نزهة

تقابل منذر وتهاني في الحديقة العامة مقابل بيتهم. قررت مقابلته لمرة واحدة حتى تتعرف عليه. لقد اعجبها اهتمامه بها.
جلسا سويا على المقاعد الخشبية تسقط عليهم اوراق الشجر تشاكسهم. والشمس باشعتها الدافئة متألقة ومنيرة
يا له من يوم محظوظ.

اوضح لها منذر انه يريد ان يقابلها ويتعرف عليها اكثر وهو يريد علاقة جدية نهايتها الزواج ولكن ظروفه المالية
صعبة . صارحها منذر بانه كان متزوج وامراته حامل. وهي كانت قد حدثته انها معنية بعلاقة جديدة وكان لها علاقة سابقة لعامين وصديقها لا يريد الزواج بها.و هي فعلا لا تريد اي علاقة خارجة عن اطر العادات والتقاليد. تكلمى لفترة طويلة.
فكر منذر بامراته الجميلة وحامل بطفله برحمها ولكنها سافرت... قال له صديقه انساها وفكر بتهاني ... وتهاني تفكر اريد ان اعيش الحياة. السماء مشرقة والارض خلابة والطرق مونقة والجبال الشاهقة والاشجار منتشرة.

" هل نذهب في نزهة" قال منذر ...فهزت راسها بالموافقة . اتصل صديق منذر مجددا وقال له سوف تنسجم معها وتقضي وقتا مسليا. وبدأ الاثنين بالمشي جنبا إلى جنب. تحدثه ويحدثها. لم تشك به بتاتا . .. فجأة قالت " اريد الزواج بك غدا. " وفكر قليلا هي ليست بوعيها هي اكيد مختلة عقلياَ.

شخص امراته حامل؟ يقول ليس لديه المال.... فالمال ليس مانع الان؟
مضوا على قدمين ... واتصل به صديقه وقال له اين انتم الان قال له تحت اشجار الزيتون ومقعد من الاحجار الصامتة والاشخاص الفانية. قال لها لنجلس هنا قليلا... اعجبتها اشجار الزيتون المظلة والسماء فاتنة ... واعجبها هو بطلتها البهية فلقد كان وسيم
جدا. وله حضور . متحدث. وله شخصية. حاول الاقتراب منها ولكنها جلست تنظر حولها لا تفهم ... ماذا يحصل حولها... وتفكر ماذا اقول الان. واخرجت من جيبها بعض الحلويات وقدمتها له واكلت بعض منها.

واخيرا وصلا إلى مركز التسوق وقاموا بتفحص الادوات الالكترونية والادوات المنزلية وتمعن الروائح. وبالنسبة لها كانت تضحك
تجد الامر كله بهيجا جدا لانها معه ورفقته ممتعة جدا. لاول مرة تخرج مع شخص بظروف كتلك. اتصل به صديقه
مجددا وقال لها ماذا تفعلون الان قال له بمركز التسوق قال له اقضي اطول وقت معها. بدأوا بتجول من متجر إلى اخر وهي
قد ذهبت إلى كثير من المتاجر من قبل ولكنها سعيدة بصحبته لقد كان الامر مختلف.

ثم خرجا وجلسا بالخارج تحت سقف المركز الذي لديه اعمدة متينة كانها واقية لهم من الكواثر منازعة ... وجلسوا لوحدهم وبدأ الظلام يطل عليهم كأنه ضيف داهم. واقترب منها قريبا حينها ادركت ماذا يحدث حولها وقالت له "هي بنا" فترجلى على ارجلهم واقدموا عائدين إلى ديورهم. ومشوا رويدا رويدا جنبا إلى جنب.
وعند مفرق بيتهم يهم منذر بالذهاب إلى بيته قالت له تهاني لا تنسى غدا نتزوج في المحكمة ... لم يجب ... واتصل به صديقه ولم يكن بصديق
بل الشيطان يلعب في نفس منذر يريد ان يبعده عن زوجته وطفله سوف يفسده.. تهاني تفكر انا

"هوائية... لا ارادية... لست بريئة ...ولكني لا اريد الانحراف ولا البقاء في عالم الضياع." قال" انتقابل مجددا ؟" قالت نعم...وقالت الكثير من الكلام الغير مفهوم له ... ثم اغلقت الهاتف ... وقطعت تهاني الشريحة وغيرتها. وقالت اريد ان اعيش الحياة ولقد عشتها ليوم واحد. اريد علاقة ودية روحانية نهايتها مرضية لا اريد ان ابعد اب عن طفله ولا زوجه عن زوجها.
وقال له صديقه الشيطان ماذا يحصل ؟ قال له منذر " سقيمة نفسية" رجعت إلى عالمها ليصبح رشيد وهو إلى عالمه لعله يصبح اكثر حكيم.