ثقافة الغيشا جواري اليابان

ما هي الغيـشا ؟ غي باليابانية تعني : الفن أو الآداء أما كلمة شا فتعني : النـــــــاس والغيشــــــا : هو اللقب الذي يطلق على الفتاة التي نذرت حياتها لخدمة الجمال ، فكما تهب الراهبة حياتها لخدمة الكنيسة تفعل فتاة الغيشا بأن تهـــــــب روحها للفـــــــــن مجسدة ذروة الجمال الياباني ، ورمز الأنوثة والحب المستحيل فهي خلقت من أجل المتعة لا أكثر . حياتها تتمحور حول الترفيه حيث الحــــــب ممنوع على الغيشا ، فلايحق لها التفكير في الزواج أو الاطفال . هن مثل الجـواري .. بعضهن يحاول الطيران خارج الاســر .. فتتكسر أجنحته عندما يواجه الشمس .. والذي يريد الارتباط بفتاة الغيشا عليه دفع ثروة كبيرة كي يعتقها .. التاريخ : يعود أصل الغايشا إلى العصور الأولى من تاريخ اليابان .. حيث عاشت جماعات من الناس ، كرست حياتها للفن والترفيه ، كان عملها أشبه بما تقوم به نساء الغيشا اليوم .. كان أغلبهم من الرجال ( أوتوكو نو غيشا ) ، ثم أخذت النساء تغزوا المهنة ، قبل أن تصبح حكرا عليهن .. آداب الغيـــــشا : كانت فتاة الغيشا تقضي سنوات طويلة لتتعلم وتتقن الفنـون والآداب والرقـص والموسيـقى والعزف وتقديم الـشاي .. وتنسيق الزهور وكتابة الكــانجي [الحروف التي تكتب بها اللغة اليابانيـة] بخـط جميل .. كماتتعلم آداب الحديث وتدليك الجسـد .. بالاضافة الى تعلمها قواعــد ارتداء الكيمـونو [الزي الوطني الياباني التقليدي ] .. وكيفية تصفيف شعرها .. وبمرور السنيـن تنغرس في وجدانها قيمة السرية التـامة .. وعدم افشاء اسرار عملائها .. وكيف تكون ذات شخصية قــوية وجذابة وفي الوقت ذاته تكون راقيـة ومترفعة . محـــل إقامة الغيــشــا : بيوت الاوكــــايــا : وهي التسمية التي تطلق على المنازل الخشبية اليابانية الصغيرة ، وهي مكان اقامة فتيات الغيشـا .. حيث يتلقين فيها اصـــــول المهنة والحياة كغيشـا .. وذلك تحت اشراف غيشا متقدمة في السن يطلق عليها [أوكاسان ] المــــــــايكو : هو اللقب الذي يطلق على الفتاة التي تدخل هذا العالم .. مابين عمر الخامسة عشرة وحتى العشــــرين .. وحين تصبح المايكو في العشرين من عمرها .. يمكنها حينها ان تقرر ما اذا ستترك هذه المهنة أم تستمر كغيشا .. الغــــــايكو : وهو اللقب الذي يطلق على فتاة الغيشا .. التي تتجاوز العشرين من عمرها وحتى الثلاثين أو أكثر بقليل .. وتجدر الاشارة الى انه في حالة زواج الغيشا لايحق لها ممارسة المهنــــــة . عندما يحل المساء وبعد ان تكمل فتيات الغيشا زينتهن المبهرة .. تبدأ جولاتهن على المطاعم والفنادق والبيوت الخاصة .. حيث يبدأ عمل الغيشا الذي يستمر حتى منتصف الليل .. تعود بعده الى المنزل في وقت محدد وكل ذلك يكون بمعرفة الاوكاسان . قديما كان معظم دخل الغيشا الذي تكسبه يتوافر لها .. من [الدانـــــا] وهو الشخص الذي يتخذ من فتاة غيشا معينة خليلة له .. وبمجرد حصول الغيشا على دخل تقوم بتسديد ديونها لبيت الاوكايا الذي يرعاها . أقــدم فتاة غيشا : [ هـــــارو كاتـــــو] هي آخر فتيات الحرس القديم من الغيشا .. كانت هارو تعمل لمدة ثمانين عاما في مجال تسلية أثرى وأقوى الشخصيات اليابانية .. التي ظهرت في القرن العشريـن وظلت محافظة على اسرار هؤلاء حتى وفاتها عن عمر يقارب 102 عاما .. وبرحيلها ينتهي عصر كامل .. هل الغيــشا مومــس ؟ بعضهم يقول : إن فتيات الغيشا لسن بمومسات لكنهن قد يقمن علاقة مع الزبون .. وتقول احدى المشرفات على تعليم الفتيات الغيشا حاليا .. [ انه لا يوجد في عــــــــالم الغيشا سوى الرقص والغناء واستضافة الزبائن هذه هي حياة الغيشا وهذا هو عملهن وليس هناك أي دعارة لانها ليست من تقاليد الغيشا ] وتضيف واحدة من الغايـــــكو المعاصرات ان ارتباط حياة الغيشا بالدعارة امر ليس واقعا على الاقل حاليا .. مجتمع منبوذ : و بسبب الجدل القائم حول طبيعة عمل الغيشا ، تم إقصاءهن ووضعن في أحياء معزولة ، على غرار حي يوشيوارا في إيدو ( طوكيو اليوم ) ، والذي يقع في قلب المدينة القديمة ، وعلى ضفاف نهر سوميدا . يحتضن هذا العالم العائم ( مصطلح ياباني يطلق على العالم الدنيوي ) ، النشاطات الليلية ( الحانات ، المسارح ، بيوتات الشاي ، المطاعم ، بيوتات الغيشا ) ، سحرت الأضواء البراقة والغموض الذي يحيط بهذه الأماكن ، العديد من الرسامين ، الكتاب ، والشعراء . الغايشا اليوم : رغم المنافسة الحادة التي تلقاها من قبل النساء المضيفات في الحانات (البارات) ، استطاعت المهنة الصمود إلى أيامنا هذه في نطاق ضيق جدا .. لا زالت بعض من نساء الغيشا التقليديات يقمن بعملهن اليومي ، وأغلب زبائنهن هم من الرجال الذين يمكنهم أن يقدروا بحق مواهبهن الراقية ! ساهمت بعض المؤلفات الغربية في إضفاء صورة قاتمة ، مخملية على مجتمع نساء الغيشا ، و لا شك أن الحياة اليومية لهؤلاء النسوة مغايرة تماما لما يتصوره البعض . لم يعد الآباء يحضرون بناتهم إلى بيوتات الغيشا كما كانوا يفعلون في السابق . تحافظ بعض العائلات في المدن الكبرى ( على غرار كيوتو ) على التقاليد القديمة ، وتقوم بإرسال بناتها لتعلم هذه المهنة . تخضع النسوة من أوساط اجتماعية أخرى إلى عملية تدريب قاسية وطويلة ، وغالبا ما ينخرطن في المهنة في سن متقدمة .. بقى أن نقول : إن أعداد فتيات الغيشا آخذة في التقلص نظرا للحياة القاسية للغيشا ، ودخول اليابان عالم التكنولوجيا بقـــوة . وتبقى ثقافة الغيشا مادة خصبة يلفها الغموض تغري أي باحث على دراستها ..