الهروب من شيء ما ..!!

دوماً هناك حياة نعيشها وحياة موازية لم نعشها ..
تظل الأماني أماني حتى تتحقق ..
وتظل الحياة التي نعيشها هي ما نحن عليه ..
كم منا كان تواق لتحقيق أهدافه عندما يكبر
كم منا كان يبحث عن منصب وكان له من النصيب غيره…!!

لما تلك الأحلام التي لم تكن لنا مازالت تعيش بداخلنا
هل نحن شعوب مشاعر وأحاسيس أم عقل وإدراك ..!!
شدني مشهد لطفل كان يبكي في أحدى المولات أمام والديه
مطالبهم بشراء دراجة وكانوا يجلسون امام مركز للألعاب
وكان موقف الأبوين صامت ومتجاهل لهذا الصراخ العالي
لكن بعد فترة بدأ الطفل يصمت وصراخة يخفت ..
وحينها بدأ يتذمر ويظهر الكثير من العيوب على الدراجة
حينها تساءلت هل صراخه كان من عاطفة أم يأس
وهل المشهد الذي لم يحققه مازال يئن بداخلهِ !!

قال هتلر لوزير اعلامه خاطب الناس بمشاعرها وليس بعقولها
كثير من الثورات في العالم من يحركها أو يتم توجيهها ..
وكم من حروب الناقه والمرأة والهجاء حركت الدماء من تحتنا
هل العقل والمنطق والقراءة للمعطيات أم العاطفة والنعرات ..
هل الحياة التي يعيشها كثير من الشعوب التي تأثرت بعد
هذا الخدعة التي خدعوا بها هي ما كانوا يمنون ان يعيشوها..!!
وهذا يجعلنا نكرر ونعيد أن المشاعر هي حياتنا وليس عقولنا

حتى في الحب وفي أختيار شريك نعيش معه لم نكن يوماً نختاره
بقدر ماهي بعقول وعواطف الأهل ورغباتهم إلا ما ندر ..
وأورثتنا نتائج عكسية اثرت بداخلنا وشكلت حياتنا ..

وسوف تفنى أعمارنا في الندب والحزن على حاجتنا
التي لم تقضى أو الحياة اللتي لم نعشها ..متوشحين
حالات السخط الدائم بشكل ساخط يعكر علينا وعلى من حولنا..
قد يكون متبقي لنا اليقين والتسليم ومن ثم القبول والتعديل
وقد يكون فات الآوان للتعديل أو التغير أو حتى لحياتنا شيء من التبديل ..!!

فهل عواطفنا هي المجرم الحقيقي بحياة لم نعشها وحياة نعيشها ؟؟
.
عزيز
.
منقول