![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() كالعادة كل صباح . مع أول شعاع للشمس , مشى عصفوري على مهل أمام عشه القابع داخل فتحة مهترئة من منزل
آيل للسقوط . نفض ريشه وعيناه تنظران الى بعيد . تنظران في لهفة . لاحت لعينيه أغصان شجرة الأسكدنيا الهرمة . تسائل في فزع : ــ هل تقوى هذه الأغصان الهشَّة على حمل الثمر؟ وهل هي تثمر بعدما شاخت وولَّت جاذبية زهرها ؟ ها هو عصفوري يرنو بأفكاره ِ نحو هجر عشه القديم الذي أتَتْ عليه عوامل الطبيعة التي لا ترحم حيوانا أو نباتا أو حتى مكان . بدأ يُغرد حزينا بعدما ساقته أفكاره لتغيير نمط حياته حين أصبح وحيداً . فرحيل عصفورته وشريكة عُمْره , وإنشغال كتاكيته الصغار بعششهم وبأمور حياتهم , ولإنحسار جلسات السَمَرْ مع نُدَمائه الى أدنى مستوى عَصَفَتْ بالتناغم الذي كان ينعم به وكَدَّرَتْ صَفْوَهُ . حتى أصبح هاجسه الوحيد مسكوناً بالطريقة التي سَيُمضي بها الباقي من العمر . بدأ يبحث في مواقع ليست نائية . فبعدما عَبَرَهذا الكَمْ من السنين , أصبح غير قادرا على الطيران لمسافات بعيدة كأيامه الخوالي ، عندما كان يافعا يُحلق كالنسور بلا كلل وبلا ملل . يخشى عصفوري العزلة كخشية السجين للحبس الإنفرادي ويرغب أيضا بموقع قريب من أبنائه العصافير كي لا يتثاقلوا بزيارته كلما سنحت الفرصة وواتهم الظروف . ولهاجس يتوَضَّعُ في الجينات الملتصقة بكروموزوماته , يخشى عصفوري أن يُصطاد من قبل أحد محترفي الصيد , أو أن تتعَثَّر قدماه الصغيرتان وتنشبك في فخ هاوٍ غَضّ . لذلك , ترى روحه تهفو للأماكن المأهولة والمُتحضِّرة , والتي إكْتوَتْ بنارالقتل والتقتيل , فهم الوحيدون اللذين يُقدِّرون قيمة الحياة , وهم وحدهم اللذين يَعُون نعمة العيش بكرامة . أخذ يحومُ في الفضاء الرحب , باحثاً عن موقعٍ مناسبٍ لبناء عشه الجديد . طار فوق قِلاع مهجورة , وفوق هضاب تكسوها الخضرة وفوق وديان تغمرها المياه . عَصَفتْ به الحيرة , فلكل موقع , جانباً تهفو إليه القلوب , وجانباً آخر تأنفه الأكباد والعقول . إن حَطَّ بمكانٍ , والجيرة كانت عقبانا وبوم ؟ فوداعاً للنوم قرير العيون . قاده جناحاه وذيله نحو منازل يسكن بها بشر . تريَّثَ قبل أن يهبط فوق سطح أحدها , وكاد أن يبتعد طائرا من حيث أتى . غرَّدَ في سرّه قائلا : ــ إن عهد الطرائد والصيد قد ولّى , وها هم أطفالهم يلهون بالتلفاز وبالأنترنت وبهواتفهم المتنقلة , والقادم أعظم . فلا وقت لديهم , ولا إهتمام لملاحقة عصفور مثلي كان له في الماضي شأن . ولربما من فتات موائدهم ومن ثمار ما يزرعون في حدائق منازلهم , أُرزَقْ؟ وقع إختياره على مزراب قديم , غير مستعمل . بنى عشه في إحدى فتحاته الصدِئة . وقف بباب العش يُغرِّد ويستكشف الجوار , قاده نظره نحو رجل طاعن في السن في الغرفة المطلة على عشه مباشرة . أدرك العصفور , وبحكم الخبرة ما يعانيه هذا الشيخ العجوز . فغرَّدَ هامساً : ــ ان حاله مثل حالي . فترفَّقي به يا أيام . بدأت الصداقة غير المُعلنة بين عصفوري والعجوز تنمو وتتشكَّل مع الأيام لِتأخذ منحىً حميمياً من طرف العصفور , ومن طرف العجوز ايضاً . فها هما يتبادلان تحية الصباح , وتحية قبل النوم , ويتقاسمان لقمة العيش والملح , ويَهيمان مع ذِكرى الأيام العبقة بعطر الورود , ويستذكران الّلَيالي المُثقلة بالغيوم . في يوم من الأيام , جاء لزيارة العجوز أبنائه وزوجاتهم . وقف العصفور بباب عشه يرنو بنظره نحوهم , ومن شدة تأثره , طاف الدمع في عينيه وأبى ان ينزلق خارجاً , فمسح عينيه بجناحيه قبل أن يرمقه العجوز ويسأله عن سبب هذه الدموع . كان الوقت فجرا حين استيقظ العصفور على صوت العجوز وهو يَهِمُّ بفتح نافذة غرفته مع أول دفوق لشعاع شمس الصبح . كان كالغريق الذي يروم الهواء . سقطت من يده حبة الدواء التي اعتاد ان يضعها تحت لسانه كلما انتابته الأزمة الى الأرض خارج النافذة . وكالسهم ...... إنطلق عصفوري نحو الحبة , إلتقطها بمنقاره وعاد لصاحبه . وجده مُمَدَّداً قرب النافذة فاقد الوعي . حاول إدخال الحبة داخل فمه , لم يفلح , حاول محاولة أخرى , وفشل . فجلس فوق صدره يَئِنُّ , ويُنصتُ لدقات قلب خليله وهي تخبو وتبتعد الى مجهولٍ , لم يعد مجهولاً لصاحبه . تواصل أنينه . فبدا كمن يستقبل سقوط الرذاذ في يوم شديد البرودة . أما صاحبه الراقد . ها هو يحتضر في رعايته . لم يفتح عيناً . تَبَدَّى مُتَخَلِّيَاً عن كل شيء . ندت عنه ارتعاشة مبهمة . استقبلها عصفوري برعشة مُمَاثلة ، وكأن روح صديقه العجوز قد عبرت جسده الصغير واستقرت . فصرخ مُغَرِّداً في حزنٍ وألَم . ثُمَّ غادر مُحَلِّقاً يَجُولُ البيوت بيتا بيتا . والاشجار غصنا غصنا . وارتفع عاليا الى دنيا النجوم , مؤملاً أن باب السماء سَيُفتح ذات يوم . وتُرَد الأمانات لإصحابها . فوزي بيترو ![]() ![]() ![]() |
![]() |
#2 |
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif
|
![]() ’.. آختيَآرَ جَميلَ جِدآ سَلمتِ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ وَسَلِمتَ يُمنَآك المُخمليِهَ لِ جلبهآ المُتميز جَزيَلِ شُكِريَ لَروحكُ آلوَرد .. ![]() |
![]() ![]() |
![]() |
#3 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() |
![]()
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي لاحرمك الله رضاه لك كل تقديري واحترامي مجنون قصآيد |
![]() ![]() |
![]() |
#7 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
...., أرواحٌ, العصافير, حاولت |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
علمتني العصافير.. | ريماس دلع واحساس | …»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… | 11 | 04-09-2009 10:18 PM |
![]() |