![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن أطيب ما أكل الرجل من كسب يده عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم (ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يديه، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده)رواه البخاري، (ما أكل أحد طعاماً قط) يعني،لا من ميراث، ولا من هبة، ولا من قِرى وضيافة، ولا غير ذلك مما يصل إلى الإنسان، (خيراً من أن يأكل من عمل يده) يعني،من مهنته والعمل الذي يزاوله بيديه، والصنعة التي يقوم بها، وهذا كما أنه يدل دلالة ظاهرة واضحة فيما نحن بصدده من الكلام على المكاسب وأن الإنسان يتعفف ولا يسأل الناس ويستغني عنهم، لا شك أن الذي يُعلم الناس مجاناً أفضل من الذي يعلم بمقابل، مهما استطاع الإنسان أن يستغني وأن يأكل من عمل يده فهذا هو المطلوب، وأسوأ شيء هو أن يعمد الإنسان إلى الآخرين فيسأل منهم أن يعينوه أو يعطوه أو نحو ذلك، الإنسان لا ينبغي له أن يعلق نفسه بالمال،فيتطلع إليه أو يسأل،لأن ذلك يؤدي إلى ألا يكون له هم إلا الدنيا،والإنسان إنما خُلق في الدنيا من أجل الآخرة،قال،تعالى﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا،وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾الأعلى، كان ابن عمر،رضي الله عنهما،لا يسأل أحدًا شيئًا، وإذا جاءه شيء من غير سؤال قبِله، وهذا غاية ما يكون من الأدب، ألا تذل نفسك بالسؤال، ولا تَستشرف للمال وتُعلِّق قلبك به، وإذا أعطاك أحد شيئًا، فاقبله،ولكن لا تسأل، إلا إذا كان الإنسان يخشى ممن أعطاه أن يمنَّ به عليه في المستقبل،فهنا يرده، وينبغي للإنسان أن يأكل من عمل يده، ويتعفَّف عن السؤال، وأن يكتسب ويتَّجر،لقول الله،تعالى﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ﴾الملك،أي،في أنحائها، ﴿وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾أي،ابتغوا الرزق من فضل الله،عز وجل، ولكن لا يُنسينك ابتغاؤك من فضل الله ذكرَ ربك،ولهذا قال﴿ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ما ثبت في صحيح البخاري،أن داود،عليه السلام،كان يأكل من كسب يديه،وكان داود يصنع الدروع،كما قال الله،تعالى﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾الأنبياء، ،فكان حدَّاداً أما زكريا، فكان نجاراً يعمل وينشر ويأخذ الأجرة على ذلك، وهذا يدل على أن العمل والمهنة ليست نقصاً لأن الأنبياء،عليهم الصلاة والسلام،كانوا يمارسونها،ولا شك أن هذا خير من سؤال الناس، حتى إن الرسول،عليه الصلاة والسلام،قال(لأن يأخذ أحدكم حزمة من حطب على ظهره،فيبيعها،خيرٌ له من أن يسأل الناس،أعطوه،أو منعوه) أن هذا هو الخُلق النبيل،ألا يخضع الإنسان لأحد،ولا يذل له، بل يأكل من كسب يده،من تجارته أو صناعته أو حرثه،قال، تعالى﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ ولا يسأل الناس شيئً، فهذا يحث على كسب الحلال،والحرص على طلب الحلال، وأداء الأمانة في العمل،و الحث على الأكل من عمل يده والتعفف به عن السؤال والتعرض للإعطاء، كان دواد، كان ملكاً فهو مع المُلك، والمال والتمكن في الأرض ومع ذلك كان لا يأكل إلا من عمل يده، وداود،ألان الله له الحديد، وعلمه صنعة الدروع، وكان يأكل من هذه الصنعة،ولهذا قالوا،إن داود،كان حداداً مع كونه ملكاً، فهذا يدل على فضل أكل الإنسان من عمل يده، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(كان زكريا،عليه السلام،نجاراً)رواه مسلم، وقيل،إن نوحاً،كان نجاراً،وإنه أول من اشتغل بالنجارة وإن الذي علمه إياها هو جبريل،عليه السلام، وأما داود،فالله عز وجل،علمه كيف يصنع بنص القرآن، الدروع السابغات،قال(وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) سبأ،وهي المسامير بحيث لا تكون ضيقة فينكسر، ولا تكون واسعة فيحصل بسبب ذلك الخلل ولا تؤدي هذه الدروع المطلوب منها، وإنما يكون فيها مرونة من غير اتساع زائد في مقدار موضع المسمار ومن غير ضيق زائد،علّمه الله،عز وجل،فهذه أعمال شريفة زاولها الأنبياء،عليهم السلام، واليوم الناس صاروا يأنفون منها، بل الرجل الذي يزاول هذه المهن في مجتمعنا كالحدادة والنجارة ونحو ذلك لربما يُنظر إليه بشيء من الانتقاص فلا يُزوّج، ويرون أن هذا من الأمور الوضيعة الدنيئة، وهذا غلط، وقال الله تعالى(فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)الجمعة، وهذا يدل على أن العمل والمهنة ليست نقصاً،لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يمارسونها،ولا شك أن هذا خيرٌ من سؤال الناس،أن هذا هو الخلق النبيل،إلا يخضع الإنسان لأحد،ولا يذل له، بل يأكل من كسب يده، من تجارته أو صناعته أو حرثه، قال تعالى(وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ)المزمل، ولا يسأل الناس شيئاً، اللهم ارزقْنَا رزقًا حلالاً طيبًا وبارِك لنَا فيهِ واجعلْنَا مِنَ الشاكرينَ،وأعنا على تحريه, ويسر لنا سبله،وجنبنا الحرام وباعدنا عنه ونجنا منه،واكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك. ![]() |
![]() |
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
![]()
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك
|
|
![]() ![]() ![]()
|