04-28-2019
|
|
سؤال الحكمة المقبول
وهو السؤال الذي يتساءله المرء عن حكمةِ الله في بعض أفعالِه، على وجه الاستزادة في العلم بحقيقة هذه الصفة واستجلاء جوانبها واستكشاف آثارها على الخلق، فتكون سبباً في زيادة الإيمان عند صاحبها.
ومثال هذا النوع، أن يسأل الواحد عن حكمة الله في خلق اليدين، ويُعمل عقلَه في استحضارِ فوائدهما وأبعاد النعمةِ في خلقِهما، وتعطّل المصالح بفقدهما، مما يجعل المرء يستشعر نعمة الله عليه بأن جعل له هذه النعمة التي لولاها لفقد التواصل الفاعل مع البيئة من حولِه، وقل مثل ذلك في بقيّة النعم في جسده، وقل أضعاف ذلك فيما هو مبثوثٌ في الكونِ من حولِه.
كذلك الأمرُ فيما يتعلّق بأفعال الله في الخلق والإماتة، والإغناء والفقر، والإمداد بالنعم أو إمساكِها، وإجابة الدعاء والامتناع عن ذلك، وكلها أفعالٌ إلهيّة يمكن عندها استكشاف بعض جوانب الحكمة الإلهيّة فيها.
وأما ثمرة ذلك: فهي زيادة الإيمان في القلب، ولذلك وصفها الله بالآيات وحث فيها على التفكر في خلق السماوات والأرض: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار} (آل عمران:190-191)،{قل انظروا ماذا في السماوات والأرض} (يونس:101)، {أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى} (الروم: 8).
وعلامة كون هذا التفكير من النوع الإيجابي الممدوح في الشرع: أنّه مؤسّس على الإيمان بالله تعالى وبنبوّة محمد –صلى الله عليه وسلم-، وبالتالي يكون سبباً في انشراح الصدر وطمأنينة القلب.
القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد
|