|
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 34 الفصْل الثَّاني
بسم الله الرحمن الرحيم تَوكلتُ على الله الجزء الرابع و الثلاثون الفصْل الثَّاني الليلة الماضية طُوفان من زُرْقة مُفْجِعة تَلَقَّفت ملامحها و صدرها يَكاد يَجزم أنَّهُ سَمَع دَوي تَكَسُّر الأنفاس بين أضلُعِه..فَغَر فاهه و استيعابه تَعَثَّرَ بِصَخْر منظرها ذو النتوء الواشمة ذِكرى لن تُمحيها يَدُ الحياة..اجتذب جسده بهَلَع مُتَحَرّراً من استلقائِه و هو يَراها كيف تُجَاهِد الاختناق المُحتَكِر عُنُقِها..تَلَقَّفَ ذراعيها ناطِقاً بتَخَبُّط،:حنيــن اخذي نفس "صَرَخ يُنادي باسمها و قواها سَكَّراً يذوي بين ذراعيه و الزُرقة لم تُوْقِف اجتياحها لوجهها "حَنيــن تسمعيني ؟! قَفَزَ مُتجاوزاً جسدها الذي انحنى بضعف على السرير دون أن يرتفع جواب من حنجرتها يُسكِن تَوَتُّره..بخطوات اقتربت من الجَري ذهب للمطبخ مُلتَقِطاً كأس ماءٍ ليعود إليها بملامح جَمَّدها الخَوف..لم يَعلم أنَّ سؤاله سيعصف بحواسها هَكذا ! أيُّ ماضي ذاك الذي أودى بها طَيراً ذبيح،بلا جناحين يرتعش أمام ناظريه..؟ جلس بجانبها،سَكب بضعاً من الماء وسط كفَّه ليمسح بهِ وجهها المُسْتَسِلِم لرياح ضيق النَفس المُحتَكِرة رئتيها تُعيد تنشيط ما مضى من جِراح..،ناداها برجاء وهو يرفع جسدها بذراعه الحُرَّة،:حَنين "طَبطب على خَدّها بخفَّة و أنفاسها الثقيلة ترتطم بوجهه لاطمة ضميره تُؤنبه" حَنيني يا عُمري كلميني"مَسَحَ وجهها بالماء من جديد هامساً و النَّدم لَيْلهُ الأليل"آسف والله آسف اذا ضايقتش شهـقة عَنيفة اخترقت صدرها لتتبعها بسُعال مَبحوح تَصَدَّعت منهُ ملامحها التي بدأت تُعلِن استقلالها مع انسحاب عَلم الاختناق الأزرق شيئاً فشيء عن جلدها الرقيق..شَدَّ على كَتِفها مانِحاً خلاياها قُوى تُعينها على استعادة توازنها..،احتاجت لنصف دقيقة ليَخُف سُعالها الذي لم يَمُر على ابتعاده ثوانٍ حتى احتكرها أَلَمٌ جديد نَشَر تَصَافُقاً بين شعب أهدابها..تَخَلّى جفناها عن احتضان عَسَلِها المَشوب من ملحٍ آسن يُسقِم الروح..أطلقت سهم نظراتها المُلتَوي بعتـاب اخترق سفينتها التي ظَنَّت أنَّها قَد استَقَرَّت عند مَرفأ أمانها..و لكن أسفاً أنَّ لُعبة القَدر اغتالتها مُهَيّجة ما كان مُستكين أسفلها من مَوج..لتعود من حَيثُ أتت،مَسجونة خلف الخُيوط الفاصلة بين الليل و النهار..مَعمية من نُــور..، نَظَرت إليه و دمعُها قد تَخَثَّر في عينيها قَيْحاً لا يُضَمَّد..وجهها اختلط فوقه صبيبها الثَّجَّاج و ما نثرته يده من مياه عليه..كانت تُعاتبه بالصمت..تُعاتب نَبرة السُخرية التي نَسَفَت الجَمال المَزروع بيديه قبل أيَّام..لم تَتوقع أن يَكون مثلهم،يستصغرها بنظرة تُشعِرها بعَدمها..نعم هي عَدم..بعد أن تَرَكَ ذاك عَقَدَ قرانهما بلا توقيع بَصَمَ على عَدَمِها..أهانها أمام من أحبَّها ومن عاش بُغْضَهَا في قلوبهم..هي تَعلَمُ يَقيناً أنَّ إفصاحاً مُبَكّر كان سينقذها من هذه الزَّوْبَعَة المُعَقّدة،المَحمولة على هَودجٍ مُتَخلخل الاستقرار..فهي لا تدرِ مالذي في عقل بَسَّام و لا تعلم بماذا فَكَّر..كُل الذي ابتلع حواسها بوحشية تلك النَبرة الساخِرة المعقودة بعدستي استهزاء..مثل وجع تلك اللحظة التي تَرَقَّع فيها فُستانها من بُركان دَمعٍ لم يهدأ حتى بعد مَضي أُسبوع..،احتضن وجنتيها مُعيداً سَكْبَ حَنانه الذي مُسَّ قَبلَ دقائق من شَيطان تَمَكَّن منه..بأصابعه أرجع خصلاتها خَلفَ أُذنها و كفّاه لا تزالان تستقرَّان فوق وجنتيها ليهمس و يَدُ الغُفران تَراها تَمتَد برجـاء من عينيه،:آســف والله العظيم آســف تَقَوُّس مُرتعش نالَ من شفتيها و عَبابها لم يَكُف عن رسم خَرائطه فوق مدائن ملامحها النائحة،أخرَجَت الكلمات رَطِبة تحملها رياح خُذلان،:كنــ كنت تتطنز عَلي..مثلهـ ـم عُقدة إنكار انعقدت بين حاجبيه ناطِقاً بصِدق رجا أن تستشعره حواسها المَقهورة،:لااا والله والله ما كان قصدي شي "لانت ملامحه يُصارحها" انا مو عارف شي حَنين بس "بَلَّل شفتيه و بصره يتَدَثَّر خلف جفنيه للحظات قَبْلَ أن يُرْدِف"بس انصدمت و كل تَصَرُّف سَبَق و قابلتيني فيه ربطته بالموضوع "أخفض رأسه بخفَّة مُشيحاً بعينيه بعيداً عن نظراتها اللامعة ببراءة طِفل سُرقَت منهُ حَلواه..مُواصلاً" آسف اذا كانت ردَّة فعلي قاسية..بس حسيت نفسي و لا شي في حياتش "عاد و عَقَدَ نظراته بنظراتها المُبَعثرة لتخرج كلماته من بين خاطره المَكسور" أبداً ما توقعت إن يكون هذا الموضوع اللي أبعدش عني من البداية نَطَقَت تُذَكّره بالذي أحاكهُ حَوْل عُنُقِها مُدَّعياً الأمان،:انت قلت بتتفهمني ! أكثر من مرة قلت لي إنك بتفهم الماضي أزاح يديه عن وجنتيها مُتَرَاجِعاً للخلف و من حنجرته تَقَطَّعت ضِحكة اختنقنت بتَيه قبل أن يُجيب،:و للأسف حالياً مو قادر أتفهم "أسْبَلَ ذراعيه أمامها يَرسم مَنظر قَليل الحيلة مُردِفاً " مو قادر اتْقَبَّل فِكرة إنَّ صَدّش كان بسبب وجود شخص ثاني في قلبش تَرَكَ السَرير لترتفع نظراتها الذابلة بوَهن إليه..هُوَ واصل بذراع تَتَخبَّط جانبه بضياع..،:خـلاص انا اللحين مابي اعرف شي..مابيش تتضايقين أكثر "استَقَرَّ باطن كفَّه خلف عُنُقِه مُردِفاً" ولا ابي اتكلم و بدون قصد اجرحش "و هو يخطو ببطئ للخلف" ارتـاحي اللحين ثوانٍ فقط و أُغلق الباب من خَلفه..تَقَلَّبت عدستاها فوق الجمادات الساكِنة بوِحشة انقبض لها قَلبها..ارتفع صَدرها كاشفة عن تَنَشُّق مُستعصٍ أرجف عظامها..زَفيــر مُتَهَشّم الأطراف..اصطفاقة هُدب..ثُمَّ كان للحِكاية حَديثٌ آخر..فالدَّمُع لم يَبصُم نهاية قِصّته بَعْد..لا زال في جُعبة قنواته المَزيد من الألم.. والمَزيد من الأنَّات المُطالبة بصدرٍ يحتويها.. و لكن أسفاً لم تَكُن تَملُك سوى وسادتها المِسكينة..تُغرقها بسيولها..، تساءلت بأسـى،ماذا حَدَث ؟ كيف دُمّرت حُصونها في لحظات ؟ تاجها المُفتَقِر لزُمُرُّدة عِشق كان هُو مالكها قد انهار ياقوته..و أمالته عواصف خَفِيَّة عن رأسها..ليَكون السُقوط مُفزِع..لهُ دَوي انفصال الرُوح عن الجَسَد..هُو أعاد ترشيح روحها من شوائب انكسار..و الآن بعد أن اجتَرَعَ سُم ماضيها..كيف سَيُهديها الصَّفاء ؟ ,، الوقت الحالي على هَديرٍ رَقيق يُعانِقَهُ دِفئٌ بغرابة يَتَحَوَّر إلى بُرودة سَلِسة تَعْبر جلدها ناثِرةً قَشعَريرة أحكمت قَبضتها على عظامها المُتَصَلَّبة كانت تمشي..بين يديها يَقبَعُ زَهراً شَذاهُ يَعبُر أنفها راقصاً حَول البؤرة المُحتَفِظة بجمالية الذّكرى..،مَوْجٌ عَذب يُسَيّر قدميها إليه..يُهَدهد جَسدها المُتَدَثّر ببياض نَقِي أشبه بريش حمامٍ زاجل مَنفوش بغرور طاؤوس..و فوق وجهها اسْتَرْسَلَ كِساءٌ شَفَّاف أحجب سِحرها عن بَوَّابة مُقلتيه..،كان يَقف على بُعدٍ قاسَهُ اشتياقه بمئات الأمتار..مُرخِياً كَفٌّ على الأخرى،غارقتان بين انقباضٍ و انبساط تنتظران نَوم يدها الناعمة بينهما..تَخطو إليه باستيحاء وَسَّعَ ابتسامة شَفتيه..نادراً ما تَخجَل،و إن ارتدت ثَوب الخَجَل هي تُنَحّي النُجُوم عنها لتَتَسيَّد السَماء بجُود نُورِها..،أخيراً أصْبَحَت أمامه و ها هي كَفّه تحتضن حَريرها المُجَمّله نَقشُ حنّاء مُلفِت امتَدَّ حتى مرفقيها..لم يمنع رَغبته بتقبيل باطن يدها التي ارتجفت عُصْفوراً بين راحتيه..وَقفت مُقابله و الحَياء قد أخفض رأسها..ذراعه امتَدَّت رافعاً طَرحتها مُستَقبِلاً بعينيه رَغْد حُسْنَها..أفْرَغ تَنهيدة عِشقٍ عَبَر مدائن قلبه حَلالاً قبل أن يُخفِض رأسه لاثِماً جبينها يُسقيه دِفئاً تَشَعَّب بين خلاياها..ابتعد عنها مع اقتراب يَد من رأسها..تُعيد تَرتيب طرحتها..التفتت مُبصِرة وجه شقيقتها و مُبصِرة معهُ غَشاوة الدُموع المُقتاتة على فَرَحٍ يُلهِب المَشاعر..نُور اقتربت منها ماسحة بإبهامها أسفل عينيها برِقة هامِسةً و البَحَّة غَلَفت صوتها،:حبيبتي انتِ لا تخربين مكياجش "ثُمَّ استدارت لتقول بابتسامة و هي تُشير جهة الباب" شُوفي ارتعاشة ابتسامة عَبَرت شفتيها المَطليتين بلون لَحمي باهت و هي تَرى اقتراب مُلكَها الأثمن..والديها و شقيقها الذي تَعَلَّقت بيده جَنى المُتَأنّقة أيضاً بفُستان أبيض..،أخفضت عينيها بخجل نثر احمراه فوق نحرها وعُنُقِها عندما قَبَّل والدها رأسها،:مبروك يا عُمري الله يهنيكم يارب "التفت مُمسِكاً بعضد عَلي ناطِقاً بجديَّة" يُبـه عَلي احفظها بين قلبك و روحك عَقَّبَ بابتسامة عَذبة،:لا تَوصي خالي فيصل اقترب مُقَبّلاً جبينها قَبل أن يَقول بمُشاكسة،:هــا..مافي فيصلوه و نَحيـس ولا الحيا أكل لسانش ؟ ضحكة خفيفة عَبَرت حنجرتها و ذراعها ارتفعت تُعانِقه هامِسةً،:حَبيبـي انت "أكملت بعد أن قَرَّبت شفتيها من أُّذنه" ان شاء الله اشوفك مُعرس مرة ثانية ابتعدت عنه مع اعتلاء ضحكته المَبحوحة التي انطلقت من بينها كلماته المُتسائِلة بشقاوة،:ليــش عندش لي عَروس ؟ أشارت بعينيها يَميناً و هو لم يلتفت لكنَّ ابتسامته اتسعت مُستَوعِباً مقصد كلماتها،:العَروس جاهزة،تنتظرك تتحرّك رَبَّت على كَتِفَها ناطِقاً بمُزاح حاول بهِ أن ينسف ما بدأ يَنمو وسط صدره،:استريحي خَيتي،اليوم انتِ عَروس لا تشغلين بالش تَركها ليُبارك لعَلي ثُمَّ اصطَفَّ الجميع بتلاصُق حَميمي أوقف الزَمن للحظة لتلتقط عَدَسة آلة التَصوير ملامحهم المُعتَرفة ابتساماتها بمشاعرهم المُكَلَّلَة بفَرحٍ نَقي..لا تُنَغصّه ولو أنْمُلة تَرَح..، ,، ماضٍ اسْتَنْزَفَت شَحْنَ هاتفها بالكَامل حتى استسلم لإغلاقٍ مَرير دون أن يُشفِق عليها بجَواب..أكثر من عشرون اتصال و سبع رسائل كانت نهايتهم التلاشي بين المَوجات بعد أن استعصى عليها الوُصول..و إنّما هي في الحقيقة وَصَلَت..لكنَّ صَدّه الغَريب مَنعها من احتلال سمعه أو بصره..،على الرَغم من حَمَاس السُحب و كَرمها الرغيد إلا أنَّها لم تتراجع عن قَرارها..جَلَسَت خَلف مقود سَيَّارتها و رياح شَوق تُسَيّرها..لم تلتقه مُنذُ أيَّام كانت فيهم الحياة عَصِيَّة،لا تُجتَرع وإن أغرقتها سُكَّراً..تُريد أن تُواجِهه..أن تُفصِح عن الخَبر المُزَلْزِل كيانها..سَئمَت من تَصوراتها و خيالاتها التي رَسمتها لردَّة فعله فوق صفحات كُتب دراستها المَحشوة بحديثٍ غيابه وَقَف سَدّاً بينها و بين عقلها..،تَحَجَّجَت بعُذرٍ و أربعة لتزور منزل عَمَّها لتُقابله..لكن و في كُل زيارة لا يصطدم بمسامعها سوى الصَّمت المُجيب طَرقها لباب غُرفته..،لذلك حسمت أمرها،و عزما شَدَّت وثاقهُ فوق جبينها..و ها هي الآن على بُعد دقائق من البَحر المُحتَضِن مَركبه..،كان الليل يقف على أعتاب الثامنة..و لكن الشَوارع ابتلعها خَواءٌ لم يَكُن غَريباً مع هذا الغَرق الذي تلده السماء..ما كان مُثيراُ للشك عُبور سَيَّارتها هذه الطُرقات..و لنَدَع البَشَرَ يُفَسّرون وجودها..ستكون الإجابة حَتماً تَسَلّلٌ غاشمٌ للدين من أجلِ مُلاقاة عَشيقٍ مُخْتَبئ ! أركنت السيَّارة على بُعد ثلاثة أمتار من البَحْر..تَرجَّلت منها و ما هي إلا ثوانٍ حتى احتَكَر البَلل جسدها بأكلمه..قَبَضَت على جُزء من عباءتها من الأسفل لترفعها قليلاً حتى لا تلتقط ذرات الرمال التي حَوَّرها المَطَر إلى طينٍ يَصْعُب إزالته..خَطَت فوق الأرض الوَعِرة و جسدها بين الحين و الآخر يتمايل مُقْتَرِباً من سُقوط تَنجو منه في اللحظة الأخيرة..الرياح تَلطم حَبَّات المَطَر لتنحرف مُصْطَدمة بمُقلتيها اللتان بدأ الاحمرار ينتشر حول بياضهما..جالت عينيها على المراكب المَصفوفة لتلمح مَركبه أخيراً..شهقة انفلتت منها قبل أن تُسِرع في مشيها و هي تَراه يدفع المَركب لداخل البَحر يُريد ان يُمارس جُنون آخر..نادتهُ عندما أصبحت على بُعد خطوات منه،:طــلااال استدار لصوتها المُتَوسَّعة لهُ حَدقتاه..نَطَقَ بصوت اجترعهُ الذُهول عندما تَوَقَّفت أمامه،:انتِ شنو تسوين اهني ؟ أجابت و صوتها يتلوى بزعل آلم قلبها،:جاية لك،صار لي جم يوم اتصل لك حاقرني نَطَقَ بحِدَّة آمِرة،:ارجعي عاندتهُ مُقترِبة خطوة أخرى لم تَشفع لها لرؤية ملامحه جيَّداً من هذا الوابل اللامُتوقف صبيبه..و برفض قاطع،:ماني راجعة اول شي ابــ قاطعها و هذه المَرَّة ارتدت الحِدَّة صُراخاً أرْعَدَ أوصالها،:روحــي عن ويهي عَبَرت حلقها شهقة مَخنوقة مع اتساع عينيها المَذهولتين..طَوَت كَفّيها بالقُرب من ذقنها هامِسةً بنبرة خاوية من شجاعة،:مـ ـا ما بروح زَمَّ شفتيه بتَبَرُّم قبل أن يُشيح وجهه عنها ليستدير عائداً لمركبه مُواصلاً عمله..هي لحقته ناطِقة بتحذير دون أن تَتَقَلَّد بدرعٍ يحميها من هُجومه المُباغِت،:لا تدخل البَحر،الجو ما يساعد طلال لم يُعَقّب على كلماتها المُبَطَّنة بقلق عليه..و هي لم تتنازل عن تحذيراتها مُواصِلة بجديَّة،:طلال عالأقل انتظر المَطر يخف مـ ارتَدَّت بعُنف للخلف من صَرخته الوَحشية التي لَطَمت حواسها حتى أسقمتها رَجفة أجَّجَت رغبة البُكاء في صدرها،:انتِ ما تفهميـــن ؟! اقول لش روحي عن ويهي مو طايق اشوفش وين الصعوبة في الكلام ؟! رَكَلت الأرض المُوَحَّلة بقَهَر تَشَعَّب ملامحها ناطِقة بصُراخ يُنافس صرخته التي أرعبتها،:مَجنـــون أمال السَّخط جسده مُعَقّباً بلا اهتمام و السُخرية أخفضت جفنيه،:ايـــه أنا مَجنون و فاشل و ما عندي هَدف في الحياة،ليش يا ذكية ياللي بتصيرين دكتورة واقفة قدامي ؟! روحي لا تتلوثين من فشلي حديثه الغَريب تعاضد مع الجَو الخانق ليُقيدان عُنُقِها.. صدرها يرتفع و ينخفض بتسارع أوجع نبضاتها..فهي بصعوبة تستطيع ترشيح الأُكسجينات لتجترها مُستنشقتها بوَهن..مَجنون و كلماته المُبَطَّنة عقلها أغلق أبوابه عن استقبالها..إن كان سيتمسَّك بجُنونه سَتُجَن معه ! هُو استدار عنها عندما لم يلقَ منها جَواب كما توَقَّع..لكن الذي لم يَخطُرعلى باله و لو للحظة أنَّ تستولي يديها على ذراعه الصَلبة تَشدَّه بقوَّة تَجَمَّدت حواسه عن ألمها من ملمس يدها البـاردة..التفت مُبصِراً وجهها المُختَنق من حَنَق و صوتها المأهول بالغَصَّات ارتفع من بين أسنانها،:ما بخليك تروح أدارَ كامل جسده إليها ليُواجهها ببرود استطاع أن يلتبسه،:نُور اوعي على نفسش و اتركيني ارتفع حاجباه من الصَرخة التي أطلقتها من قوس غضبها،:ما بتــروح يا مَجنون "ارتفعت ذراعها الأُخرى لترتطم قبضتها بصدره و كأنَّها تُريد أن تُوقِظ قلبه" انت مو حــ ـاس ابي اكلمك يا مجنون وانت تبي تروح البَحر..تبي تمـ ـوت "صَرخت بصوت استسلم للبَحَّة" رد علي تبي تمووت ! جالت عيناه على وجهها الباكي المُتَخذ رَسمَ كَمَدٍ يرفض قلبه أن يَراه مُحتَلاًّ جمالها..تَبكي خَوفاً عليه..خَوفاً من فَقدٍ يَرفع روحه للسماء لتَظَل روحها تائهة تعبر الأمواج بعتاب..هو لو كان الأمر بيده لاستسلم للموت قبل أن تلتهمه الحَياة بفمها النَتن..تمضغهُ مُستنزفة مشاعره،لا هي التي تبتلعه لترحَمه و لا هي التي تبصقه لتجعلهُ طَريحَ أرضٍ ينتظر شفقتها لتحتضنه..،استطاع بقوّته الرُجولية أن يتحرر من قبضتها لكنَّها عادت و التقطت ذراعه الأخُرى و هو نَطَق مُوَضّحاً،:بروح أثبّت المَركب و برجع هَزَّت رأسها تنفي صدقه و بتنَشُّق،:جَذَّاب بتروح البحـ ـر زَفَر قبل أن ينطق بهدوء يَرجو تصديقاً منها،:والله ما بروح خلاص غيرت رايي أرخت كَفّيها بتردد و هو ابتعد للمركب يُعيد تثبيته قبل أن يعود إليها ليُرافقها للسيَّارة..انتبه لها و هي تقف عند باب الراكب..إشارة لهُ ليكون السائق..استجاب لطلبها الصامت حاشراً جسده خلف مقوّد سيَّارتها حَديثة الطِراز..،دقيقة و تجاوزت العجلات طين البحر بعد أن تَركَت آثاراً شَهِدَت على ما دار بينهما..،التفت لها عندما تَوقَّف أمام إحدى الإشارات..الرَّأسُ مُنخفِض تُراقب اضطراب أناملها وسط حضنها..بَلَّلَ شفتيه قبل أن يتساءل و هو يستقر بمرفق يُسراه فوق النافذة بهمس بــارد ضَعَّف ارتجافاتها ،:ليش كنتِ تتصلين؟ تصافقت أهدابها مُستقبِلة دمعة تَعَلَّقت دون سُقوط لتُجيب و صوتها ارتدى وَجْسٌ عَليل،:ابي اقولك شـ ـي أعاد بصره للشارع ليُواصِل الطريق مُسْتَفْسِراً،:شنو..الشي ؟! رفعت رأسها و هي تلتفت إليه سامِحة لبصرها باستقبال ردَّة فعله للذي ستَهوي به على مسامعه،:عبـدالله خَطبـ ـني تلك المَسافة بين زاوية فمه الذي ارتفعت بابتسامة كانت التَوأم للمسافة العابرتها دمعتها المُعَلَّقة..و الآن لم تَعُد مُعَلَّقة بعد أن امتزجت بخلاياها تستطعم الوَجَع.. عادَ و صَفَعها بجُملته الهامسة،:ادري و استانست لكُم واايــد.."كَرَّر و كأنَّهُ يُريد ان يُقنِع جَواه" وايد استانست أخفضت رأسها بخفَّة و كأنَّها تُريد أن تسترق النَظر لروحه و هي تتساءل بلحن استنكار غاصْ،:استانست ! أجاب و هو ينحرف يميناً دون أن يَرمي عليها نصف نَظرة،:أكيــد بستانس "رفع كفَّه مُرْجِعَاً خصلاته المُلتصقة فوق جبينه للخلف مُواصِلاً بضحِكة تَكَسَّرت أصداءها وسط صدرها" ولد أختي حبيبي بيتزوج نتفتي،شلون ما استانس ؟ نادَتهُ و عدم التَصديق ينعق فوق رأسها،:طــلال ! أوقف السيَّارة أمام منزل والدها ثُمَّ استدار إليها ليَقول بابتسامة تَمَنَّت لو تنهبها من بين شفتيه،:هو دكتور و انتِ دكتورة..يعني بتتفاهمون "فَتَحَ الباب قَبَل أن يُخرِج سيفه لينحرها بآخر كلماته" مَبروك نـــور ,، حاضر الوَضع أصبح أكْثَر هُدوءاً بعد أن جَلَسَ العروسان و من خلفهما زَهرٌ أحمر غَفى بجمال يَسْلُب اللُّب..كانت تَجلس صامتة تستمع لحديث حَنين و حُور الذي ذَكَّرها بسنواتهما أيَّام المَرحلة الثانوية..تَعرف مَدى قُربهما من بعضهما،و كانت شاهِدة على اشتداد حِبال صَداقتهما،على عَكسِها هي..الفقيرة من صديقات "الروح الواحدة"،فحُور ليست تلك الصديقة المُقَرَّبة،على الرغم من علاقتهما المُمتدة مُنذُ سنوات الطفولة..و لكنَّها اعتادت أن لا تُقْحِمْها في أسرارها..مشاكلها و حتى سعاداتها..اجْتَرَعت روحها الوحدة مُذ صافحتها الحياة بيد اليُتم..،أخفضت بَصَرَها لهاتفها المُستَقِر فوق الطاولة لارتفاع رنينه..كان رَقماً غير مُسَجَّل أعاد عقلها لتلك اللحظة التي ارتفع رنينه و هي في غُرفة مكتبها..تناولته بحواس مُتَوَجّسة نَشَطَّت دَقَّاتها..يا تُرى ما القصّة هذه المَرَّة ؟ رفعته لأذنها مُجيبة بهدوء،:الو ،:الأخت ملاك صالح يوسف ؟ أرفع نُطقه لإسمها الكامل حاجبها المَرسوم..أجابت و الشك يلتوي مع صوتها،:اي نعم،من معاي؟ أجابَ بنبرة طبيعية لم تُوحِ لها بشيء ما يُثير القَلَق،:معاج المُرور،بس وصلنا رقم سيارتج من اتصال،موقفة في مكان غلط و سادَّة على السيايير رافق حاجبها الثاني أخيه ناحتان معاً علامات الاستنكار حَول ملامحها،:بس انا موقفة في مَوقف يعني مو شارع عشان بسد على السيايير ! عَقَّب بمنطقية،:الأفضل انج تشوفين الوضع أفرغت تنهيدة مُتَململة و هي تقف مُجيبة،:ان شاء الله،شُكراً أخوي أغلقت الهاتف و أخفضته فوق الطاولة قُرب حقيبتها الصغيرة التي تناولت منها مفاتيحها ليرتفع سؤال مُسَتفسر من حنجرة حُور الرقيقة،:ملاك وين رايحة ؟ من اللي متصل ؟ أجابت و هي تُرَتّب حجابها جَيّداً،:المُرور،يقول سيارتي سادة على الناس،بروح اشوف شنو المُشكلة هَزَّت رأسها بتَفَهم ثُمَّ استدارت تستكمل حديثها مع حَنين..،أما مَلاك..فواصلت طريقها لخارج القاعة و قَبلَ أن تتجاوز باب الخُروج للطريق رفعت طرف حجابها تُلقيه فوق وجهها تَستُر زينتها البسيطة..كانت تَمشي و عيناها جِهة الصف الذي أركنت فيه سَيَّارتها..لم تَكن تَرى أي بوادر لمُشكلة "سد" طَريق ! لا أحد يقف و لا سَيَّارة تنتظر الفَرَج ! واصلت حتى تباطأت خطواتها لتقف أمامها..طَوى القَهَر يداها فوق خِصرها و هي مائِلة في وقوفها،هَمَست و نَبْرة الحَنَق ارتطمت بحنجرتها،:هــذا يمزح لو شنــو ! حجابها الأسود كان يفصل بَصرها عن رؤية جَيّدة..هيَ التفتت يساراً تَنوي عَودة تَعلَّقت أطرافها بالقهر لكن ذلك اللون المُناقض للغمام المُحيط بعينيها اخترق مجال رؤيتها مُثَبّطاً رغبة قدميها للابتعاد..إخضرار يانع يغفو فوق زُجاج السَيَّارة الأمامي..رفعت يدها و الاستغراب يُسَيّر أفعالها..أخفضت الغطاء لتقترب بخطوات التبست شيئاً من حَذر..حَذرٌ لا تعلم مصدره و لَكنَّها تَقَلَّدت بهِ رُغماً عنها..،تناولت الظَرف المُثَبَّت أسفل مَمسَحة المَطَر،قَلَّبتهُ بين راحتيها و عُقدة عَدَم استيعاب استكانت بين حاجبيها مُعَقّدة الفِكرة في عقلها..ما هـذا ؟! رفعت طَيَّة الظَرف مُلتقطة بطَرف أناملها المَطلية ما انحشر داخله بغُموض التفَّ حَول قلبها مُعتصراً الذاكرة يُعيد نَزف السعادات المُهتَرئة،العارية من أَمَناً يَعبر بها الأزمان..،اصطدمت أناملها المُتَدَثّرة برياح ارتعاش بسطح الصورة الأملس..تَتَحَسَّس ذَّاتها المَنسية عند مُفتَرق طَريق لم تَعلم براءتها حينها أنَّهُ لم يَكُن سِوى قَبْراً فاغراً فَمَه لابتلاع فَرَحَ روحها..،رأسها ناشد ارتفاعاً باحثاً عن طَيفَ أنفاس يُعيد لرئتيها الحياة..فهي ضَعُفَت..بل ذَوت من أزيز الذِكرى الطارق باب الفَقد..مَسّت بباطن كَفّها جبينها المُتعَرّف على بضع زَخّات تَحكى عن مَدى استحكام التَوَتُّر من حواسها و التي باغتتها انتفاضة من هَمسِه المُتَوَقّعة زيارته لهذه اللحظة الغريبة،:كنتِ مبتسمة و سعيـدة انحرفت عدستاها بتَخَبُّط لصورته المُنعكسة على الزُجاج و هو واصل و الهَمسُ باتَ أقرب..أقرب للجِرح،يُعيد تَقليب دمائه المُستَفرَغة،:شصار بعدها ؟ أي جَريمة ارتكبها ابوش ؟! أخفضت يدها المُحتضنة الصورة،إخفاضاً تُخفي بهِ ارتجافها،ازدردت قهَرَها من كلامته التي تَتَلوى ببرود يصرخ في وجهها أنا أعرفكِ ! و كأنَّه قد كانَ شاهِداً على ماضيها،فأبيها كان كُلَّ ماضيها..كان إكليل ابتساماتها..ثُمَّ ألبسها ثَوبَ الضَجَر بغياباته المُتَكَرّرة،المُجتَرعة وِحشة لطالما غَفَت و هي دَمعة تسكن أهدابها..كان اليُتم المُقَيّد روحها،و لا خيارات في الفَقد..فنَحن عندما نَخسَر أمام يد الفقد نَظَل نبحث بين تَصَدُّعات الذِكرى،نلتقط اللحظات التي رفرفت على موسيقاها الروح،نحفرها بين القَلب و النَبضة،فمع كُل ارتفاع للنبضة يصدح صوت تلك الموسيقى،بعزف أوتارها نسترجع فقيدنا..نستلذ بملامحه المُشَوَّشة،الهامسة لنا باشتياقٍ لا يَهْرم..لنُخَلَّد عباداً للذَّكرى..،أعادت غطاءها فوق وجهها قبل أن تستدير إليه و العَين و إن لم تتضح لهُ حدّة نظراتها فهو ابتلعها من صوتها المُتَهَدّل الأطراف،:انـ ــت انـت بأي حق تقول ان أبوي ارتكب جريمة ؟ فَتَحَ فَمه يُريد إطلاق كلماته لكنَّ عاصفتها الهوجاء أطبقت شفتيه بصَدمة من هذا العُنف الذي طال حواسها،:تراك زودتها ياولد الناس،استح على وجهك لاحقني من مكان لمكان تلعب معاي هاللعبة السخيفة "اختنق صوتها من ثِقل غَصَّات و هي تُردِف" تراك قاعد تعذبني بهالأسلوب الحقير "تَقَدَّمت خطوة،تَطأ بها خَطَّ الخَطَر الفاصل بينهما..و يُسراها ارتفعت تُحيك بسَبَّابتها وشاح التهديد" إذا جاي تكمل حقارة اللي قبلك صدقني بشتكي عند الشرطة..ما بسكت مثل ابوي ألقت بكلماتها المُبَعثَرة و من ثُمَّ اقتربت أكثر لاطمة وجهه بالصورة التي استعان بها رصاصة بلا رحمة يخترق بها مغارة حُزْنها المُفْتَقِرة لزُلال غَيثٍ يَسُد بابها عن رياح أسـى نَتِنَة بَتَرت أطراف الفَرح..،هُو تَصَنَّم في وقوفه،من قُيود صوتها المُتَعَلّق بشراع البُكاء..و من حِبال تهديدها الوَهْن،المُلتف حَول عُنُقِه بارتخاء لم تُساعدها أناملها المُرتعشة على شَد وثاقه..،انحنى يلتقط الصورة،مُحتَفِظاً بنسخة جديدة من ابتسامتها وسط مُقلتيه..يُراهِن ذَّاته الضائعة على نَهبِها من سُجن الماضي لإيداعها في صندوق حاضرها المُتَخَبّط...و هُنا السؤال..لماذا مُحَمَّد ؟ استدار يُتابع آثار طَيْفها الغائب خلف باب القاعة و السؤال يَعبُر خلجاته..يُثير حساسيته لهذا الموضوع المُعَقّد..فَهو لم يَلتحم مع أُنثى ترتدي ثَوبه مُذ سُجِن خلف أسوار بَرْلين مُكْرَهاً..هِي كانت الأولى و أسَفاً أنَّها ارتطمت بحصونه المُغْلَقة..و هذه كانت بداية المأساة..دَمعٌ لم يخترق غطاء وجهها الشَّفاف..و صوتٌ أرْعَشهُ قَهراً هُو الرَجُل ذو الذَّات العَوجاء زَرَعَه وَسَط قلبها..، ، حَشَرت هاتفها في الحقيبة و اليَد قد شارفت قُواها على الإنهيار..هي بين نارين تقف،نارُ والدتها الواعدة باشتعالٍ لا نجاة منه إن حاولت مرة أخرى أن تَسعى خلف الحقيقة..و نارُ والدها الذي لم يندثر رَماده بَعْد..و ذاك الغَريب لا تدرِ من أين جاءت بهِ الحياة ؟! يَقبل عليها مُتَفَرّساً يَحموم يُسابق سواد عينيه..تُقَرّبهُ منها رياح مُبهمة الاتجاه،لا تعلم مَولدها و لا مسراها..غُموض يُشَتت الحَواس يبعثه ذاك الرَجُل..، ،:مــلاك اكلمش ! رَمَشت بوَهْن تَرَبَّع فوق ملامحها التائهة..أغْلَقَت الحقيبة و هي تُجيب حُور،:نعم حُور "أردفت مُبَرّرة" آسفة كنت سرحانة تساءلت و عدستيها تَطوفان مَلامح مَلاك المأهولة بِشَعْبٍ مُضطَرِب،:ليش واقفة و شايلة شنطتش ؟ أجابت بصوت أنهَكَهُ تَبَعثُر الأنفاس،:بمشي و الاستنكار تَلَقَّف أطراف ملامحها حتى أرفع حاجبيها،:ليــش من اللحين ؟ حتى اثنعش ما صارت ! شَدَّت شفتيها تُحاول إظهار ابتسامة و رأسها يَميل بخفَّة،:مابي اتأخر على أمي..مَسكينة بروحها عَقَّبت بعدم اقتناع بان في نبرتها،:اوكي اللي يريحش التفتت لحَنين مُبتَسِمة بخفَّة،:الله يبارك لكُم أومَأت لها حَنين بابتسامة و هي استدارت مُبتَعِدة تَجُرُّ معها تَوترها المُصطبغة به وجنتيها..غادرت القاعة عائدة لسيَّارتها..استغفرت و هي تقبض كَفَّها تَكظم غَيضها من جسده الذي لا يزال يُحاصر المَنطقة..تَجاوزتهُ مُتجاهلة وُقُوفه و مُشيحة بحواسها عن صورتها المُرتاحة بين أصابعه..،فَتحت الأبواب عن بُعد قبل أن تمسك المقبض ليُقاطِع حَركتها مقبض كلمته النَّاهِب أنفاسها ،:تتزوجيني ؟
آخر تعديل إرتواء نبض يوم
10-12-2019 في 10:11 PM.
|
10-12-2019 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
طرح رائع
يعطيك العافيه
|
|
|