الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-21-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » 05-07-2024 (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 46 الفصل الاول



بسم الله الرَّحْمن الرَّحيم
تَوَكَّلْتُ على الله

الجزء السَّادس و الأَرْبعون
الفَصْل الأَوَّل

اعْتَقَدَت أَنَّها لن تَنم إذا حَلَّ الفَجْرُ ضَيْفاً ثَقيلاً عَليها..و ظَنَّت أَنَّها سَتَسْهَرُ مع القَمَر..و ستَجْمَع بأهْدابها نُجومه الوامِضة بوَهْن،لتُسْكبها من عَيْنيها وَدَقاً فضّي..لهُ إلْتماعة مُطْرَدة..ما هي إلا شَهَقَات قَلْبَها المَثْلوم..،لَكِنَّها اسْتَسْلَمَت بلا قُدْرة لذراعي النَّوم..أو بالأَحْرى هَرَبت أَسْفَل ردائه الحامِل رُوحها إلى عالم اللاوَعْي..حَتَّى لا تُمْسي رَهينة بين قُيود البُكاء و الغَرابة المُسَيْطِرة على الأَجْواء..هي كانت تَحْتاج لمَوْجة ضَخْمة تَنْتَشِل جَسَدَها المُرْهَق من أَرْضٍ لا تَخْلو من المَصاعِب المُعَقَّدة..تَنْتشلهُ بعد أن تُجَرّده من قَلْبه..روحه..ذاته و أنفاسه..ليَبْقى عارِياً من كُل شي يَجْتَذب وَجَع المشاعر..و آآه من تِلْك المَشاعر..تَجْتمع فيها كُل تَناقضات الحَياة..الحَرارة و البَرْد..العُنْفوان و التَّبَلُّد..الخَوْف و الإطْمئنان..و التَّرَدُّد و اللَّهْفة..و كُلَّما ازدادت عُقَد هذه التَناقُضات..ازْداد نُمو الضَّياع بين أصابع قَدَميها..ليَمْنعها من المَضي إلى طَريق الخَلاص..الخَلاص من حَقيقة ارْتباطها به..،
اسْتَيْقَظَت عند الصَّباح على هَمْس شُعاع شَمْسٍ مُتَلصّص من أَسْفل السَّتائِر..تَقَلَّبَت على السَّرير مَرَّة جِهة اليَمين..و مَرَّة جِهة اليَسار..قَبْلَ أن تَسْتَقِر على بَطْنها و وَجْهها مَخْفي بين طَيَّات وسادتها الدَّافئِة..،خُصلات شَعرها النَّاعِمة كانت تَتَجَمَّع بكَسَل عند جانب عُنُقِها و على كَتفها..و الغِطاء قد انْحَسَر عن جذعها حتى تَكَوَّم فَوْق ساقيها..كانت لا زالت تَرْتَدي عَباءتها..فهي أَتت مُباشرة من مَرْكبة والدها إلى السَّرير..دون أن تَقوم بفعل أي شيء آخر..و حَمْداً لله أنَّها كانت مَعْذورة مُنْذُ البارِحة..و إلا فاتَتها صَلاة الفَجْر و هي مُغَيَّبة بلا حَواس..،تَحَرَّكَت كَفَّها اليُمْنى،و بهُدوء ارْتَفَعت لتُزيح الخُصلات الحاجِبة نُعومة مَلامحها عن عَيْنِ الصَّباح..بانَ جانبُ وَجْهها و عَيْنها اليُمْنى الضَّائِقة من ثِقْل النَّوم..تَحَرَّكت كَفَّها من جَديد قاصِدة حَقيبتها المُلقاة بإهْمال على الجانب الآخر من السَّرير..جَرَّتها بخُمول و من ثُمَّ حَشَرت يَدها لتُخْرِج هاتفها..قَلَبتهُ بالتوالي مع ضَغْطها على الزِر أَسفل الشاشة لتُضيء..ثَلاث ثوانٍ مَضَت و هي تَنْظُر للشاشة بعَيْنيها الضَّائِقَتين و العُقْدة الخَفيفة المُتَوَسّطة حَاجبيها..و في الثَّانِية الرَّابعة اجْتَذَبَت جَسَدها بِقوَّة لتَسْتَوي على رُكْبَتيها و مَلامحها المَخْطوفة تَتَضح أَكْثر..شَيءٌ من احْمرار النَّوم كان يَغْفو على جانب وَجْنَتها اليُسْرى..لكنَّ الدَّمَ الذي تَفاقم ضَخّه إلى وَجْهها قَضى عَليه..كانت لا تزال تُراقب الشَّاشة بعَيْنان مُتَّسِعَتان بصَدْمة..و كُلَّما خَفَت ضَوْؤها عادت لتَضغط الزِر لتُجَدد الإضاءة..أَرْجعَت خُصلاتها خَلْفَ أُذنها بأصابع تَخَتَّمَت بالإرْتباك..مَرَّرَت لسانها على شَفَتيها ثُمَّ ضَمَّتهما للدَّاخل مع ارْتفاع صَدْرها كاشِفة عن اسْتنشاق عَميـــق أَرْجَفَها..أَفْرَغت الزَّفْرة من فَمها و هي تُعاود تَجديد الإضاءة لتَسْمح لعَينيها بقراءة اسمه للمرَّة العاشِرة..فالتنبيه يُخْبرها بأنَّهُ اتَّصَل لثلاث مَرَّات لساعات مُتَفَرّقة..ماذا يُريد !
تَصَدَّعَت ملامحها و الضَّياع يَعود و يَنْهَش أَفْكارها..لا تُريد أن تَغوص في البَحْر ذاته..بَحْرٌ مُظْلِم لا تَعرف كيف المَسير بين تَلاطُمات أمواجه..هي و لأول مَرَّة في حياتها تَشْعُر بهذا القَحط الشَّديد المُحْتَكِر ذاتها..لا تَعْلم ما هي الخُطْوة التالية التي يَجب أن تَنْتَعِلها..ولا تَعْلم بأيُّ الأساليب تَتَصَرَّف معه..أو كَيف تُحادثه و تَكُون طَبيعية مَعه..مثل أي زَوْجين في الوُجود ! هَزَّت رأسها بنَفي حازِم..هُما ليسا كأي زَوْجين..بل هُما أَغْرب زَوْجين..من المُسْتَحيل أن تَجْترع حَياتهما الطَّبيعية و الإعْتيادية..على الأقل لِسنة..،بسُرْعة أَقْفَلَت الهاتف بالكامل قاطِعة احْتدام الوَشْوَشة المُزْعِجة في عَقْلها..تَرَكت السَّرير و هي تَخْلَع عَباءَتها..و في داخلها قرار بخَلْع واقعها عن يَوْمها هذا..ستَتَجَرَّد من حَقيقة ارتباطهما..سَتَتَناسى غَصْباً لتُمارس حَياتها بلا تَشَتُّت و لا إلْتفات..سَتَنْظر للأمام فقط..و لن تُوَجّه حواسها لشيءٍ غَيْر عَائِلتها و عَملها..،



ماضٍ

انْتَظَرَت هُبوب رِياح دافئة لتُطَبْطِب على كَتِفَها الهَزيل من احْتياج..كما انْتَظَرت عُروج الشَّمْسِ على نافِذَتها حَتَّى تُنْهي بضيائِها احْتِكار اللَّيْل الأَلْيَل لرُوحها..الوِحْشة تَجُوس من حَوْلِها..لها فَحيحٌ تَضطَّرِب منهُ نَبَضات الجَوى..و لها لَوْنٌ رَمادي يَتَكَوَّم دُخاناً آسِن..يُقَيّد الأَنْفاس و يَخْنِقَها..،حَدَقَتاها تَتَقَلَّبان على جُدْران الغُرْفة..السَّقْف و الأَرْضِيًّة المُطْمَسَة ببُرودة شَهْرَ آذار المُخْتَرِقة العِظام..تَتَقَلَّبان بِصَمْتٍ صاخِب يَصْرُخ بصَوْتٍ أَبْكَم،يُطالب بالْتفاتة لَحْظية من عَيْن مُهْتَمَّة..عَيْنٌ تَسْهَر على وَجَعِها السَّاهِر لوَجَعِ أَخيها..عَلي،الذي نالت منهُ الحُمَّى حَتَّى صَيَّرتهُ عُصْفوراً يَرْتَعِش ضُعْفاً..،الدَّمْعة تَسْبَح وَسَط بَياض عَيْنها اليُمْنى..كَقَطْرةٍ فَرَّت من النَّهْرِ بتَيْه لتَسْكُن مُقْلَتها..و الْتَمَسَت من حُزْنِها مَرَارة لها مُلوحة لاذِعة،و بانْتحارها من بين أَهْدابها هي تُخَفّف من وَطْأة الكَمَد المُتَشَعّب في الرُّوح..،أَنْهت الحَدَقَتان مَسيرهما المَحْفوف بالغَصَّات..لتَسْتَقِرَّان على جَسَدِ شَقيقها المُنْطَوي على نَفْسه،أَسْفَل لِحافه و لِحافها حَتَّى تُهَيّئ لهُ بيئة ساخِنة تُحَفّز مَساماته على الإتّساع لاسْتفْراغ العَرَق المُحَمَّل ببلايا المَرَض..،حَرَّكَت كَفَّها لتُعيد زِيارة وَجْهه للمَرَّة الرَّابعة خِلال دَقيقة..مَسَّت خَدَّه المُصْطَبِغ باحْمرار شاحِب..تصَدَّعَت مَلامحها ليَتَكالب جَيْشٌ آخر من القَلَق عليها..هَمَسَت تُناديه و بصَرُها مُعَلَّق بلَوْحة وَجْهه المُتْعَبة،:عَلي
لم يَبْرَح الإغْماضُ عَيْنيه..و أَهْدابه ظَلَّت تَتَصافَق بتَسارُع مُرْتَجِف..و الثَّغْرة المُتَوَسّطة شَفَتيه لا زالت تُنَصّب نَفْسها بَوَّابة لعُبور الهَواء..أَحْنَت ظَهْرها مُقَرّبةً فَمَها من أُذِنه لتُعيد نُطْق اسْمه بوَجْسٍ بُحَّ من الدُّموع..،:علي..حبيبي تسمعني ؟
انْفراج بَسيط لجِفْنَيه كَشف عن هَذَيان عَدَستيه..و من ثَغرة فَمِه ارْتَفَع صَوْتٌ مَشْروخ القِوى مُفْصِحاً،:بَردااان
قَوَّسَ حِمْلُ البُكاء شَفَتيها،و الشَّهَقات أَعْلَنَت اسْتعارها وَسَط صَدْرها الخائِف..لا تدري ماذا تَفْعل..مُنْذ الصَّبَاح و هُو على هَذا الحال الرَّث..و مُنْذُ الفَجْر وهُما وَحيدان خَلْف قُضْبان مَنْزِلٍ تَجَمَّدَ من غِياب العائِلة..والدُتها نُقِلَت فَجْراً إلى المُسْتَشْفى بسبب انْخفاض في الضَّغْط على إثْرِ غَرَقِها في دَوَّامة البَحْث عن بِكْرها الغائِب..مُحَمَّد الذي تَوارى باغْترابٍ مُريب..و والدها الذي غادَرَ معها لم يعَد حَتَّى الآن..حاولت أن تَتَصّل به عِدَّة مَرَّات..لكنَّ مَسْمَعيها يَصْطَدِمان بِكَلِمة تُضَعّف من سَواد المَوْقِف...مُغْلَق..،شَدَّت الغِطاءعَليه لتُدَثّره جَيّداً،قَبْل أن تَترك السَّرير مُغادِرةً الغُرْفة إلى غُرْفَة والديها..حَيْثُ اسْتَقَرَّ هاتف أَرْضي على المِنْضَدة قُرْب رأس والدها..جَلَست على السَّرير المُبَعْثَرَة أَغْطِيته..الْتَقَطت السَّماعة لتُسْكِنها فَوْقَ أُذْنها..بإصْبع مُرتَجِف تَوَتُّراً و حَرَجاً ضَغَطَت على الأَرْقام التي تَحْفَظها ذاكرتها جَيّداً..فالماضي الذي يُعيد نَفْسه الآن أَجْبَرها على حِفْظها..تَشَبَّثَّت بالسَّماعة بكِلتا يَديْها،كَما قاربٌ سَيَحْملها إلى شاطئ الأَمان...رَنينهُ كان في قَلْبها..كان نَبْضُها المُتَعَطّش لإرْتواء من كَأس إهْتمام..أَتاها صَوْتٌ جَهُور تُخالطه ابْتسامة..،:هلا أم محمد..اللحين كنتِ في بالي و كنت بتصل فيش
فَغَرَت فاهها مُجْتَذِبة بِضْع هَواء تَتَنَفَّسَهُ خَلاياها المُتَصَلّبة..تَخَبَّطَت عَدَسَتيها على المَجال حَوْلها،و في حَلْقِها زاغ ريقها الجاف من قَلَقِه..اقْتَلَعت هَمْسُها المَبْحوح من نِياط قَلْبها،:خَــ ـالي
أَجابها صَوْته المُنْتَبِذ نَبْرة مُتَعَجّبة،:جِنان ؟ "بسُرْعة تَساءَل بعد أن اسْتَوْعَب عَقْله لَحْنُ البُكاء المُغَلْف كَلِمتها" شفيه صوتش ؟ شصاير ! إختي فيها شي ؟
و هي تَتَشَرَّب صَبيبها بظاهر كَفَّها،:خالي عَـ ـلي مَريض..أمي تعبت و وداها بابا المستشفى الفجـ ـر "كَرَّرَت المَأساة العاقِدة نَفْسَها كُرْهاً حَوْل إرادتها البَسيطة" عَلي مَريض..مادري شسوي !
هُو عَقَّب بلَفْظٍ سَريع،:اللحين جاي يُبه..لا تخافين..ما بتأخر
هَزَّت رأسها إيجاباً لكلماته المُتَهَدْهِدة على سَطْح دُموعها كَطَوْقِ نَجاة..أَغْلَقَت الهاتف ثُمَّ شَرَعَت عائِدة لِأخيها الغارِق في سُقْمه..أَرْخَت باطن كَفَّها على وَجْنته،ليُخيل للهَواء أَنَّها تَجْتَذِب بخُطوطها حَرارته اللَّاسِعة طاقته..نَطَقَت بنصف ابْتسامة ابْتَلَعها الشَّحوب لتُضيء قِنْديل أَمَله،:حبيبي علاوي..خـ ـالي اللحين بيجي عشان نروح المستشفى
داعبت خُصْلاته بأطراف أَناملها قَبْل أن تَبْتَعِد لتَرْتَدي عَباءتها و حِجابها..و لم تَنْسَ أن تَحْشِر في مِحْفَظَتها الصَّغيرة بطاقة عَلي الشَّخْصِيَّة..،كانت رُبع ساعة تِلك التي مَضَت قَبْل أن يَرْتَفِع صَوْتَ الجَرَس مُعْلِناً وُصول مُنْقِذهما الأوْحَد في مِثْل هذه الظُّروف..وَقَفَت لتَهْرَع إليه خُطواتها بعَجَل..فَوْر تَجَاوزها للباب قابَلتهُ عِنْد السُّلَم..نادَته ببصَرٍ أُغْشِي عَليه من الدَّمْع،:خالي ناصـ ـر
وَقَفَ أَمامها بملامح سَكَنها قَلَقٌ حازِم و هو يَتَساءَل،:وينه علي ؟
أَشارت للغُرْفة من خَلْفها ليَتَحَرَّك دالفاً إليها..اتَّجَهَت للسُلَّم مع خُروجه و هو يَحْمِل شَقَيقها المُصَيّره المَرَض قُطْعة لَحم لا حَوْلَ لها و لا قُوَّة..جَسَده النَّحيف ذو الثَّالثة عَشَر زادهُ التَّعَب نُحولاً و وَهْناً،حَتَّى بات غير قادِر على تَحْريك أَصابعه..،غادروا المَنْزل لوِجْهَتهم القَريبة نِسْبياً و الصَّمْتُ يَنْحَشِر بينهم ما خَلا صَوْت اصْطِكاك أَسنان عَلي من بَرْدٍ تَنْفثه رِياح المَرَض الكَئيبة..،كانت السَّاعة تُشير للحادية عَشَر و الرُّبْع مَساءً عندما اسْتَوى جَسَدها على المَقْعَد المُجاور لسَرير المُسْتَشْفى المُضَّجِع فَوْقَهُ عَلي..تَنْظُر إليه من خَلْفِ أَسْوارٍ شاهِقة..تَحْجِب عنها بَساتين الرَّحْمة و الإسْتكانة..تَنْظُر لهُ و من مُقْلَتَيها فَرَّ الدَّمْعُ غُراباً يَنْعَق بإنْزعاجٍ من إهْمالٍ عَصَفَته أَيْدي والدَيها على روحها و رُوح هذا الطّفْل..،
،:يُبه جِنان لا تحاتين..إن شاء الله بيصير زين
غَريبٌ كَيْف أنَّ الكَلِمة الحَنونة تَقْطِف البُكاء من قَلْبٍ أُنْبِتَت فيه الغَصَّات كُرْهاً ! تَصَدَّعَت مَلامحها المُرْهَقَة..و شَفَتيها مَسَّتهما ارْتعاشة آلَمَت فكّها..ابْتَلَعت أَكْوام الشَّهَقات و هي تَسْتَمِع لكلماته المُتواصِلة..،:نص ساعة أو أكْثر شوي و بينتهي المُغَذّي..و بالأدوية بيرجع عَلاوي مثل قبل و أَحْسن إن شاء الله
هَزَّت رَأسها ببطءٍ ساقَهُ لحَواسها الخُذْلان..والدُها لم يَتّصِل لِيَطْمَئن..حَتَّى و لو كان مُنْشَغِلاً مع مَرَض والدتها المُزْمِن..أَيُعْقَل أَنَّهُ لم يَغْتَنِم دَقيقة واحدة ليَسْألها ما هُو حالكما ؟! حَسْناً ليس لِدَقيقة،لعَشْر ثوانٍ فَقْط..عَشْرُ ثوانٍ كافية لإصْمات عَطَش رُوحها المَنْسِيَّة..،رَفَعت عَيْنيها لخالها الواقِف قُرْب السَّرير..يَنْظُر إلى أخيها بعَيْنان تَجانس حَنانهما مع شَفَقة قَبَضَت عَلى قَلْبها..مَرَّرَت لِسانها على شَفَتيها قَبْل أن تُرَشّح صَوْتها لتَقُول ببحَّة تَسَيَّدها الحَرَج،:سامحني خالي..تعبناك ويانا
حَرَّكَ عَدَسَتيه ناحِيَتها باعِثاً قوافل عِتاب لها..عَقَّب على كلماتها بِنَبْرة تَدَثَّرت بدفءٍ لَذيذ،:أفــا يُبه..إنتِ بحسبة بناتي نور و جود..و علاوي ولدي الثاني..مافيها تعب ولا شي..بالعكس استانس إذا خدمتكم حبيبتي
أَخْفَضَت رَأسَها من ثِقْل حَرَجٌ يَمْنَعها من مُقابلة عَيْنيه..هَمَسَت بصِدْق،:الله يخليك لنا خالي
قال بابْتسامة مُحِبّة و هو يَتّخذ مكانه على المَقْعد أَمامها،:و يخليكم لي يُبه "تَساءَل و هو يُقَرّب جَسده من السَّرير الفاصل بينهما" حبيبتي جِنان ما تبين تروحين البيت ترتاحين ؟ بخلي فيصل يجي يمر ياخذش وأنا بقعد مع علي لين يخلص
رَفَضَت بهَزَّة رَأس وَهِنة و مع أَهْدابها رَفْرَف التَّعَب،:لا خالي مابي أروح عنه..جذي أريح لي
،:أكيـــد ؟
هَزَّت رَأسها مع احْتِضان يَدها لكَفّه النائمة،:ايـــه..أَكيد



حاضر

ثَلاثة أَزْواج من الأَعْيُن تَنْظُر إليها بتَفَحُّص باسِم..أَعْيُن تَلْتَقي بها للمَرّة الأُولى..رُّبَّما...تَوَقَّفَت أمام الكُبْرى فيهن..تَجاعيدها العَتيقة نُحِت بينها سَنوات مَديدة..حَوَت ذِكْريات ماضٍ تَناسبَت أَفْراحه و أَتْراحه..من عَدسَتيها كانت تَهْتف إلْتماعة وَهِنة،كانت بَريقاً مُلْفِتاً..قَبْل أن تَلْتَقِطها الدُّنيا و تَمْتَص ذلك البَريق..لتُمْسي و هي بهذا الوَهْن النَّابض بخُفوت يَقْتَرب من مُنْحَدَر الإنْطفاء..،انْحَنَت غَيْداء مُقَبّلةً هذه المُسِنَّة التي ذَكَّرتها بجَدَّتها الحَبيبة..تَلَوَّنَت شَفَتيها بزَهْر الخَجَل و هي تَسْتَشْعِر الدّفء المُنْزَلِق من خُطوط كَفَّيها الضَّعيفَتان المُسْتَقِرَّتان عند أَعْلى ذراعيها..صَوْتٌ بهِ بَحَّة حَنونة عانَقَ مَسْمَعيها،:هــلا هــلا بالقَمر
ابْتَعَدَت قَليلاً ليُقابل وَجْهها المُزْدان باحْمرار مُخْمَلي جَذَّاب وَجْه المُسِنَّة المُنْتَعِش فَرَحاً..بصَوْت رَقيق حَلَّقَت معه فَراشات خَجَل،:هلا فيش خالتي
و هي تَمْسَح على شَعْرها المُنْساب على كَتِفَيها كما بِتِلَّات مُفْعَمة بالحَيَويَّة،:شلونش يُمَّه غيداء ؟ شلون العيال ؟ أمش و أبوش و أخوانش ؟
هَزَّت رَأسها مع وُقوف جُزَيء من لُبَّها عند كَلمة "أخوانش" تلك..،:الحمد لله كلنا بخير "أضافَت من باب الإحْترام" إنتِ شخبارش خالتي ؟
أَجابَتها بيَدٍ تَشد على عِضْدَها و الإبْتسامة لا تَفْتِئ تَتَّسِع على شَفَتيها الباهِتَتَين،:الحمد لله يا بنتي أنا بخير "أَخْفَضَت بَصَرها للصَّغيرة المُلْتَصِقة بجَسَد غَيْداء مُسْتَفْسِرة" هذي بنتش ؟
هَزَّت رَأسها إيجاباً و هي تُحيط كَتِف صَغيرتها بذراعها و عَيْناها تُرَبّتان بحَنان على ملامحها الخَجِلة،:ايــه بنتي..بيان
داعَبَت خَدَّها القُطْني بيدها الوارِثة دِفء الجَدَّات،:حبيبتي بيونة شلونش يُمه ؟
بهَمْسٍ بالكاد الْتَقَطَته أُذْنَيها،:زيـــنه
أَشارت للفَتاتان الجَالسَتان بصَمْتٍ و ابْتسامة و هي تَقول مُعَرّفَةً،:هذي بنتي جَميلة " و يَدُها تُشير لفَرح" و هذي بنت ولدي فرح
أَوْمَأت غَيْداء رَأسها قَبْلَ أن تُصافحهم و هي تُعَقّب بنُعومة،:تشرفنا
عادت الجَدَّة لتَجْلُس و هي تُرَبّت بباطن كَفَّها على الأَريكة بجانبها قائِلةً،:تعالي يُمـه قعدي اهني
اسْتَجابت غَيْداء بأَدَب على الرَّغْم من عَلامات السُّؤال المَعْقودة بعلامات التَّعَجُّب السَّابِحة في عَقْلها..من هَؤلاء و لِمَ هُن هُنا ؟ و ما سبب هذا التَّرْحيب المُفْعَم بالألفة و الحُب و الإبْتسامات الدّافِئة ! هي مُتَيَقّنة أَنَّها لم تَلْتَقِ بإحْداهن قَبْلاً..نَبَّشَت بين زَوايا ذاكِرَتها عن مَلامح لهن رُبَّما كانت عالِقة هُناك..و لكن لم تَجِد شَيء..،رَفَعَت رَأسها للخادمة التي دَخَلَت تَجُر عَرَبة الضّيافة الأَنيقة المُحَمَّلة بالشاي،القَهْوة..العَصير و بَعْضٌ من الحَلَويات الخَفيفة..وَقَفت مُتَّجِهة لها..شَكَرَتها بهَمسٍ و ابْتسامة ثُمَ اسْتَلَمَت منها العَرَبة لتُضَيّفَهُن..تَساءَلت بلَطافَة،:خاله شنو تشربين ؟
أَجابتها بعَيْنان تَتَفَحَّصان أُنوثتها بدِقَّة يَحُفَّها الإعْجاب المَمْزوج بحماسٍ خَفِي،:جاي يُمَّه..بدون شَكَر
هَزَّت رَأسها مع امْتداد يدها للشاي..سَكَبَته في الكُوب الزجاجي ليَرْتفع بُخار حَمَل بين طَيّاته رائِحته اللذَيذة..ناولتهُ إيّاه بيَمينها..،:تسلمين حبيبتي
أَرْجَعت خصلاتها خَلْف أُذْنها،:الله يسلمش "نَظَرت للشابَّتان مُرْدِفة برِقَّة" شنو في خاطركم ؟
هَزَّت كلْتَاهما رأسها تنفي رَغْبتها بشيء لتَقُول غَيْداء مُعْتَرِضة،:لاا ما يصير..لازم نضيفكم "تناولت طَبَق الحلويات ثُمَّ خَطَت حتى مَكان جُلوسهما مُسْتَأنِفة و هي تُقَرّبه منهما" عالأقَل نتفة تشوكلت
اختارت لها جَميلة قطعة لم تُمَيّز شَكْلها من شِدَّة الحَرَج الذي أَغْشى حَواسها..والدتها تَتَصَرَّف بكل أَرْيَحِيَّة دون أن تُراعي خَجَل غَيْداء الجَلي على ملامحها الجَذَّابة،و شُعور الغَرابة المُسَوّر حَرَكاتها..همست،:شُكْراً
قالت غَيْداء مُحادِثة فَرح،:اخذي فروحة..حَلّي
فَرَح الأخرى تناولت قطعة عَشْوائِيَّة شاكِرَةً بوَجْس بالكاد سَمَعَهُ الهواء..فزيادة على الحَرَج الذي تُشاركه عَمَّتها..فشَذَرات خَوْف من والدها تتطاشر عليها،فهي لم تَسْتَأذنه قبل خُروجها بطلب من جَدَّتها المُخَطّطة لشيء لا يُصْعَب فَهْم أَسْراره..،عادت غَيْداء لمكانها قُرْب الجَدَّة بعد أن فَرَّحت طِفْلتها بالشوكلاتة..،رَفْرَفَ نَسيمُ صَمْت مُذَيَّل بغُبار تَوَتُّر تَشَبَّعَ في صَدْرها..من طَرف عَينيها كانت تَرْنو لهن و أَصابع يَدَيها المُضطربة تُحيك وِشاحاً بَلَّلَه عَرَق الإرْتباك..تَعْتَقِد أنَّ هذا المَوْقف يُصَنَّف ضمن أَكْثَر مواقف حَياتها غَرابة..و أَسَفاً أَنَّها لا تُحْسِن التَّصَرف فيها..،
الجَدَّة ظَلَّت تَرْتَشِف حتَّى تَقَلَّصَ الشاي إلى النّصف،ثُمَّ أَخْفَضَت الكُوب على الطَّاولة الصَّغيرة القَريبة منها..كأنَّما كانت قاضِياً يضرب بمطْرقته في جلسة إصْدار الحُكْم المُنْتَظَر..أَدارت نصف جَسَدها لغَيْداء التي رفعت رأسها إليها مُبْتَسِمة بتَرَدُّد..أَسْبَلَت جِفْنيها مُمَرّرة أَصابعها المُتَوَشّحة بالتَّجاعيد و المُرْتَدِية قُلنسوة من الحِنَّاء حَوْل بَنانها على أَساورها المَصْنوعة من الذَّهَب الأَصيل ذو البَريق الخاطف..بهُدوء نَطَق لسانها جاذِباً انْتباه حَواس غَيْداء المُتَرَقّبة،:أكيد يا بنتي إنتِ مستغربة من وجودنا "رَفَعت عَيْنيها تُناظرها و هي تُكْمِل" و أكيد إنّش ما تذكريني أنا و بنتي جميلة..احنا حظرنا عرسكم إنتِ و عَمَّار الله يرحمه "أَسْرَعَت يَدَها لتَتَلَقَّف ملامح غَيْداء التي تَصَدَّعت من الذّكْرى العابِث خَنْجَرها بالرُّوح و النَّبْض..احْتَضَنت خَدَّها و هي تَشِد بمَلَقٍ حانِي سَمَح لسَحَابَتَي غَيْداء أن تُعانقان مُلوحة الدَّمع..أَكْمَلَت" و أنا سبب جيّتي معزَّة عَمَّار الله يرحمه..و الله إنّه كان مثل ولدي..و اللي ما أرضاه عليه ما أرْضاه على زوجته
عُقْدَة عَدَم فَهْم تَرَبَّعَت بين حاجبيها..تَساءَلت باسْتنكار بان في بَحَّة صَوْتها،:ما فهمت يعني شنو خالتي!
وَضَّحَت لتُعِيد إحْياء لَهيب النَّار التي كادَت أن تَنْخَمِد في صَدْرها،:أنا أم أَعز أَصْدقاءه..أَنا أم عَزيــز



اشْتَقْتُكِ...كان الإشْتِياقُ فيما مَضى جَذْوة تُبْصِق لَهيبها وَسَطَ رُوحي و أَضْلُعي..تُرْمِدُ تِلْك النَّبَضَات المُنَبّشِة بانْكسِار عن ذلك السَّبَب المُبْتَلِع بسواده الرّباط المُقَدَّس الجامع قَلْبينا..،هذه أَنتِ أَمام عَيْنَي الآن..و في صَدْري غَرَّدَ اشْتياق..و عَجَبَاً أنَّ أَنْفاسي تَسْتَلِذ به ! للتّو اسْتَشْعر جَمال الإشْتياق إليكِ..إلى الرَّبيع الذي كان يَحُف أُنوثتكِ..و إلى الإبْتسامة النَّاثِرة أَزْهارَ سَعادة على وَجْنَتيكِ..ها هي عَدَستاي تَطوفان مَلامحكِ النَّاعِمة..تُسَلّمان على المُقْلَتَين و تَنْحَنيان بإجْلال لأهْدابهما المُتجانفة بجاذِبية فَريدة..و ها هُو قَلْبي يَضْحَك لقُرْبِكِ..و وَجَعُ الذّكْرى يضْمَحِل وُجوده الثَّقيل عن حُجْراته..يا للغَرابة ! كيف تَحَوَّرَت مَأساة الماضي إلى صُور مُلَوَّنة تُعَلَّق على جُدْران رُوحي لتَسْرِد قِصَّة يُسْتَدَر منها رَحيق يُجْتَرَع على هَيْئة دَرْس دَنْيَوي..،
ابْتسامته كانت مُسالِمة و سَمْحة..كانت ابْتسامة عَبْدالله فِعْلاً..دون أن تُعَكّرها شوائِب ماضٍ مُبْهَم..نَطَقَ بصَوْتٍ مُسْتَرْخٍ تُخالطه بَحَّة الصَّباح،:الحمد لله على السَّلامة
أَنْفاس مُرْتَعِشة تَحُوم في جَوْفِها..أَنْفاس تُشْبِه ريح جَلَيدِيَّة أَسْرَت قَوافل التَّجَمُّد إلى دِمائِها الفاقِدة حَرارتها الطَّبيعية..و فُتورٌ مُنْهِك يُكَبّل أَطْرافها..يَمْنعها من التَّحَرُّك للهَرَبِ من جُيوش الإرْتعاش المُسَيْطرة على حواسها..،تَشْعُر بأنَّها صَغيـــرة..و مُرور الدّقائق و هي على ذِمَّة طَلال تُضَعّف من صُغْرها..ذاتها تَسْتَصْغر ذاتها بذاتها ! أَيُّ التَّعْقيدات تَعيشين نُور !
هَذا الشُّعور يَكْسُرني..يُقَوّض بَقايا ذاتي التي أَحْناها جَلْدُ الذَّات و لم يَهْدمها..بَقِيَت مُنَكَّسة الرَّأس و منها يَشْخَبُ حَرَجاً أَحْمَر..لَم يَكُن سِوى دَمٌ اسْتَفْرَغَتهُ الجِراح المُشَرَّعة بأيْدي ضَميري..،إلهي كَيْف اسْتطاع عَقْلي الباطني أن يَرْسُمَني و أنا بَيْن أَحْضان رَجُلٍ غَيْره ! أَكانت ثَوْرةٌ خائنة شَنَّها حُبي المَدْفون على ذاتي الراضية بقَدَرِها ؟ ذاتي التي صَمَتَت عن أي اعْتراض بعد أن صَفَعها جَليدُ كَلِمة ذاك العَجوز الصَّغير..مَبْروك! لم يُحارب من أَجْلي،و لم يُلَوّح من عَيْنَيه سَيْفٌ يُقْسِم بالدّفاع عن حُبّه و لو بِرُوحه و دمائه..رُبما لأَنَّهُ لم يَكُن هُنالك حُب..بل الذي كان هُو فَراغٌ عاطِفي..و أنا بعَفوية حُبّي من كان يُبْكم احْتياجه..و عَلى الرَّغم من ذلك أَتى و هاجَمني..صَرَخ و عاتَبَني عِتاب عاشِقٍ تَرَمَّد قَلْبه من نار الغيرة و القَهر على حَبيبته الحَليلة لغَيْره..أَيُّ تناقض هذا طلال؟ عَرّفه لي،لَعَلّي آتي ابْنَ أُخْتك بجوابٍ يُنَقّي الصّورة المَشَوَّشة المُقَيّدة عَقْله..فكيف بعد سَنَتان من الحُب يَعْلو من حَواسي زَعيق كُرْهٍ و اشْمئزاز اتجاهه ! أنا كَسَرته حينما نادى لساني بالطَّلاق..نَحَتُّ بشذرات بُرودي المُصْطَنع جِراح فَوْق حُجرات قَلْبه الذي أَحَبَّ بصدقٍ و وفاء..،أنا كُنتُ جَبانة عَبْدُالله..تخافُ من نتائج أَسْمال مُرَاهَقة ماضية..لذلك تَرَكْتُ يَدَك في مُنَتَصَفِ الطَّريق الذي كُنتَ تَزْرعه بزَهْرِ أَحْلامك..و بعد كُلّ ذُنوبي و آثامي ها هي شَفَتاك تَبْتَسِمانُ لي..و عَدَسَتاك يَحْتَضنهما بَريقٌ لهُ رائحة طَيّبة،تُذَكّرني برائحة ذاتك المُسالِمة..ذاتك التي لم تَخُن..و التي قَد تَنامُ وَسَطها طَعْنةٌ سامَّة من خَنْجَرٍ حَمَلْتَهُ أنا و خالك..طَلال..،
مَرَّرَت لسانها على شَفَتيها..رَمَشَت بارْتباكٍ حاولت أن تُخْفيه عن عَيْنه المُبْتَسِمة..أَصْمَتت صَوْت التَّأنيب الناعق في رُوحها،و قَطَعت طَّريق الأَفْكار المُزْدَحِمة في عَقْلها لتَنْطُق بالجواب الهامس،:الله يسلمك
أَرْخى كَفّيه في جَيْبي معطفه الأَبْيض و هو يَتساءَل،:شلون كانت الدورة ؟ استفدتون أكيد
هَزَّت رأسها تُؤيده و عَيْناها تَنْفُران من عَيْنيه الجاهلَتين بالذي حَصَل،:الحمد لله..كل شي كان تَمام
عَلَّقَ،:مع إنها بس اثنعش يوم لكن اشوف أغلب اللي راحوا يقولون استفادوا "أَرْدَفَ مع انْحراف بصره بعفوية لِما خَلْفها" إن شاء الله مرة ثانية يروح وَفْد عدده أُكبــ
تِلْك الزُّمُرّدتان نَهَبتا الحَرْف الأَخير لِكَلِمَته..لِلَحْظة فَقَط الْتَقَى حَوَرُ عَيْنه بوِسْع عَيْنيها..قَبْلَ أن يَشِد بَصَرُها رَحْله إلى زَميلاتها اللاتي تُحادِثْنَها بانْدِماج..للتو يَلْتَقي بها بعد غيابها بسبب المَرَض..،شَبَحُ ابْتسامة مُشَفَّرة المَعْنى لَوَّح من شَفَتَيه..و الهُدْب تَنازل عن اصْطفاقته لثوانٍ،سامِحاً إلى العَيْن من أن تَخوض تَجْرُبة "غِياب" جَديدة..،
،:عبدالله اكلمك !
صَوْتُ نُور حَرَّك شِراع المُقْلَتين ليُعيده إلى أمواج الواقع..رَمَشَ بخِفَّة و هو يَزْحَف ببصره إليها و هي التي لم يَغِب عنها انْشداهه لتِلْك..أعادت سُؤالها عندما رَأت انتباهه،:اقول لك ليش انسحبت من الدورة؟
زَمَّ شَفَتيه يُواري ابْتسامة واسِعة أَرادت أن تَفْتَضِح مَكْنون روحه..يَوْمها كان مُقَيَّداً بقَهَره..لم يُرِد أن يَكون عُنْصراً خامِلاً وَسَط العلاقة النَّشيطة الرَّابطة بينها و بين ذلك الفَهد..فَضَّل الإنْسحاب على أن يُحيك وشاحاً جَديداً من نيران الغَيْظ الخانِقة قَلْب رُجولته..،أَخْفَضَ رأسه قَليلاً مع ارْتفاع يُمْناه داعِكاً بأطراف أصابعه خَدّه المُشْعر..مَرَّرَ لسانه على شَفَتيه..رَفع رأسه..و صَوَّب عَيْنيه جِهْة عَيْنيها..أَجاب بنصف ابْتسامة حَوَت نَبْرة ارْتَعَش جَوْفه من غَرابتها،و لم يَسْتوعبها عَقْل ابْنة عَمّه..،:كنت وقتها متخبط..مو عارف و ين استقر..لذلك انسحبت
هَزَّت رَأسها و هي تُحاول أن تَجْتَرع المَعْنى المُبْهَم..أَضافت مع تَراجع قَدَميها خُطْوة للخَلْف،:إن شاء الله مرَّة ثانية ما تطوفك الفرصة "و هي تُدير نصف جَسَدها" عن إذنك
أَوْمَأ إليها برأسه و الإبْتسامة النَّاقِصة لا زالت مُتَشَبّثة بشَفَتيه..بنُقْصِها تَسْخَر من قَلْبه المُتَخَبّط بتَوَجُّهات نَبَضاته..فشَعْبٌ يَسيرٌ منها لم يَبْرح أَطْلال الماضي البَهي..و زَحْفٌ من شُعوبٍ كَثيرة،ها هو يَمْضي إلى أَرْضٍ تَتَوَشَّح بثَوْبٍ عُذْري..يُناغي رُجولته المَثْلومة..،عادت المُقْلَتان إليها..للرَّبْوة العَذْراء..كانت تُحادث إحْدى المُمرضات و هما تَنْظُران لبعضٍ من الملفات..بالطَّبع تستعلم أَحْوال المَرْضى أَثْناء غيابها..أعاد جسده للخلْف مُسْنِداً ظهْره للحائِط،و كَفّاه تُلازمان جَيْبا مِعْطفه..طَوى ساقه اليُمْنى ليَسْتَقِر بباطن قَدمها على الحائِط..غادَرَ بصره تلك الأَرْض المُتَكَلّلة بزُهورٍ تُناديه بِتِلاتها برائِحتها..رائِحة زَكِيَّة تَسْبح وَسَط هوائه الرَّمادي لتَحْدو بهِ إلى سَماء حُب جَديد...حُـــب ! تَصافقت أَهدابه من جَيْش الإرْتباك المُوَلّدَتهُ هذه الكَلِمة...اللامُتَوَقَّعة...و المُتَسَرّعة ! حَدَقتيه مُتَعَلّقتان ببقعة فارغة على الأَرْضية..مُتَمَسّكَتان بها بقُوَّة رَغمَ الإرْتعاشات..و كأنَّهما تَخافان أن تُؤيّد النَّظرات ذلك الحُب المَجْنون..تَسارعت نَبضاته و ثِقْلٌ مُوْجِع تَكَوَّمَ وَسَط قَلْبه..ما بك عَبْدالله ! وُجود نُور مع مَرْوة زَعْزَع هُدوء جَواك...لماذا ! نُور فَصْلٌ قَد انْقَضى بلا عَوْدة..و مَرْوة..لم تَكُن فَصْلاً و لن تَكن أَبَداً..صَحيحٌ عَبْدالله..صَحيح يا ذاتي الغامضة ؟ لكن..قَبْل دَقيقة فقَط..و أنا أَقِفُ مُحادِثاً من كانت أُنْثى كَياني....تَيَبَّسَت أَطرافه مع اسْتحواذ الشتاء عليها في ثوانٍ..حَبَسَ أنفاسه في قَلْبه حتى اسْتَعَر الإخْتناق..و العَيْنان حُبِسَت الرُّؤية فيهما لتتكالب على بَصره غَشاوة حَجبت عنهُ جَواب السُّؤال الضاج في ذاته...لِمَ زاغَت حواسي عنها إلى أُنْثى غَيْرها....إلى مَرْوة؟




يَتْبع




 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معــلومـاتــ شاملهـ عنــ ـالفشلــ ــالكلويــ !! ـرسم ـالخ ـيالـ …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 16 02-18-2009 09:32 AM
فضل يوم عرفة εϊз šαđέέм εϊз …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 14 02-15-2009 11:47 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية