خالد وانج الصيني .. من البوذية للإسلام !!!!!!

خالد وانج الصيني .. من البوذية للإسلام !!!!

ترجمتُ قصص القرآن ... وحياة محمّد صلى الله عليه وسلم قبل إسلامي
الصينيون : في حاجة لترجمة معاني القرآن
رحلة الإيمان .. من الشرك إلى الإسلام .. رحلة شاقة كلها متاعب .. مصاعب .. قد تطول .. قد تقصر .. لكنها في النهاية رحلة طيبة .. حيث يجد الإنسان نفسه في حضن الإيمان ومعية الله .

خالد وانج .. صيني الجنسية ..
أحدث فرد في قافلة الإيمان بحث عن الإسلام .. في الصين .. في مصر .. في سوريا .. قرأ كتب التاريخ الإسلامي .. تعلم العربية .. ترجم كتب إسلامية وفي النهاية .. دفعته قناعته إلى القاهرة .. وأمام الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ( سابقا ) أعلن براءته من الشرك .. ونطق بالشهادتين أمام فرحة المتواجدين في مكتب شيخ الأزهر .
" ليلة القدر " التقت بخالد وانج .. وأجرت معه هذا الحوار السريع :
واضح أن رحلة إيمانك طويلة .. بل كانت عن تجارب .. نريد أن نتعرف على هذه الرحلة ؟
أولا: أنا إنسان عادى .. كنت أدين بالبوذية المنتشرة في الصين والهند وغيرهما من الدول المجاورة ، ورحلة الإيمان وبكل صدق بدأت منذ عشرين سنة، عندما تعلمت اللغة العربية في " بكين " في أحد المعاهد هناك ، ثم انتقلت إلى جامعة دمشق .. وتعلمت في كلية الآداب وأصبحت لدى حصيلة كبيرة من مفرادتها .
وعملت مترجما من اللغة العربية إلى الصينية ، والعكس .. في هذه الفترة قمت بترجمة كتاب " قصص القرآن " لأحمد مورو ، ثم ترجمت كتاب " حياة محمد " وأبو بكر الصديق للدكتور محمد حسين هيكل .. وطبع من هذه الترجممات العديد من الطبعات ولاقت رواجا واسعا في الأوساط الإسلامية الصينية .
ومن خلال دراستي للغة العربية وترجممتي لهذه الكتب الإسلامية تعرفت على القرآن ، والحديث النبوي الشريف .. وأخذت أتعمق أكثر وأكثر في الإطلاع على كتب التاريخ الإسلامي .. حتى تولدت لدى قناعة داخلية بصدق الإسلام .. وأنه الدين الحق .. لكن كان هناك شيء ما بداخلي .. يؤجل اتخاذ القرار .
(دراسة التاريخ) :
لماذا كان اهتمامك بترجمة كتب التاريخ الإسلامي ؟
أولا : أنا محب جدا لدراسة التاريخ بصفة عامة .. وعندما تعلمت العربية .. وخاصة دراستي فى سورية اطلعت على كتب التاريخ الإسلامي ووجدت في هذه الكتب مادة تاريخية صادقة .. يجهلها المسلمون في الصين ، كما أنى وجدت فيها المعلومات الإسلامية الوفيرة عن تاريخ الإسلام .. وحركة الرسول صلى الله عليه وسلم في نشره للدعوة كما أدركت الحقيقة الهامة التي يتجاهلها المفكرون في الغرب .. الإسلام انتشر في ربوع الأرض بالدعوة .. لا بالحروب كما يدعى البعض ..
في الحقيقة هذه الكتب تضم مادة عظيمة عن تاريخ الإسلام وعظماء الإسلام .. الرسول (صلى الله عليه وسلم).. الخلفاء الراشدين.. أبو بكر وعمر .. وعثمان وعلي .. وعندما علم المسلمون بالصين بوجود هذه الكتب .. أخذوا يتصلون بي وجعلوا مني مدرسا للدين الإسلامي .. وكنت وقتها على ديانتي البوذية .. ولذلك عينت للتدريس في معهد العلوم الإسلامية في بكين ، وكان المسلمون في الصين وفى المعهد يسألونني في شتى الفروع الإسلامية ، حتى الأئمة والدعاة كانوا يتجهون إلىّ لكي يسألونني في القرآن والحديث لأنني أجيد العربية وأفهمها .. وهم لا يعرفونها .
(الفاروق عمر) :
هل ترجمت كتبًا أخرى .. ؟
نعم ترجمت كتاب الفاروق عمر .. لكن لظروف عملي خارج الصين لم يتم طبعه . وأنا في شوق لترجمة الكتب الإسلامية للغة الصينية .
نعود .. لقصة إشهار الإسلام ..
رغم هذا النشاط الإسلامي والترجمات التي قمت بها إلا أنك أخرت إشهار الإسلام فترة طويلة لماذا؟
نعم .. تأخر القرار فترة طويلة .. وهذا يعود إلى عدة أسباب :
أهمها : أن ظروف الحياة .. وتنقلي من عمل إلى عمل آخر .. وسفرياتي خارج الصين لم تترك لي فرصة للخلود إلى نفسي ، ولم تعطني الفرصة كي أمكث مع نفسي أفكر في هذا الأمر .
و هناك عامل آخر خارجي ..
حيث إن في الصين 56 قومية لها 10 قوميات كلها مسلمون .. هذه القوميات الإسلامية لا تعترف بأحد خارج عنها بل لا تهتم بمن يسلم من القوميات الأخرى .. فهي متقوقعة.. ولا تقبل الوافد عليها .
طبعا .. فهم لن يعترفوا بإسلامي .. ولم أستطع إشهار إسلامي هناك .. حتى حضرت إلى القاهرة كي أعلن إسلامي في الأزهر وأعود إليهم من الأزهر مقبولا لديهم .
(زوجتي فى الطريق) :
وماذا كان موقف الأسرة ؟
أسرتي : هي زوجتي !!
وابني - 30 سنة !!!
ومتواجدان في الصين وعندما أشهرت إسلامي هنا في القاهرة اتصلت بها .. وأخبرتها بذلك فباركت لي هذا المسعى ..
أما ابني فلم أكلمه في هذا الأمر ..
وإن شاء الله حينما أعود سأعرض عليهما الإسلام .. بقيمه وأخلاقه .. بتوحيده وأنا واثق بأن زوجتي سوف تشهر إسلامها فور العودة .. أما ابني فسوف أعرض عليه فقط وأترك له القرار .
(أنا واثق) : !!!
من أين جاءت هذه الثقة .. ؟؟؟؟؟؟؟؟ من أن الزوجة سوف تتبعك في الإسلام ؟؟؟
من كلامها معي عبر الهاتف .. ثم إنّ الزوجة عندنا دائما تتبع الزوج .. ولا أظن أنها ستخالفني .
وماذا تصنع حينما تعود للصين ؟
لقد خرجت من الصين بوذيا .. وسأعود إليها مسلما ..
سأعود بدين جديد .. واتجاه جديد .. فكل ما أستطيع أن أقوم به - هو ترجمة الكتب الإسلامية والأحاديث النبوية للصينية .. حتى يقرأها المسلمون في الصين.
ولقد اتفقت مع المسئولين في الأزهر - على ترجمة كتيب صغير عن التعريف بالإسلام .. المبادئ الإسلامية .. العبادات .. الأخلاق .. وسوف يقوم الأزهر بطبعه لتوزيعه على من يريد الإسلام من المتحدثين بالصينية .
(مسلمون بالفطرة) : !!!!
بالمناسبة .. نريد التعرف على أحوال المسلمين في الصين ؟
المسلمون هناك .. مسلمون بالفطرة .. لا يعرفون عن الإسلام إلا القليل النادر ..
لا يقرؤون القرآن ---- لعدم معرفتهم بالعربية ..
والمعلومات الإسلامية خافية عليهم ويعود ذلك :: لعدم وجود كتب إسلامية باللغة الصينية ..
ولذلك أناشد إخواننا المسلمين في البلاد العربية بالعمل على وضع ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الصينية .
ما الذي وجدته في الإسلام دون غيره ؟
أنا كنت أدين البوذية.. والبوذية يعبدون الأصنام الصماء التي لا تنفع ولا تضر .. وهذا الأمر غير مقبول بصفة عامة .. وعلى وجه الخصوص فى عصرنا الحاضر .
ولما نظرت إلى المسيحية .. صدمني التثليث الذي لم افهمه ولا يستطيع أحد أن يفهمه حتى المسيحيون أنفسهم .
ولذلك كان الإسلام .. الذي نهى عن عبادة الأصنام .. ودعا إلى عبادة الله الواحد الأحد .. الصمد . الذي لم يلد ولم يولد ..
أضف إلى ذلك : أن الإسلام يضم قيمًا وأخلاقًا فريدة .. كفيلة بأن تجعل المسلم - منسجما مع نفسه .. مع أسرته.. مع مجتمعه، وكذلك يرقى الإسلام بالمجتمعات إلى السمو والرفعة والحضارة .
ولو التزم المسلمون بالإسلام .. بقيمه .. بـأخلاقه لكانوا أرقى الأمم ، وأسماها . !!!!!!!

ماذا تعمل الآن في القاهرة ؟
انتهيت من العمل في التجارة .. واستيراد البضائع من الصين .
إذن .. فقد تركت العلم .. والترجمات ؟
أبدا .. فقد خصصت لنفسي يومين كل أسبوع أخلد فيهما للعلم والإطلاع حتى لا أضيع ..
ما أمنيتك الآن ؟
أن أحج العام القادم ..
وأقف أمام الكعبة ..
فكم أنا في شوق للصلاة في المسجد الحرام ..
الذي انطلقت منه الدعوة الإسلامية إلى جميع دول العالم .