عندما ابكتني قافيتي

عندما تزدحم على بابي دعوات من الأعماق
أقف على شاطئ البحر
فأنظر إلى تلك الأمواج التي ترتطم بمشاعري
فإذا بها ترحل بي إلى الأفق البعيد
كانت ابنتي قافيه تجلس بجانبي على هذا الشاطئ
فأنظر إليها مبتسما .....
إلا أنها تبادلني النظرات بحزن وإكتئاب ....
مابك يا ابنتي ؟
تتنهد طويلا وهي تنظر للشاطئ
ثم تقول .... فستاني يا أبي ! .....
أنت تعلم أنه قبيحا ......
فكل من ينظر إليه يضحك كثيرا
ويقول إن أباك أسوأ حائك رأيته في حياتي
قلت لها يا أبنتي لا أملك القماش المناسب لذلك ....
تنظر إلي ثم تقول
أنظر إلى البحر
ستجد أنك تملك الكثير من القماش
لكنك لا تحسن الحياكة .......
ثم إنك تفضل أختي (نثرا)
فتركض إليها في كل مناسبة تحضرك
وتجود عليها بالفساتين الجميلة التي تحيكها لها .......
فقلت لها يا ابنتي تعلمين أني أحبك كثيرا ........
و أتمنى أن أحيك لك يوما فستانا يليق بك
وبالمناسبة التي تحضرينها ........
وعندما رفعت رأسي ونظرت إلى البحر
علمت بأنني لست الحائك الذي يجيد ذلك
قالت ابنتي يا أبتي هل سيأتي ذلك اليوم
الذي سينظر الناس فيه إلى فستاني ويعجبون به .......
قلت والأسى يرتشف آخر قطرات دمي :
نعم يا أبنتي سأحاول وأحاول
حتى لو لم يكن هناك مناسبة أحضر إليها ......
لكن يا أبنتي
أرجو أن تسمحين لي الآن أن أحيك لأختك هذا الفستان
لأن هناك مناسبة قادمه .....
نظرت إلي وكأنها تريد أن يصل حزنها
إلى كل قلوب الشعراء فيكتبون قصائدهم فيها
بعد أن عجز أبوها أن يفرحها بفستان جديد

فكان صمت شفاهها وحديث دموعها أبلغ تعبير .......
تركتني أنظر لرحيلها وهي تختفي في أعماق بحر الكلمه ......
وهنا بكيت لموت قافيتي