بين سجع العصافير ونعيق الغربان

لحظة الغضب. لحظة عارمة يفقد فيها المرء أعصابه
وتتعطل لديه لغة التفكير، وهذه اللحظة تعصف بكل شيء جميل
لحظة الغضب تذهب في ثواني أودقائق اوساعات
ثم تترك آثارا بالنفوس أشد من آثار الأعاصير المدمرة
لحظة الغضب. تترك في نفوس الذين تجتاحهم
نتوءا. تبقى نازفات حتى إذا ما اندملت حركها طيف عابر ،فتكون جراحا بالداخل تترجمها دموع نازفات من المحاجر.
والذين يتملكهم الغضب انظروا معي فقد خسروا كل شيء. ذهبت لحظة الغضب وذهب معها أغلى
ما يملكون.
لقد انكفأوا وغضبهم إلى الزوايا المعتمة والتي غاب عنها كل من يعشق الحلم ويمجد لغة الحوار ويستلهم أعذب الذكريات وأرقها مع من يحب
الغاضبون أوسريعو الغضب حيّدهم غضبهم وتركهم. دون أن يستسيغ الناس مجالستهم
فهم مغردون خارج السرب،فكيف يتناغم نعيق
غراب فوق جذع يابس مع سجع طير غرد على أفنان دوح مورق
ومن رزقوا نفوسا حليمة فمعهم تسلو النفوس
وتسمو إلى مدارج الجوزاء ، إن كل الذي يقدمونه لك لايمنحه لك إلا أناس عرفوا قدرك فاهنأ بهم واحرص عليهم
إلى كل من تملكه الغضب أقول:
لك ومن حولك أحبة لاتجعل لحظة غاضبة تفقدك
أغلى وأعز من تملك وخذهم إليك قبل أن تمتد يد القدر إليهم فيصبحوا مجرد ذكرى،ولحظة حلم جميل لم يتكرر حتى إذا ذهبت إغفاءة المتعب واستيقظ وجد نفسه في الواقع الذي قد هرب منه إلى سباته ليستعيد فيه ذكريات لاتلذ وتحلو إلا في المنام.
افعل ماشئت في الدنيا دون ذنب لكن ابتعد عن الغضب والذي يحرق في النفس وخارجها كل معنى جميل ويبعد عنك أحبة ربما يغيبهم الموت
ولاتستطيع إلي خواطرهم وصولا لتصلح ما أفسده غضبك
في لحظة عارمة سرت نيرانها في مشاعرهم وخواطرهم. كما تسري النار في الموضع المعشب
بقلم. الشجن المسافر