لا أحد يراقب تصرفاتك مثل أطفالك
[align=center][tabletext="width:80%;background-color:darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][tabletext="width:70%;background-color:white;"][cell="filter:;"][align=center]
حين انتهيت من المرحلة الابتدائية انتهى والدي من بناء عمارة سكنية من خمسة أدوار.. أذكر أنه كان يجلس أمامها في الشارع لينظر إليها بكل فخر واعتزاز.. وفي أكثر من مرة شاهدت الناس يتوقفون ليسألوه إن كانت لديه شقق للإيجار؟.. وذات يوم توقف رجـل (يرافقه طفل أصلع) ليسأله عن شقة فارغة.. تحدثا طويلا حتى سأله عن أفراد أسرته فقال الرجل: بنتان، وهذا الولد، وحرمة (أعزك الله).. اختفت ابتسامة والدي وأشاح بوجهه بعيداً بمجرد أن قال "أعزك الله" .. لم يجب عليه ولم يعـد يكلمه أو حتى يرد على أسئلته حتى غضب الرجل وقال "إيش فيك صاير أصم، ليش ما تكلمني؟".. ظل والدي صامتاً لا ينظر إليه حتى يئس الرجل وغادر مع ابنه الأصلع دون أن يفهم سبب هذا التغير المفاجئ...
... وللأمانة؛ لا أذكر أن والدي تحدث معي في يوم من الأيام عن حقوق المرأة أو أهمية احترامها، ولكنني تعلمت من خلال موقفه هذا وجوب احترام المرأة واحتقار كل من يحتقرها أو يستبق ذكرها بكلمتي "أعزكم الله" أو "أكرمكم الله"..
وأكاد أجزم أنك مثلي تتذكر لوالديك مواقف نبيلة وجميلة أثرت فيك حتى اليوم.. مواقف لم يحدثاك عنها أو ينصحاك بفعلها ولكنها تركت فيك أثراً لا ينسى..
هذا ما أدعوه التربية بالقدوة الإيجابية.. أن تتصرف أمام أبنائك بأخلاق رفيعة تغنيك عن ألـف نصيحة..
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[/align][/cell][/tabletext][/align]
|