ابنتي بشاير

ابنتي بشاير
بعمري كله ودددت أن افتديها لكنها مضت !هل لي من حيلة لاوالله الله من اعطى والله من اخذ وكل شيء عنده بمقدار انجبتها بعد ثلاثة ذكور احببتها من اعماق قلبي ،اسميتها بشاير كنت ارى العالم بعيونها الجميلتين اشتريت لها اغلى الملابس وجهزت لها كل شيء سرير والعاب وعرائس كان كل البيت يضج بحبها ودلالها تعلق بها الجميع الجد والجدة الأب والأخوة وحتى اخوالها واعمامها اغرقتها بكل اصناف الدلال عندما بلغت سن المدرسة عملت لها حفلة كبيرة جعلت كل العائلة تتحدث عنها اول ايامها في مدرستها ذهبت معها كانت مبسوطة لعبت وانشدت مع معلمتها وزميلاتها اغرقت صغيرتي بكل صنوف الدلال لم اتركها تغيب عن عيني لحظة كنت اهتم بأدق تفاصيل حياتها مرت السنين والأيام كلمح البصر وهاهي صغيرتي تشب عن الطوق وتصل إلى نهاية المرحلة المتوسطة كنت ازداد لها تدليلاً اعطف عليها واحنو واخاف عليها حتى من نسمات الهواء الباردة لم اشأ
أن احاصر صغيرتي بطلبات الأمهات المعتادة من بناتهن اجتهدي ادرسي اغسلي نظفي بل حتى صلي لم تسمعها مني صغيرتي يوماً اجتمعنا ذات مرة في استراحة مع اخوات زوجي واخوانه واولادهن رأيت سلفتي وهي تأمر وتنهى بناتها رأيت اخت زوجي وهي تطلب من بناتها إعداد السلطة ،تنظيف المكان ،والمساعدة في رعاية اخوانهم الصغار اما انا فكنت مختلفة جداً مع صغيرتي عندما حضر العشاء قالت زوجة عمها بشاير افرشي السفرة ووزعي صحون السلطة والمويه انتفضت كمن لدغته حيه لا لا بشاير مو متعودة على كذا انا بفرش السفرة استغربواكلهم من ردت فعلي لكن زوجة عمها قالت ياام بشاير وش فيك خلي البنت تقوم تسنع عمرها وتشتغل مع البنات من يوم جلسنا وهي على جوالها خليها تعتمد على نفسها شوي قلت خلاص اسكتي انا موجودة مالكم شغل في بشاير ردت اخت زوجي بكلمه وحده ياام بشاير خربتِ البنت ماباقي إلاتصلين عنها انتبهت لوحده من بنات عم بشاير قالت بمايشبه الهمس اصلاً بشاير ماتصلي مرت الأيام وتخرجت بشاير من الثانوية وكانت تشتكي من ألم في بطنها يجي ويروح وديتها المستشفى كذا مره لكن كل مره يقولون شي مره قولون،مره إلتهاب في المعدة،مره مغص كلوي ،ماوصلنا لتشخيص معين،اشتد الألم على بنتي وصارت النوبات متقاربة ومتكرره اصريت على ابوها نسوي لها فحوصات في التخصصي ،سافرنا الرياض وفتحنا ملف لبشاير بتوصية من احد اقاربنا في الرياض، الدكتورة سمعت مني كل شيء عن اعراض مرض بنتي وطلبت اجراء فحوصات وتحاليل شاملة ،وقالت النتيجة بعد اسبوع ،عملنا الفحوصات والتحاليل المطلوبة ورجعنا ديرتنا ،لكن حالة بشاير كل مالها تتدهور، زاروها كل اعمامها وعماتها وخالتها واخوالها عمها الكبير ،قال يابشاير صلي وانا عمك وادعي ربك بإذن الله تشفين إلجئي لله بعد ما طلعوا من عندنا ،وانا جالسة معاها في غرفتها علمتني بشاير :ياماما عمي يقول صلي يابشاير وادعي ربك بإذن الله تشفين كأن احد ضربني على راسي ،كأن احد صب علي ماء بارد قلت يابشاير الشفاء من عند الله توكلي على الله يابشاير قاطعتني طيب ياماما انا مااصلي؟مدري بنتي تسأل وإلا تعاتب وإلا تستنكر لكن ياخواتي انا عمري ما اهتميت بموضوع الصلاة كنت اهتم بكل شيء يخص بشاير ،اكلها ،لبسها ،ألعابها، دراستها،صديقاتها،إلاصلاة بشاير ،طاعات بشاير،عبادات بشاير،علاقة بشاير بربها،ابداً ما اهتميت ولادققت في هذا الجانب فجأة اختفى صوت بشاير اختنقت ،تلعثمت ،ثقل لسان بنتي وهي جالسة معي ،نقلناها المستشفى ،طلبنا بعد يومين اخلاء طبي لحالتها ورحنا الرياض ،وهناك كانت آخر فصول حياة بنتي ،دخلت العناية المركزة ،وبعدهاعرفنا إن بشاير عندها السرطان ،وفي مراحله الأخيرة،اسودت الدنيا في عيني،بكيت بدال الدموع دم وندمت اشد الندم بشاير ماتصلي،وانا االسبب ،بشاير احسن بنت وانا اسوأ ام ،بشاير اجمل بنت وانا اغبى ام كنت امسك الصغار في المستشفى واقول ادعوا ان بشاير تشفى ،ادعوا أن بشاير تقوم،كنت اكلمهم وانا ابكي احياناً مايفهمون علي لأن صوتي يضيع وانا اترجاهم ويتلاشى ورا دموعي ،ياليتني علمت بشاير تصلي ،ياليتني علمت بشاير أن الصلاة عمود الدين ،ياليتني علمت بشاير أن الصلاة صلة بين العبد وربه ،انا علمت بنتي كيف تلبس،كيف تدرس،علمتها كل شيء ونسيت اهم شي مرت عشر ايام على وجود بشاير في المستشفى وفي يوم الأربعاء الموافق/1439/5/6ه‍ انتقلت بشاير إلى جوار ربها ولم تركع لله ركعه اعلم انّي انا المذنبة اعلم انّي انا الجانية اعلم انّي انا المقصرة لم اكن اماً مثالية لأبنتي بشاير كانت تستحق اماً خيراً مني ،هذا العام سأحج عن بشاير،حفرنا بئراً في تشاد صدقة جارية لبشاير،وزعت مصاحف،تصدقت،اطعمت،
ابكي كل ليلة وادعو ربي ان يغفر لي ويرحم ابنتي ،ندمت اشد الندم ،وتوجعت اقسى انواع الوجع ،ورسالتي لكل ام ارجوكِ انتبهي ،واسمعي نداء ام مكلومة لاتريد لكِ ولا لإبنتك نهاية مشابهه علمي ابنتك أن حياتها صلاتها وان ماسوى ذلك وهم ،،،،،،،،،دعواتكم لصغيرتي بالرحمة ولقلبي بالصبر والثبات ،،،،اختكم ،،،،ام بشاير ،،
����
هذي قصة حقيقيه