11-30-2024
|
|
الكرز المغربي.. هل يختفي بسبب تغيّر المناخ؟

تغيّر المناخ يهدد إنتاج الكرز في المغرب
بينما يحرص المغاربة على استئناف مهرجان الكرز السنوي في الفترة من 6 إلى 9 يونيو/حزيران، بعد توقف لعدة سنوات بسبب جائحة "كوفيد 19"، يشعر المزارعون بالقلق من أنهم ربما لا يجدون ما يحتفلون به السنوات المقبلة بسبب التغيرات المناخية.
وتأسس مهرجان الكرز -أو "حَب الملوك" كما يحب المغاربة أن يسموه- في مدينة "صفرو" سنة 1919، وحظي سنة 2012 باعتراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "يونسكو"، ويهدف إلى إبراز مختلف المهارات والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية المحيطة بتلك الفاكهة.
وتنتج المغرب من تلك الفاكهة ما يناهر 13 ألفا و346 طنا سنويا، من مساحة تبلغ نحو 3029 هكتارا (الهكتار يعادل 2.3805 فدان)، وفق بيانات المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بالمغرب.
غير أن الكميات الموجودة حاليا في الأسواق هذا العام لا تتجاوز 20% من المعدل المعتاد، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، وهو ما أرجعه رئيس جمعية تجار سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء عبد الرزاق الشابي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مغربية، إلى تعرضها لظروف مناخية قاسية ألحقت بها أضرارا كبيرة.
وتنتمي فاكهة الكرز إلى نوعية من الأشجار تُسمى "الأشجار المعتدلة"، والتي تحتاج لظروف دقيقة حتى تزهر وتؤتي ثمارها في النهاية بشكل مناسب. فمثلا يتطلب إنماؤها درجات حرارة منخفضة خلال فصل الشتاء، حيث تحتاج الأشجار إلى مقدار معين من "ساعات التبريد" لضمان التطور السليم والإزهار، ويُقاس ذلك عادة بالساعات التي يقضيها النبات في درجات حرارة تتراوح بين 0 و7 درجات مئوية تقريبا. ويتبع ذلك الحاجة إلى فترة طقس دافئ (معروفة بتراكم الحرارة) في الربيع، وهي ضرورية لإنتاج الأزهار.
لكن التغير المناخي لم يعد يسمح بذلك، حيث تشير دراسة نشرتها دورية "ريجونال إينفيرومينتال تشانغ"، إلى أن مناطق نمو الكرز في إقليم شمال أفريقيا -الذي يضم المغرب- شهدت انخفاضا كبيرا في ساعات التبريد، كما ارتفع متوسط درجة الحرارة خلال الربيع، وتسببت تقلبات كلا الموسمين في تعطل دورة الفصول التي كانت مستقرة في السابق، وهو ما تسبب بالإزهار غير المنتظم للنبات.
وتوقعت الدراسة فقدان إقليم شمال أفريقيا إلى جانب جنوب أوروبا، ما يصل إلى 30 من ساعات التبريد بحلول عام 2050 في ظل سيناريو الاحترار المعتدل، وهو ما يضع مستقبل تلك الفاكهة على المحك.

الإزهار المبكر للكرز يجعلها غذاء مناسبا لذبابة الفاكهة (
خطر الصقيع الربيعي
والإزهار غير المنتظم الذي أشارت إليه الدراسة، يعني أن النبات يُزهر في وقت مبكر عن وقته المتوقع بما يصل إلى أسبوعين، وهو ما يعرّض النبات لخطر ما يعرف بـ"الصقيع الربيعي".
ويُعرّف مدير مكتب المركز الدولي للزراعة في المناطق الجافة والقاحلة بمصر علاء حموية، الصقيع الربيعي بأنه انخفاض في الحرارة إلى درجة التجمد أو أقل، خاصة أثناء الليل وساعات الصباح الباكر خلال فصل الربيع. وعندما يحدث ذلك بالتزامن مع إزهار النبات، فقد يلحق الضرر بالفاكهة التي تزدهر في وقت مبكر من الموسم.
ويقول حموية : إن الأضرار التي يُحدثها الصقيع الربيعي كبيرة، حيث تقوم النباتات التي أزهرت مبكرا بتطوير البراعم والأزهار في وقت مبكر من موسم النمو، وهذه الهياكل الحساسة معرضة بشدة للتلف الناتج عن درجات الحرارة المتجمدة، ويمكن أن يتسبب الصقيع بتجميد الخلايا الموجودة داخل البراعم والزهور ويمزقها، مما يؤدي إلى موت الخلايا وبالتالي إتلاف الزهور أو قتلها
|