كن يرقصن مسرورات
إنها ليلة يدق الفرح قلوب الحاضرات
الغناء
والضحكات العالية تعج في أركان المكان
الأزياء البراقة التي تختال بها الجميلات
وأنغام الموسيقى الخلابة تتراقص عليها الفاتنات
كل ذلك يبدو للناظر وكأنه حلم جميل لأنها حفلة
زفاف رائعة بمعنى الكلمة
حتى هي من ضمن المدعوات
وكانت أيضا سعيدة
ورغم أنها إمرأة قنوعة النفس
طيبة القلب
لكنها كانت تتمنى من قلبها لو أنها زُفت
في حفل جميل كهذا الحفل الرائع مع زوجها
ولم تحزن مجرد أمنيه حلم جميل عاشت فيه لحظات
تخيلت زوجها الحبيب
الذي تعشقه من قلبها وهو بجانبها يقبلها
على جبهتها الناعمة يمسك يديها الجميلتين ثم يجلس بجوارها
ويقوم بإلباسها السوار والخاتم الماسي البراق
ضحكت في نفسها وهتفت بعد ان سرت قشعريرة
خفيفة على جسدها الممشوق
لا يهم مادام حبيبي بين أحضاني
هي
تعشقه حتى الثمالة
وبرغم مرور السنوات
العشر على زواجهما إلا أنها واثقة من حبه العميق
وأخذت تلتفت
حولها من جديد تتأمل سعادة الناس مبتسمة
بعين حالمة وقلبها يخفق بحب زوجها حبيب قلبها
قالت هامسة لنفسها في وله
- ااااااااه يا حبيبي كم اتمنى لو كنت معي الآن
كم كنت وسيم اليوم
أناقتك غير المعتادة اليوم تأسرني وكأنك الآن تحلم معي
وتتخيل معي وتعشق معي
وحفل صديقك اليوم كأنه حفلك
وما اصطحبتني معك
إلا انك احببت أن تحلم معي الآن
اااه ليت الحفل
ينتهي في سرعة لأرتمي في أحضانك اليوم
أعيش حلمي معك
الليلة سوف أجعلها غير كل ليله
سأجعلها لك جنة في الأرض
........أفاقت على صوت ناعم اتى من مكبر الصوت
يعلن عن خروج العروسين
وأطفأت الأنوار
وبدأت الموسيقى الحالمة يرن صداها
في المكان
يا الله أنها ذات الموسيقى التي
يراقصها على نغماتها في غرفة النوم
يالها من مصادفة
بدأ الهيام وشغف لحبيبها
يملأ قلبها من جديد فأصرت في نفسها
أن تعيش اللحظة مع زفاف العروسين أغلقت عينيها نصف
إغلاق تتخيل نفسها العروس وتتخيل العريس زوجها
حتى ظهر العروسان وبدأت الأنوار
كالشمس تشع على زهور الصباح تدريجيا
وخرجت العروس كأول خطوه
يا لها من فتاة جميله أنها رائعة الجمال ممشوقة القوام
حلوه الملامح رقيقه جذابة ثم أتجه الضوء الى العريس كخطوة
ثانيه وبدأت تتضح ملامحه أيضا .
إنه طويل القامه
ولكن ....... ولكن.........
لا لا هي مازالت تحلم ......فتحت عينيها جيدا
وقد جف حلقها فجأة وارتعدت أوصالها وأرعشت يديها
وبدأت تشعر بآلام في كيانها قوي
تسمرت قدمها على الأرض
وشعرت بهبوط حاد
وأغرقت عينيها بدموع منهمرة
أنه هو ...........
زوجها نعم ..حقيقة ليست أحلام يقظة
بل ليس كابوسا
ليس خيالا
وتلاقت عينهما
وتسمر هو الاخر خجلا
وعيناه تملئها الشفقه على حالها
فاستأذن عروسه وأسرع
وأقترب منها وهي مازالت في ذهول ودمعها المنهمر
لا يتوقف أقترب وأسندها في سرعة
قبل أن تقع منهارة على الأرض قائلا وقد أمسك بيديها
امام ذهول .....الحاضرات
سامحيني لم
استطع اخبارك
سامحيني لم أستطيع مواجهتك
إلا بهذه الطريقة
لكني فعلتها مضطرا
أردت طفلا يحمل أسمي
أفلتت يدها منه
جرت بلا وعي لا تدرك ما يحدث حولها
ولابنظرات الحاضرات
لا تري أمامها من الدموع المنهمرة
جرت وهي تمحي أحلامها
كل شيء أنطفأ في مخيلتها
وقلبها
تبكي آلامها لتعيش واقعا مراً
جرت لترتمي على سريرها
تلك الليلة بمفردها
جرت
بخطوات مرتعشة مرتبكة متعثرة
جرت وهي تصرخ بصمت
جرت وهي تدهس
حلمها في ألم
جرت
و كل احلامها الجميلة تموت
في كل خطوة تخطوها