مختصون يؤكدون: بعض الوافدين يشكلون الخطر الأكبر على الوطن

مختصون يؤكدون: بعض الوافدين يشكلون الخطر الأكبر على الوطن


د. علي التواتي



الخبر - عبير البراهيم



أكد محللون سياسيون أن استهداف الملعب الرياضي "الجوهرة" بجدة من قبل الجماعات الإرهابية يدل على أن هناك محاولة لزعزعة ثقة الشعب السعودي بقيادته وقدرة وإمكانيات جهاز الأمن، مشددين على ضرورة أن يتم التنبه إلى الأجانب المقيمين خاصة في ظل التراجع الاقتصادي الذي نمر به وهي مرحلة حساسة دفعت الكثيرين لمحاولة إنهاء عقود الكثير منهم، الأمر الذي قد يسبب اتجاه ضعاف النفوس منهم إلى الانضمام لجماعات إرهابية للاستفادة منهم غير عابئين بأمن البلاد التي يعيشون فيها، وذلك ما يؤكد عليه بعض العمليات الإرهابية التي تم فيها الاستعانة ببعض الأجانب.
كانت الجهات الأمنية قد أعلنت الأحد عن أهم العمليات الإرهابية التي استهدفت ملعب الجوهرة الرياضي بجدة ورجال أمن، كما تم القبض على منفذي تلك المخططات في مختلف مناطق المملكة.
التدمير والتخريب
وأوضح وكيل جامعة الأعمال والتكنولوجيا للشؤون الأكاديمية والمحلل السياسي د. علي التواتي أن الملفت في استهداف ملعب الجوهرة أنه لم يكن ممن أراد تنفيذ هذا الهجوم سعودي واحد، وهذا يدل على القصد إنما هو التدمير وإحداث أثر مدمر لإيجاد شرخ بين الحكومة والشعب، فإذا ما نظرنا إلى الهدف من استهداف ملعب الجوهرة بجدة فسنجد بأن هناك هدفا يذهب إلى تخريب العلاقات السعودية الإماراتية، وأن المملكة لم توفر الأمن الكافي للبعثة الإماراتية، أيضاً قتل أكبر عدد من المواطنين ثم تدمير منشأة حيوية تعد متنفسا للشباب في هذه المنطقة وهي من المتنفسات القليلة جداً فالهدف لا يتوجه ضد المملكة فقط بل أيضاً المقصود فيها التحالف العربي، فهي أبعاد نرى فيها لمسات إيرانية، فهي لمسات توحي بأنها داعش بدليل أن المنفذين لم يكونوا من المواطنين فحينما تكون هناك عمليات إرهابية تستهدف جماعات وليست أشخاصا نجد بأن السعوديين -مهما كانوا- مغيبون فكرياً فإنهم يحجمون عنها ولا يفضلونها، فمنذ زمن لم نسمع عن حادثة مشابهة فيبدو أن الشباب السعودي أصبحوا أكثر وعياً فتم اللجوء إلى الأجانب.
وشدد التواتي على ضرورة أن نتنبه إلى الأجانب خاصة أننا في هذه الفترة العصيبة التي نضطر فيها إلى إنهاء عقود الآلاف من الأجانب ونطلب منهم المغادرة نتيجة الهبوط الاقتصادي الحاصل، فعندما يفقد ضعاف النفوس وظائفهم ومصادر رزقهم ولا يأملون أن يحصلوا على مستقبل أفضل في بلادهم يصبحون حاقدين، ويكبر ذلك الحقد في قلوبهم ويجعلهم أكثر عرضة للتجنيد لأعمال إرهابية، ونحن هنا نتحدث عن فئة منهم وليس الجميع، فهناك فئة ضعيفة نفس أمام الشعور بالإحباط، فمن يعيش حالة إحباط كبيرة يكون أكثر عرضة للتأثير عليه وتجنيده لأعمال إرهابية، فيجب علينا في هذه المرحلة أن نتنبه إلى الأجانب المهددين بفقد وظائفهم.
دور الآباء
وذكر المحلل السياسي عقل الباهلي أن تفكير القاعدة ومشروعاتهم الإرهابية كانت واضحة للناس وما تجاوزت الإستراتيجيات التي كانت تضعها القاعدة فلم ينتقلوا من حالة إلى أخرى بل ظلوا يستهدفون القوة الغربية، ولكن حينما بدأت "داعش" فبدأت أيضاً بمعزل عن هذا الهدف وأصبح الهدف استهداف الدول العربية والإسلامية، ويخص مواطني تلك البلدان ومنها المملكة وبطبيعة الحال تنوعت تلك الأهداف من رجال الأمن إلى المساجد إلى صالات الاحتفالات.
وقال الباهلي: "كانت المخاوف دائماً أن هناك البعض يتعاطف مع هذا الفكر المنحرف من منطلق فكرة الجهاد حتى أن هناك الكثير من الأموال تتسرب من الناس بنوايا حسنة وتذهب إلى قواعد "داعش".
وأشار إلى أن ما كشفت عنه الجهات الأمنية من استهداف ملعب الجوهرة يبدو واضحاً بأن "داعش" يجدون الإدانة، فالشعب السعودي ضدهم بسبب تلك الأعمال الإجرامية، ولذلك أصبح الهدف لدى التنظيم إجراميا وهز النظام وهز القوة والقناعة الشعبية وإيجاد نوع من الفراغات، فبمجرد أن يكون هناك تفجير في ملعب أو سوق فبالتأكيد ستكون النقمة أكبر ولكنهم أصبحوا يستخدمون الشعب وسيلة للتأثير على المسارات السياسية، ونحن نعرف بأن "داعش" ليس لديها هدف واضح، بل الهدف إجرامي وهز ثقة الناس؛ لأن التنظيم ليس دولة كما يعتقد، فالجميع يعلم بأنها أداة إجرامية، وربما هناك فئة من البسطاء من يعتقد بأنهم يجاهدون ولكن الأغلبية يعرف بأن أهدافهم استخباراتية الهدف منها التأثير السياسي والتأثير على ترابط الشعوب وقوة الأمن.
وأفاد الباهلي أن جميع من وظف في استهداف ملعب الجوهرة بجدة هم غير سعوديين وبالتالي ربما طرح على خلايا "داعش" أفراد سعوديين ولكنهم ربما وجدوا اعتراضات أو اشمئزاز من الحادث ولذلك بحثوا عن منفذين من خارج المملكة لأن المقيم سواء يفعلها في باريس أو جدة أو بغداد فالمقيم لا يفرق بين المكان. وأكد ضرورة أن يتنبه الآباء إلى أبنائهم لأن الكثير من تحركات القوى الإرهابية خاصة "داعش" تنطلق من المنازل، وليس صحيحاً بأن الناس لا يعرفون أبناءهم ولكن مسألة التبليغ تكون صعبة عليهم، وهم يخشون على أبنائهم من ذلك الخطر، فيجب أن تحرص الأسرة على التبليغ عن أي مظاهر خاصة التواري الدائم عن الناس فنحن نعلم بأن الأبناء يختفون لساعات الطويلة في غرفهم. ودعا الباهلي إلى ضرورة إيجاد مراكز صحية نفسية في الأحياء حتى يتعامل الأهالي معهم في حال لاحظوا شيئا على أبنائهم، فإذا ما شعروا بأي خلل في الابن يتوجهون إلى المكتب النفسي في الأحياء والذي بدوره يقوم بالتعامل مع المشكلة؛ لأنه يصعب على الوالدين تبليغ الجهات الأمنية حول ملاحظاتهم على الابن.
وأضاف: إذا تأكد المختصون في المكتب بأن الابن يمثل خطورة فإنهم يقررون متى تبلغ الأجهزة الأمنية، وربما يستطيعون حمايته بالتعاون مع الأسرة لأن تمدد هذه الجماعات داخل الأسرة قد يفقدنا الكثير من المعلومات بسبب خشية الآباء على أبنائهم من التبليغ.

عقل الباهلي