![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]()
قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128].
قوله: ﴿رَبَّنَا﴾ أي: يا ربنا، وفي تكرار النداء إظهار الضراعة إلى الله تعالى. ﴿ وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ﴾ معطوف على قوله: ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ﴾ [البقرة: 127]، و"جعل" بمعنى: صيَّر تنصب مفعولين الأول هنا: الضمير "نا"، والثاني: "مسلمين". والإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك، أي: واجعلنا مستسلمين لك بالتوحيد منقادين لك بالطاعة مخلصين لك من الشرك، وهو دعاء منهما بزيادة الاستسلام والإخلاص والطاعة والثبات على ذلك. وقد قال الله عز وجل لسيد الرسل وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ﴾ [الإسراء: 74، 75]. كما أن فيه توطئة وتمهيداً لقوله بعده: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ﴾ أي: واجعل من ذريتنا أي: صيِّر من ذريتنا أمة مسلمة لك. و"من": للتبعيض، أو لبيان الجنس، كما في قوله عليه السلام: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [البقرة: 124] والذرية: من تفرعوا من الإنسان من أولاده وأولاد أولاده وإن نزلوا. والأمة: الجماعة العظيمة التي يجمعها أمر ذي بال، كالدين ونحو ذلك. ﴿ مُسْلِمَةً لَكَ ﴾ أي: مستسلمة لك بالتوحيد، منقادة لك بالطاعة، مخلصة لك من الشرك. وذرية إبراهيم: هم العرب وبنو إسرائيل، أما ذرية إسماعيل فهم العرب خاصة؛ ولهذا فإنهم أول من يدخل في هذه الدعوة لكونهم من ذرية إبراهيم وإسماعيل، ولا يصدق على أحد أنه من ذرية إبراهيم وإسماعيل سواهم، وأيضاً فإن السياق معهم ولهذا قال بعده: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾ [البقرة: 129]. والمراد بذلك محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾ [الجمعة: 2]. ومع هذا فرسالته صلى الله عليه وسلم عامة للعرب وغيرهم؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ [الأعراف: 158]. كما يدخل في هذه الدعوة بنو إسرائيل؛ لأنهم من ذرية إبراهيم؛ فأبوهم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام. ومما يؤيد أن هذه الدعوة عامة للعرب وغيرهم قول إبراهيم عليه السلام في الآيات السابقة: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [البقرة: 124] وقوله عليه السلام: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [إبراهيم: 40] ، وقوله عليه السلام: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]. وقد استجاب الله عز وجل هذه الدعوة فأسلم جل قبائل العرب، كما أسلم بعض بني إسرائيل. ﴿ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ﴾ قرأ ابن كثير ويعقوب: ﴿ وَأَرِنَا ﴾ بإسكان الراء، وقرأه أبو عمرو باختلاس كسرة الراء تخفيفاً، وقرأ الباقون بكسر الراء: ﴿ وَأَرِنَا ﴾. و"نا":مفعول أول لـ"أَرِ"، و"مناسكنا": مفعول ثانٍ؛ أي: بيِّن لنا مناسكنا حتى نراها وعلمنا إياها، والمناسك جمع منسك وهو يعم العبادة ومكانها وزمانها، ومن ذلك مناسك الحج ومشاعره على الخصوص وغيرها. ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا ﴾، أي: وفقنا للتوبة لنتوب، واقبلها منا، فتوبة الله على العبد: توفيقه للتوبة، كما قال تعالى: ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ﴾ [التوبة: 118] وقبولها منه، كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ﴾ [الشورى: 25]. والتوبة من العبد:الرجوع من الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة. وشروطها خمسة: الإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، والعزم على عدم الرجوع إليها، وأن تكون في وقتها المناسب؛ قبل طلوع الشمس من مغربها، وقبل الغرغرة، وأن تكون خالصة لله. والعبد مهما كان لابد أن يعتريه التقصير ويحتاج إلى التوبة، كما قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]. ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾: الجملة تعليل لما قبلها، أي: وتب علينا؛ لأنك أنت التواب الرحيم، والجملة مؤكدة بـ"إنَّ" وضمير الفصل "أنت"، وهذا توسل بأسماء الله عز وجل المناسبة للمطلوب، كما قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180] ﴿ التَّوَّابُ ﴾: اسم من أسماء الله عز وجل على وزن "فعّال"، ويدل على كثرة من يتوب عليهم، وكثرة توبته على العبد نفسه. ﴿ الرَّحِيمُ ﴾: اسم من أسماء الله عز وجل على وزن "فعيل"، يدل على إثبات صفة الرحمة لله عز وجل وسعتها، رحمة ذاتية ثابتة له عز وجل كما قال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ﴾ [الكهف: 58]. ورحمة فعلية يوصلها من شاء من خلقه، كما قال تعالى: ﴿ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [العنكبوت: 21]، رحمة عامة لجميع الخلق كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحج: 65]، ورحمة خاصة بالمؤمنين، كما قال تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]. _ الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم. ![]() ![]() ![]() |
![]() |
#2 |
![]() |
![]()
اختيار جميل جدا
يدل على ثقافه عاليه شكرا من القب على هكذا طرح احترامي محمد الحريري |
![]() ![]() مهم جدآ قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات تفضلوا بالدخول طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل ![]() |
![]() |
#3 |
![]() |
![]()
أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق كل الود والإحترام |
![]() ![]() ![]() القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد ![]() |
![]() |
#4 |
![]() |
![]()
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك |
![]() ![]() ![]() اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥ اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره ![]() ![]() |
![]() |
#5 |
![]() |
![]()
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع حضوري شكر وتقدير لك ولاهتمامك في مواضيعك اخوك نجم الجدي |
![]() ![]() |
![]() |
#8 |
https://www.arabsharing.com/do.php?img=332637
![]() |
![]()
كـــ العادة إبـداع رائـع
وطرح يـسـتـحـق المتـابـعـة بـــــ انتظار الجديد القادم : مع التحية والتقدير .. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
#9 |
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif
|
![]() جزاك الله خيـــر وزادك رفعه ورزقك الجنان |
![]() ![]() |
![]() |
#10 |
![]() |
![]()
جزاك الله خيرا
ونفع بك ع الطرح القيم والمفيد وعلى طيب ماقدمت اسعد الله قلبك بالأيمان وسدد خطاك لكل خير وصلاح وفي ميزان حسناتك ان شاء الله دمت بطاعة الرحمن |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفسير قوله تعالى ((وَالضُّحَى) | ضامية الشوق | الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية | 22 | 03-21-2020 08:18 PM |
تفسير قوله تعالى يوم يكشف عن ساق | ضامية الشوق | الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية | 18 | 01-11-2019 08:15 PM |
تفسير قوله تعالى: (لقد جئتم شيئا إدا) | ملكة الجوري | الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية | 22 | 11-23-2018 03:06 AM |
تفسير قول الله تعالى: (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا) | ضامية الشوق | الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية | 20 | 09-14-2018 12:19 AM |
تفسير قوله تعالى: (وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين) | ضامية الشوق | الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية | 15 | 09-03-2018 03:07 AM |
![]() |