الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«…
 

…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-16-2022
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 رقم العضوية : 27920
 تاريخ التسجيل : Oct 2014
 فترة الأقامة : 3836 يوم
 أخر زيارة : منذ 44 دقيقة (09:23 AM)
 المشاركات : 1,384,816 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : طهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حقيقة التوسل، وأقسامه



إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ï´¾ [آل عمران: 102].



ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ï´¾ [النساء: 1].



ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ï´¾ [الأحزاب: 70، 71].



أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍصلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ، أما بعدُ:

فحَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عنْ موضوع بعنوان: «حقيقة التوسل، وأقسامه».

واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أحسنَهُ، أولئك الذين هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أولو الألباب.

لقد عرَّف العلماء التوسل بقولهم: هو التَّوصلُ إلى رضوانِ اللهِ، والجنةِ بفعلِ ما شرَعه، وتركِ ما نَهى عنه.



وقد وردتْ لفظةُ «الوسيلة» في القرآنِ الكريمِ في موطنينِ:

الأَولُ: قَولُهُ تَعَالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ï´¾ [المائدة: 35].

والمرادُ بالوسيلةِ في هذه الآيةِ: القُربةُ إلى اللهِ بالعملِ بما يُرضيهِ[1].



الثاني: قَولُهُ تَعَالى: ï´؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ï´¾ [الإسراء: 57].



قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «نَزَلَتْ فِي نَفَرٍ مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا يَعْبُدُونَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ، فَأَسْلَمَ الْجِنِّيُّونَ وَالْإِنْسُ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ»[2].



وهذا صريحٌ في أنَّ المرادَ بالوسيلةِ ما يُتقربُ بهِ إلى اللهِ تعالى منَ الأعمالِ الصالحةِ والعباداتِ الجليلةِ، ولذلكَ قَال: ï´؟ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ï´¾ [الإسراء: 57]،أي يطلبونَ ما يتقرَّبونَ به إلى اللهِ، وينالونَ به مَرضاتِه من الأعمالِ الصالحةِ المقرِّبةِ إليه.



والتوسل ينقسم قسمين:

القسم الأول: توسلٌ مشروعٌ: وهو التوسلُ بالوسيلةِ الصحيحـةِ المشروعةِ، والطريقُ الصحيحُ لمعرفةِ ذلك هو الرجوعُ إلى الكتابِ والسنةِ ومعرفةُ ما وردَ فيهما عنه، فما دلَّ الكتابُ والسُّنةُ على أنه وسيلةٌ مشروعةٌ، فهو من التَّوسلِ المشروعِ، وما سوى ذلك فإنه تَوسلٌ ممنوعٌ لا يجوز فعله.



والتوسُّلُ المشروعُ ثلاثةُ أنواعٍ اتفقَ العلماءُ عليها، وما سِواها اختَلفَ العلماءُ فيها[3].



الأول: التَّوسُّلُ إلى اللهِ باسمٍ من أسمائهِ، أو صفةٍ منْ صفاتِه.

مثالُه: أنْ يقولَ المسلمُ في دعائِه: اللهمَّ إني أسألُكَ بأنكَ الرحمنُ الرحيمُ أن ترْحَمَني، فهذا توسل بالاسم.

أو يقولَ: أسألكَ برحمتِك التي وسِعتْ كلَّ شيءٍ أن تغفرَ لي وترحمني، فهذا توسل بالصفة.



ودليلُ مَشْروعية التوسل إلى الله بأسمائه، وصفاته:

قَولُهُ تَعَالى: ï´؟ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ï´¾ [الأعراف: 180]، والصفات داخلة في مسمى الأسماء.



ورَوَى النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ ï­¬، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ه دَخَلَ المسْجِدَ، إِذَا رَجُلٌ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ غُفِرَ لَهُ»، ثَلَاثًا[4].



الثاني: التَّوسُّلُ إلى اللهِ بطلبِ الدعاءِ منَ الرجلِ الصالحِ:

مثالُه: أنْ يذهبَ المسلمُ إلى رجلٍ حيٍّ يَرى فيه الصلاحَ والتقوى، والمحافظةَ على طاعةِ الله، فيطلب منه أن يدعوَ له ربَّه؛ ليفرِّجَ كربتَه وييسرَ أمرَه.

وهذا النوعُ من التَّوسلِ إنما يكونُ في حياةِ مَن يُطْلبُ منهُ الدعاءُ، أمَّـا بعدَ موتِه فلا يجوزُ؛ لأنَّه ميت لا يسمع حتى يستجيب للداعي.



ودليلُ مَشْروعية التوسل بدعاء الرجل الصالح الحي:

أن الصحابةَ رضي الله عنه كـانوا يسألونَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَدعوَ لهم.

فقد رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن عِمْرَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ».



قَالُوا: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟

قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ[5]، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ».

فَقَامَ عُكَّاشَةُ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: «أَنْتَ مِنْهُمْ».

فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ»[6].



الثالث: التَّوسُّلُ إلى اللهِ بعملٍ صالحٍ:

مثالُه: أنْ يقولَ المسلمُ في دعائِه: اللهمَّ بإيماني بك، ومحبَّتي لك، واتباعي لرسولِك اغفر لي، أو يقولَ: اللَّهم إنِّـي أسألكَ بحبِّي لنبيِّك محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وإيماني به أن تفرِّجَ عني، أو يذكرَ الداعي عملًا صالحًا عظيما قامَ به فيتوسَّلَ به إلى ربِّه.



ودليلُ مَشْروعية التوسل إلى الله بالعمل الصالح:

قَولُهُ تَعَالى: ï´؟ لَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ï´¾ [آل عمران: 16].

فهذا توسل بالإيمان بالله وهو عمل صالح.



وقَولُهُ تَعَالى: ï´؟ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ï´¾ [آل عمران: 53].



فهذا توسل بالإيمان بالله، واتِّباع الرسولصلى الله عليه وسلم، وهما عملان صالحان.



ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا المَبِيتَ إِلَى غَارٍ، فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغَارَ.



فَقَالُوا: إِنَّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ.



فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكُنْتُ لَا أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلًا، وَلَا مَالًا[7]، فَنَأَى[8] بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ[9] عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا[10]، فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلًا أَوْ مَالًا، فَلَبِثْتُ وَالقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ، أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى بَرَقَ[11] الفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا، فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ، فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا لَا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ.



وَقَالَ الآخَرُ: اللهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ، كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَأَرَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا[12]، فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ[13] مِنَ السِّنِينَ، فَجَاءَتْنِي، فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي، وَبَيْنَ نَفْسِهَا، فَفَعَلَتْ، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا، قَالَتْ: لَا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الخَاتَمَ[14] إِلَّا بِحَقِّهِ[15]، فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الوُقُوعِ عَلَيْهَا، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا، وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا، اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ مِنْهَا.



وَقَالَ الثَّالِثُ: اللهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ، فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الأَمْوَالُ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي، فَقُلْتُ لَهُ: كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنَ الإِبِلِ، وَالبَقَرِ، وَالغَنَمِ، وَالرَّقِيقِ[16]، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ لَا تَسْتَهْزِئْ بِي، فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ، فَاسْتَاقَهُ، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا، اللهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ»[17].



ففي هذا الحديث النبوي توسل الأول بإخلاصِه في برِّه بوالديه.

والثاني توسل بخوفه من عذاب الله i بتركه الزنا ببنتِ عمه بعد أن قدَر عليه.

والثالث توسل بصدقه وأمانته بإعطائه أجرة أجيره كاملة بعد أن نمَّاها له.



وهذه كلها أعمال صالحة.

أقولُ قولي هذا، وأَستغفرُ اللهَ لي، ولكُم.




الخطبة الثانية:

الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، أما بعدُ:

القسم الثاني من أقسام التوسل: التوسل الممنوع، وهو التَّوسُّلُ إلى اللهِ بما لم يَثبتْ في الشرعِ أنَّه وسيلةٌ، ومقتضاهُ: أن كلَّ ما لم يثبتْ في الشريعةِ أنه وسيلةٌ إلى اللهِ تَعالى، فهو ممنوعٌ مُحرَّمٌ، وهو أنواعٌ بعضُها أشدُّ خطورةً من بعضٍ، ومنها[18]:

النوعُ الأولُ: التوسُّلُ إلى اللهِ بجاهِ الأنبياءِ والصـالحينَ ومكانتِهم ومنـزلتِهم عند اللهِ، وهذا محرَّمٌ، بل هو من البدعِ المحدَثةِ؛ لأنه توسُّلٌ لم يُشـرِّعْهُ اللهُ، ولم يأذنْ بهِ.



لقولِ اللهِ تعالى: ï´؟ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ï´¾ [يونس: 59].



ولأنَّ جـاهَ الصـالحينَ ومكانتَهم عند اللهِ إنما تنفعُهُم هُم، كما قَالَ اللهُ تَعَالَى: ï´؟ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ï´¾ [النجم: 39].



ولذا لم يكنْ هذا التوسُّلُ معروفًا في عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ، وقد نصَّ على المنعِ منه وتحريمِه غير واحدٍ من أهل العلمِ:

قال الإمامُ أبو حنيفةَ رحمه الله: «يُكرَه[19] أن يقولَ الداعي: أسألُك بحقِّ فـلانٍ، أو بحقِّ أنبيائِك، ورسلِك، أو بحقِّ البيتِ الحرامِ، والمشْعرِ الحرامِ، ونحوِ ذلك»[20].



النوعُ الثاني: التوسُّلُ إلى اللهِ تعالى بدعاءِ الموتى والغائبينَ، والاستغاثةِ بهم، وسؤالِهم قضاءَ الحاجاتِ وتفريجَ الكُرُباتِ، ونحوَ ذلك، فهذا مـنَ الشركِ الأكبرِ الناقلِ من الملةِ.



قال تعالى: ï´؟ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ï´¾ [يونس: 106].



وقال تعالى: ï´؟ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ï´¾ [الأحقاف: 5].



النوعُ الثالثُ: التوسلُ إلى اللهِ بفعلِ العباداتِ عند القبورِ والأضرحةِ بدعاءِ اللهِ عندَها، والبناءِ عليها، ووضعِ المصابيحِ، والستورِ، ونحوِ ذلك، وهذا منَ الشـركِ الأصغرِ المنافي لكمالِ التوحيدِ، وهو ذريعةٌ مُفضيةٌ إلى الشركِ الأكبرِ.



فهذان هما قسما التوسل، فكونوا من أهل القسم الأول، فتوسلوا إلى الله بأسمائه وصفاته، وبصالح أعمالكم، وبدعاء الصالحين، وإياكم والتوسلَ الممنوع.

الدعـاء...

أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.


[1] انظر: «تفسير ابن كثير» (2/ 50).

[2] متفق عليه: رواه البخاري (4715)، ومسلم (3030)، واللفظ له.

[3] انظر: «التوسل»، للشيخ الألباني، صـ (42).

[4] صحيح: رواه النسائي (1301)، وأحمد (18974)، وصححه الألباني.

[5] لا يسترقون: أي لا يطلبون الرقية من أحد.

[6] متفق عليه: رواه البخاري (5705) عن ابن عباس، ومسلم (218)، واللفظ له.

[7] أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلًا، وَلَا مَالًا: أي ما كنت أقدم عليهما أحدًا في شرب نصيبهما من اللبن الذي يشربانه. [انظر: «النهاية في غريب الحديث» (3/ 341)].

[8] فَنَأَى: أي بَعُد.

[9] أُرح: أي أَرجع.

[10] غبوقهما: أي شرابهما، والغبوق: شرب آخر النهار مقابل الصبوح.

[11] برق: أي ظهر ضياء.

[12] فأردتها عن نفسها: كناية عن طلب الجماع.

[13] ألمَّت بها سنة: أي نزلت بها سنة من سِني القحط، فأحوجتْها.

[14] أَنْ تَفُضَّ الخَاتَمَ: أي تكسره، وهو كناية عن افتضاض عذرة البكر، وقد يطلق على الوطء الحرام. [انظر: «النهاية في غريب الحديث» (3/ 454)، و«فتح الباري» (1/ 168)].

[15]إلا بحقه: أي لا أحل لك أن تقربني إلا بتزويج صحيح؛ [انظر: «فتح الباري» (6/ 509)].

[16] الرقيق: أي العبيد. [انظر: «تهذيب اللغة»، مادة «رقق»].

[17]متفق عليه: رواه البخاري (2272)، ومسلم (100).

[18] انظر: «أصول الإيمان»، لنخبة من العلماء، صـ (57).

[19] يُكرَه: أي يحرم.

[20] انظر: «شرح العقيدة الطحاوية»، لابن أبي العز الحنفي (1/ 362).



 توقيع : طهر الغيم




آخر تعديل طهر الغيم يوم 09-16-2022 في 12:30 AM.
رد مع اقتباس
قديم 09-16-2022   #2


الصورة الرمزية مجنون قصايد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27626
 تاريخ التسجيل :  Jul 2014
 أخر زيارة : منذ 45 دقيقة (09:22 AM)
 المشاركات : 326,332 [ + ]
 التقييم :  2089095625
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Tan
افتراضي



بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد


 
 توقيع : مجنون قصايد









رد مع اقتباس
قديم 09-16-2022   #3


الصورة الرمزية المهرة

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29910
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (06:46 AM)
 المشاركات : 44,826 [ + ]
 التقييم :  32375
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : #Cadetblue
افتراضي







بااارك الله فيك وفي جلبك
وطرحك الطيب
وجزااك الله عناا كل خير واثابك الجنة
عرضهاا السموات والارض اشكرك
وسلمت الايااادي ويعطيك ربي الف عافية
تحيتي وتقديري وبانتظااار جديدك دمتي
وكوني بخير

























































































 
 توقيع : المهرة







رد مع اقتباس
قديم 09-16-2022   #4


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28327
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : منذ 12 ساعات (09:33 PM)
 المشاركات : 442,833 [ + ]
 التقييم :  2347158
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Pink
افتراضي



:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ


 
 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 09-18-2022   #5


الصورة الرمزية نجم الجدي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 134
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : منذ 49 دقيقة (09:18 AM)
 المشاركات : 355,928 [ + ]
 التقييم :  1911757231
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgray
افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي


 
 توقيع : نجم الجدي








رد مع اقتباس
قديم 09-18-2022   #6


الصورة الرمزية كـــآدي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28440
 تاريخ التسجيل :  Jul 2015
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (04:40 AM)
 المشاركات : 379,380 [ + ]
 التقييم :  214754188
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق
كل الود والإحترام


 
 توقيع : كـــآدي






القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد


رد مع اقتباس
قديم 09-18-2022   #7
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif


الصورة الرمزية ملكة الجوري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29073
 تاريخ التسجيل :  Sep 2016
 أخر زيارة : 02-27-2025 (04:14 PM)
 المشاركات : 637,607 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


لوني المفضل : Darkkhaki
افتراضي



جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان


 
 توقيع : ملكة الجوري







رد مع اقتباس
قديم 09-21-2022   #8


الصورة الرمزية نظرة الحب

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 68
 تاريخ التسجيل :  Jan 2009
 أخر زيارة : منذ 57 دقيقة (09:10 AM)
 المشاركات : 714,896 [ + ]
 التقييم :  990529831
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك


 
 توقيع : نظرة الحب









رد مع اقتباس
قديم 09-22-2022   #9


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 9 ساعات (12:45 AM)
 المشاركات : 1,101,187 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



سلمت يمناك
طرح جميل جدا


 
 توقيع : ضامية الشوق





رد مع اقتباس
قديم 09-22-2022   #10


الصورة الرمزية شموخ

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28080
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : منذ 20 ساعات (01:15 PM)
 المشاركات : 223,399 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
♔شموخ ♔
لوني المفضل : White
افتراضي



سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك


 
 توقيع : شموخ






اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥

اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة برعاية مصرية ضامية الشوق …»●[السلطهـ الرابعهـ والاخبار المثيــره ]●«… 12 05-28-2021 06:22 PM
حكم التوسل بوجه النبي ﷺ جنــــون ( قصايد ليل للفتاوى ) 16 11-07-2020 02:36 AM
هل التوسل في الحب ضعف ام عشق ضامية الشوق …»●[الاختلاف في الرأي لايفسدللود قضيه]●«… 18 03-20-2018 11:58 PM
حكم التوسل بجاه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم طهر الغيم ( قصايد ليل للفتاوى ) 38 11-16-2016 11:10 PM
التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم. طهر الغيم ( قصايد ليل للفتاوى ) 38 06-28-2016 02:47 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية