الفرق بين الرجل المتزوج والاعزب

الرجل المتزوج وغير المتزوج للوهلة الأولى قد يكون من الصعب معرفة الرجل المتزوج من الرجل غير المتزوج عند مصادفتهما في حركة الحياة اليومية أو التمييز بينهما في أيّ تجمّع، وذلك لأسباب تعود إلى وجود نقاط التقاء متعدّدة بينهما؛ إلا أنّه وبالنّظر إلى أنماط حياتهما فإنّ يُمكن اكتشاف عدد من الفروقات الجوهرية على صعيد التكوين النفسي وطبيعة الحياة اليوميّة؛ فبينما يلعب المكان والزمان دورًا فاعلًا في حياة الرجل المتزوج؛ إذ يعود إلى منزله ليجتمع بأسرة مكونة من زوجة وأولاد في بيت واحد وزمان مُحدّد يعيد لأفراد الأسرة ارتباطهم؛ إلا أنه لا يكون لزامًا على الرجل غير المتزوج اتباع نظام أو روتين ثابت؛ فقد يمارس نشاطاتٍ مختلفةً بعد العمل، كما أنّ غياب مُكون التقيّد المكاني يُشجّعه على سهولة التنقّل والتغيير، وذلك يرجع إلى تباين واضح بين مسؤوليات والتزامات الطرفين التي تحدد مسار حياة وطريقة تفكير مختلفين[١]. ما هو الفرق بين الرجل المتزوج والأعزب؟ توجد العديد من أوجه الشبه بين الرجال المتزوجين والعزاب؛ إذ إنهم يشتركون في عدة صفات واهتمامات أبرزها: العمل، وتسوية المصالح المالية، والاجتماعية، كما يغلب عليهم طابع حب التسلية والمغامرة وعلاقات الحب؛ وفيما يأتي نستعرض أبرز الفروقات بين الرجل الأعزب والمتزوج[٢][٣][٤]: 0 seconds of 0 seconds الاعتماد على الآخرين يختلف الرجل المتزوج عن الرجل غير المتزوج فيما يتعلّق باعتماد كلٍّ منهما على الآخر؛ ففي كثير من الحالات يرجع الرجل المتزوج في اتخاذ القرارات المصيرية إلى شريكة حياته لما لها من تأثير على كيان الأسرة ككلّ، مع وجود اختلافات نوعية بين مجتمع وآخر، ويُعدّ السند المالي الذي تقدّمه الزوجة معينًا للرجل المتزوج، وقد تساهم مكانة المرأة الاجتماعية في تحقيق مكاسب إضافية له، في المقابل تكون درجة الاعتمادية من قبل الرجل غير المتزوج أكبر على قدراته الذاتية والمالية، كما تختلف مسألة الإنفاق الملزمة على الرجل غير المتزوج نسبيًا من شخص لآخر ومن ثقافة لأخرى، وقد ذكر استطلاع أجراه ديفيد بوبينو وباربرا وايتهد عام 2004 على شريحة من المجتمع الأمريكي أن الالتزام يؤثر على درجة الرضا أو الإشباع الجنسي؛ إذ يساهم الالتزام الزوجي في زيادة الشعور بالثقة والأمان وزيادة التواصل المتبادل بين الزوجين[١]. وذكرت دراسة أجريت عام 2005 في جامعة ولاية أوهايو أنّ المتزوجين يحصلون على زيادة في الدخل تبلغ 77% مقارنةً بالرجال غير المتزوجين، فضلًا عن أنّ ثروة الزوجيْن مجتمعةً تزداد في المتوسط بنسبة 16% لكلّ سنة زواج واحدة، وإذا فقد أحد الشركاء وظيفته فإنّ دخل الطرف الآخر يوفّر السند والأمان[٥] الدعم العاطفي الأهم من ذلك هو الحب والدعم العاطفي الذي يتلقاه الرجل غير المتزوج مقابل الرجل المتزوج؛ فلا شك أنّ معظم الزيجات الناجحة توفّر للرجل أجواءً دافئةً وداعمةً يمكن أن تكون بمثابة سند لإنجازات عظيمة؛ فالرجل المُتزوّج يتقاسم مع زوجته مشاكله وأفراحه وإنجازاته، في المقابل يجب عليه أن يتصرف بنفس الطريقة تجاه زوجته، وهذا صحيح بالنسبة للزيجات الناجحة؛ لأنّ الزوج الذي يعاني من علاقة زوجية متوتّرة قد يفتقر إلى الفهم الكافي، ويواجه عبئًا عاطفيًا أكبر من العبء الذي يستطيع تحمله رجل واحد، بينما لا يواجه الرجل غير المتزوج أيّ ضغوط عاطفية إضافية، فيتعيّن عليه تحمل الشعور بالوحدة، وعندما يواجه مشكلةً خطيرةً على سبيل المثال؛ فإنّ الأشخاص الذين يمكنه اللجوء إليهم غالبًا من أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين، وفي معظم الأوقات عليه مواجهة الصعاب دون وجود دعم عاطفي[١]. اختلاف ملامح الوجه ورائحة الجسد تُشير دراسة تحت عنوان: هل تختلف رائحة وشكل الرجل غير المرتبط مقارنةً بالرجل المرتبط؟ إلى وجود اختلافات يمكن ملاحظتها من قبل المرأة المتزوجة؛ فقد ذكرت الدراسة أنّ شريحة النساء المرتبطات المشاركات في الدراسة صنّفن رائحة الرجال غير المرتبطين على أنّها أقوى من رائحة الرجال المرتبطين، وأنّ وجوه الرجال غير المرتبطين أكثر ذكوريةً من وجوه الرجال المرتبطين، كما صنّفت ذات الشريحة وجوه الرجال المرتبطين على أنّها أكثر لطفًا وجدارة بالثقة من وجوه الرجال غير المرتبطين، كما أظهرت النتائج أنّ النساء غير المرتبطات لم يلاحظن أي فروق بين الطرفين؛ إلّا أنّ نتائج الدراسة تتوافق مع أبحاث سابقة تناولت نفس الموضوع مرجعةً أسباب وجود فروقات يمكن تمييزها بين الذكور غير المتزوجين والذكور المرتبطين إلى مستويات التستوستيرون والصحة النفسية والاهتمام بالنظافة العامة، وقد أوصت الدراسة على ضرورة القيام بمزيد من الدراسات من أجل تأكيد فرضيتها وفق معايير علمية تأخذ بعين الاعتبار حالة النساء المستطلعة آراؤهن فيما يتعلق بالحالة النفسية والدورة الشهرية، فضلًا عن رصد الاختلافات التي تظهر على الرجل عند الارتباط مقارنةً بحالته السابقة[٦]. وقت الفراغ فالرّجل الأعزب حُرّ طوال الوقت، ويمكن أن تجده في أيّ وقت تطلبه به، فهو غير مقيّد بزوجته أو أسرته أو أولاده، بل إن ما يقيِّده هو العمل فقط، وفي حال انتهاء العمل يصبح وقته ملكًا له، ويستطيع الخروج إلى أي مكان وفي أي وقت، أمّا الرجل المتزوج فإنّه ملزم بعد العمل بالجلوس مع زوجته وأولاده، وغالبًا ما يقضي معظم وقته في المنزل ولا يجده أصدقاؤه متى رغبوا برؤيته؛ لأنَّ لأهل بيته عليه حقًا، كما أنّه يفضل الجلوس في البيت ليشعر بالاستقرار والهدوء بعد يوم عمل طويل. التعامل مع النساء الشخص الأعزب يكون منفتحًا كثيرًا في تعامله مع النّساء، سواء زميلاته في العمل أو قريباتِه، فتجده يمزح ويضحك دون أي قيود، إلا أنّ الأمر مختلف بالنّسبة للرجل المتزوج، فالأمر المفروض عليه هو أن يُراعي زوجتَهُ في حضورها وفي غيابها، وأن يحترمها أمام كلِّ النساء، وأن يجعل علاقتَهُ مع النساء رسميةً؛ لما في ذلك من دلالة على وفائه لها. النفقات المالية يختلف المصروف بالنسبة للرجل المتزوج كثيرًا عنه بالنسبة للرجل الأعزب، لأنَّ المتزوج يضع كل الدّخل الذي يحصل عليه من أجل تلبية حاجات البيت والأولاد، لذا تجده دومًا يشكو من قلّة المال رغم الدخل الكبير الذي يدخل عليه، إلا أنّ الالتزامات كثيرة مقارنةً بهذا الدخل، أمّا الأعزب فإنّ دخله كله له، إذ يمكن أن يصرفه على الملابس والرّحلات والطعام، لذا تشعر بأنّه مقتدر ماليًا طوال الوقت، مع أنه دخله يساوي دخل المتزوج. الاهتمام بالمظهر الخارجي قد لا يجده الكثيرون فارقًا بين المتزوج والأعزب، إلا أنّه في أوقات كثيرة يكون أمرًا موجودًا ولا يمكن أن ننكره، إذ إنَّ اهتمام الأم والأخوات بالشاب الأعزب أقلّ بكثير من اهتمام زوجته به؛ إذ إنّها تهتم في كلّ تفصيلة من تفاصيل شكله الخارجي، لأنّه يعكس مدى أناقتها واهتمامها به. ما هي الأمور التي تميّز الشخص غير المتزوج؟ تذكر الدكتورة بيلا ديبولو مجموعةً من الأمور التي يمتاز بها الأعزب عن المتزوج في السياق الاجتماعي، نلخصها فيما يأتي[٧]: يقضي الشخص غير المتزوج وقتًا أكبر في تبادل المساعدة مع كل من الوالدين وأفراد الأسرة والجيران والأصدقاء، والتواصل معهم بدرجة أكبر من الأشخاص المتزوجين، بينما يقل تواصل المتزوجين بوالديهم وإخوانهم، ويقضون وقتًا أقل مع أصدقائهم مقارنةً بحالهم عندما كانوا غير متزوجين. من المرجح أن يتطوع الأشخاص العازبون في المنظمات المدنية والمجتمع المدني، والمشاركة في تقديم خدمات اجتماعية ومدنية أكثر من المتزوجين. في الولايات المتحدة وهولندا وبريطانيا على سبيل المثال، تُظهر الدراسات أن لدى الأشخاص العازبين أصدقاء أكثر من الأشخاص المتزوجين. من المرجح أن يحصل الوالدان المسنّان على مساعدة من أبنائهم العازبين أكثر من أولئك المتزوجين. الأشخاص العازبون يميلون لتقديم رعاية طويلة الأجل للآخرين أكثر من الأشخاص المتزوجين، فعندما أجاب أكثر من 9000 من البالغين البريطانيين على السؤال التالي "هل قمت حاليًا أو سبق لك أن اعتنيت بشخص مريض أو معاق أو مسن لمدة ثلاثة أشهر على الأقل؟" كانت النتائج واضحةً، فقد قدم الأشخاص غير المتزوجين في كثير من الأحيان أكثر من المتزوجين. ما هي نسبة سعادة الرجل المتزوج؟ يقول البروفيسور بول دولان المتخصص في السلوك الاجتماعي خلال ندوة تقديم كتابه "سعيد للأبد" أن الأشخاص المتزوجين يجيبون بأنهم أسعد من غيرهم فقط عندما يطرح عليهم هذا السؤال بوجود زوجاتهم، لكن يختلف الأمر كليًا عندما لا يكون أحد الأطراف متواجدًا، عندها فقط تكون الإجابة توصيفًا بائسًا للحياة الزوجية[٨]، كما ذكرت صحيفة ذي غاردين البريطانية بعد إجراء عدد من المقابلات مع رجال متزوجين بخصوص حياتهم الزوجية تحت عنوان: داخل عقل رجل متزوج، ذكرت أنّ إجاباتهم على سؤال "هل تتمنى أن تكون أعزب؟" كانت تؤكد حنينًا لتلك الحياة[٩]. بناء عليه فإن معرفة الفروق بين الرجل المتزوج والرجل غير المتزوج بالنسبة للمرأة لا سيما التغيرات التي تطرأ على الرجل بعد الزواج وفقًا لدراسة نشرت مؤخرًا في مجلة علم النفس التنموي والتي عنيت بدراسة سمات الشخصية الخمسة، تُعد عاملًا مساعدًا للمرأة في تعاطيها مع الرجل عمومًا وتوظيفًا عمليًا لحياة سعيدة