الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-24-2019
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل : Oct 2015
 فترة الأقامة : 3500 يوم
 أخر زيارة : منذ 12 ساعات (12:45 AM)
 المشاركات : 1,101,187 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رواية وبي شوق إليك أعلّ قلبي/البارت السادس



الفصل السادس

______

قبل عشر سنوات ..

لم يتمكن عايض من تحمل الأمر أكثر , كل ما اضطر للذهاب إلى عمه لسبب أو آخر , قابلها بالصدفة .
كانت تبدوا مختلفة كل مرة .
البريق في عينيها , اختفى تماما .
ليحلّ محله غموض لم يتمكن من فهمه إطلاقا .
حتى النور غاب عن وجهها .
بعد أن كانت تقابله بابتسامة واسعة , صارت لا تبتسم إلا قليلا .
من فتاة تحب التحدث كثيرا , والبوح عما تشعر به .
صارت فتاة انطوائية , صامتة .
تشغل نفسها بأعمال المنزل .
بالرغم من كونها طفلة !
أصبح عاجزا , وبين نارين .
لا يستطيع أن يمنحها المزيد من الاهتمام , كي لا تتعلق به .
فهو لم يقتنع يوما , بفكرة الزواج بها .. أبدا .
ولا يستطيع أيضا أن يتجاهل هذا الحزن العميق بعينيها .
لذا ..
قرر أن يبتعد .
عنها , وعن المشاعر المضطربة التي تراوده كل ما لمح ظلها .
ليستقر في المدينة .
بعد أن كان يذهب إليها يوميا ويعود منها , من أجل الجامعة .


لم يخبر يمنى بالأمر , ولم يكن لديها أي معرفة .
حتى غاب أسبوعا كاملا , ولم يمر من أجل مساعد حتى .
استغربت ذلك , وظلت مرتبكة .
حتى أتت نجد ذات يوم , وسألتها عنه
لتجيبها وهي مستغربة / تمزحين يُمنى ؟ عايض له أكثر من أسبوع راح للمدينة ولا رجع , استقر هناك خلاص , ما راح يرجع إلا بعد ما يتخرج إن شاء الله .
نظرت إليها يُمنى بذهول , بعينين متسعتين , لتزدرد نجد ريقها بخوف من هذه الملامح / لا صدق ما تعرفين ؟
هزت يُمنى رأسها نفيا , وأكملت ما بيدها بصمت , حيث كانت تصنع شيئا ما بالصوف .
دون أن تعلق على ما سمعت .
تنهدت نجد بضيق وأمسكت بكف يُمنى / معليش يمنى , هو أساسا راح مستعجل , وما قرر إلا قبل لا يروح بكم ساعة , تدرين الطريق من المدينة للديرة قد إيش يخوف ومو ممهد أبد , يعني صعب يجي و ……
قاطعتها يُمنى / طيب خلاص يسوي اللي يبيه بكفيه , ليش قاعدة تبررين نجد ؟
نجد باستغراب / يعني مو زعلانة ؟
هزت كتفيها بلا مبالاة / لا .
نجد براحة / كويس أجل .
ساد الصمت لفترة , قبل أن تسأل يُمنى بهدوء .
بعد أن حاولت أن ترغم نفسها على السكوت ولم تتمكن / ما راح يجي حتى بالإجازات ؟
نجد / إلا أكيد راح يجي .
ابتلعت يُمنى الغصة الحارقة بحلقها , وأرغمت نفسها على التحمل .
ولا تبكي .
نجحت في ذلك .
لدرجة أنها فقدت القدرة على الشعور بأي ألم .
الصدمات بسنها الصغير , كانت كافية لجعلها تفهم الأمور بوعي أكثر .
وتصبح أكثر نضجا من عمرها الحقيقي .
حتى أنها كلما قدِم عايض من المدينة , تختفي تماما .
تحبس نفسها في حجرتها , ولا تنزل منها أبدا .
حتى تسمع عن مغادرته .
لم يكن ذلك الشيء جيدا بالنسبة لعايض بالتأكيد , كان يبحث عنها دائما ولا يجدها .
حتى أصبح يتضايق من ذلك الشيء .
إلا أنه لم يسأل عنها أبدا .
يُمنى كانت أكثر قوة منه , لم تفكر يوما بالنظر إليه ولو من بعيد .
لم تكن تلك المصيبة العظمى بالنسبة لعايض .
بل معرفته بحقيقة أحرقته قهرا وغيظا .
لم تكن تلك الحقيقة سوى تكرار سلمان الذهاب إلى منزل عمه , وعلى الدوام .
حتى أنه يلازمهم لأوقات وساعات طويلة ..
ويُمنى بالتأكيد , تأمن جانبه !
فهو بطلها , ومنقذها من مصيبتها العظمى !


_______

الآن ..


استيقظت يُمنى من نومها منزعجة من صوت شيء قوي .
ربطت شعرها بمطاط , لتتجه إلى الخارج .
فتحت الباب , لتتسع عيناها باستغراب وهي ترى هذه الفوضى .
ألواح خشبية في كل مكان , وحسناء هناك تجلس متربعة , تنظر إلى ورقة على الأرض .
بيدها مسمار ومفك , بجانبها مطرقة !
اتجهت إليها متسائلة / وش قاعدة تسوين ؟
حسناء / يا أهلا صباح الخير , أبد شوفة عينك , قاعدة أحاول أركب هالطاولة .
يُمنى / بهالوقت ؟ ما دام اليوم إجازتك ريحي شوي ونامي بدال هالشغلات , بعدين ليش ما خليتي اللي جابوا يركبون ؟
حسناء وهي تحاول التركيز على ما بالورقة / هذي طلبية والمندوب جابها , تخيلي أدخله عشان يركبها .
اقتربت يُمنى لتنظر إلى الكرتون / يا ويلي هذي طاولة كبيرة المفروض إنه شغل رجال , سيبيه وخلي مساعد يركبها إذا جا .
حسناء / لا والله ما طلبتها بسرعة عشان أنتظر مساعد , بموت وأشوف الطاولة كاملة .
ابتسمت يُمنى وهي تجلس / بساعدك .
حسناء تصطنع الصدمة / إيه صدق ؟ لو مو الطاولة هي اللي تركبك !
يُمنى بغضب / يا الله يا حسناء , خلاص لا عاد تحسسيني طفلة .
وضعت حسناء كتيب التعليمات جانبا ثم أمسكت بالمفك مجددا / تمام مانتي طفلة , يلا وريني إيش تقدرين تسوين .
نظرت إليها يُمنى بحنق , لتمسك بأحد أعمدة الطاولة .
مر وقت طويل , قبل أن تتكتف وتنظر إلى الطاولة .
بينما يُمنى تكاد تموت من الضحك على الأرض وهي تمسك ببطنها , تقول بصعوبة / يا الله مو قادرة أوقف , كيف صارت العواميد فوق ؟ ههههههههه وتقولين أنا ما أعرف ؟ إنتي سويتي كذا ؟
صرخت حسناء بغيظ , وجلست على الأرض بتعب / والله بموت ظهري انكسر في الأخير يطلع الشغل كله غلط .
يُمنى بعد أن هدأت / مو مشكلة حسناء , خلاص انتي الحين مضطرة تنتظرين مساعد .
استلقت في مكانها بوهن , وأخرجت هاتفها من جيب بنطالها , وضعته على اذنها بعد اتصلت به / هلا مساعد , متى بتجي هنا ؟ … طيب .
تأففت وهي تقفل الخط / ما راح يجي قريب , وبشرى بيوصلها أبوي هالأسبوع , وانتي تدرين مستحيل أخلي أبوي يسويها , أنا مصرة أتعشى على هالطاولة في أقرب وقت .
ابتسمت يُمنى وهي تقف وتمد يدها حتى تنهض / تمام نشوف عامل يسويها , قومي خلينا نسوي الفطور مع بعض .


نهضت حسناء بمساعدتها وهي تتنهد .
دخلتا إلى المطبخ وبدأتا بإحضار الفطور .
وعلى السفرة , قالت حسناء بتردد / يُمنى , أبي أسألك سؤال وجاوبيني بصراحة , إجابة طالعة من قلبك مو كذب , مافي غيرنا هنا أنا وانتي وربي شاهد علينا لذك قولي الصدق , وأنا أوعدك بيكون هالكلام بيننا .
نظرت إليها يُمنى باستغراب / خوفتيني وش هالمقدمة ؟ إيه اسألي وإن شاء الله أقول الصدق .
حسناء بهدوء / أبد ما عندك نية ترجعين لعايض ؟ لو رجع وطلب يدك ؟
رفعت يُمنى عيناها إليها بذهول , وبعد صمت قصير / ليش تسألين ؟
تأففت حسناء / يووه يا يُمنى , أنا أكثر شيء أكرهه لما أحد يجاوب على سؤالي بسؤال , بس بكون أحسن منك وبجاوب .. لأني سمعت شيء عن عايض , وتضايقت حيل .. حابة أعرف رأيك .
يُمنى بشيء من الضيق / إيش سمعتي يا حسنا ؟
عضت حسناء شفتها بإنزعاج / عمك راشد يبيه يتزوج , وفي أقرب وقت .
شعرت يُمنى بقلبها يهوي ويسقط على الأرض من هول الصدمة .
ولم تجب على سؤال الأخرى .
نظرت إليها حسناء بحزن / إيش اللي يخليك تأذين نفسك وتأذينه يا يُمنى ؟ ما دام تحبينه ومجرد ما تسمعين أو تفكرين إنه ممكن يرتبط بغيرك تنزعجين لهالدرجة ؟ صارحيني .
أكملت يُمنى تناول ما بيدها بصمت .
وظلت حسناء ترقب إجابتها .
إلا أنها استغربت حين رأت الأخرى تقف وتدخل إلى حجرتها , لتغلق الباب خلفها بهدوء .
صرخت حسناء بغيظ / والله يا يُمنى بعلمك كيف تحترمين الكبار ولا تعطيهم ظهرك وهم يكلموك .


بداخل الحجرة ..

جلست يُمنى على السرير بغير تصديق .
هل حقا , سيتزوج غيرها ؟
ألم يقُل سابقا أنه إن طلقها , فسيكون ذلك رغما عنه , وأنها سيحاول إعادتها إليه يوما ما , فقط . لتنسى ما حصل , وليشفى من جراحها ولو القليل , حينها سيعود لأخذها بالتأكيد .
صحيح .. لم تنسَ ما حصل , ولم يشفى جراحها أبدا .
إلا أنها تمنت عودته دائما , في كل لحظة وكل حين .
لكَم أوجعها غيابه طيلة الخمس سنوات !
نعم طلبت الطلاق , ورغبت بالإنفصال بشدة
إلا أنها كانت أيضا ترغب ببقائه بالقرب منها
يا له من قاسِ .
ألم تأتِ إلى المدينة ؟
ألم تنسى ( القليل ) ..!
لذا تمكنت من مواصلة حياتها .
تحدث إليها مرتين , لم يقل في أيّ من تلك المرات أنها يريد أن يعيدها إليه .
فقط أخبرها أنه مشتاق , وأنه لا زال يحبها .. ثم لامها وعاتبها.
أين وعودك يا عايض ؟ أنا لا زلت أنتظر .
قلبي الملتاع ينتظر منك كلمة واحدة فقط ( عودي ) .
وعمي راشد , ما باله هو الآخر ؟
ألا يعرف غير هذا الأسلوب لتزويج عايض ؟
أرغمه بالزواج منها , فاضطر الآخر أن يتقبل الأمر رغما عنه .
ليجرحها , دن وعي وقصد ربما , أو متعمد !
لا يهم , طالما كانت تلك الكلمات خارجة من فاه عايض .
فهي أشد وقعا من السهم على قلبها .
ظلت عبارة عايض تتردد بأذنها على حين غرة ( هالعقد تم غصبا عني وأنا مو راضي , يعني لا تتوقعين إني بتزوجك بيوم من الأيام , وافقت غصبا عني عشان أبوي وأبوك اللي خايف عليك من بعد اللي صار العام الماضي , بس ينسون السالفة بتركك , فاهمة ؟ )
أغمضت عيناها بألم , لتنحدر على وجنتها دمعة يتيمة .
أوجعت قلبها بشدة .
ثم ما لبثت أن صارت تشهق وتبكي بقوة , وهي تتدثر ببطانيتها .



 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس
قديم 12-24-2019   #2


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 12 ساعات (12:45 AM)
 المشاركات : 1,101,187 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



خرجت نوف من حجرتها , ونزلت إلى الأسفل بصعوبة .
للمرة الأولى بعد ما حصل .
حتى وصلت إلى حجرة أمها , لتجد عمر يستلقي على الأريكة الطويلة , يتحدث إلى والدته التي تجلس على أريكة أخرى .
يبدوا متعبا وواهنا .
لا بد من أنه عاد من العمل للتو .
ابتسمت وهي تلقي السلام .
ردت عليها أمها , وجلس عمر عاقدا حاجبيه باستغراب / ليش نزلتي ؟
نوف وهي تقترب من والدتها / اختنقت بالغرفة , صباح الخير أمي .
أمها وهي تمسح على ذراعها بحنان / صباح النور يا قرة عيني , تعشيتي ؟
هزت رأسها نفيا / لا , ما لي نفس .
جلست بجانبها , ورفعت نظرها إلى عمر بتردد , وكأنها لا تعرف شيئا عن فكرة الإنفصال / عمر , هيفاء متى راح ترجع , صار لها أسبوعين في بيت أهلها .
ابتسم / ما ادري , بس خليها متى بغت ترجع تكلمني وأروح أخذها .
استغربت نوف من إجابته , ونظرت إلى أمها بغرابة , ثم إليه .
لتبتلع ريقها وتسأل بارتباك / بس أنا … كأني سمعت إنها , تبي تتطلق .
اتسعت عينا عمر بصدمة / مين قال لك ؟
هزت كتفيها / أنا سمعت ذاك اليوم , لما طاح عليّ الشاي .
فغر عمر فاهه بذهول , ثم تنهد بضيق .
ولم يرد .
لتخفض نوف بصرها بحزن / أنا آسفة عمر , كل اللي قاعد يصير لك بسببي .
وقف عمر وابتسم رغما عنه / ما صار ولا راح يصير إلا اللي ربي كاتبه , تصبحون على خير .


قالها وابتعد خارجا من غرفة والدته .
لتعض نوف شفتها تمنع خروج تنهيدة الضيق من أجل أمها .
إلا أن الأخرى شعرت بها , لتمسح على ذراعها بحنان وتقول / لا تقولين إنه بسببك يا نوف , كل شيء مكتوب ومقدر , وعمر ربي يعوضه خير .
أومأت برأسها موافقة , وعلى محياها إبتسامة باهتة .
لتقف / يلا بطلع , صار وقت نومك أساسا , تصبحين على خير .
قالته وقبلت يدها وجبينها , ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها .
لتصعد بصعوبة كما نزلت .
حين استقرت داخل غرفتها , وأغلقت الباب بالمفتاح .
جلست على السرير وصدرها ضائق بشدة .
عمر أصبح شخص غير مباليا بعلاقته مع هيفاء , سابقا تمسك بها بشدة .
وهي أيضا فعلت المثل .
تمسكت به رغم عيبه , وبعد أن علمت أن فرصتهما في الإنجاب ضعيفة للغاية .
والآن ..
يتخليان عن بعضهما بهذه السهولة ؟
إذا لا بد أن الشعور بعد فقد رند أبدا غير عاديا أو معقولا .
بالتأكيد , مؤلم إلى حد لا حد له .
عضّت شفتها بقوة , وهي تتذكر منظر عمر مجددا .
يبدوا أنها عليها أن تتحمل ذنب موت رند إلى الآبد .
عليها أن تحمل ذلك الذنب على عاتقها حتى تموت .
ستتحمل ذلك , نعم .
أخطأت , عليها التحمل .
ولكن رؤية عمر بذلك المنظر , لا يرضيها أبدا .


سقطت عيناها على هاتفها , لتواتيها فكرة غريبة على حين غرة .
مدت يدها نحوه بتردد , لتأخذه وهي تبتلع ريقها .
صار قلبها يخفق بشدة , وهي تدخل إلى قائمة الأسماء وتكتب إسم هيفاء .
أغمضت عيناها من الإرتباك , ثم فتحتهما .. لتسحب إلى رئتيها هواء عميقا , وتضع الهاتف على أذنها بعد ان طلبت رقمها .
رنّ لبعض الوقت , قبل أن يصلها صوت هيفاء الهاديء / مرحبا .
ارتبكت نوف أكثر , كأنها غريبة عنها / السلام عليكم .
هيفاء / وعليكم السلام .
نوف / شخبارك هيفاء ؟
هيفاء / بخير الحمدلله , إيش اللي ذكرك فيني وخلاكِ تتصلين بهالوقت .
نوف / بس كذا .. حبيت أتطمن عليك .
هيفاء بسخرية / والله ! ويوم كنتي تحبسين نفسك في غرفتك أربع وعشرين ساعة , ولا تعرفين عني ولا عن عمتي ولا عمر .
تنهدت نوف بضيق / ما كنت أبي أضايق أمي , ولا أضايقكم .. قلتوا إنه وجهي يذكركم برند .
هيفاء / ما كنا محتاجين نشوف وجهك عشان نتذكر رند , لأنها في بالنا على طول يا نوف .
عضت شفتها بألم / ما قدرت أتحمل نظراتكم , اللي تخليني أفكر إني كنت متعمدة أسوي الحادث , وإنها ما ماتت منه وأنا قتلتها .
صرخت هيفاء بغيظ / كان لا زم تتحملين , تتحملين وتسكتين لأنك إيه , حتى لو متعمدة إنتي السبب في إني فقدت البنت الوحيدة اللي انتظرناها أنا وعمر عشر سنين .
بكت نوف / وأنا بعد انتظرتها مثلكم , أنا أتوجع أكثر منكم , لأني السبب زي ما تقولين , بس إيش بيدي أسوي يا هيفاء ؟ إيش أقدر أسوي لكم عشان تسامحوني وتريحوني شوي من هالذنب .
لم تجب هيفاء إلا بعد عدة دقائق , يبدوا أنها هي أيضا بكت / رجعي لي بنتي , هالشيء الوحيد اللي راح يخليني أسامحك .
نوف / إيش هالكلام يا هيفاء ؟
هيفاء / أقصد بكلامي إنه مثل ما رجعتها للحياة مستحيل , مسامحتي لك بعد مستحيلة .
تأوهت نوف بألم / هيفاء تكفين , بسوي أي شيء عشانك والله أي شيء , بس تكفين .. ارجعي , عمر ما هو عمر من دونك , لا تتطلقين منه .
ضحكت هيفاء بسخرية / أنانية يا نوف , تبين أسامحك عشان ترتاحين من الذنب , وتبين أرجع لأخوك بعد عشان ترتاحين ؟ وأنا ؟ ما فكرتي فيني صح ؟ لا أنا ولا أخوك .. إذا رجعت له عمري ما راح أرجع أصير أم , وما راح أحضن أي طفل غير رند ينسيني الوجع , يعني عادي أنا لوحدي أبقى الخسرانة في هالعلاقة ؟
نوف / لا والله يا هيفاء ما فكرت بهالطريقة أبد .
هيفاء بقهر / أجل اسمعيني يا نوف , إذا كنتي فعلا تبين تشوفين أخوك مبسوط , وتبيني أرجع له , سوي اللي أقول لك عليه .
نوف بلهفة / وشوو ؟
صعقت بعد ذلك تماما , وهي تستمع إلى طلب هيفاء الغريب والصادم .
لتقفل الخط بعد أن ودعتها بكلمات قصيرة مقتضبة .
وأنزلت الهاتف من أذنها بصدمة .


_____


دخل إلى صفحته على أحد مواقع التواصل .
بعد أن تركها لفترة طويلة جدا , بعد أن حصل ذلك الحادث .
ليجد كمّا هائلا من الرسائل , والتعليقات المطالبة بعودته .
والسؤال عن سبب غيابه بالطبع .
حيث غاب ما يقارب السنة !
أخذ يقرأ بعضها , ويتجاهل الكثير .
إلا أن تلك الرسائل حركت فيه شيئا .
ليتنهد بضيق , ويغمض عيناه بألم .
كيف له أن يعود بهذه السهولة ؟
كيف سيتمكن من نسيانه .
من كان السبب في شهرته أصلا ؟
صديقه العزيز , والذي مات قبل سنة .
بسبب حادثة حريق حصلت داخل الإستراحة التي كانوا يتجمعون بها .
كان صديقه المقرب , والذي لا يفارقه إلا قليلا .
حين دعاه ذات مرة , هو وباقي أصدقائه .
وسبقهم جميعا , ليعد لهم ما يحبونه من الطعام .
ومن المفترض أيضا أن يذهب عاطف برفقته ليساعده , إلا أن الآخر نام ولم يستيقظ , إلا بعد مرور نصف ساعة على ذهاب صديقه ( فايز ) .
والذي اتصل به مرارا وتكرارا , ولكن عاطف نومه ثقيل جدا .
فلم ينتبه إلى هاتفه .
حتى أيقظته إحدى شقيقاته بعد أن ظلّ الهاتف يرن دون توقف .
تأفف وهو يقوم بسرعة , ويبدل ملابسه وينزل .
ليركب سيارته ويتجه إلى الإستراحة , يحاول الإتصال بفايز .
ليعتذر على التأخير .
إلا أنه لم يرد .
كان مستغربا بذات الوقت من اتصال أصدقائه الآخرين , ولكنه لم يعاود الإتصال بهم حتى يصل بسرعة .

رمى عاطف الهاتف على المقعد الآخر متذمرا .
خشية أن يكون فايز قد غضب منه !
ولكنه ما إن اقترب من الإستراحة , استغرب من التجمهر بالقرب من منطقة الإستراحات .
اتسعت عيناه بخوف ودهشة , وهو يرى بعض الدخان يتصاعد من جهة إستراحتهم .
أسرع بسيارته حتى تمكن من إيقافها على بعد عدة أمتار من المبنى .
ترجل بسرعة , ليركض ناحيتها .
وجد جميع أصدقائه هناك .
مذعورين وخائفين , على أوجههم الهم والضيق الشديد .
أحدهم كان يبكي بالفعل .
ورجال الإطفاء يدخلون ويحاولون إطفاء النيران .
ابتلع ريقه وهو يقترب من أصدقائه , ويبحث بعينيه عنه .
عن فايز .
شعر بقلبه يهوي ويسقط على الأرض , حين لم يجده !
وقف أمام واحد منهم , وسأل بهلع / وين فايز ؟
ظلوا صامتين وهم ينظرون إليه بحزن , ليصرخ بهم مرة أخرى / قلت لكم وين فايز .
هز أحدهم رأسه بأسى / سمعنا صوته داخل .


اتسعت عيناه أقصى اتساع .
وصار قلبه يخفق بشدة .
ليرفع كفه ويمسك برأسه من هول الصدمة .
قبل أن يلتفت عنهم , ويركض ناحية المدخل .
أوقفوه بقوة , وهو يصرخ بهم ويشتمهم بغضب .
منهارا بشدة , لا يعرف الفرق بين الخطأ والصواب .
إلا حين ضربه أحد أصدقائه على كفه بقوة , وهدر فيه / يعني الحين لو دخلت بتقدر تنقذه ؟ جوة في ناس يحاولون يا عاطف , لا تتهور وتصير إنت الثاني بمصيبة .
أعادته تلك الضربة إلى وعيه فعلا .
لينهار على الأرض جالسا .
عيناه على مدخل الإستراحة .
ينتظر خروج صديقه وأخ قلبه .
متأكد أنه بخير , وأنه لم يصبه أي أذى .
نعم بالتأكيد سيكون بخير .


انتظروا لبعض الوقت , قبل أن يروا صديقهم محمل على النقالة .
وقف عاطف بلهفة , وهرع ناحيتهم .
ليقف بذهول , هو والآخرين .
تسمرت أعينهم على هذا المنظر الذي لم يتخيلوه ولم يتمنوه أبدا .
لم يكن ذلك صديقهم فايز , بل ( جثة ) محترقة .
عاطف الذي كاد أن يفقد وعيه من الصدمة , أمسكوا به بسرعة .
ثم ساعدوه ليركب معهم , ويلحقوا بسيارة الإسعاف .
فهو بالتأكيد لن يتمكن من القيادة بحاله هذا .
وصلوا إلى المستشفى , الجميع يدعوا له ويتمنى أن يكون بخير .
ولكن للأسف , ما إن وصلوا حتى أفجعهم خبر وفاته , في طريقهم إلى المستشفى !
وكان سبب الوفاة الأساسي , استنشاقه الغاز , وتضرر جهازه التنفسي بشدة .
والحروق بجميع أجزاء جسده , لم تكن سوى ( أسباب ثانوية ) !
ما حصل بداخل الإستراحة , أنه ما إن بدأ فايز بالطبخ , اكتشف أن اسطوانة الغاز كانت خالية .
لذا اتصل بأحد العمال ليأتي بأخرى .
لم يكن المحل بعيدا , لذا وصل الآخر سريعا .
وركبها ثم ذهب .
دون أن يكتشف أن هناك تسرب , بسبب ربط الخرطوم بقوة .
مما أدى إلى تلفه , فبالتالي تسرب الغاز .
واستمر فايز بالعمل , لتنفجر الإسطوانة .. وهو قريب من الموقد !
اشتعلت النار به , فلم يتمكن من التصرف .

منذ ذلك اليوم , أصبح عاطف شخصا آخر .
غير الذي عرفه أصدقائه وعائلته .
منطويا داخل حجرته , صامتا على الدوام .
أخذ إجازة طويلة , حتى تمكن من الوقوف على رجليه مجددا .
ونسيان القليل من ألمه على صديقه .
يلوم نفسه على تأخيره في الذهاب إليه .
يعني لو أنه ذهب في الوقت المحدد , لم يكن فايز ليتألم بمفرده .
ولم يمت لوحده أيضا .
اللهم لا إعتراض على حكمك .
تنهد بضيق وهو يمسح وجهه بقوة .
قبل أن تقوده أشواقه إلى حساب ( فايز ) .
ابتلع ريقه وهو يضغط على ملفه الشخصي .
كانت هناك صور مليئة لفايز برفقة أصدقائه , أكثرها برفقته هو بالطبع .
ومقاطع فيديو قصيرة , لإنشاد عاطف !
كون فايز الممنتج والمصور له .
أي وجع ذلك الذي شعر به وهو يتذكر كل تلك المواقف التي جمعتهما !
لم يشعر إلا بضحى تجلس بجانبه بقوة .
ليلتفت إليها عاقدا حاجبيه بتساؤل .
ضحى / ممكن أسألك سؤال ؟
لفتت نظرها الصفحة على هاتفه , وصمتت بحزن .
تنحنح عاطف وهو يغلق الشاشة ويضع الهاتف على الطاولة أمامه / إسألي .
زمت ضحى شفتيها , الوقت غير مناسب / خلاص ولا شيء , بسألك بعدين .
عاطف بابتسامة / لا عادي اسألي .
سرعان ما عاد إليها حماسها وهي تلتفت إليه بكامل جسدها / الحين انت ليش تحب نوف ؟
اتسعت عيناه بغرابة / نعم ؟
ضحى بمكر / أهاا بتحاول تلف وتدور وتقول لا ما أحبها ومن هالكلام , تقدر تخدع الكل إلا أنا , تعرف ولا لا .
ضحك عاطف / إلا أعرف .
تكتفت ضحى تحرك حاجبها / هيا جاوب , ليش تحبها ؟
ابتسم عاطف / يعني لازم يكون في سبب يا ضحى ؟ الحب يجي من الله .
ضحى / أهاا ؟ يعني صراحة مستغربة منك , نوف صح جميلة وكذا ومعروف عنها هادية وطيبة , بس والله يا ما تحت السواهي والدواهي يا عاطف .
عقد حاجبيه باستغراب / وش قصدك ؟
تنهدت ضحى / شوف يا حبيبي ياخوي والله إني ما أبي أخرب عليك , بس .. يعني , والله ما تناسبك .
وضع عاطف قبضته تحت ذقنه يمثل التركيز / أهاا وليش ؟
ضحى / شوف أنا بكون صريحة , انت إنسان طيب جدا ودايم عسل وذوق مع الناس , لكن نوف عكسك تماما , جريئة وما تعرف تجامل وتعطي في الوجه من دون ما تفكر .
عاطف / إيه عادي , ليش تشوفين هالشيء مشكلة ؟ بالعكس أحب الإنسان الواضح والصريح أنا .
ضحى بغيظ / حتى لو كانت هالصراحة تجرح الناس ؟
هز عاطف رأسه نفيا / ما أتوقع نوف صريحة لهالدرجة ؟
تكتفت ضحى / والله ؟ وإنت من متى تعرفها يا عاطف ؟ أقصد متى آخر مرة شفتها ولا تعاملت معاها ؟ أكيد قبل لا تتغطى عنك , تدري حتى وهي تعبانة وبتموت أطلقت السم الزعاف على يُمنى أمس , وذكرتها بموت عمتي , وانت تعرف قد إيش الموضوع حساس بالنسبة ليُمنى .
اتسعت عينا عاطف بصدمة / لا مو من جدك , كيف يعني ؟ وش قالت لها ؟
تنهدت ضحى بضيق , لا تحب أن تنقل كلام أحدهم إلى آخر .
ولم تكن لتتحدث عن نوف بالسوء أبدا .
ولكن لمعرفتها أن عاطف يحبها بصدق , وأنه سيصرّ على الإرتباط بها دون معرفة شخصيتها الحقيقية أجبرتها على ذلك .
لا تريد من أخيها ( الغيمة ) أن ينجرح من فتاة مثل نوف .
عضت شفتها لتخبره بالحرف , عما قالته نوف .
فغر الآخر فمه بذهول وغير تصديق .
لم تكن نوف هكذا .
نعم عهدها صريحة وواضحة منذ الصغر .
إلا أنها لم تجرح يوما أحدا قط .
هل تغيرت إلى هذه الدرجة بعد أن كبرت ؟
كيف استكطاعت أن تؤذي تلك النسمة الرقيقة ( يُمنى ) !
وقفت ضحى بعد أن رأت تلك الملامح على وجهه / عاطف يا حبيبي والله إني أحبك أكثر مما تتخيل , وأتمنى لك الخير , صح يمكن تشوفني أصغر من إني أقدم مثل هالنصيحة , بس صدق .. ما ودي قلبك ينكسر ومن البنت الوحيدة اللي حبيتها بحياتك , عشان كذا رجاء حاول تفكر أكثر قبل لا تقرر تخطبها مثلا .
غادرت بعد أن أنهت عبارتها , وتركت خلفها عاطف حائرا .
نعم ..
ضحى أصغر من أن تقدم مثل هذه النصيحة .
إلا أنها محقة بالفعل
ولو لم يكن عليه أن يحكم على نوف من مجرد كلام .
أو بسبب خطأ واحد .
إلا أن شعوره لا يوصف , وهو يتخيلها تنطق بمثل تلك العبارات الجارحة , والقاتلة لإبنة عمه يُمنى .


 

رد مع اقتباس
قديم 12-24-2019   #3


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 12 ساعات (12:45 AM)
 المشاركات : 1,101,187 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



عضّت شفتها بقوة وقهر , وهي تنظر إلى شريط إختبار الحمل .
وتأوهت بيأس وحزن وهي تجد خطا واحدا فقط .
قبل أن ترميه بقسوة داخل حاوية النفايات .
أمسكت حافتي المغسلة الصغيرة بداخل الحمام , وقبضت عليهما بقوة .
مغمضة عينيها , رأسها إلى الأسفل .
حتى شعرت بملوحة دموعها بداخل فمها .
غطت فمها بكفها بقوة , حتى تكتم شهقاتها , ولا يسمعها زوجها إن أتى من الخارج فجأة .
رفعت شعرها بيديها بعدة عدة دقائق , وغسلت وجهها بقوة .
حتى لا تتضح آثار البكاء .
لتخرج من دورة المياه , وتتجه إلى سريرها .
تستلقِ وتتدثر بغطاءها بحزن .
في صدرها ضيق لا يعلمه إلا الله .
هي ليست معترضة أبدا على قضاءه , بل راضية تماما .
ولكن أحيانا , تمر بها حالات يأس وضيق .
لا تتمكن حينها من السيطرة على نفسها .
فمدة زواجها بسعود قد طالت فعلا , ويبدوا أنه لا توجد أي فرصة للإنجاب بالفعل !
ولكن لا , لن تيأس أبدا .
تعرضت للكثير من الإنتقادات , وكثير من الطعن بشرفها حين تزوجت ابن خالتها سعود , الذي يكبرها بكثير .
حين تزوجته كانت في السابعة والعشرون تقريبا , وهو في الخامسة والأربعون .
أرمل , لديه من الأبناء ثلاثة .. من زوجته الأولى .
حسناء البالغة 22 سنة , مساعد 20 سنة , أما هديل فكانت تبلغ 9 سنوات .
تشبث يُمنى الشديد بها بعد حادثة التحرش , جعلها تقضي أكثر أوقاتها في منزل خالتها .
مما جعل الناس تتحدث عنها بالسوء .
تحسنت يُمنى قليلا , وصارت حالتها النفسية أفضل .
إلا أن صدمتها من عايض , جعلها تتنكس مرة أخرى .
حزنت على الصغيرة كثيرا .
تجاهلت أحاديث الناس , وصارت تتردد إلى بيت خالتها على الدوام .
فعادت الناس تتحدث مرة أخرى , لأن سعود الأرمل وأبناءه يسكنون في منزل والده .
يعني ..
ما الذي يجعل فتاة عزباء , متأخرة في الزواج , ( عانس ) في نظر الجاهلين , تتردد إلى منزل به رجل أرمل !


بالطبع , ليست لديهم أي معرفة بالظروف داخل المنزل .
لذا لم يتوقفوا يوما عن الخوض في عرضها , حتى وصلت تلك الأحاديث والأقاويل إلى أسماع أهلها .
فغضبوا بشدة , وحاولوا منعها من الذهاب .
يُمنى كانت أنانية , أو ربما لا تفهم تلك الأشياء .
يهمها فقط أن يكون لديها أحدا بجانبها يساندها ويساعدها , ويبعد أعين والدتها القوية عنها .
لذا كانت تغضب كثيرا إن غابت بشرى يوما أو تأخرت عليها .
فلم يكن من سعود إلا أن يرشح لنفسه هذه الفتاة , الطيبة والجميلة والمثقفة بذات الآن .
لم يكن متأكدا من رأيها تجاهه , إلا أنه حاول .
لتوافق بشرى منذ المرة الأولى .
ويتم الزواج .
لم تندم أبدا .
رغم معارضة الكثيرون , ورغم الأقاويل والإشاعات التي تعمقت أكثر وأكثر , حتى وصلت إلى الطعن في شرفها , قائلين أنها ربما كانت على علاقة مع حمود !
وإلا لماذا قد تتزوج شابة عزباء برجل أرمل لديه ابنة لا تصغرها إلا بعدة سنوات !
يا للعجب , كانت عزباء عانس , والآن أصبحت شابة عزباء فقط ؟
صبرت على ذلك الأذى , حتى نسيَ الناس ما حصل .
كانت العائلة بأكملها سعيدة بهذا الزواج .
إلا حسناء التي لم ترغب أبدا أن يتزوج والدها بأخرى غير أمها .
كيف إن كانت شابة وجميلة وملفتة للنظر مثل بشرى !
أرغمت نفسها على تقبلها , وسرعان ما انتقلت من الديرة إلى المدينة , واستقرت في سكن الطالبات .
حتى لا يحزن والدها على معارضتها للأمر .
ولا تجبر نفسها على تقبل بشرى .


مرت الأيام والسنين , أصبحت فيها أم وأكثر .. ليُمنى وهديل الصغيرة .
وأخت كبرى لمساعد ..
زوجة صالحة لسعود .
وكنة مطيعة لخالتها وزوجها , حتى توفيا .
بيدَ أنها لم تتمكن يوما من كسب ودّ حسناء .
وهذا ما يجعلها تحزن كثيرا , ويشعرها بشيء من الذنب .
سعود حملها على كفوف الراحة , جعل منها إنسانة سعيدة .
رغم فارق العمر بينهما .
إلا أنها لم تشعر بذلك أبدا .
ولكن مع مرور السنوات بعدم حملها طوال تلك الفترة , أصبحت تتضايق شيئا فشيئا .
خاصة حين تسمع نغزات من حولها بين الحين والآخر .
حتى سعود يحاول معها , ولكن دون جدوى .
تحزن كثيرا نعم , ولكن الأمر كله بيد الله .
إن كتب لها الحمل ستحمل بالتأكيد , والقلب يحزن .. الأمر ليس بيد البشر !
تنتظر قدوم مولود هديل بفارغ الصبر , لن يكون ابن هديل فقط .
سيكون إبنها هي أيضا .
متشوقة جدا لرؤيته .


تنهدت وهي تجلس , بعد أن اكتفت من الإستلقاء .
لتجمع شعرها فوق رأسها .
ثم تخرج .
صادف خروجها دخول مساعد , وهو يحمل بيده أكياسا بها عصيرات وبعض الشوكولاتات , ضحكت بشرى / باين مبسوط بزيادة يا مساعد , أمس واليوم جايب لنا شوكولاتات .
ضحك مساعد وهو يضع الأكياس على الطاولة / إيه والله يا بشرى , أحس إني حبيتها من أول نظرة .
بشرى / الله يسعدك ويوفقك يارب .
مساعد / بالله كلمي نجد مرة ثانية , شوفي البنت صدق موافقة ولا لا .
استغربت بشرى / هذي المرة الرابعة اللي تخليني أتصل فيها عشان أسأل , فيك شيء ؟
تنهد مساعد / ما فيني شيء , بس مدري ليش خايف تكون مغصوبة مثلا ؟
بشرى بضحكة / مين هالمجنونة اللي تلقى مساعد وما توافق ؟ مغصوبة ؟
هههههههههه .
ابتسم / يمكن الناس ما تشوفني مثل ما تشوفوني إنتوا .
بشرى / صدقني البنت محظوظة كثير , لو دارت الدنيا ما لقت واحد زيك , وين أبوك ؟
مساعد / برة الحين يدخل , يتكلم مع واحد من الجيران , بس تكفين بشرى خليها تسأل , أبي أتطمن .
أومأت له بشرة بإيجاب / أبشر بسألها إن شاء الله بعد ما أحط لكم العشا .
دخلت إلى المطبخ وهي تدعوا الله من قلبها أن يوفق ويسعد ابن زوجها المحبوب .
الذي يبر بها كما لو أنه ليس قريبا من عمرها أبدا .
يحترمها ويقدرها كثيرا .
بالرغم من عيشه خارج منزل والده حتى لا يضايق بشرى , إلا أنه يمر عليها دائما ويسألها إن كانت بحاجة إلى شيء , هي أو والده .
حقا , الفتاة ( طيف ) ستكون محظوظة جدا إن تمّ هذا الزواج .
مساعد شخص نادر بالفعل .


______


استيقظت من نومها على صوت المطرقة على الخشب مثل الأمس .
الساعة تشير إلى الحادية عشر إلا ربع مساء , وهي تحب أن تنام مبكرا .
خاصة وأن الغد أحد .
تجاهلت الأمر لعدة دقائق , إلا أنها لم تتمكن من التحمل أكثر من 5 دقائق .
لتقوم من سريرها بغضب , تضرب الأرض برجلها بغيظ , وهي تتجه ناحية الباب .
لتفتحه بشعرها الأشعث , وتصرخ بغيظ / حسون وبعدين معك , أنا توني ………
تطايرت باقي الكلمات من لسانها , وهي تراه واقفا أمامها .
بعد أن كان منحنيا يعمل على الطاولة الخاصة بحسناء .
وقف بعينين متسعتين مذهولتين .
شعرها الطويل من الجانبين , يغطي معظم جسدها .
ووجهها المحمر من الغضب , وعيناها المصدومتين منه .
استطاع أن يلمح كل تلك الأشياء خلال الدقيقة التي وقفت فيها تنظر إليه متفاجئة .
قبل أن تختفي وراء الباب وتغلقه بقوة .
أغمضت عيناها تستند بظهرها على الباب , تضع يدها فوق قلبها الذي يخفق بقوة .
ثم تعض شفتها بحرج .
فتحت الأنوار لتركض ناحية المرآة , تنظر إلى نفسها .
تعلم أنها إن نامت تتحرك كثيرا , ويصبح مظهرها في فوضى تامة .
تأوهت بإحراج , وهي ترفع كفيها وتلطم خديها بقوة , تقفز في مكانها ووجهها يحمر أكثر في أكثر / يارب ليش شافني ليش ؟ لا وكمان وأنا توني قايمة من النوم , مالت عليك يا حسناء مالت عليك وعليه .
أطفأت الأنوار لتتجه إلى السرير وتسقط جسدها عليه , ثم تغطي وجهها بالمخدة وتصرخ من الإحراج .


في الخارج ..
كان عايض لا زال واقفا في مكانه مذهولا , عيناه على الباب حيث اختفت يُمنى قبل قليل .
هذه الفتاة , يبدوا أنها لا تكبر إطلاقا .
بقيت كما تركها قبل خمس سنوات !
لم يتغير بها أي شيء ’ سوى شعرها الذي طال أكثر بالطبع .
وبدت أكثر جمالا وفتنة .
ابتسم وهو يتذكر ملامحها مجددا , قبل أن تفاجئه نجد من الخلف / عايض .
التفت إليها / هااه .
نجد / وش هااه ؟ إيش فيك تناظر هناك ؟ لحظة .. أنا كأني سمعت صوت صراخ من شوي , لا تقول يُمنى خرجت وشفتها .
ابتسم عايض وهو يضع يده على قلبه / إيه شفتها .
اتسعت عيناها بصدمة , قبل أن تضربه على كتفه / لا ومبسوط كمان يا قليل الحيا ؟
عايض بضحكة / اللي يسمعك يقول أنا دخلت عندها مو هي اللي طلعت لي .
نجد / يا فشلتي , اسكت يا عايض اسكت .
ابتسم عايض أكثر , وهو يرفع صوته مغنيا بأبيات فصيحة :
وَبَديعِ الحُسنِ قَد فاقَ الرَشا حُسناً وَلينا
تَحسَبُ الوَردَ بِخَدَّيهِ يُناغي الياسَمينا
كُلَّما اِزدَدتُ إِلَيهِ نَظَراً زِدتُ جُنونا
عضّت نجد شفتها تمنع نفسها من الضحك وهي تهز رأسها بأسى , ثم مدت له كأس العصير الذي أتت به / خذ أشغلتني حتى نسيت أعطيك إياه , والله يعين قلبك .
ضحك وهو يشرب من العصير , ثم يكمل عمله ومزاجه عالِ جدا .
يغني بين اللحظة والأخرى .
ويُمنى تستمتع إليه من الداخل , تضحك حينا .. وتعبس حينا آخر .
وقلبها يؤلمها .
لم لا يقولها ؟ لم لا يطلب منها العودة ؟
حقا هذا ما يشغل بالها , وتريد أن تعرف الإجابة حتى ترتاح .
نعم قالت له تلك المرة حين أتاها وهي في سيارة حسناء أن ينساها لأنه يستحق من هي أفضل منها .
كانت تقصد ذلك بالفعل , إلا أنها تتمنى وبشدة .. أن تعود إليه .
ياااه .. ما هذا التناقض يُمنى .



في غرفة حسناء ..
حين كانت تتحدث حسناء إلى نجد في وقت مبكر من مساء اليوم , وأخبرتها بأمر الطاولة .
اقترحت نجد أن تأتي إليها برفقة عايض لكي يساعدها .
بما أن لديهما الكثير من الأحاديث .
جلست نجد أمام حسناء بعد أن عادت من عند عايض وهي تضحك , لتسأل / ما سألتيها يا حسنا ؟
تنهدت حسناء وهي تعتدل بجلستها / مو أنا من حاولت أفتح الموضوع تركتني ودخلت الغرفة , خرجت سوت لها أكل ودخلت مرة ثانية .
نجد / إيش قلتي لها بالضبط ؟
حسناء / قلت لها ما عندك نية ترجعين لعايض أبد لو طلب يدك .
اتسعت عينا نجد / يا حمارة وش هالسؤال الغبي ؟ يعني بتقول إلا خليه يجي ؟ أنا قلت لك تسأليها إذا في شيء ثاني صار ذاك الوقت ولا إيش اللي مخليها تتغير لهالدرجة ؟
هزت كتفيها / كنت أعتقد إني أقدر أستدرجها بالكلام لين نوصل للنقطة اللي ذكرتيها .
تأففت نجد / آآآخ منك يا غبية , المفروض يكون هو آخر سؤال .
حسناء / والله ما الغبي غيرك , يعني لو في شيء مخبيته من خمس سنين بتجي تقوله لي باردة مبردة وبسهولة ماشاء الله .
نجد بيأس / شكله أصلا ما في أمل , حاولت أفهم هالشيء لعايض وعصب عليّ , الولد مصر يرجعها والله .
حسناء بلا مبالاة / الكلام لوحده مو كافي , وأنا بالنسبة لي بعد ما شفت ردود أفعال يُمنى على الموضوع , أحس تبي ترجع له .
تفاجئت نجد / صدق ! والله يا ليت , محزنني هالعايض حيل وكاسر خاطري , يارب أسألك في هالوقت الفضيل إنك ترجعهم لبعض وتوفقهم وتسعدهم يارب .
حسناء / آمين .
أخذت نجد هاتفها حين وصلتها رسالة بشرى , لتتذمر / أخوك إنسان غريب صراحة , الحين هذي المرة الرابعة اللي يخليني فيها أسأل طيف إذا صدق موافقة ولا لا .
ضحكت حسناء / لا تلوميه , الولد سامع قصص غريبة من أصحابه عن الزواج , وشاف نماذج حقيقية قدام عيونه , صار يخاف على نفسه من الصدمة .
زمت نجد شفتيها , وهي تكتب لطيف / طيف يا بنت إنتي موفقة على مساعد ؟ يعني مرتاحة تماما ولا ؟
أرسلتها لتقول /بتحظرني البنت بعد شوي بتشوفين .


____


انتهى الفصل


 

رد مع اقتباس
قديم 12-24-2019   #4


الصورة الرمزية جنــــون

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 752
 تاريخ التسجيل :  Feb 2010
 أخر زيارة : منذ 23 ساعات (01:16 PM)
 المشاركات : 3,303,265 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل : Azure
افتراضي



يعطيك الف عافيه
سلمت يداك ع النقل

١٠٠


 
 توقيع : جنــــون




مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 12-25-2019   #5


الصورة الرمزية طهر الغيم

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27920
 تاريخ التسجيل :  Oct 2014
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (09:23 AM)
 المشاركات : 1,384,816 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي


 
 توقيع : طهر الغيم




رد مع اقتباس
قديم 12-25-2019   #6


الصورة الرمزية نجم الجدي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 134
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (09:18 AM)
 المشاركات : 355,928 [ + ]
 التقييم :  1911757231
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgray
افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي


 
 توقيع : نجم الجدي








رد مع اقتباس
قديم 12-25-2019   #7


الصورة الرمزية البرنسيسه فاتنة

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28643
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 02-10-2021 (07:44 PM)
 المشاركات : 281,584 [ + ]
 التقييم :  214751375
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : #Cadetblue
افتراضي



راقني انتقائك الماسي
تسلم يمينك
ودام عطائك العذب
پآقة ورد


 
 توقيع : البرنسيسه فاتنة






رد مع اقتباس
قديم 12-25-2019   #8


الصورة الرمزية مجنون قصايد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27626
 تاريخ التسجيل :  Jul 2014
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (09:22 AM)
 المشاركات : 326,332 [ + ]
 التقييم :  2089095625
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Tan
افتراضي



ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد


 
 توقيع : مجنون قصايد









رد مع اقتباس
قديم 12-25-2019   #9


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28327
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : منذ 15 ساعات (09:33 PM)
 المشاركات : 442,833 [ + ]
 التقييم :  2347158
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Pink
افتراضي








آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك


 
 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 12-27-2019   #10


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 12 ساعات (12:45 AM)
 المشاركات : 1,101,187 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



يسلمو على المرور


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية