فقد حان زمن الرقص

‏

‏ ‏ ‏‏ وتريات عنكبوتية - افرد ساقيك وارقص .. هيا ارقص.. من حقك أن ترقص ومن حقك أيضا أن تقفز. هيا افرد ساقيك وارقص... اقفز... مادام العالم يدعوك أن ترقص هيا ارقص ..مادام الجميع يصفق لك ويدعوك أن ترقص افرد ساقيك وارقص من قال لك أن الرقص تحتكره النساء فقط.. من قال لك أن الرقص هو المجون.. أنت مخطئ، عليك أن ترقص، أن تفرغ شحناتك التي كنت قد عبأتها يوما. عليك إذن أن ترقص افرد ساقيك وارقص. تأملت وجهك المستطيل وثقوب عينيك وشق وجهك المنخر من وراء مرآتك ورحت تدعو ذاتك للرقص على وتريات أشجان قد مررت بهاو انطلق آخر منك يدعوك أن تقفز مادام العالم لا يصفق إلا للراقصين أمثالك. - فقد حان زمن الرقص . نظرت مجددا عبر ذلك الآخر ورحت تجيبه وأنت تضرب بيديك فخذيك ثم تعود تشد شعرك المفتول. - لا أعرف الرقص، لم أمارس الرقص منذ أن خلقت، منذ أن حررتني أمي وهي تبعث ذلك الطلق، كيف لي أن أرقص الآن؟؟. - من قال لك أن الذين يمارسون الرقص يتفننونه أو حتى يعقلونه، عليك فقط أن تتعلم كيف تهز جذعك وتدور من حولك ثم بعد ذلك افرد ساقيك وانطلق حيث الرجال وحيث النساء.. ارقص للجميعقد حان زمن الرقص ثم در من حولهم سيصفقون لك.. سيمدحونك، ستنال بعد ذلك رتبة الشرف شرف الرقص. - هل للرقص شرف؟؟؟ - نعم، هو كذلك الرقص هو الشرف ذاته، ستحقق كل أحلامك من خلال هزة واحدة ورقصة واحدة ودورة واحدة. فارقص؛ عليك أن تبدأ الآن ممارسة الرقص، ارقص ودر وسط الجمهور الفاغر فاه وارمه بقطعة من رقصك فهو بك مشدوه.. مأخوذ وبك قد اعتاد، ارمه بقطعة من فقزاتك واهتزازاتك ما دمت ترقص؛ الكل يريد رقصاتك حتى يشبع.. الكل يريد رقصاتك حتى يرتاح. هيا انطلق وارقص منذ الآن؟؟ اكسر وراءك وارقص فالزمن لك والعالملك. رحت بعد ذلك تجرب القفز.. تجرب الرقص وسط غرفتك المهجورة منذ أن ولدت؛ منذ أن انطلقت.. منذ أن آمنت.. ورحت بعد ذلك تمد قفزتك نحو الشارع ونحو المدينة، أعجبك الرقص وأعجبك الدوران حول نفسك، رحت تؤثث زمنك بالرقص، انطلقت نحو شارع مدينتك تبعث اهتزازاتك وارتجالاتك وقفزاتك المتتالية.. المتباعدة أحيانا تمد جذعك تارة فتطل هامتك عبر الفراغات المحشوة بخيوط العنكبوت تراقصها. أنت الآن ترقص وتهتز ويهتز لك العالم.. مسرحك الكبير، كنت وحدك ترقص وتهتز فجأة لمحك طيف شكسبير وهو واقف كعادته يجول بين خشبات العرض، تذكرت صرخة من فكره وأخرى من عرضه فزدت انفرادا وتوسعا. الآن وقد عرفت طريقك عدت إلى البيت محملا بالثقة والعزم، أخذت سلما خشبيا مسكته بكلتا يديك ورحت تمد رأسك إلى أعلى الزاوية المركونة في البيت وراحت قفزاتك تتوالى فوق درجات السلم، إلى أن بلغت تلك الركنية العاتمة المشبعة ببيت العنكبوت، تأملت تلك الخيوط جيدا واكتشفت أن العنكبوت له رقصاته أيضا وله اهتزازاته وقفزاته. رحت تمعن النظر فيه وتنتظر عرضه، لقد كان مغريا جدا وأنت تشاهد تلك الفراشة القادمة والمرتحلة من ربيع إلى ربيع لتتحول إلى ديكور للعرض للفرجة.. للمتعة.. لم تبال بألوانها.. لم تهتم بمظهر رشاقتها ولا حتى إلى جناحيها وهما يستنجدان.. كل اهتمامك كان منصبا حول العرض.. العرض فقط وكيفية العرض وكيفية الرقص على تلك الخيوط.. خيوط العنكبوت. الآن بعد العرض تقدمت العنكبوت تمد أطرافها تارة نحو الأمام وأخرى نحو الخلف، كانت قفزاتها جانبية.. متوجسة الخطر إلى أن بلغت صالة العرض، حامت حول الديكور مدة ثم راحت بعد ذلك تقفز وترقص هي الأخرى على المسرح وتمد قفزاتها خيوطا مطاطية تشد تلك الفراشة شدا لتتركها بعد ذلك للفرجة والتمتع حتى ينتهي العرض. انتهت فرجتك للعرض وانتهى غرورك للمتعة. ورحت بعد ذلك تخرب كل ذلك المسرح الذي فننته العنكبوت، أهي غيرتك التي دفعتك لكل ذلك الخراب؟؟ أم حاجتك لغير ذلك؟؟ مددت يدك بعد ذلك، أخذت تلك الصناديق المتخمة بالكتب والنظريات والمعلقات ورحت ترميها من فوق السلم إلى الأرض، أفرغتها كلها ولم تترك غير عسعسة ليل طويل في تلك الركنية، نزلت مجددا مزقت كل النظريات وكل الكتب وكل الفلاسفة حتى تبقى فلسفتك الوحيدة في الرقص... ها أنت اليوم تدعو إلى آلهة جديدة... آلهة الرقص العنكبوتية. .. ‏ ‏