ملك الفن

ملكٌ في الفن والذوق والأخلاق[/align]

[align=justify]إن الشخص المعطاء الكريم هو الذي تجود نفسه بالغالي والنفيس ولا يكون ذلك إلا عن طيب خاطر، ويجمع الجمع على أنه من المستحيل أن تقبل أخلاق هذا الكريم أي جزاءاً لهذا الكرم ممن أكرمهم، سوى الدعاء لا أكثر. لأنها خصلةٌ نادرة يتصف بها العظماء.
كذلك هو جمهور المطرب الكبير خالد عبدالرحمن الذي جاد بمحبته واستفاض إلى أن توجه بملك الفن دون منازع .

-* لقد جاء هذا التتويج وسط حفاوة المحبين لا الحاقدين، مع العلم أنه تم بشكلٍ جدُ بسيط وبدون أي تكلف، شارك به من أحب وتخلى عنه من أنكر، هذا التتويج تم بلا حروب، فلم يكن هنالك من ضحايا ولم يُهضم حقٌ لأحد .
فكم من مرةٍ خاض جيش المحبة الخالدية غمار المنافسات تأييداٌ لملك الفن في قلوبهم، لأنه أحسن الظن به، معرضاً عن أية مزايدةٍ على أحد، فمن عظم محبته تسيّد الكرم ولا ينكر ذلك إلا جاحد .

-* إن كل محبٍ مازال يغدق بأكمل وأعظم الفضائل والأوصاف، التي لم يرها هذا المحب في بشرٍ قط غير محبوبة، ويقسم على ذلك لأنه لم يرى من يوازيه أو يساويه وصفاً، ليس نفاقاً لكنه قلب وعين المحب. ومع ذلك لم يتهمه أحدٌ بالسفه ولم يعاتبه على كرم مبالغته الزائدة عن الحد طالما هو صحيح العقل.

-* وصحيحٌ أن الكلمات قد أصبحت تباع وتشرى بالمجان وقد وتقال بلا أية مناسبة أو تكليف من محب أو منافق ، فحساب الأرباح والخسائر إما يزداد وإما ينقص لديهم، لكن مكانة من تساما فوق الكلمات لن يهتز له عرشه بسبب أي مغالي تغرر واغتر. ورغم هذا التمادي هذا هو يقابل إساءاتهم بسعة صدره التي يحسد عليها.
-* ما العيب بل ما الجرم الذي اقترفه جمهور خالد عبدالرحمن حين صاغ مكنون وفائه وإخلاصه بتاجٍ رصعه بماس محبته وتوجه لهذا الإنسان، فجعل منه أسطورة لا ولن تتكرر. ما الضير عند من لم تعجبهم صفاته وأخلاقه أو حتى إمكانياته الصوتية في الغناء، فمن المعلوم أن جمهور أي فنان يهوي توزيع الألقاب على فنانه المفضل من فرط محبته الزائدة، وما للفنان قدرةٌ على الاعتراض فهذه ضريبة حسنة من حقه. فرب العلمين قد قدّر له هذه المحبة وبيده نزعها فسبحان الله من طبع البشر.

-* كما أن الساحة الغنائية تضج بها الأذواق المتعددة ، فهي مليئةٌ بالأصوات الحسنة والرديئة وكلٌ له جمهوره لذلك ما من أحدٍ سيسرق جمهور الآخر، أما من يطرب لسماع غناء خالد عبدالرحمن فمن المؤكد أنه وجد فيه ما لم يجده عند غيره، وهذا يؤكد تفرده الطويل الذي طالما حاول المقلدون سرقة ولو بعضٍ من تفرده المتوهج، لكنهم خسروا آسفين على ما أهدروه من تعب، وقد أقر الكثير من المطربين بخصوصية أن ما لخالد عبدالرحمن لا ولن تنجح مع أحدٍ سواه.

-* ولعلكم تتذكرون ذلك الموال الممل الذي يقول أن جمهور خالد عبدالرحمن من المراهقين والطبقة العادية الشعبية، والموجودة في دول الخليج العربي فقط، وقد ذكّرني ذلك بموقفٍ لي في منتصف التسعين الميلادي حيث تقابلت مع مواطن من مصر وآخر من سوريا كلٌ في ظروفٍ مختلفة، أتوا من أجل العمل في المملكة العربية السعودية، فلم يسبق لهم زيارتها من قبل وتفاجئت بشغفهما العميق بسماع أغاني خالد عبدالرحمن وخاصة جلسات العود، وأعتقد أن هذا المثال يبدد كل الادعاءات، وأجزم أنني لست الشاهد الوحيد على مثل ذلك.

-* إن أي متحاذقٍ يحاول العبث بميزان هذه المحبة بالكاد يجهل أن خالد عبدالرحمن عندما يغني يجبرك على الترديد معه، فكلماته تمسُّك وكأنها تخصُّك وحدك. على العكس عند غيره من المغنين، تجد في غنائهم كلاماً مهزوزاً بلحنٍ لا يهز سوى الجسد لا المشاعر.

-* ولك أن تتصور عندما تسير في أحد الشوارع ستجد آلافاً مؤلفة من الأذواق المتردية في حين يمر أحد الأشخاص وهو يستمع لخالد عبدالرحمن فتجد صوته الجميل وهو يغني يخترق بنغماته ضباب ذلك العفن من الأصوات، لأن صوته يتخذ طريقاً مباشراً للأذن بتميزٍ غريب، فتشعر حينها بنشوة الطرب المفقود بين كل هذا النعيق والزعيق.

-* وأخيراً لكل محبي ملك الفن أقول خالد يملك شخصية قيادية وهذا الدليل:
فكما قيل. القيادة فنٌ وذوقٌ وأخلاق، والقيادة تحمل معناً واسعاً لا يستطيع أياً من كان أن يتفرد بها، ولولا توفر هذه الشروط لما استحق خالد عبدالرحمن تاج المحبة.......شكراً