن عَينِ رامقِها وبثّ مثالبي
أيّامُ عمري في تلوّن جريها
تحكي الرياح فهل لها من عاتب
الحال تهزل بين جذب شمائلٍ
منها وتَسمَنُ بينَ خضب جنائب
قُسِمَت وتلك غنيمةٌ بحظوظهم
ورموا وراَءهُمُ بحظِّ الغائبِ
لو نلتُ عزَّ متوّجٍ في توّج
لم أخل من دلّ وظنٍ كاذب
ما إن أسأتُ الاختيار وإنَّما
قاد الضّلالُ الى اللئام ركائبي
نَهبوا ولجوّا في اقتضاء مديحهم
وقضيَّةٌ شنعاء مَدحُ الناهب
من دأبهم منع الحقوق فهل لهم
منع اللسان عن الملام الذاهب
الآن ما بيني وبين بصيرتي
رُفع الحجابُ فالنجاح مآربي
أكفى المؤنةَ في مذمَّةِ مانعٍ
نفسي وفي لمنَّةِ واهب
ها انّ أرضَ عمانَ أنفَسُ بقعَةٍ
ومؤيَّدُ السلطان أكرم صاحبِ
ما زال إمّا في صدور مجالسٍ
يبني العُلا وفي قلوب مواكبِ
والى أياديه صرفتُ مطامعي
وعلى مَعاليه وقفتُ مطالبي
أأُعاتبُ الأخوان في استبدادهم
دوني بها فأكون شرّ معاتبِ
لبسوا بخدمتهم لديه مواهباً
لا كالمواهبِ طُرِّزَت بمراتبِ
فاذا آمالهم بصِلاتِه
فصِفِ التقاء أجنَّةٍ بجنائب
قمرّ سرادقُه لِلَحظِك بُرجهُ
يرمي العداء بعزائمٍ ككواكبِ
فَلَهُ المنابرُ والمحاربُ حَبَّذا
من كان رَبَّ مآثرٍ ومَحاربِ
وأهلّه الرايات تطلع تحتها
أبَداً نجومُ أَسِنَّةٍ وقواضبِ
والخيل مازالت تشبّهُ والعدا
بالليل أن طلبتهمُ والهارب
فالأرض تشكو ركضَها من جانبٍ
والجوّ يشكو نقعها من جانبِ
وسرى السرايا تحت كلّ دجُنَّةٍ
كُسِيَ الخيالُ هناك ثوبَ الهائب
من كلّ أروع للحياة مُطَلِّقٍ
تحت العجاج وللحميَّةِ خاطبِ
ما زال يجمعُ بين بأسٍ صادقٍ
يجلى به الجُلّى ورأيٍ صائبِ
والمشرفيّاتُ التي بشفارها
هلكت ملوكُ أعاجمٍ وأعارب
طُبعَت شُموساً فَهيَ في أغمادها
والهام بين مشارقٍ ومغاربِ
تنقادُ أبكار البلاد لحدِّها
بعد النشوز وبعد منع الجانب
ومناقبٌ ودَّت مَصابيحُ الدُّجى
حَسَداً لها لو لُقِّبَت بمناقبِ
وغرائب الكَرَم التي إن فتشت
في آل مُكرم فَهيِ غيرُ غرائب
والملك يشهد انّهم بولائهم
يكفون شرَّ الخالع المتشاغب
أنصارُهُ في كُلّ خطبٍ فادحٍ
وحُماتُه في كُلّ أمرٍ حازبِ
هذا العُلى حقاً فهل من شاعرٍ
يصف العُلى وصفي لها أم كاتب
|
|
|
08-03-2011
|
#3
|


الزَم جفاءك لي ولو فيه الضَّنا
الزَم جفاءك لي ولو فيه الضَّنا
وارفع حديثَ البين عَمّا بيننا
فسمومُ هجرِكَ في هواجرِه والأذى
ونسيمُ وَصلِكَ في أصائِله المُنى
ليسَ التلوُن من امارات الرضا
لكن إذا مَلَّ الحبيبُ تَلَوَّنا
تُبدي الاسادة في التيقُّظِ عامداً
وأراك تُحسِنُ في الكرى أن تُحسِنا
ما لي إذا استعطفتُ رأيك رمتَ لي
عيباً جديداً من هناك ومن هنا
مُثنِ عليك وما استفاد رغيبةً
عجبٌ ومعتذرٌ اليك وماجنا
ما جرَّ هذا الخطب غير تَغَرُّبي
ومن التغرُّب ما أذلّ وأهونا
أزكى بقاع الأرض وهي فسيحةٌ
ما كان سِربُ العيش فيها آمنا
والرزقُ أنواعٌ فما صادفتَهُ
أخَلى من التبعات أحلَى مُجتَنى
والدهرُ لا يفشي غوامضَ سِرِّهِ
إِلاّ الى ذي الفقر من بعد الغنى
أدمِن مُصاحبةَ الرجال فلم يخب
سعي امرىءٍ صحب الرجال فأِّدمَنا
لا تغرّر بالمانعين قلوبَهم
إن سالموا والمانحين الألسنا
الحرُّ أدنى ما يكون اذا نأى
والوغد أنأى ما يكون أذا دنا
وإذا الأماني لم تنلها مُعرِقاً
فاثن العنان وسر تَنَلها مُعمِنا
أوصالَ سلطانُ الحوادث فارمِهِ
بمؤيد السلطان حتى يذعنا
مَلِكٌ مُنى فلك السماء لو انّهن
بجلاله بدل الكواكب زُيِّنا
ألِفَ العُلوَّ فكاد يأبى حُلّةً
إِلا السناء وحِلّة الاّ السَّنا
سائلتُ بعد اللائذين بظلِّه
عَنهُ فقال لي المقال البيِّنا
كم ترسلون اعنَّة الهجرانِ
فقدُ الحياة وَفقدكُم سيّانِ
فصلوا جناحي بالوصال فَمُنكَرٌ
إِخلالُ أهلِ الفضلِ بالخلاّن
انّي أغارُ عليكم أن تسلكوا
في الودِّ غيرَ طرائق الفتيانِ
وأخافُ مُرَّ عِتابكم ما لم أَخَف
تحت العجاج عواليَ المُرَّانِ
لم أجن فاستعطفتكم لكنَّ بي
شوقاً الى استعطافكم الجاني
وهبوني الجاني ألَستُ شقيقكم
هلاّ غفرتم للشقيق الجاني
غَطُّوا بأذيال التجاوز منكم
صفحات جانٍ للندامة جاني
ولربّما كرهَ العقوبةَ حازمٌ
كيما يفوز بلذَّةِ الغُفران
ما كان أيمن طائري بلقاكُم
ايام عودي أنضر العيدان
لولا الفراق لما فرقت ولو هوى
نجم الهوى أمن الجنون جناني
ببعادكم أبغضت دار كرامتي
وبقربكم أحببتُ دارَ هواني
فاستأنفوا بتعهدي احسانكم
انَّ التعهُّدَ صيقلُ الاحسانِ
وتبيّنوا انّي بليتُ بمعشرٍ
طلبُ التملّس منهم ايلاني كذا
حتى أعود من المسرَّة ناسياً
أن كنت يوماً من بني الأحزان
ويعود بعد اليأس فكري طامعاً
في كُلِّ بكرٍ للمنى وعَوانِ
ويشوقني بعد السلوّ عن الصّبا
حَدَقُ المها وسوالفُ الغزلان
للهِ درُّ المكرميّين الأُلى
خَرَّ الكرامُ لهم على الأذقانِ
الناصحين الملك علماً منهمُ
ان النصيحة حليةُ الإيمان
والسالكين بحُبِّ آل محّمدٍ
سُبُلَ الهدى في السرِّ والاعلان
فمديحهم سَبَبٌ إلى نيل العُلا
وولائهم من الحدثانِ
|
|
|
08-03-2011
|
#4
|


كم ذا يُناصِحُ في الهوى ويُخادعُ
الكامل
كم ذا يُناصِحُ في الهوى ويُخادعُ
سَكَنٌ يُواتي مَرَّةً ويمانعُ
جزت الخيام وقد أحاط بها الدجى
فَجلا الدجى قمرُ الخيام الطالعُ
فدنوتُ منه فاعترته نفرةٌ
فمضى يقول وليس غيري سامعُ
وذمام قومي يلا رجعتُ ولا الكرى
يوماً إِلى أجفان عينيك راجعُ
فأجبتُهُ والدمع يخدمُ لوعتي
ولكُلِّ عضو لي هناك مدامعُ
يا ربّةَ الخدر الذي بفنائه
أبداً لافئدة الرجال مصارعُ
فاخرتُ قومك فاعتقدت ضغينةً
بِرُماتها من لحظ عينك ساطعُ
لا تُضمري حِقداً عليَّ فاننّي
لكلاب حبّك دون قومك تابعُ
أخليتَ صدرك من هواي كأنني
في صدر بِرِّك عند ذكرك دافعُ
ومللتني حتى كأن لم تعلمي
انّي لمفترق المحاسن جامعُ
لّما مَنَعتِني الوداد فبعدما
حكم التطوُّل أن يذمّ المانعُ
أوضاع دمعي في هواك فطالما
أنا بين أرباب الممالك ضائع
فدنَت تقبلُّني وتَمسَحُ عَبرتي
وتقول لي مذعورةً وتُطالع
أنأى القلوب الجازعاتِ إصابةً
قلبٌ على لم يَفُتهُ جازعُ
مهلاً فقد تكبو الزناد وحشوُها
نارٌ وقد يَنبو الحُسامُ القاطع
والمرءُ يُولَعُ بالمُنى وبلوغها
والدهرُ يأبى ذاك ثُمَّ يُطاوع
لك في معاتَبةِ الملوك طرائقٌ
هي للخدود إلى السعود سوافع
ومؤيَّد السلطانُ يلبسك الغنى
فلباسُ موعِدِه الوفاء الناصع
قد كان منكَ اليه ما هو سائرٌ
في الأرض تنقلهُ الرواةُ وشائع
وبعَقبِ هذا الرشّ سيلٌ دافعٌ
ووراء هذا النثّ روضٌ يانعُ
وكذا الكتائب تلتقي لقراعها
ولها أمام الالتقاء طلائع
فشكرتُ عطفَتَها وما كشفَتهُ لي
بِحَديثها فكلامُها لي نافعُ
ورجنعتُ موفوراً وجأشي ساكنٌ
وهجعتُ مَسروراً وقلبي وادعُ
وعلمتُ أن سَيُفيقُ لي غبَّ الكرى
بمؤيَّد السلطان جدٌّ هاجع
ملك غداء العَدل منه والنَّدى
شكر الرعية والمديح الرابع
جُعِلَت مُرَوَّتُهُ ضجيعَةَ فكرهِ هِمَمٌ لها هامُ النجوم مضاجعُ
صولاتُه للنائبات مآفلٌ
وصِلاتُهُ للمأثرات مَطالعُ
ولذكرِ ما صنعَت قديماً خيلُهُ
قبلَ الوقائعِ في النفوس وقائع
والنصر حيثُ ترى هلالَ لوائهِ
لك طالعاً وسط العجاجة طالعُ
وله إذا صرع العَزائمَ حادثٌ
لألأُ عَزمٍ للحوادث صارعُ
ومكيدةٌ في الروع سُلطانيَّةٌ
هي هقبل نَقعِ الخيل سَمٌّ ناقعُ
وطريقةٌ في المكرمات غريبةٌ
حُمِدَ الحريصُ بها وذُمَّ القانعُ
يولي صنائعَهُ الرجال وعندَهُ
علَلُ السؤال إِذا فصلن صنائعُ
وأجلّهم حَظّاً وقد وسعتهمُ
من لا يُزايِلُهُ الرجالءُ الواسعُ
فكأنّما كانت لدى آبائه
قدماً لآباءِ العُفاة ودائعُ
شِيَمٌ لو اتَّبع الأكابرُ هَديَها
لغَدَت هوادي الكبر وهي توابعُ
والفعلُ ما لم ينتفع في سيرةٍ
برياضَةِ الانصافِ فعلٌ طالعُ
لم يعتمد هذا الزمان مساءتي
حنقاً عليَّ بل اتفاقٌ واقعُ
ما كان ينأى أن يُصانعنى الرضا
لو كان يَدرني كُنهَ ما هو صانعُ
أفنى الاعزَّةَ غير كلّ مُسَربَلٍ
بالعجز يركبُ أخدعيه الخادع
يبكي إذا سجع الحمامُ صَبابةً
نجوى فيُسعِدُه الحمامُ الساجعُ
وتذكرّ الأوطان أمرٌ فادحٌ
وتشوُّق الاخوان خَطبٌ فاجع
وكذاك عُمرانُ الديارِ إِذا خَلَت
ممَّن تُحِبُّ فانَّهنَّ مَسامع
أمؤيّد بالسلطانَ عاوَِد نظرةً
بمكانها يدنو المكان الشاسعُ
واسمع مُحَبَّرَةً إِذا هي أنشِدَت
وَدَّ الجوار انهنَّ مسامع
ارسلتُها كيما تكونُ ذريعةً
وقصائدي حيث اتجهن ذرائعُ
ولئن بقيتُ لتأتَينكَ غرائبٌ
تَسبي عقول رُواتها وبدائع
بل لا يُطيقُّ صفاتَ مجدك واصفٌ
ما لم يُطق ذرع البسيطة ذراع
فذراك للأموال فيه مناهبٌ
أبداً وللآمال فيه مراتع
|
|
|
08-03-2011
|
#5
|
وأعزّةٌ عَزَّيتُ بعد فراقهم
وأعزّةٌ عَزَّيتُ بعد فراقهم
باليأس قلبي أن يكون لقاءُ
أشتاقُهم والى الترنُّمِ مَفزعي
والى الترنُّم يفزعُ الادباءُ
ولربّما شَبَّعته بتنفُّسٍ
فيكاد يَصدَع قلبيَ الصعداءُ
فإذا أضفتُ الى التنفس عَبرةً
فالجوُّ نارٌ والبسيطة ماءُ
كم أندبُ القُرناء شَجواً والصِّبا
فاتَ الصِّبا وتفرَّقَ القُرناءُ
والجمع مَع فقد الشَّبيبة بيننا
قبل الممات مُرُوَّةٌ عذراءُ
|
|
|
08-03-2011
|
#6
|


وُعودُ وصالها عادَت نَسايا
وُعودُ وصالها عادَت نَسايا
وعاد نوالُها الميسورُ وايا
إِذا أنشدتُ في التعريض شِعراً
تَلَت من سُورة الإعراض آيا
ولستُ أخافُ حَيفَ الدهر ما لم
تُبَدِّلُ دارُها بالقُربِ نايا
ورُبَّ قَطيعةٍ كَانَت دلالاً
وكم في الحُبِّ من نُكَتٍ خَفايا
شَكَت فعلي إِليَّ فآنسَتني
وبعضُ الأُنس في بعض الشكايا
فلا مَلَّت مُعاتبتي فانّي
أُعُدُّ عتابَها إحدى الهدايا
ألا يا حبَّذا يوماً جَرَرنا
ذيولَ اللهو فيه بجرجرايا
ويومَ مَشَت تميلُ من التصابي
وتضحك بين أترابٍ صبايا
ثَنَينا السوَء عن ذاك التثنِّي
وأَثنَينا على تلك الثنايا
ألَمَّ خيالُها وَهناً فَحَيّا
باحسنَ ما يكونُ من التَّحايا
وقال صُنِ وَصِيَّتَة بنُصحٍ
فانَّ النُّصح حَليٌ للوصايا
وما استتمتُ رؤيا الطيفِ حتى
تَرَنَّم بالسُّرى حادي المطايا
وفاضَ الدمعُ في أثناءِ جَفنٍ
تردَّد للكرى فيه بقايا
وما خُلِقت عيونُ العِين إمّا
نَظَرتَ سوى بلايا للبرايا
فمنها ما يبيحُ لكَ الأماني
ومنها ما يُتيحُ لكَ المنايا
ألا يا صاحبيَّ دعا كلامي
فليس الَّلومُ من كَرَمِ السَّجايا
إِذا طرقَتنيَ الأشواقُ ليلاً
فَرَشتُ لُهنَّ أفكاري خبايا
وفي بعض القُلوبِ عيون فكرٍ
بِكُنهِ عواقب الدنيا جَلايا
وأوضحَ لي طريقَ العيش شُغلي
بمدح أغرَّ وضّاح العشايا
ومن شاع اسمه بالعدل حتى
أَمُرَّ به الأعادي والولايا
ومن رضي التُّقى خُلُقا فأَرضَى
قوامَ الدين بالخُلق الرضايا
عميدَ جيوشِه عزماً وبأساً
وحارس ملكِه حَزماً ورايا
تُرجِّيه على بُعدٍ فيكفي
بما يرجوه أسبابَ البلايا
ونقصِدُه فلا جَهمَ المحيّا
نُصادِفُه ولا نَزرَ العطايا
نصاحبُ كلّ مجدٍ صاحبيِّ
مزيَّتُه تتيهُ على المزايا
لنا منهُ إِذا سرنا إليه
سناء الذكر والخلعُ السَّنايا
على أيدي الملوك عَلَت يداهُ
علوّ الباسقات على الودايا
لقد نُظمت لاعناق المعالي قلائدُ من خلائقه الرَّضايا
وايُّ فَضيلةٍ جُعِلَت لقومٍ
له المرباعُ منها والصَّفايا
أقول لمن خراسانٌ ومصرٌ
بأيديهم وأنفُسُهم دَنايا
دنا نَبشُ الخبايا فاستنيموا
إِلى قولي دنا نبش الخبايا
أزيلوا الشكَّ وانتظروا وشيكاً
سُرى يقظان ميمون السَّرايا
سيرمي أرضكم بجنود صدقٍ
فوارسُكم لرجلهم رمايا
وتأخذكم سيوفهم فتقضي
على هاماتكم نَثر القضايا
رجالٌ كُلَّما غنموا فآبوا
رؤوس الخالعين لهم سَبايا
رأوا ان الاصابةَ في رداهم
كأنَّ حياتهم احدى الخطايا
ألا يا صاحب الأصحاب أنِّي
أرى الايمان باسمك لي ألايا
وإنَّ من الجنايات التقاطي
سوى ثمرات أنعُمك الجنايا
فعند أبيك عاينتُ الأماني
فخانتني بَكاياها مرايا
ورُبَّ فتىً ينالُ النجح لكن
إِذا عادَت ركائبه ردايا
وأنتم معشرٌ خُلِقُوا لتبقى
على الدنيا أكُفّهُم السَّخايا
تُقَبّل بسطَكم قِدماً فَقِدماً
يعيشُ ببسط عدلكم الرعايا
فقايسكم إِلى نفرٍ سواكُم
يقيس الزاخرات إِلى الركايا
وحظّكم الصدور من النوادي
وحظّ سواكم منها الزوايا
وفيكم سار لا في الغير شعري
وكيف تسير في البرِّ الخلايا
|
|
|
| | | | |