تهذيب النفس

تهذيب النفس ظƒظٹظپظٹط©_طھظ‡ط°ظٹط¨_ط§ظ„ظ†ظپط³.jpg
إذا كان لدى الإنسان رغبة في تهذيب نفسه، فيجب أن ينتبه إلى الطرق التي يمكن استعمالها للقيام بهذا الأمر، وسنقوم بشرح هذه الطرق فيما يلي:
أ – وقاية النفس: وهي التي تعني توخي في بادي الأمر بالحيطة والحذر، والحذر من كل ما يتسبب في الوقوع والخلود المعاصي والأخلاق البذيئة، وهي تعتبر من أفضل وأسهل الطرق لتهذيب النفس، وذلك لأن النفس بطبيعتها الفطرية قبل إصابتها وتعرضها للدوافع تكون في الغالب أكثر جاهزية للتخلق بأخلاق التي أمر الله بها سبحانه وتعالى وأكثر انجذاباً وإقبالاً لأعمال الخير، وتكون لها قدرة على مجابهة إغراءات وشهوات ورغبات الدنيا التي تتضافر مع ووسوسة الشيطان، لذا فإن ترك المعاصي يساعد بشكل كبير في مقارعتها والتغلب عليها والعودة السوية لله عز وجل.
ومن هذا المنطلق فإن عمر الشباب يعد العمر المناسب جداً للقيام في هذا الأمر، حيث يجب ألا يكون قد دخل وغاص الإنسان في بحور الشهوات و حصل التلوث بحبِّ الدنيا في هذا العمر على وجه التحديد.
ب - الإقلاع المباشر: لو افترضنا أن الوقاية لم تحقق نتائج ايجابية بشكل كامل، وابتلى الله الإنسان بالمعاصي والآثام وسوء الخلق، ففي هذه الحالة إن أفضل طريقة لعلاج ذلك هو الإقلاع المباشر ودفع للمعاصي بعيداً، والتوبة النصوحة المباشرة بصورة قاطعة مع وجوب وجود وإرادة قوية، والتغلب على وساوس الشيطان و ما تمليه النفس الأمارة بالسوء على الإنسان من أفعال توجب غضب الله وسخط بشكل جذري، وقد يحدث هذا الأمر نتيجة لقراءة أو سماع آية قرآنية أو حصول حادثة أو موت إنسان ما أو غير ذلك، ويمكن أن ملاحظة هنا عملية التحول الكبير والسريع اللذان يحصلان في حياة إنسان بعيد كل البعد عن الله ومن ثم عاد إلى الله عز وجل.
ج- ترك المعاصي والآثام بشكل التدريجي: إذا لم يكن لدينا قدرة على تهذيب أنفسنا مرة واحدة، فأنك تستطيع أن نقوم بذلك بصورة تدريجية، بأن تعمل على ترك ذنب أو عدة ذنوب، وبهذه الطريقة نكون قد بدلنا المسار الخاطئ الذي زرع في قلوبنا إلى مسار صحيح ، ومن ثم نقوم بترك ذنب آخر، وعلى هذا المسار إلى أن نكون بعد فترة قد اقلعنا تماماً عن كافة الذنوب، ونزعنا الصفات السيئة من أنفسنا، وقطعنا الطريق الواصل للمعاصي مع للشيطان، وتقلل من حدته وتضعف دوره في إيقاعنا بالمعاصي والآثام، وهنا تتربى النفس البشرية على الطاعة بشكل اكبر من تركها بصورة مباشرة.