الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-25-2020
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 28286
 تاريخ التسجيل : Apr 2015
 فترة الأقامة : 3670 يوم
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (10:44 PM)
 الإقامة : المدينه المنوره
 المشاركات : 68,361 [ + ]
 التقييم : 1397481073
 معدل التقييم : نبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أيّـها الأمل مـا أوسعك



من روائع رقية سليمان الهويريني،،،


وقف أمامي،
طفلٌ لم يتجاوز عمره السابعة،نحيل الجسم،رث الهيئة،
مكسور الخاطر حدَّ التحطم!!

التقت نظراتنا للحظة،ثم قبلتُ وجوده في منزلي،
فهو أخٌ لزوجي،توفي والده وهجرته أمه،
فتنازعته أيدي الشقاء وهو بين زوجات أبيه وإخوانه،
فالتقطته يد زوجي بعد أن وجده جائعاً،منطوياً أمام إحدى الحدائق العامة!
لم يكن عمري يتجاوز الخمسة عشر عاماً حين أدخلته الحمام
وغيرتُ ملابسه بعد أن أخذ مني جهداً في التنظيف من وعثاء التشرد!

ولم أستطع قط نسيان ابتسامته حين رأى نفسه نظيفاً لأول مرة.
قدمت له الطعام فالتهمه وهو يرمقني بنظرة الامتنان!

دخل المدرسة وتابعتُ دراسته حتى بعد أن أنجبتُ أبنائي،وحين وصل لنهاية المرحلة المتوسطة توفي زوجي ليتركني مع أبنائي الثلاثة وأخوه(طارق).
فوجدت نفسي لأول مرة بمواجهة الترمل والفقر والحيرة،
وأنا لم أبلغ الثالثة والعشرين من عمري.
ولإجادتي الحياكة أصبحت هي مورد الرزق الوحيد لإعالة أبنائي الأربعة.
كان(طارق)يذهب برفقتي للسوق لشراء الأقمشة،
كما كان يقوم بإيصال الملابس بعد حياكتها للزبائن والمحلات التي تبيعها،
وتأخذ نصيبها وتسلمه نصيبي.
وكان يشاركنا المنزل برغم حجابي المحكم،
حيث يتخذ من ملحق المنزل مسكناً.
ويقاسمني المسؤولية ويساعدني في تحمل رعاية الأبناء ويقوم بتدريسهم ومتابعتهم.
ولم يتبرم قط من طعامٍ أو لباسٍ أو معيشة.

ولم تكن الإجازة راحةً واستجماما بل كان يستثمر وقتها بعملٍ شاق عدا عن عمله المسائي أثناء الدراسة،
فهو يحلم بشراء سيارة للتنقل ولتوصيل أبنائي لمدارسهم،فهو عمهم الذي ما فتئ يشعر بالمسؤولية والأمانة تجاههم،
والإحساس بالجميل لم يبرح مخيلته قط.

وهاهو يتخرج من الجامعة مهندساً ويُحضِرُ لي شهادته مؤطرة بكرم أخلاقه وشهامته التي لم تنفد،
ولم تتبدد وسط أمواج عاتية من مآسي الحياة وإغراءاتها.

وحين بلغ طارق من العمر ثلاثاً وعشرين سنة،فارع الطول،وسيماً شهماً كريماً بسيطاً،كانت كل فتاة تتمنى الاقـتران به.
وكنت أتساءل حينها كلما رأيتُ فتاة:
ترى هل ستملأ عين طارق؟
وهل ستستطيع تحقيق آماله وطموحاته؟
أخشى أن تجرحه بكلمة أو تخدش مشاعره بتصرفٍ أحمق!

في ليلة عجيبة كأني سمعتُ دوي انفجارٍ عنيف وأنا أستمع لأخي يطلق تساؤلاً أعجب :
طارق تـقدم خاطباً لك، فهل توافقين يا نوال؟!

يا إلهي..هل أتزوج ابني؟
! إن طارقاً بالفعل ابني!كيف لامرأة أن تتزوج ابنها؟!
وكان عمري إحدى وثلاثين سنة وولدي الأكبر على مشارف الثانوية!
رفضتُ وبكيت،ولكنه لم يملْ ولم ييأسْ!حيث وسَّط كل معارفه وأقاربه واستنجد بأبنائي..
بل إنه خاطـَب حتى الجمادات،فلا تعجب حين تراه يُكلــِّم جداراً أو حجراً ليقول له:
أرجوك أن تقنع نوال بالزواج مني،وأعدها أن أسعدها كما أسعدتني!

تقول نوال:وتزوجته وأنا في كامل خجلي،ولم أستطع أن أنظر إلى وجهه،
وأنا أتذكر تلك النظرة الوحيدة حين استقبلته وهو صغير وكان في حالة بؤس وشقاء
!وهو اليوم أمامي بكامل هيئته وهندامه،وهيبته! ولأول مرة أنظر له ملياً لألمح في عينيه نظرة الحب والامتنان!!

فأي مكافأة يا ربِ تمنحني إياها بعد رحلة الفقر والترمل والشقاء!وأي عملٍ جميل فعلته لتجزيني ـ ربي ـ بهذا الجزاء؟!
فإن كنتُ قد عشتُ ثلاثين سنة شقاء،
فإنني وأنا الآن في الخمسين قد نسيتها تماماً،
وأتذكر أنني عشتُ مع طارق ثمانية عشر عاماً ثرية بالعطاء والسعادة.
وهاهو فهد ابننا الأكبر يستعدُ لاجتياز امتحان القدرات.
وأنا وأبوه نعيش لحظات ترقب ووجل!

حين التفت أبوه نحوي والتـقت نظراتنا تذكرنا لحظات الترقب والهلع خوفاً من أن ترد بضاعتنا
من الخياطة التي كنا نقتات منها وتحفظ كرامتنا عن سؤال الآخرين.

ولا أحسبك متعجباً من رحمة ربي وزوجي يحتضنني ويربتُ على كتفي ويداعب شعري ويمسح دمعتي ويعدني بأن فهداً سيجتاز امتحان القدرات بامتياز ويدخل الجامعة،ويصبح مهندساً كوالده!
حينها غرقتُ بالبكاء لأتـنهد بتفاؤلٍ وأقول:


...

أيّـها الأمل مـاأوسعك
أتمنى أن تروقَ لكمـ



 توقيع : نبضها حربي


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية