تغيير النصر واستقرار الهلال

تغيير النصر واستقرار الهلال





النصر على مر السنوات الأخيرة موعود بالتغيير على مختلف الأصعدة، وهذه أهم عوامل عدم القدرة على تواصل التطوير
بالنسبة التي تحقق النتائج المرجوة عل أكمل وجه أو شبه الكمال- النجاح.



لم تستطع الإدارات المتعاقبة الثبات على استراتيجية عمل تضمن استكمالها من قبل من يأتي لاحقا. وحتى الإدارة الحالية بقيادة الأمير
فيصل بن تركي تواجه الآن مشكلة التغيير سواء نائب الرئيس الأستاذ عامر السلهام أو الأستاذ سلمان القريني مدير عام الفريق الكروي
الذي صارع أخبار التغيير والاستقالة والمطالبة بالإبعاد طوال فترة الموسم، ثم أعلن استقالته على الهواء مباشرة كي لايكون المجال
متاحا للتراجع مثلما أكد هو؟!





وإن كان مثلما قال بأنه غير قادر على التفرغ للعمل فكان حري به أن يعلن ذلك مع آخر مباراة، كي يكون العمل للموسم القادم منذ أول دقيقة في الإجازة،
إلا إذا كان هناك مستجدات طرأت اليومين الماضيين وأصبح مخيرا بين عمله في النادي وعمله الرسمي. وإن كان غير مقتنع ببعض الإجراءات
أو سياسة العمل فعليه أن يكون صريحا مع الإدارة بهدف تحقيق المصلحة العامة فربما يقنع من يخالفونه أو على الأقل يبرىء ساحته بالمصارحة
والشفافية.



وبالنسبة للسلهام، مازلنا نقرأ ونسمع دون أن نعرف الأسباب، وإذا غادر فهذه خسارة كبيرة جدا للنصر وللرياضة بشكل عام فهو
من خيرة الرياضيين الذين يعملون في صمت ودون أن يمس أحدا بكلمة واحدة، يتحدث برؤية ثاقبة وبخلق جم وابتسامته التي لاتفارقه،
وهذه من سمات الرياضي الحقيقي الذي نحن في أمس الحاجة إليه.



أما على الصعيد الفني، فنأمل أن تستفيد الإدارة من أخطاء كثرة تغيير المدربين واللاعبين أجانب ومحليين، فقد حضر عدد
من المدربين الأكفاء في الأربع سنوات الأخيرة ولكنهم لم يستمروا علما أن أغلبهم كانوا يقدمون نتائج إيجابية رغم ضعف أغلب العناصر.


أيضا لم يستمر لاعبون أجانب أثبتوا كفاءتهم مما كبد النادي خسائر مالية مضاعفة مع تواصل ضعف الاستقرار الفني والعناصري،
فأصبح التغيير سمة نصراوية تقلل من نجاحات متوقعة، ورغم أننا لم نبدأ الموسم إلا أن هذه السلبية برزت خلال الأربعة أسابيع
الماضية ومازلنا نعيش مزيدا من التفاصيل.


أيضا من الملاحظات على النصراويين بشكل عام مناكفة فلان وعلان والتربص بالنادي المنافس أو التحرش بالآخرين وبالتالي
الانشغال عما يجب أن يفعل.
وفي المقابل، تميز الهلال بجودة العمل الإداري سواء باستمرار الإدارة سنواتها كاملة أو العمل من حيث انتهت الإدارة السابقة،
والاستفادة من السلبيات مع أول يوم من الإجازة تحسبا للموسم الجديد، والشواهد كثيرة آخرها إصلاح الخلل الذي صاحب الجهاز
الإداري العام الماضي فجاءت النتائج ممتازة هذا العام. أيضا التعاقد مع الجهاز التدريبي قبل وقت كاف من بداية المعسكر




والمسارعة في تدعيم الفريق بلاعبين أجانب حسب الاحتياج الفني، وكذلك لاعبين محليين، وبالتأكيد الهلال أفضل كثيرا عن النصر
في السنوات العشر الأخيرة بتحقيق البطولات، وهذا يؤكد الاهتمام بالعمل أكثر من الكلام. ومن مزايا الهلال ولاسيما الإدارة الحالية
التعامل باحترافية وانضباطية قدر الإمكان، وعدم الإفراط في تعاطي القضايا بأساليب سلبية، وعلى سبيل المثال قضايا خالد
عزيز وحسن العتيبي وجيريتس. لكن الإدارة الآن تواجه أهم اختبار لها مع محمد الدعيع، والبدلاء الذين طلبهم جيريتس.





م// ن