04-14-2017
|
#2
|

في الضفة الأخرى من الحياة..
ألم أخبركم أني كرهت هاته اللازمة اللعينة.
وكرهت الضفة الأخرى بل وكرهت الحياة..
يمكنكم تجاوز السطر الأول من النص إن شئتم.

المهم أذكر جيدا حين دخلت ملهى ليليا مع صديقي.
في إحدى الولايات الساحلية وقد كنت قررت أن أثمل ليلتها
حتى مطلع الفجر رغم أني لم ألمس يوما.
زجاجة خمر في حياتي..
ستفهمون في النهاية لماذا دخلت ذلك المكان كي أسكر..
اندهشت فعلا حين ولجنا الملهى.
وقد كانت تلك أول مرة أيضا أدخل فيها.
إلى مكان من تلك الأمكنة...
ولم يتجاوز سني وقتها الواحد والعشرون..
الموسيقى الصاخبة وزجاجات الخمر .
على كل الأشكال والألوان.
وأضواء خافتة ثم تشع أخرى ساطعة بألوان مختلفة أيضا.
والنساء ماذا أقول عن النساء وكيف لي أن أصفهن.
أيتها النساء ما من مكان نذهب اليه.
إلا وكنتن فاكهته وملح طعامه وسكر قهوته .
حتى في اللامكان واللازمان في الخرافات.
والأساطير في الروايات والأشعار وكتب الدين المقدسة.
باختصار ما من شيء دون النساء.
كأنهن هن خلقن الكون أو خلق الكون لأجلهن.
فلا شيء حقا يحلو دون النساء..
قلت أني رأيت نساء سافرات متبرجات.
وأنيقات وجميلات جدا إلى درجة يصعب عليك.
أن تختار امرأة بينهن..
قلت لصديقي تبا هل كل العاهرات جميلات مثلهن.
وقد كان صديقي يكبرني بثلاث سنوات.
ويملك الكثير من المال لأن والده كان من كبار أغنياء المدينة.
فكانت لديه خبرة في الميدان
على حد تعبير الرياضيين والساسة وفقهاء الإقتصاد..
قلت أني لما سألت صديقي سؤالي الذي بدا له.
من السذاجة بمكان ضحك مستهترا.
وقال لي بل قل كل الجميلات عاهرات يا صديقي .
أذكر جيدا أني كظمت غيظي.
وسألته كيف ذلك فرد مبتسما ..
لولا جمالهن الذي غرهن ما وصلن أبدا إلى هذا المكان...
تذكرت لحظتها المثل الشعبي القائل .
الشين حامد ربي والزين طاير..
ثم تذكرت نفس المثل لكنه يقال بالمقلوب.
الزين حامد ربي والشين داير جنحين...
في الحقيقة لم أستسغ كلام صديقي.
ولكني كتمت ذلك في صدري ولم أعقب لحظتها....
إنما أردت أن أقول أنه ليست كل الجميلات عاهرات.
كما يعتقد صديقي الغبي.. الغني..
لأن أخته الغنية الغبية كانت من أبشع فتيات الحي .
ولأنه ربما لم ير الجمال إلا في الملاهي.
التي لا يعرف أماكن غيرها.
ولا يعرف شيئا عن الفقر والعوز ..
كثيرات جدا هن الجميلات يا صديقي.
ولم يكن يوما عاهرات.
هكذا رددت عليه أخيرا وسكبت على قميصه.
كأس النبيذ نكاية في قميصه الذي كان ثمنه.
يساوي ثمن ثيابي التي ألبسها.
ثم انصرفت من الملهى ومنذ ذلك الوقت.
لم أقترب من تلك الأماكن كي لا تشوه صورة الجمال.
في ذهني لأني كنت ولازلت.
أرى حبيبتي أجمل نساء الأرض..
حبيبتي التي سجنوها عنوة داخل ملهى محترم جدا.
يسمى مجازا بيت الزوجية..
الليلة أشعر بشوق غريب يشدني لأسهر.
في ملهى حقير جدا وأثمل حتى مطلع الفجر..
لكن ليته يكون دون عاهرات.
فلازلت أرى حبيبتي أجمل نساء الأرض...
ـــــــــ
الراعي/ مباشرة من الملهى الليلي المسمى غرفتي..
رَاعِي غَنَمَ..®
|
|
|
04-14-2017
|
#3
|

أن تقتل الأشياء قبل أن تقتلك..
أن تنجو من ظلمة الفكرة بقسوة الكره.
اليأس الحيّ طريق أسلك من الأمل الميّت..
كن أنت.. أنت.. ربّ المشيئة في المحدود ..
كي تذبح إرادة العبث..
لم يزل قلبك ناي الرّيح..
تنهيدة امرأة مسّها وحي اللذة..
لم يزل قلبك طراوة أغنية في لسان طفلة تتهجّى المشي.
تأتأة اللمبة تحت هزيم الرّعد.
لم تزل أنت كما ولدتك الحكاية في أول الحبل.
صهيل الخيول وهي تعود ملوثة بدماء فرسانها.
البكاء الشفيف لسيّدة فوق رصيف السفر.
تلويحة اليد وهي تتعثّر بالحنين..
لم تزل بعض وشم الغناء في حنجرة دوريّ الشتاء.
وهو يقيس المسافة بين عشّه ومنفاه..
يا صانع الأحلام
أنت لحم الحلم الحيّ..
العين السحرية طفلة الأبواب المدللة
تكشف الماوراء وتمسح عنه غبار المجهول.
بقماش المعلوم من المعرفة.
العين السحرية هي عين الكاتب أيضا
تلك العين التي تلتقط ما تتخلى عنه أعين النّاس
فتات الحياة الذي يشكل اللاشيء
الهوامش العارية من المعنى الفقر الأعمى..
حين أمرّ على ما خلّفه الناس.
وراء خطى سيرهم من توافه صغيرة وتفاصيل دقيقة.
أضحك من عمقي وأتساءل بحيرة عاشق.
كيف لم يتنبهوا إلى كل هذا..
علبة سجائر فارغة مثلا على رصيف بارد.
امرأة تتسوّل الحب من غير أن تمد قلبها.
على عتبة باب روح رجل.
شاهد مقبرة قاتله البلى..
يُسقني شهقة من خمره
قد أقسم أن أمرا يحدث قريبا مني
لا تصدّق أولئك الذين يكتبون من شبع أيامهم وغنى لياليهم
الكتابة بنت الحاجة والعسر والعوز
وكلما أغرقتَ ريشة الكتابة في دم وجعك.
كلما كان ورد الكتابة أَنْضَر.
رَاعِي غَنَمَ..®
|
|
|
04-14-2017
|
#4
|

ومما سبق القلم خطه ..
قالت الحب ليس خطيئة وممارسته لا تخطيط لنا فيه
هو أشبه بخطوط الكفّ بعضها يتلاقى والبعض يتباعد
فهيت للتوحد روحا وجسد..
أن تحبك امرأة هذا يعني أنها وصلت لأقصى أعماقك
لذلك ستمنحك اعماقها أيضا كي تسبح حرّا
وستجاهد كي تثبت علنا صحة ما توصلت إليه
لا العرف ولا أي سلطة يستطيعان تغيير دفة هذا الحب
وحدهم العاشقون من يستطيعون دفقه أو وقفه
ثم التفتت إلي ورفعت رأسها قليلا عن صدري
وقد ثبّتت بصرها بعيني وأتبعت في تحسر لن نبذل عطرنا هباءا
ألسنا شهداء أعرافنا..
كان الوقت يميل للمغيب
الشمس تختفي بسرعة وبدأ الظلام يحتفي بخلوتنا
كنت أبصر أطيافا تبرز من أعالي
أطلال خميسة
وهي تحوم باتجاهنا والشرر يتصاعد منها كالشهب
يقولون أن خميسة بلاد الود
هذا ما أحسست به كان هناك من يراقبنا
كلما تواعدنا ويطيل النظر لشدة قربنا واتصالنا
أشعر كأنّني أخنق بشدة أو أن الهواء..
قد انقضى حولي فلا أصلني بأنفاس
لذا كنت أشدّ على صدري وأسعل جانبا
أتذكر أنني كنت أخفي هذا فاضغط بمنديل
على فاهي كي لا أصدر ضجيجا يكشف تواجدنا
كنت أعرف حزنك ذاك حين صرعي
كنت أرى دمعتك التي تتوارى خلف الظلام
بل كنت أرى بصيص عيناك تلمعان
كلما وقعت أنوار النجوم بأحداقك
لما انتهت نوبة السعال نزعت المنديل
عني فأبصرته ملونا ببقع دم كبيره
أخفيتها في وجل
لا أعرف لم أتعكر بمجرد ذكر المستقبل
تنهدت في أسف وقلت تأخر الوقت
ويلزم إعادتك قبل المغيب
واحد إثنان .. في قلبي ثلاثه
لا تلومي صار قلبي مثل هيئات الإغاثهْ
كلّما واعدت أنثى
يركض الإبداع في فوضى وجودي
يغصب الإبداع من همّي و أنفاسي لهاثهْ
أمتطي ظلّي براقا سائما ..
أنجو بروحي من أحاسيس الرماثه
رمّمي وجهي قليلا
فأحافير الهوى بستان ضوء
يزرع الأوجاع في غيبي بلا أدنى حراثهْ
وسماد العشق يشكو خصب فكري
ينزوي في كبريائي
يحتسي أكواب وجدان مرير
ويصلّي في دموعي بين أهداب الدماثهْ
إن قلبي ليس قلبي
إنه قرصان إيمـان وطهر
إنه عرجون ذوق يتدلّى من وريدي
يمنح الموتى حياة من تخاريف الثواني
كان قلبا بالوراثه
غير أن العصر أهدى نبضه فيض الغثاثه
علّميني كيف أهوى حين أهوى
لم يعد لي موقع في أمنيات الصبر يهذي
صرت طفلا من حنين
صرت نايا دون لحن في تفاصيل الحداثهْ
صرت عصفورا بلا عشّ ..
تجافيني فراشات التجلّي
ألبس التكوين في أبهى رثاثـهْ
عندما أثّـثتُ قبري بعثر الماضي أثاثـه
قلّبي قلبي لعل النخل يصحو
إنّما ذاتي التي حالفتها قطعان همس
ضيّع التهميش راعيها ..
فجاءت من حضيض العشق تسعى
نحو حب منهك ألغى الهوى يوما تراثهْ
دماء الضوء تركض في تعابيري
وأحقادي بـلا حقد
و وجهي لوحة للموت تكدح في جدار غدي
وأوجاعي طقوس خطيئة تابتْ
وما تابت أساطيري
أعلّق وشم دالية الرؤى الأخرى بأوردتي
وأزرع قمح إبداعي بأقصى ردّتي الذبلى
أقـول لآخر الحبّات في لغتي
بأنّ الشعر ينبـع من أحافيري
وأن ربيعكـم هذا فيوضاتي التي نهشت
وأحلامي التي نبشت
فما تحكي لكم عني أزاهيري
وعطر الصمت تلعق همّـه الطافي تباشيري
كأنّي لَم أكن جسدا
ولا كانت تغرّد للهوى الأبهى عصافيري
ولا نقرت رزاياكم مناقيري
أقـول لكم ..
وما قولي سوى نخلات همهمة
وثغـر الجلنار يلامس الأسلاف في شفقي
يلوّنني بلا لون
بـأنّ..الله ..تعجبه مناشيري
و يتلو آل داوود الكرام هنا مزاميري
أقـول لكم ..
بأنّ الروح طاقية الجمال لنا
وأن صلاتنا الخضراء أطول من طفولتنا
وأن وجودنا عدم لذيذ ..
يشتهي الأحزان والأحزان تعشقه
وأني مؤمن جدا
أغمس قلب قلبي في مقاديري
لأنّ الشِعر أرضعني حليب الفطرة الأولى
ويوم البعث أبعث أمة وحدي
ترافقني معاذيري
أقـول لكم ..
بأن الماء أعذب في نوافيري
وأن الضاد ريح حرّكت كسلى نواعيري
شفتي منديل صمت
هذيان الماء مشغول بظلي
صفقة للصبر تلقيني بيـم الشكّ ريما
دعوة أخرى لفوضى أمنياتي
كـبرياء عابر ..
يرتاح في رزنامة الأحـلام طفلا
في تعاريجي يصلي
دسّني النسيان في ذكرى التجلي
فلسفتني النار فردوسا ..
وكأس الموت عطشان الثواني
يرفض القبر المعافى رمتي الملأى حياة
نحو نحوي ألف إجحاف يولي
حينما أمسى الأنين المحض خلي
كنت لي أنفاس فجر
في زفير الضوء يمضي نحو أعقاب التدلي
لا تنامي أيقظي الصحراء ..
ردي ناقتي السمراء منْ أقصى غيابي
أخلطي بعضي بكلي
إنّني أخلاط حب في أباريق التشظي
هيكلي الحسي موقوف التسلي
حبّة القمح التي أمستْ رغيفا لَم تعد تبكي ..
وأنقاض الربيع الضحل عمق
ينزوي في عمر فلّي
ملّ منّي نصف ميلادي ونصف النصف ..
ملّ الآن من ماضي غدي الآتي من قبو ذاتي
ملّني الشيطان رملا .. لا تملّي
قَد تخلى عَن عذاباتي التخلّي
قاب قوسين ..
الصدى المخروط يدنو من ضميري
ربّما غيري .. غياري
ربّما نفسي التي واعدتها ليست تعيني
والهوى المسكين مربوط بحلّي
يمتطي معنى التدلّي
قال..لي يوما لعلّي ألتقي قلبي لعلّي
قلت عفوا ..
ساعتي الخنساء مزجاة التهاني
والدم المنفيّ في أقصى شراييني مُعاد
في ندى ودّي و غلّي
وجعلت لي صومعة لا تطل على الحياة
حين ظننتني أجيد التقرب
أتهجّد ذاكرتي ولساني يتعجّل الحفظ
على الجانب المقابل لعين قطار المكان
الذي أرّخ لقاءنا بين صخوره الصماء
أين نحتت اسمك على ذاكرتي ظهرت
نافورة متوهجة تحيط بتمثال لملك حبّ
ذي أجنحة بيضاء يقف على قدم ويفرد الأخرى
كان يبتسم ويشير لنا في زمن ما
أفتح بابي وأطلّ بالمدى
وفود العشاق حضروا من كل فج
وبات الملك يستحي لعلن الحبّ
وأضحت عيننا كمنتجعات المعمر
برقاص قبلات وعناق وخطايا بالصباح ونباح نحو اللامباح
كيف لأصابعي أن تشتاق لملامحك هنا
والمكان يهجر نفسه..
أبحث عن ماء لا يشعل خاطري
أختارك وأختار حضنا لا يشبه الأحضان
كأن تحضن امرأة لا تفكر أنها أنثى للمضاجعه
تحضنها لأنك بحاجه للهدوء
في حاجة لأن تطمئن بوجودك
إيه ستروي عين قطار عنّا ذات يوم
الأماكن لا تنسى قدسيتها
أمام أي طريق سيار أو أي رداء إسفلتي لها
حتما ستذكرنا بخير
لا أشعر أن الحب سيغادرني وأنا أنتقل لحياتي الخالدة
لذلك أحاول رفع الزاد
كأن أراك مغمض العين
وأتتبع ملامحك بأصابع يدي
أرسمك كما أنت عارية من أي لون
عارية من كل نافورة لا تسمن الرائي
ولا تغني العطشى
رَاعِي غَنَمَ..®
|
|
|
04-14-2017
|
#5
|

النافذة تزحف بصرير واهن نحو الجدار
تدفعها يدٌ بيضاء خرجتْ من قلب العتمة
ثم تلاها وجهٌ باستدارة بدر.
غمرتني نجوى الحنين وتزاحمتْ نفسي في ظلمات السؤال
لا موعد بيننا ولا أمل في وصلٍ
فكيف تناسلتْ الدنيا بكل هذا الشذا..
حفيف الثوب موسيقى سحرية
جسدها يُلهم المكان
والسرير الذي نام على الطّوى عاد فاستيقظ على نداء فواكهها
لم تقتربْ لأطير بأجنحة الأمل ولا ابتعدتْ
لأغرق في وحل اليأس
بدا مكرها كمكر فراشة تحوم حول قنديل
فاشتعلت روحي بما يكفي لبعث الجحيم
وليأسها منّي قالت..
لأجل حلمك الجميل سوف أكافئك.
لكنني لم أحلم منذ أمد طويل.
فماذا تسمّي ما أنتَ فيه
الحقّ أنه ليس حلمًا
هذا عين الواقع بكل ثقله أرى النافذة على حركتها الوئيدة
تملأ صمت الليل بصرير واهن
كما رأيتُ اليد البيضاء وهي تمتد
أصابعها بتلات أزهار
تخرج من رحم الظلمة فيشعّ النّور
كل شيء يبدو حقيقيًا
أرى وأشمّ وأسمع وألمس وأتذوّق حلاوة شهد اللحظة
وكي أقطع الشكّ باليقين..
مددتُ يدي محاولاً سجن ثوبها علّي أثبتُ لي ولها ..
أنّ الأمر واقع وحقيقة لا سبيل إلى نكرانهما
لم تمهلني لأعرف
انسحبتْ بحركة مفاجئة
طارت كما تطير راقصة باليه
وهي تهمس..
الخيال الخصب لا يستحقّ صاحبه إلاّ رشوة.
وما تلك..
أضافت غير حافلة بسؤالي
أو على الأرجح ما ستعتقده رشوة
ولكنها في الحقيقة مكسب لي.
قلتُ بتصميم
سيحفّزني ذلك أكثر لنرَ..
أريد أن أغفو في حضنك لن أدعك تنام وحيدًا بعد الليلة.
بدتْ بعيدة
وبقدر المفاجأة كانت ردّة الفعل
الهدوء الذي يسبق العاصفة
الصمت العاجز الذي يمنح الحياة لأقل نأمة
فظيعٌ صرير النّافذة وهي تتلكّأ في سيرها نحو الجدار..
استلقي ومد ذراعك لأغفو قليلاً..
استلقيتُ في نداء الغيبوبة
عضّتني الحاجة في ظلام نفسي
فأدركتْ بخبرة الأنثى ما أريد.
الجو بارد وعاصف..
كانت تلك إشارتها لأبدأ إلاّ أنّ مقبض النّافذة
كان قد انتهى إلى ارتطامه بالجدار في صفعة مدوّية
أفسدتْ كل شيء.
رَاعِي غَنَمَ..®
|
|
|
| | | |