![]() |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
"من كنوز القرآن "
فائدة من قصة سليمان عليه السلام مع النملة - الهدهد - الملكة لاشك أن دراسة قصص الأنبياء وتدبر معانيها له أثر على الإيمان بالله تعالى زيادةً وقوةً وثباتاً ، وفي كتاب ربنا عشرات من قصص الأنبياء و الأمم السابقة وماذاك إلا لحكمة ربانية ، قال تعالى " وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك ". هود (120) وقال جل وعز " ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك ". النساء (164) ولعل من القصص الجميلة قصة سليمان عليه السلام مع النملة والهدهد والملكة . وهي مذكورة بالتفصيل في سورة النمل بسياق لطيف وجميل . وقد أحببت أن أقف مع أسرار الآيات التي تحدثت عن هذه القصص الرائعة . وقد كتبت نحو 85 فائدة حول ذلك ، من توضيح آية وبيان لفظ ، ووقفة تربوية . وقد جعلتها مرتبة بالأرقام لتكون أوضح وأسهل في الضبط والانتفاع . يقول تعالى " وورث سليمانُ داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين ". النمل (16) 1- المراد بالورث هنا هو وراثة النبوة والملك وليس المال لأن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولادرهما . 2- - " علمنا منطق الطير ...". النمل (16) في هذا : اعتراف بفضل الله ورزقه . - قال " عُلمنا " فيه بيان أن العلم من أجل النعم وأزكاها . - والمنطق هو صوت الطيور الذي يبين مافي نفوسها . 3- "وأوتينا من كل شيء "النمل (16) أي مما نتمناه ويصلح لنا . 4- التحدث بنعمة الله لابأس به مع الاعتراف بفضل الله تعالى . - في زمننا احذر من التحدث بالنعم عند بعض الناس الذين قد يخرج منهم الحسد حتى تسلم من الإصابة بالعين ، والقصص في هذا الباب كثيرة . قال تعالى " وحشر لسليمان جنوُدُهُ من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ". النمل (17) 5- أي جمع له " يوزعون " الوازع في الحرب هو الذي يرتب الصفوف لكي لاتختلط الأعمال . 6- وفي هذا الحث على التنظيم وأنه لابد منه في حياة الناس ودينهم ودنياهم وذم الفوضى لأنها صفة ذميمة ولها آثارها السيئة على الشخص في نفسه وبيته وعمله وإنجازاته . قال تعالى " حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون ". النمل (18) 7- كان سليمان يمشي فرأى واد من النمل فسمع النملة تتكلم مع قومها وقالت .. 8- شفقة النملة على مجتمعها وعدم الشعور بالأنانية والنجاة لوحدها ، وفي هذا درس للدعاة في وجوب الشعور بهموم الأمة والسعي في نفع الناس وتعليمهم وإرشادهم على جميع المستويات وحسب الطاقة ، وعدم التفرد في الطريق . 9- إحسان الظن بالآخرين حيث قالت " وهم لايشعرون ". وما أحوج الكثير منا في هذا الزمن إلى حسن الظن والتماس الأعذار للآخرين ، وجميل أن يدخل هذا الخلق في بيوتنا بين الزوجين ، ومع الأبناء ومع الوالدين ، ومع الأقارب ، والزملاء ، وفي محيط العمل . وكلما كان حُسن الظن متأصلٌ في حياتنا كلما كانت المودة والرحمة منتشرة بيننا . 10- ذكر بعض العلماء أن تركيب خلق النملة من مواد زجاجية ويدل عليه قول النملة " لايحطمنكم " والتحطيم أقرب كلمة توضح المقصود ولم يقل " يقتلكم ". ثم قال تعالى " فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ". النمل (19) 11 - تبسم فرحاً بنعمة الله عليه ومعرفته بكلام النمل ، وتبسم من حسن حالها في رعايتها لبني جنسها وعدم أنانيتها . 12 - دعاء الرب بالتوفيق للشكر ، واستشعار أن كل التوفيق للخير ودفع الشر إنما هو بفضل الله وتوفيقه . 13- الإحساس بتجدد النعم ونسبتها لله وحده . 14- العمل الصالح هو الشكر الحقيقي لله تعالى ولايكفي فقط أن نشكر الله باللسان ، بل لابد معه من عمل صالح يدل على الشكر ، كما قال تعالى " اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور " . سبأ (13) - العمل الصالح يجلب رضا الله تعالى ، ولايكون العمل صالحاً حتى يكون خالصاً لله وفيه اتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . 15 - دخول الجنة برحمة الله لابعملنا فقط ، والعمل سبب جالب لرحمة الله ، وقد جاء في الحديث الصحيح " لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ، قالوا : ولا أنت يارسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ". صححه ابن تيمية في الرد على البكري (461) ، صحيح مسلم (2816) بلفظ " لن ينجو " 16 - حلاوة الانضمام لمجتمع الصالحين وليس حزب الفاسقين والمنافقين . وهنا قال سليمان " في عبادك الصالحين " النمل (19) قال العلماء : أي ارزقني قرب أولئك لأكون من جملتهم وإن لم أصل لمقامهم . وتأمل في دعاء يوسف عليه السلام " توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ". يوسف (101) وهذا يؤكد على ضرورة القرب من الصالحين والجلوس معهم . ثم قال تعالى " وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين " النمل (20) 17 - قال العلماء : نزل سليمان بواد وأراد معرفة مكان الماء وكان الهدهد هو الطير الوحيد الذي يعرف مكان الماء ، فسأل سليمان معرفة ذلك فسأل عن الهدهد . 18- وفي تفقد الطير إشارة إلى الحرص على الرعية وتفقد أحوالهم ومنهم الأبناء والموظفين ، والناظر في حال بعضنا يجد التقصير الكبير في تفقد حال أسرته وأخلاقهم وتربيتهم ودينهم . قال تعالى " لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين ". النمل (21) 19 - هنا أراد سليمان عليه السلام تعذيب الهدهد لأنه أصبح يعقل الخطاب ويفهمه وليس جاهلاً بذلك . - العذاب عند أكثر المفسرين هو نتف ريشه . 20- تنظيم الرعية وعتاب من يخطئ منهم أو عقوبته حسب المصلحة . 21- إعطاء الرعية جانب من العذر . 22- " سلطان مبين " الحجة التي تبين لسامعها صحتها وحقيقتها . قاله الطبري . 23- قال ابن عباس : كل سلطان في القرآن فهو حجة . وفي قوله تعالى " فمكث غير بعيد وقال أحطت بمالم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ". النمل (22) 24 - جاء الهدهد وقال لسليمان " أحطت .." وفي هذا تنبيه القائد على أحوال الرعية ولو كان الناصح من أدني الرعية . 25 - الأنبياء لايعلمون الغيب " فهنا سليمان على جلالة ملكه وانتشاره إلا أنه لم يعلم بحال أهل اليمن وكفرهم ، وهذا يؤكد بشرية الأنبياء وعدم الغلو فيهم ورفعهم فوق منزلتهم . 26 - استماع سليمان للهدهد بكل أدب ، وهذا يعطينا درس تربوي في أدب الاستماع والإنصات . 27 - قبول الحق ممن جاء به ، وهنا سليمان قبل الحق الذي جاء به الهدهد . وهذا درس لكل قائد ومسؤول أن يتربى على قبول النصح وكلمة الحق ممن جاء بها ولو كان صغيراً أو ضعيفاً . " إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم " . النمل (23) 28 - قال الطبري : كان سليمان منتشر ملكه في الأرض وظن أنه لايوجد أحد غيره ، فنبهه الهدهد لذلك وأن في اليمن قوم كفرة ، وكان سليمان قد حبب له الجهاد والغزو لنصرة الدين . الملكة المقصود بها هنا هي بلقيس ملكة سبأ في اليمن . 29 - في قوله تعالى " وأوتيت من كل شيء " النمل (23) قيل : كانت تملك الشيء الكثير من عاجل الدنيا وزينتها . 30 - قوله تعالى " ولها عرش عظيم " النمل (23) قالوا : سرير قوائمه من ذهب . ثم قال الهدهد " وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون . ألايسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ماتخفون وماتعلنون . الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ". النمل (24 - 25 - 26) 31- الخبء : ماهو مخبوء ومختفي . 32- الهدهد يغار على التوحيد ويدافع عنه ، وبعض الناس لايعرف التوحيد فضلاً أن يغار عليه وينكر الشرك والضلال . 33- الشرك في العبادات منتشر منذ القدم . 34- " وزين لهم الشيطان أعمالهم " النمل (24) هنا توضيح إلى أن الشرك وكل المعاصي من تزيين الشيطان ، وتأمل خطوات الشيطان وسعيه لإضلال العباد منذ مئات السنين " إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ". فاطر (6) 35- من يتبع الشيطان فلن يكون من المهتدين . 36- إذا كان الله هو القادر على كل شيء مهما دق وصغر وهو العليم بكل شيء ألا يستحق أن يكون هو الإله المعبود . 37- " ويعلم ماتخفون وماتعلنون " النمل (25) هنا البيان لسعة العلم الرباني بكل الخلق .وهذا يقودنا إلى مراقبة الله والحذر من سخطه والبعد عن كل مالايحبه ويرضاه . 38- " الله لا إله إلا هو " النمل (26) أي هو الإله الحق الذي لاتصلح العبادة إلا له . 39- " رب العرش العظيم "النمل (26) العرش هو أعظم المخلوقات وجاء الوصف بالعظمة له هنا ، وفي آية أخرى وصفه الله ب " الكريم ". ثم قال تعالى عن سليمان " قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ". النمل (27) 40 - نستفيد من هذا القول من سليمان درس في التثبت من سماع الأخبار عن الآخرين حتى لانقع في الحرج معهم أو مع غيرهم . وفي قوله تبترك وتعالى " اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون ". النمل (28) 41- - هنا طلب سليمان البينة والدليل على صدق الهدهد . 42- - أمره بإلقاء الرسالة التي كتبها لدعوة ملكة بلقيس وانتظار الرد منهم . ثم تنتقل الآيات لواقع ملكة بلقيس .. " قالت إني ألقي إلي كتاب كريم * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ". النمل (29 - 30) 43- - تسكن هذه الملكة في صنعاء في اليمن . 44 - رأى الهدهد نافذة مفتوحة في قصرها فدخل ورمى بالكتاب لها لأن الأبواب كانت مغلقة . 45 - نظرت الملكة في الكتاب وتعجبت منه . 46 - فهمت المرأة منه أنه كتاب رحمة وأنه كريم . 47 - لماذا وصفته بأنه كريم ؟ قيل : لأنه مختوم ، وقيل لأنه من ملك كريم لكرم صاحبه . 48 - الكتاب بدأ باسم المرسل وهذا من أدب كتابة الرسائل أن يبدأ الكاتب باسمه ، وفي كتاب نبينا صلى الله عليه وسلم لهرقل قال : من محمد بن عبدالله إلى هرقل عظيم الروم . 49 - هذا الكتاب يتضمن دعوة للدخول في الدين . 50 - الاستفادة من الرسائل لدعوة الآخرين . 51 - اختصار الكلمات الدعوية مع الآخرين ، فهنا سليمان اختصر رسالته في " البسملة ثم كتب " ألا تعلو علي وأتوني مسلمين " النمل (31) وهذا الاختصار مهم في حياة الدعاة في إلقاء الكلمات ، وهو منهج نبينا صلى الله عليه وسلم في الخطب . لأن الناس تمل من الإطالة ، والكلام الكثير ينسي بعضه بعضاً . 52 - التبرك بالبسملة وماتضمنته من اللطائف في أسماء الله " الله الرحمن الرحيم ". 53 - ألا تعلو علي : أي لاتتكبروا . وأقبلوا إلي منقادين لتوحيد الله . ثم قررت الملكة استشارة قومها . " قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ماكنت قاطعةً أمراً حتى تشهدون ". النمل (32) 54 - وفي هذا درس في أهمية الاستشارة وعدم التفرد بالرأي . وما أجمله من خلق تربوي حينما تكون الاستشارة منهجنا في حياتنا ، ولو تأملت حياة الناجحين لوجدت الاستشارة عنصراً مهماً في ذلك . فكان جواب قومها " قالوا نحن أولوا قوةٍ وأولوا بأسٍ شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ". النمل (33) 55- قالوا : نحن لدينا القوة والسلاح ، وكان هذا منهم دليل الرغبة في الحرب والقتال لسليمان . ومن حسن أدبهم مع الملكة أن ردوا الأمر إليها وهذا يحقق مبدأ السمع والطاعة الذي كانوا عليه ، ثم أكدوا جاهزيتهم للحرب ، وقيل كان عددهم نحو 100 ألف مقاتل . ولكن المرأة كانت حكيمة وتنظر لمصلحة بلدها وأهلها فقالت "إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ". النمل (34) 56 - قالت بخبرتها إن الملوك إذا دخلوا قرية للغزو أفسدوها . 57- وهنا درس في الحذر من مآلات الحروب والفتن والقتال وأن نتائجها الفساد في البلاد وكل الحياة . 58 - " وجعلوا أعزة أهلها أذلة " أي حققوا استعباد للأحرار وسبي للنساء . ثم قررت أن ترسل هدية لسليمان لتقيس مدى قوة قناعته بدعوته ومبادئه ولعله يسالم ويترك قتالهم " وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ". النمل (35) 59- وبلقيس أرادت اكتشاف سليمان هل هو مجرد ملك يريد التسلط والاكتساب فيقبل الهدية أو أنه رسول من عند الله لايرضخ إلا بأن نسلم له ونطيع دينه . 60 - والهدية هي صفائح من ذهب . فلما جاءت الهدية " قال سليمان أتمدونن بمال فما آتن الله خير مما أتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ". النمل (36) 62 - شجاعة النفس وعزتها في عدم الالتفات للدنيا . 63 - النظر للنعم التي تملكها وأنها خير من كل الدنيا . - هذا دليل أن الداعية لايلين للهدايا التي يشعر من خلالها استمالته للباطل وترك الحق . وفي قوله تعالى " ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلةً وهم صاغرون " النمل (37) 64 - يخاطب سليمان رسول المرأة " ارجع إليهم ". 65 - القرار يكون بإعلان الحرب . 66 - " بجنود لاقبل لهم بها " أي لاطلقة لهم بها ولاقدرة على دفعهم . 67 - الحروب فيها ذل بالمهزوم وانكسار لنفسه . 68 - فلما رجع إليها رسولها بهديتها ، وبما قال سليمان ، سمعت وأطاعت هي وقومها ، وأقبلت تسير إليه في جنودها خاضعة ذليلة ، معظمة لسليمان ، ناوية متابعته في الإسلام ، ولما تحقق سليمان عليه السلام من قدومهم عليه ووفودهم إليه ، فرح بذلك وسره . ثم استشار قومه .. " قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ". النمل (38) 69- أراد سليمان سرعة الوصول للتأثير فيها بإحضار عرشها . والسبب في ذلك ليختبر عقلها وهل تثبته أم تنكره حين وصولها ، وليقيم عليها الحجة في نبوته ويعرفها قدرة الله وعظمته وأنها كانت في ملك كبير فأخرجها الله منه في لحظة واحدة ، وهذا اختيار الطبري رحمه الله تعالى . ثم قال تعالى " قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ . قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ " . النمل (39 - 40) 70 - قال عفريت من الجن ، هو رئيسهم وقائدهم . 71 - القوة التي منحها الله للجن تفوق الإنس بدرجات . 72 - " وإني عليه لقوي أمين " النمل (39) القوة والأمانة أعظم صفات الموظف الناجح . 73 - معنى الذي عنده علم من الكتاب ، قيل : رجل من الإنس يعلم اسم الله الأعظم فدعا الله فاستجاب الله له في لحظته . قال عز وجل عن سليمان " فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ". النمل (40) 74 - لما حصل المراد وهو وصول العرش أمام سليمان اعترف واستشعر مباشرة فضل الله عليه ، وهذا مبدأ مهم تربوياً عندما نحصل على أي نعمةٍ دنيوية أو دينية . 75 - " ليبلوني أأشكر أم أكفر " هنا درس في اليقين بأن النعم هي محل ابتلاء هل تشكر الله عليها أم تكفر وتجحد . 76 - كل من قدم معروفاً فإنما يقدمه لنفسه لا لغيره وضرورة استشعار الغنى الرباني عنا " ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ..". ثم قال تعالى " قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ . فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ " . النمل (41 - 42) 77 - أراد سليمان اختبارها هل ستعرف عرشها ، وأحدث فيه بعض التغييرات . - ثم سألها هل هذا عرشك ؟ فاشتبه عليها . 78 - وأوتينا العلم من قبلها : أي العلم بالله وقدرته على مايشاء وكنا مسلمين قبلها . قال تعالى : " وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ . قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . النمل (43 - 44) 79 - وصدها .. أي أن سبب كفرها ليس جهلها بالله لأن الفطرة تميل لعبادة الله وتوحيده ولكن عبادتها للشمس وكفرها بالله هو السبب في الإعراض . 80 -" إنها كانت من قوم كافرين "النمل (43) في هذا دليل أن البيئة لها دور على الشخص في تدينه ، وقد جاء في الحديث " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .. ". صحيح البخاري(1385)،صحيح ابن حبان(129)،مجموع الفتاوى لابن تيمية(5/260) عن أبي هريرة رضي الله عنه 81 - أمر سليمان عليه السلام الشياطين ببناء سطح من قوارير ليختبر عقلها وجعل الماء يجري من تحته ، فجاءت فمرت عليه ورفعت ثيابها تحسبه ماء . 82 - في هذا البناء تأكيد لمبدأ الجودة والإتقان في البناء المعماري وأن هذا جارٍ منذ القدم . 83 - الاعتراف بظلم النفس وخطأها ، وهذا منهج تربوي جرى عليه الأنبياء . 1- آدم وحواء " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ..". الأعراف (23) 2- موسى عليه السلام " قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي .". القصص (16) 3- دعاء أبي بكر رضي الله تعالى عنه حينما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعاء يدعو به في صلاته فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً..". صحيح البخاري(834)،(6326)عن أبي بكر رضي الله عنه ،(7387) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما 84 - كل الأنبياء دينهم الإسلام بمعنى التوحيد لله تعالى ، ولكن يختلفون في تفاصيل الشرائع والأحكام ، وهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول " هو سماكم المسلمين " الحج (78) وليس في الإسلام وصف يمدح عليه الإنسان لأجل حزب أو فرقة ، إلا وصف الإيمان والإسلام . 85 - إخلاص التوحيد لله تعالى " وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين " . النمل (44) ![]() ![]() ![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
القرآن, كنوز |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أراد ان يبحث عن عيوب في القرآن فأنظر ماذا وجد ؟ | البرق النجدي | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 10 | 03-19-2009 01:38 PM |
وعظ القلوب بكلام علام الغيوب | εϊз šαđέέм εϊз | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 13 | 02-15-2009 11:48 AM |
ااسماء الله الحسنى | ضحكة خجوله | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 8 | 01-22-2009 08:13 PM |
هل أنت مؤدبٌ مع القرآن ؟؟ | احاسيس الغرام | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 6 | 11-16-2008 07:17 AM |
عشرون معجزة من معجزات القرآن الكريم | بقايا الجرح | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 9 | 11-02-2008 09:51 PM |
![]() |