رحلة الاسراء والمعراج ,,

رحــلة الأسراء والمعــراج ..~

عاد وفد يثرب إلى بلادهم، بعد أن دخلوا في دين الله تعالى، في هذه الأثناء أراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع عن النبي

صلى الله عليه وسلم بعضاً مما أصابه من جراء أذية قريش له، فكانت رحلة الإسراء والمعراج.



بينما النبي صلى الله عليه وسلم بين النائم واليقظان، إذ جاء الملَك، فأخذه وطرحه أرضاً، وجاء بطست من ذهب فيه

من ماء زمزم، فاستخرج قلب النبي صلى الله عليه وسلم فغسله ثم أعاده مكانه، ثم حشاه إيماناً وحكمة.


ثم جاءه بدابة أبيض يقال له البراق، فوق الحمار ودون البغل يقع خطوه عند أقصى طرفه، فركبه صلى الله عليه وسلم،

وانطلق به إلى بيت المقدس، فربطه بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، ثم دخل المسجد فصلى فيه ركعتين إماماً بالأنبياء،

ثم خرج، فجاءه جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاختار النبي صلى الله عليه وسلم اللبن فقال جبريل

صلى الله عليه وسلم: اخترت الفطرة.




ثم عرج به صلى الله عليه وسلم إلى السماء، فوجد في السماء الأولى آدم عليه السلام، إذا نظر عن يمينه ضحك،

وإذا نظر إلى يساره بكى، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل من هذا، فقال هذا آدم، إذا نظر عن يمينه رأى

أهل الجنة من ذريته فاستبشر، وإذا نظر إلى يساره رأى أهل النار من ذريته فبكى، فسلم عليه النبي صلى الله عليه

وسلم.، فرحب به آدم عليه السلام.

ثم عرج به إلى السماء الثانية، فوجد فيها نبي الله عيسى بن مريم ويحي بن زكريا عليهما السلام.

ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فوجد فيها نبي الله يوسف عليه السلام، وقد أعطي شطر الحسن.

ثم عرج به إلى السماء الرابعة فوجد فيها نبي الله إدريس عليه السلام.

ثم عرج به إلى السماء الخامسة فوجد فيها نبي الله هارون عليه السلام.

ثم عرج به إلى السماء السادسة، فوجد فيها نبي الله موسى عليه السلام، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم

عليه فرد موسى السلام، ثم انطلق النبي صلى الله عليه وسلم فبكى موسى، فقيل: ما يبكيك يا موسى؟

قال: أبكي لأن غلاماً جاء بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي.

ثم عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة فوجد فيها نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم مسنداً

ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، فسلم عليه فرد عليه إبراهيم

السلام وقال له: يا محمد أقرأ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وغراسها

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم ذهب به إلى سدرة المنتهى، فكلمه ربه، وفرض عليه خمسين صلاة، فنزل فسأله موسى: ما فرض ربك على

أمتك؟

قال صلى الله عليه وسلم: خمسين صلاة.

قال موسى عليه السلام: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فإني قد بلوت بني إسرائيل

وخبرتهم.



نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره، فأشار إليه جبريل نعم إن شئت، فعاد النبي صلى الله

عليه وسلم فخفف الله عنه خمساً، فعاد إلى موسى، فقال له عد واسأله التخفيف، وبقي يتردد بين الله سبحانه

وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى جعلها خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال له موسى، إرجع إلى ربك

واسأله التخفيف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم استحييتُ من ربي، فقال الله تعالى: يا محمد إنهن خمس صلوات

كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة، ومن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له

عشراً، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئاً، فإن عملها كتبت سيئة واحدة.

ثم أراه جبريل عليه السلام الجنة وما فيها، فرأى قصر عمر وبلال رضي الله عنهما ... ورآى ماشطة فرعون ولها ريح

طيب، ورآى نهر النيل والفرات ....

وأراه النار ورأى فيها أكلة أموال اليتامى ظلمًا لهم مشافر كمشافر الإبل، يقذفون في أفواههم قطعًا من نار كالأفهار،

فتخرج من أدبارهم‏.‏

ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا عن أماكنهم، ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار

فيطأونهم بأقدامهم.

ورأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون الطيب السمين‏.‏

ورأى النساء اللاتي يدخلن على الرجال من ليس من أولادهم، رآهن معلقات بثديهن‏.‏

رأى خطباء أمته الذين يقولون ما لا يفعلون، رآهم تقرض شفاههم بمقاريض من نار.

ورأى مالك خازن النار، وهو لا يضحك، وليس على وجهه بشر ولا بشاشة‏.‏

في صباح اليوم الثاني أخبر المشركين برحلة الإسراء إلى بيت المقدس، فكذبه المشركون، وطلبوا منه أن يصف لهم

بيت المقدس، فوصفه لهم بعد أن رفعه الله له، ثم أخبرهم بالقافلة التي رآها أثناء مسيره، وأنه أضاعوا بعِيراً لهم، وأنه

شرب الماء من قربة لهم، ولكنهم كذبوه.

هنا استغل المشركون الحادثة وذهبوا إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا له: يا أبا بكر، أما سمعت ما يقول صاحبك؟

قال أبو بكر: مايقول؟

قالوا: يقول إنه ذهب إلى بيت المقدس وعاد في ليلة.

قال: أبو بكر: أَوَ قال ذلك؟

قالوا: نعم.

قال رضي الله عنه، والله لو أخبر أنه عرج به إلى السماء لصدقته، أصدقه بخبر السماء ولا أصدقه بما هو دونه.

وهنا سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالصديق.


..ودي لكم ,,