•√♥ بقاياحلم ♥√•
مقدمه عن القصه
وجدت منال جثة هامدة بعد اغتصابها. حفاظا على سمعة العائلة, اتفق كبارها على الادعاء ان الوفاة جاءت نتيجة ارتطام رأسها بأحد الاحجار.
:::::::::
أبوها يعرف انها قتلت. لكنه يعض على الجرح, ويلوذ بالصمت. يعتزل الناس, ويصبح اسير غرفته, ينحت تماثيل تجسد ابنته الراحله.
:::::::::
شقيقتها التوأم, ليال, ساورتها الشكوك, فقررت كشف ملابسات الجريمه, ومعرفة الحقيقه.
:::::::::
وكانت المفاجأة صاعقة عندما فتح البستاني العجوز قلبه, وحكى مارآه ليلة مصرع الفتاة البريئة.
كاتبة الرواية:
لمياء بنت ماجد بن سعود
|
|
|
03-28-2011
|
#3
|
يسلمو قلبي عالطرح الرائع
وربي مايحرمنا منك ولامن تواجدك
وجديدك الراقي والرائع
|
|
|
03-28-2011
|
#4
|
•√♥ بقاياحلم ♥√•
|
|
|
03-28-2011
|
#5
|
•√♥ بقاياحلم ♥√•
.:الجزء الاول (1):.
لم يكن قصر السيد حمد هكذا.
لقد تبدلت ايامه ولياليه منذ وفاة احدى بنات العائله في ظروف غامظه.
ترددت في الجوار اخبار كثيرة تتصل بواقعة موت الفتاة الجميله.
ثم فعل الزمن فعله, ونسي الناس وباتوا يتداولون حكايات اخرى عن تداعي هذه العائلة وغياب كبارها وانكفائهم الواحد تلو الاخر.
كان القصر في ايام عزه قبلة الانظار وملتقى وجهاء العوائل في المنطقه الشرقية بالسعوديه. وكثيرا ماتطلع اليه الناس على انه لوحة معمارية فريده.
وكانت اسواره العاليه مغطاة بالاشجار كأنها لرد صيبة العيون والحسد, او ليبقى المكان بمنأى عن الفضوليين.
نسجت المخيلات اقاويل كثيرة حوله.
قال بعضهم انه بلدة صغيرة داخل بلدة كبيره.
واشاع آخرون انه يتألف من اربعة قصور, سقوفها من القرميد تعلوها قباب قرمزيه, ومبنيين للخدم وتحوطهما حديقة بديعة تتوسطها بحيرة, إضافة الى حدائق خلفية شاسعة تمتد بساطا أخضر متموجا حيث تمرح وترمح الخيول, وازهار ونباتات نادرة منسقة تنسيقا جذابا لم يسبق ان رأتها عين في ذلك الحين.
وقيل ان هناك ستة قصور, تبلغ مساحة كل منها ألفي متر مربع, وخمسة منازل للخدم على أقل تقدير.
الواقع ان المنزل كان مكونا من قصرين كبيرين على الطراز الاندلسي, مساحة الواحد اربعة آلاف وخمسمائة متر, بينهما ممرات من الرخام الاسباني, مطعمه جدرانها بالفسيفساء, وتعكس الفوانيس المزخرفة الروح العربية الجميلة.
قطن السيد حمد وأفراد أسرته في القصر الاول, وامه وشقيقتاه وبعض القريبات في القصر الثاني.
وفي احدى زوايا المنزل, اقيم مبنيان للعمال والخدم.
وتقربا من الله, شاد السيد حمد جامعا قرب المنزل, يتسع لنحو ثلاثمائة مصل, ويغلب على تصميمه الطابع الاندلسي.
وكان الساكنون في الجوار وأهالي البلدة يجتمعون فيه لأداء صلاة الجمعة والاعياد.
ليس السيد حمد رجلا عاديا, بل استثنائي.
هوى اقتناء الجياد وتربية الصقور على غرار معظم الذين تعود جذورهم الى البادية.
فهو من قبيلة نجديه عريقة في المنطقة الوسطى.
وكان جداه ووالده من كبار تجار الاراضي.
ألم إلماما دقيقا بشؤون ذلك النوع من الاعمال, بعدما حل في أحيان كثيرة محل أبيه وساعد إخوته. ثم شق لنفسه طريقا مغايرا لميله الشديد إلى العلم.
سافر الى القاهره, والتحق بإحدى جامعاتها متخصصا في هندسة البترول.
وكان في عداد الطلاب المجتهدين.
بعد التخرج, عاد الى الوطن وبدأ العمل في وزارة البترول.
وسرعان ما تألق حتى بات واحدا من انشط الموظفين.
ومكافأه له, رقي وأوكلت اليه مهمة متابعة مشروعات البترول في المنطقة الشرقيه, وهي اكبر المشروعات القائمه في السعوديه آنذاك.
وللقبول بالمهمه الجديدة, اشترط انتقال شقيقتيه معه كي تكملا الدراسة لإيمانه بأهمية التعليم الذي ينير العقل ويوسع الافاق, علما انهما كانتا في سن الزواج, وبالطبع رافقتهم الأم كي ترعاهما.
عندما رأى السيد حمد ان الوظيفة تلجم طموحه, وتحد من تطلعاته, سعى, من دون ان يتخلى عنها, الى اطلاق مورد رزق جديد في مجال تطوير العقار وتحسينه, فأنشأ قسما للمقاولات بعدما تأكد له ان المنطة تنقصها المباني, وكعادته أكمل الناقص.
|
|
|
03-28-2011
|
#6
|
•√♥ بقاياحلم ♥√•
اجمع الذين عرفوه على انه متمتع بشخصية واثقة, وحضور من الصعب تجاهله.
ملامحه عربية, عيناه تتصفان بالقسوة والحنان, وبالذكاء والوداعة, لحيته خفيفه, انفه طويل قليلا, بنيته متوسطة لكنها صلبة, يداه تشيان بالقوة حتى لدى المصافحه. باختصار, كان رجلا حقيقيا وليس واحدا من اشباه الرجال.
كلمته مسموعه, ورأيه محترم.
وكان مقصدا لطالبي المشوره والنصح في مجمل الشؤون, ومحبا لعمل الخير ومساعدة الغريب قبل القريب.
منذ عهد الفتوة, تصالح مع نفسه.
فاعتاد كل صباح الخضوع لجلسة استرخاء وتأمل, تدوم ساعه تقريبا.
فكان صوت المؤذن وتغاريد الطيور المتنوعه والنسمات العليله تطرد من فضاء نفسه الغيوم السود, وتجلب إليها الصحو والصفاء.
وقد ثابر على مواصلة هذا الطقس الصباحي الى ايامه الاخيره.
اتقن ركوب الجياد حتى اصبح من الفرسان المهره.
وكان ميالا الى اكتشاف أنواع اخرى من الرياضة, واذا راقه احدها بعد التجربه, زاوله وبرع فيه.
اما ذوقه الفني فرفيع جدا.
فخلال دراسته في القاهره, شغف بأصوات ام كلثوم وعبدالوهاب وأسمهان وفريد الأطرش وعبد الحليم.
لكنه لم ينجذب كثيرا الى الأخير الذي مثل في اغانيه وأفلامه, العاشق المهزوم اللاهث وراء الحبيبه كي تعود اليه.
وهذا الخنوع لايتفق مع مبادئ السيد حمد المستعد لتحمل ألم الفراق على أن تبقى كرامته فوق كل اعتبار.
لاحقا, احب محمد عبده وطلال المداح, فحفظ عددا من أغانيهما عن ظهر قلب.
عرف ايضا الموسيقى الغربيه, وأهم السيمفونيات, فلم تجتذبه.
تزوج احدى قريباته, وهي شابة فاضلة, مطيعه, تسعى الى اسعاد زوجها بشتى الاساليب. فإن حاول احد الخدم اعداد قهوة زوجها العربية, تثور وتغضب كأنه تعدى حدود مملكتها. واشتهرت بتفننها في الاطباق اللذيذه, فضلا عن الترتيب والنظافة.
لذلك شبه بعض الضيوف بيتها بفندق خمس نجوم.
وقد انجبت ولدين, عادل وتركي.
واستغرب كثيرون اكتفاء رجل ميسور كحمد بولدين ليس غير.
لكنهم لم يعرفوا أنه هو الذي شاء ذلك كي يحسن تربيتهما ورعايتهما.
وعندما تأججت رغبة أم عادل في الانجاب للمرة الثالثه, لم يمانع السيد حمد.
لكن الله لم يستجب.
خضعت الزوجة للأمر الواقع, وراحت تهتم بتنشئة ولديها, وكان خوفها كبيرا عليهما.
فلم يتقبل عادل تلك الرعاية المتشددة, ففي نظره, هو ذلك الرجل الكبير الذي لطالما رأى اباه رجلا خارقا, وتمنى أن يصبح , مثله, نسخة منه, عندما يشب ويكبر.
مرارا حاولت امه ان تقنعه باللعب مع اخيه وبقية الاطفال بدلا من مجالسة ابية ومرافقته الى العمل, وكان جوابه:
- انا رجال مكاني مع ابوي مو مع اخوي.
تقتنع وتسكت على مضض.
استأثرت بتركي تمنحه المزيد من الحب والحنان بل مشاركته في كل كبيرة وصغيرة.
فمثلا اذا أراد شيئا ذهب اليها لا الى ابيه.
وهذا ماكان يغضب السيد حمد فيختلف مع زوجته, وحجته ان التدليل الزائد سيجعل منه اتكاليا انانيا لا يحب الخير الا لنفسه لكنها لم تأخذ كلامه على محمل الجد.
هذا لايعني انها قصرت في حق عادل او فضلت تركي عليه.
في المقابل, لم يلتفت عادل الى مايحدث بين امه واخيه, فقد كان مسحورا بعالم ابيه وعمله وجلساته مع ضيوفه, وبالأحاديث التي تدور على الخيل والصقور ورحلات الصيد او ((المقناص)), التي كان يحلم بها الى ان يحين موسمها.
|
|
|
03-28-2011
|
#7
|
•√♥ بقاياحلم ♥√•
.:الجزء الثاني (2):.
كبر عادل وتركي.
وفيما راح الاول يجتهد ويكد كي يتم المرحلة الثانوية, على امل ان يلتحق بالجامعة ليدرس إدارة الاعمال حتى يصبح على دراية كاملة بكيفية مساعدة ابيه وتطوير اعماله, كان تركي لايولي الدراسة الاهتمام المفترض, مع العلم انه لم يرسب في اي من سنوات الدراسة.
كذلك لم يكن مشغوفا بالعمل ولا ميالا الى الالتحاق بشركة والده.
ولما اجتاز عادل السنة الجامعية الثانية اقترح على والده تكملة السنتين الباقيتين في الخارج حتى يلم بالأساليب الجديدة وبعالم المعدات الحديثه, ويحصل على التوكيلات التجارية.
فهذه العناصر مجتمعة ستمضي بالشركة الى عهد آخر مختلف.
رحب السيد حمد بالاقتراح الذكي شرط ان يتزوج عادل قبل السفر كي يحصنه من الوقوع في الحرام.
وافق عادل على الفور خصوصا عندما علم ان والده اختار عروسا له ابة عمه التي لطالما سمع انها ملكة من ملكات جمال الكون.
وماهي إلا اسابيع قليلة حتى جرى الزفاف, وسافر العروسان الى بيروت حيث امضيا شهر العسل, ومنها طارا الى لندن وأقاما فيها.
بعد خمسة اشهر, ابرق عادل الى والده يبشره بأن زوجته حامل في الشهر الرابع. لم تتسع البسيطة كلها للفرح الذي راود السيد حمد عندما قرأ الخبر السار.
فكان لا يمشي بل يطير سعيدا بدنو ولادة اول حفيد له.
ولدى حلول موعد الانجاب حدث امر ليس متوقعا.
لقد حالت اسباب صحية دون سفر الزوجه بالطائره لتضع مولودها في وطنها, فاستقر الرأي عندئذ على ان تتم الولاده في احد مستشفيات لندن.
لم تكتمل فرحة عادل لأن قلقه وخوفه على زوجته اطفا احساسه بالسعاده.
فأبلغ والديه وبيت عمه القرار المتخذ بناء على نصائح طبية, واتجه الجميع على جناح السرعه الى لندن, لكن ماكتب قد كتب. توفيت الام عقب ولادة احمد. رضي عادل بحكم الله واستوعب المأساة. وبرغم الضبابة الكثيفة التي انتشرت في طريقه, قرر ان لا يترك عاصمة الضباب, إلا بعد اكمال الدراسة وحيازة الشهادة حتى لو حرم من طفله سنة وبضعة اشهر.
|
|
|
03-28-2011
|
#8
|
•√♥ بقاياحلم ♥√•
مرت الايام تلو الايام, ونشأت علاقة حب بين عادل وفتاة سورية تدرس الفلسفة في الجامعة نفسها.
شابة جميلة, تنحدر من عائلة كبيرة معروفة, مربوعة القامة, بيضاء, شعرها بني كثيف, عيناها لوزيتان زرقاوان, انفها يشبة سلة السيف, يعكس قوة شخصيتها واعتزازها بنفسها, شفتاها مكتنزتان قليلا تصرخان بأنوثة عذراء تستحي ان يلاحظ خجلها احد.
هكذا وصفها عادل لابيه عندما عاد الى الوطن وكان حائرا مضطربا, خوفا من ان يرفض ابوه ذلك الزواج اذ ليس مألوفا ان يقترن احد من عائلة حمد بأجنبيه, فبنات العائلة اولى برجالها.
لكن السيد حمد لم يعترض, بل بارك الزواج خصوصا بعدما سأل عن الفتاة وتأكد انها ستكون خير زوجة وام.
في الطائرة, وهما متجهان الى دمشق لخطبتها, قال الاب:
- ما استغربت اني وافقتك على هالزواج؟
- بصراحة, لا.
- طيب ما سألت نفسك ليش ؟
- سألت كثير, لكن انا عارف اني ان شاء الله ما حطلب هالطلب, الا وانا متأكد انه نسب يشرفك قبل ما يشرفني.
- ماعندي شك, لكن اهم شيء خلاني اوافق أنها متعلمة.
ومو كذا وبس وفلسفه يعني فاهمة الدنيا, وزيد على هذا انها سافرت تكمل دراستها بالخارج.
تعرف ياولدي اني كنت اتمنى ان امك تكون متعلمة.
هي ونعم الحرمة لكن اللي ناقصها العلم.
وصدقني لو تعلمت كانت اتغيرت اشياء كثير في حياتنا.
واخوك تركي كان طلع افضل من كذا, لكن وش نسوي عاد, هذا الله وهذي حكمته, والله يستر عليه.
كان السيد حمد يتكلم كأنه يرى في تركي شيئا لا يراه غيره.
رد عادل:
- لا الله يحييك, تفاول خير.
اخوي تركي قلبه طيب.
هو بس مدلع شوي.
- الله يحفظه ويهديه ويكفيه شر نفسه.
ذهبا الى منزل العروس, فيلا كبيرة قائمة على ارض خضراء يحيط بها سور تزينه اشجار تضج بزقزقة العصافير معظم ساعات النهار. وعقب التعارف وعبارات المجاملة, طلب الاب يد الفتاه.
وافق اهلها, ولكن اباها اشترط ان تنجز الدراسة قبل حصول الزفاف.
|
|
|
03-28-2011
|
#9
|
•√♥ بقاياحلم ♥√•
.:الجزء الثالث (3):.
التحق تركي بالجامعة, قسم ادارة الاعمال, ليس لحبه هذا المجال, بل لأنه يريد ان يحظى بكل ماحظي به اخوه.
حتى انه في عطلة الصيف, وبعد اتمامه السنة الثانية, طلب الى ابيه ان يسمح له بإكمال الدراسة في الخارج, وان يتزوج قبل السفر, تماما على غرار مافعل عادل.
استغرب الاب هذا الطلب لان تركي كان من النوع الذي يصعب تصديق التزامه بفتاة واحدة, لكثرة مغامراته والعدد الهائل من المكالمات التليفونيه التي كانت شغله الشاغل.
اما الام فقالت:
- ان شاء الله يكون ربي هداه.
وافق الاب, لكن المفاجأه ان تركي لم يكن يريد الارتباط بإحدى بنات عمه, بل اختار عروسا بنت احد المسؤولين في الدولة حتى يضمن المال والسلطة معا, ويصبح افضل من اخيه عادل.
لم يمانع الاب وخط له الفتاة.
تم الزفاف بعد فترة وجيزة وسافر تركي وعروسه الى لندن.
فالتحق هو حالا بالجامعة ليكمل الدراسة مؤجلا شهر العسل الى وقت آخر.
عقب سفر تركي, عاد عادل الى الشرقية ليجد ان معالم الشيخوخة بدأت تغزو شباب ابيه الذي ناهز عمره الستين. قبل عادل بالسكن هو واسرته في القصر الاخر بسبب تعلق والديه بابنه احمد, عوضا عن استقلاله في منزل منفصل عن العائلة, خصوصا ان القصر اصبح خاليا بعد زواج اختيه واستقرارهما في الرياض.
كانت فرحة عادل بعودته الى كنف ابيه, او الرجل الخارق كما كان يسميه, فائقة الوصف.
وبدأت عجلة الحياة دورانها, ونقل عادل كل ما تعلمه من اساليب تجارية جديدة الى الشركة واستطاع ان يحرز تقدما واضحا عززه بالحصول على ثلاث توكيلات اجنبية متخصصة في مواد البناء, وهذا ما استدعى إقامة شركة جديدة للاستيراد والتصدير, ومصنعين, فأصبحت الشركة تضم مجموعة شركات كبيرة.
في هذه الاثناء, اقترح السيد حمد ان يكتب لعادل الشركات التي أنشأها اعترافا بنجاحه, وتقديرا لنشاطه المستمر, وخصوصا انها ثمرة جهده.
ويكون هو شريكا صامتا.
رفض عادل وكان رده:
- كله من خيرك, الله يطول بعمرك.
لكن هذا مو حلالي لحالي.
اخوي تركي له نصيب.
ليس مستغربا ان يتخذ عادل موقفا كهذا.
انه واحد من مواقف كثيره سبق ان اتخذها, جعلت اباه يثق به ثقة عمياء.
عاد تركي الى الوطن بعدما نجح بتقدير جيد.
لكنه لم يتمتع بالحماسة نفسها التي تمتع بها اخوه لدى عودته.
عدا ان علاقته بزوجته كانت متوتره. فهي لم تحمل في تلك الفترة.
استشارا اطباء كثرا في لندن لمعرفة السبب, واجمع هؤلاء, بعد الفحوص الضرورية, على استنتاج واحد:
(( لا موانع طبية, ربما أسباب سيكولوجية. يحدث ذلك مع كثيرات. ليس مستبعدا حدوث انجاب بعد حين ))
|
|
|
03-28-2011
|
#10
|
•√♥ بقاياحلم ♥√•
لم يشأ تركي ان يطلقها كي لايخسر نفوذ والدها.
وبعد العودة ببضعة اشهر, حدث الحمل ورزقا مولودا سمياه زياد.
كان المولود الجديد يشبه امه التي لم تنجب سواه, ربما من جراء سوء معاملة زوجها لها وطبعه الفظ.
فقد كان السيد تركي عصبيا, عابسا على الدوام, متأففا, تحيط قلبه غمامه قاتمه من فرط انانيته, وكان كذلك مدعيا مغرورا كأنه وحده الذي يفهم وجميع الناس حمقى واغبياء.
لم يكن صائبا قرار مشاركته اخاه في المنزل بناء على رفضه ان يستقل هو واسرته في منزل خاص. فقد سبق ان عرض والده عليه ان يبني له قصرا مطابقا تماما لذلك الذي يسكنه عادل, في احدى حدائق المنزل الكبيره.
وبعدما تعددت الخلافات لكونهما مقيمين في المكان نفسه, اقترح الاب على عادل الاقامه معه, وترك المنزل لاخيه.
اجابه عادل بشيء من الفطنه التي ورثها منه:
- لا الله يحييك. اعرض على تركي الاول.
لو قال لا, وقتها انا اجي.
ما ابيه يحس انك مفضلني عليه, وانك تبيني معك, وهو لا.
- الله يرضى عليك ويرضيك ياولدي.
فضل تركي البقاء في المنزل ارضاء لرغبة زوجته, بحسب زعمه.
لكن ذلك لم يكن صحيحا.
فهو دوما ينكر وجود مشاكل بينه وبينها.
فالصورة التي يرسمها للناس لايمكن خدشها, وهي تدل على انهما ثنائي غارق في الحب تماما كحال اخيه وزوجته.
لذا احب ان يأخذ راحته في الشجار معها من دون علم احد, وفي الوقت نفسه, يصبح في مكان خاص به, اي في وضع افضل من وضع عادل المقيم في منزل ابيه.
قبل مغادرة عادل المنزل بأيام, تشاجر تركي وزوجته, وسرعان ما خرج عن طوره ومد يده عليها.
ففرت, فتحت الباب, ركضت مستنجدة بزوجة عادل, وتركي يعدو وراءها, شاتما الساعه التي عرفها فيها, وعيناه تقدحان غضبا. وصودف وصول عادل, فلم يعره اهتماما, واكمل مطاردا زوجته المرتعبة.
فأوقفه عادل:
- الله يهديك ياتركي, ايش صار لكل هذا؟
- شيء مايعنيك, حرمتي وانا حر فيها.
- قبل ماتصير حرمتك, هذي بنت ناس وما في رجال محترم يمد يده على حرمه.
انت ماتربيت على كذا, ولاتزودها واقصر الشر.
- اتربيت مثل ماتربيت.
وانت اللي اقصر الشر ولا تدخل نفسك في شي مايخصك.
وبنبرة حادة عدائية قال تركي بعدما دفع عادل دفعا قويا كي يفتح له الطريق:
"وخر عني".
فما كان من عادل إلا ان ثبته من الكتفين, ورد بنبرة لم يسمعها تركي من قبل اشعرته للمرة الاولى بالخوف من اخيه الاكبر:
- اسمع.
لو مانت عارف تحترم اللي اكبر منك, انا اعرف اخليك تحترمني غصب.
الحين بتدخل وتعتذر على مد اليد, وإلا قسم بالله مايردني إلا ابوك.
نزل تركي على رغبة اخيه واعتذر الى زوجته.
لكن مافي داخله لم يتغير, بل ازداد كرهه لها, وحقد عليه.
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | |