![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القادمون من المستقبل (من قصص الخيال العلمي) بقلم الكاتب: د. طالب عمران كان يقطع الطريق بسيارته، وقد بدأ الغروب يلقي شيئاً من ظلاله المعتمة على الأشجار والتلال الصغيرة وقد شعر بالانقباض وهو يتأمل الطريق الملتوي أمامه يطيع مع الظلال ولا يرى له نهاية.. شرد يفكر بحياته، وقد زادته الوحشة اكتئاباً ولا أثر لسيارة عابرة أو لمخلوق يتحرك حوله.. كان يعمل في الجامعة أستاذاً لمادة التاريخ، ويعاني كثيراً في السنوات الأخيرة وهو يشهد الكوارث والمآسي وطغيان دولة متجبرة عظمى، يتحكم فيها مجموعة من الحمقى الذين كأنهم قرروا دمار العالم.. كان حدث الحادي عشر من الشهر التاسع، قد قلب كل شيء في العالم، وأصبح الإنسان تحت رحمة حصار متنوّع طال حتى أحلامه وأمانيه.. تزوج مرّة واحدة في حياته، ولم يكن زواجاً موفقاً تحكّم أهلها بها، لدرجة أنها كانت تأخذ رأي أختها بنوعية الأكل الذي تعده لـه.. وظلت الفجوة بينهما تكبر حتى صحت يوماً على قراره بالانفصال عنها.. ودون أن تدرك خطورة الأمر، تعاونت وأخواتها وأهلها، للسطو على كل ما يملكه، حتى غدا لا يملك شيئاً، تسلطت على البيت والسيارة والمكتبة التي كانت ملجأ الأمان عنده.. ونصحه أصدقاؤه بالسفر إلى دولة خليجيّة لترميم وضعه المادي، وحين عاد بعد أربع سنوات، بدأ يحاول تكوين حياته من جديد.. وكثرت العيون التي تراقبه، وتحثه على الزواج من جديد.. ولكنه كان يرفض الفكرة.. وجد أن العالم تغيّر.. وعرف أن زوجته السابقة، لم تتزوج من جديد، وأن الحزن أصابها، والندم أصبح هذياناً عندها، وقد راجعت حياتها معه فلم تجد سوى الطيبة والحنان والصبر.. شاركها أخواتها في بعض ما سلبته منه، ثم تركوها تجتر أحزانها وذكرياتها دون أن يتقدم أحد للزواج منها من جديد.. كانت قد باعت كتب المكتبة ـ بنصيحة من أختها الكبرى ـ لتأجر كتب، يوزع كتبه لبيعها على أرصفة الشوارع، ومن بينها كتبه التي ألفها وكانت تلقى رواجاً لدى القراء.. فبدأت تحاول أن تدخل في دائرة القراءة، وساومت تاجر الكتب على استرجاع الكتب التي باعتها بثمن بخس.. وأين لتأجر لا يهتم سوى بالمال، أن يدلها على الكتب التي وزعها، وهو لا يعرف عناوينها ولا كتابّها.. ولكنه تظاهر بمعرفته لها، وبدأ يبيعها كتباً متنوعة زعم أنها كانت في المكتبة، ورأت نفسها بعد زمن قصير تملأ واجهات المكتبة الفارغة بعناوين وبكتب عن التاريخ والعلم والدين.. كان عامر يتذكر كل ذلك، دون أن يشعر بالشفقة والرثاء لها، رغم كل التغيير الذي طرأ عليها، فلم يكن يرغب بإعادتها، وقد شعر يوماً أنها تدمره من الداخل, وتقوّض إنسانيته بتصرفاتها وأنانيتها المرعبة.. أوصلوا له كل تلك المعلومات عنها، على أمل أن يعيد حساباته، لإعادتها ولكنه كان مدمناً على اليأس في زمن مظلم يعمّ الكوكب برمته.. بدأت العتمة تغمر المكان، فأشعل مصابيح السيارة وزاد من سرعة السيارة التي بدأت تدخل طريقاً منبسطاً واسعاً على طرف مدينة صغيرة، ارتبط اسمها باسم أحد ملوك العرب من قديم.. اجتاز المدينة الصغيرة بأضوائها الخافتة، ولم يرغب بالاستراحة فأمامه أكثر من ساعة للوصول إلى البلدة الصغيرة التي يقصدها على أطراف البادية.. وبعد عدّة كيلو مترات من البلدة، كشفت لـه أضواء المصابيح وجود أشباح تتمايل على الطريق أمامه.. ثم اختفت فجأة.. خفّف من سرعته وتابع طريقه.. وفجأة خرج رجل بلباس غريب، يتمايل ثم سقط وسط الطريق.. أوقف عامر سيارته على بعد خطوات منه، وترك محركها دائراً وأضواء المصابيح تكشف لـه كل شيء.. باتساع رقعة الإضاءة.. اقترب من الرجل بحذر، كان منكفئاً على بطنه، قلبه على ظهره، فرأى وجهاً لكهل بلحية قصيرة بيضاء.. يطلق تمتمات غير مفهومة.. وهو يتأوّه متألّماً.. ـ ما بك يا عمّ؟ ما الذي أصابك؟ ـ آه.. أنا.. أموت.. أموت.. آه.. ـ هل أنقلك إلى المستشفى؟ أنت مريض؟ ما بك؟ ردّد: أنا.. أنا.. آه.. شعر أنّه بحاجة لمساعدة بدت لـه حالته سيئة.. سمع نهيق حمار.. كان لأحد القرويين الذي توقّف إلى جانبه.. ـ خير؟ هل صدمته بالسيارة؟ ـ لا.. لا.. رأيته أمامي على الطريق.. قال الرجل: ـ سأربط الحمار بهذه الشجرة القصيرة وآتي إليك.. ـ حالته تسوء، إنه يرتعش.. ـ ما هذا اللباس الذي يرتدي؟ ـ أتعرفه.؟ دقق في وجهه جيداً.. ـ لا.. لم أره في حياتي، بالتأكيد هو ليس من بلدتنا.. ـ أرجوك ساعدني لأمدده في السيارة وننقله إلى المستشفى، عندكم مستشفى بالتأكيد؟ ـ لا.. مع الأسف.. لدينا مستوصف، لا يداوم فيه الطبيب سوى في الصباح، ولكن قد يستقبل الحالات الطارئة، إذا أحضر الطبيب والممرضة والعامل الصحي في بيوتهم.. ـ أتعرف بيت الطبيب؟ ـ نعم.. إنه في وسط البلدة، في الشارع الرئيسي نفسه.. هناك يافطة باسمه، اسمه الدكتور (سمير).. ـ هل سترافقني إلى هناك؟ ـ وماذا أفعل بالحمار، ربما تفترسه الوحوش.. وهو يحمل على ظهره خرجاً فيه خضراوات وفواكه.. ـ لا بأس.. سأحاول الوصول إلى بيت الطبيب.. ـ قد ألحق بك بعد أن أوصل الحمار إلى بيتي.. انطلق الدكتور عامر بسيارته عائداً في اتجاه البلدة، والكهل الغريب يرتعش وهو يتأوّه في المقعد الخلفي للسيارة.. كان يسير ببطء وقد بدأ بدخول البلدة، وهو يدقق في اليافطات من حوله، حتى لمح يافطة الطبيب.. فأوقف السيارة قرب البيت.. وأطلق زمور السيارة عسى أن يخرج أحد لمساعدته.. وفعلاً خرج له رجل من إحدى الزوايا.. يتبـــع ![]() ![]() ![]() |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]()
انطلق الدكتور عامر بسيارته عائداً في اتجاه البلدة، والكهل الغريب يرتعش وهو يتأوّه في المقعد الخلفي للسيارة..
كان يسير ببطء وقد بدأ بدخول البلدة، وهو يدقق في اليافطات من حوله، حتى لمح يافطة الطبيب.. فأوقف السيارة قرب البيت.. وأطلق زمور السيارة عسى أن يخرج أحد لمساعدته.. وفعلاً خرج له رجل من إحدى الزوايا.. ـ خير؟ لماذا تطلق هذا الزمور بهذا التتابع؟ ـ أرجوك لدي رجل يحتضر، أريد أن تساعدني لنقله إلى منزل الطبيب.. ـ الطبيب ليس هنا، لقد انطلق بسيارته قبل نحو الساعة في اتجاه بلدة (القرينة)، هناك حالة إسعاف أيضاً.. ـ وماذا سأفعل الآن؟ الرجل يموت.. ـ قريبك؟ ـ لا.. صادفته ملقى على الطريق.. لا أعرف عنه شيئاً.. ـ يعني لم تصدمه بسيارتك؟ ـ نعم.. بالتأكيد لم أصدمه.. ـ يبدو زيه غريباً عن زيّ منطقتنا.. ـ أرجوك ساعدني، قد ننقذ حياة الرجل.. ربما ساعدتنا الممرضة في إسعافه.. ـ الممرضة العاملة في المستوصف، الطبيب اصطحبها معه.. من الأفضل أن تأخذه لمخفر الشرطة القريب.. هم سيتولون نقله والعناية بإسعافه.. لديهم أكثر من سيارة.. ـ أيمكن مرافقتي إلى هناك.؟ قد أحتاج لمساعدة.. ـ المخفر أمامك على بعد (300) متر.. ثم ما أدراني أنك لم تصدم الرجل بسيارتك.. أنا لم أرك من قبل، قد يموت الرجل، دون أن يصرّح بشيء، أي شيء لديك شهود.. عن إذنك.. شعر عامر بالقهر، وقد ابتعد عنه الرجل، فأغلق باب السيارة واتجه صوب مخفر الشرطة ولم يعد بعيداً بالفعل.. كان هناك شرطي يقف بالباب.. أوقف السيارة وحكى له ما جرى معه، وكيف لم يعثر على الطبيب لإسعاف الكهل.. وكيف دلّه أحد الناس لينقل الرجل إلى المخفر.. أدخله الشرطي إلى داخل المخفر، كان هناك أحد المساعدين يجلس خلف مكتب وهو يسجل بعض الملاحظات ويشرب الشاي.. ـ سيدي، هذا الرجل أحضر رجلاً مصاباً، ربما صدمه بسيارته، يبدو أن حالته خطرة.. لم يعثر على طبيب المستوصف الذي خرج لإسعاف مريض في قرية (القرينة).. ـ كيف صدمته بالسيارة؟ ـ لم أصدمه بالسيارة، وجدته ملقىً على الطريق، ثم ليس به أي أثر أو خدش يدل على أنني صدمته.. أنا لا أكذب يا سيدي.. أنا أستاذ في الجامعة واسمي معروف للناس.. ـ بطاقة هويتك لو سمحت. ـ تفضل.. هذه هي الهويّة، وهذه هي بطاقتي الجامعيّة.. ـ الدكتور عامر.. تفضل اجلس.. ـ ليس لديّ وقت أرجوك.. أنا مسافر إلى بلدة تبعد عن هنا نحو ساعة ونصف والدي حالته خطيرة، وأنا الابن الأكبر له.. ـ سننتظر حتى يعود الطبيب ويقرر نوع إصابته، ثم نقرر السماح لك بالذهاب, أو الاحتفاظ بك للتحقيق، خاصة إذا ثبت أنك صدمته.. ـ أرجوك يا سيدي.. خذ كل ما أحمله من بطاقات (هوية ـ شهادة سواقة ـ دفتر توفير..) وأعدك أنني سأعود غداً بعد أن اطمئن على والدي.. ـ أنا آسف.. هه.. تعاونوا في نقل المصاب إلى هنا.. لبّى رجال الشرطة الواقفون طلب مساعد الضابط: ـ في الحال يا سيدي.. ـ أليس من ضابط مسؤول هنا؟. ـ المقدّم حسن في بيته. سيأتي بعد قليل.. ـ أرجو أن لا يتأخر.. ـ المقدّم حسن، شديد التمسك بالقوانين ربما ألقاك في السجن.. ـ ولماذا؟ لأنني رأيت رجلاً مريضاً قررت إسعافه؟ هذا غير منطقي أنا لم أرتكب جرماً.. أحضره رجال الشرطة من الخارج نظر إليه المساعد بعمق متسائلاً: ـ أليس من دماء على ثيابه أو في رأسه نتيجة إصابته.. ـ لا يا سدي.. ثم أن ثيابه نظيفة.. ـ إنه يتأوّه.. لم يمت بعد.. هذا لصالحك يا دكتور.. فتح الرجل عينيه طويلاً ونظر حوله مستغرباً ثم عاد لإغماضهما.. ـ هل تكلم.؟ ـ لا يا سيدي.. لم يتكلم.. ـ يا عمّ.. أتسمعني؟ أرجوك.. إن كنت تملك القوة للكلام تحدّث إلينا.. تأوّه الغريب: آه.. أنا أموت.. أموت.. ليتني لم أجرّب تلك الطريقة.. ـ هه.. أنت في وعيك.. ماذا حدث لك؟ ـ آه.. ماذا أفعل؟ آه.. أنا أموت.. ما زلت أشعر بدوار.. قال عامر متوسّلاً: ـ أرجوك يا عم، قل لهم هنا أنني لم أصدمك بسيارتي.. سيسجونني.. أنا متعجل للذهاب إلى بلدتي.. والدي في حالة خطرة.. ـ آه.. من أنت؟ أنا لا أعرفك.. ـ وأنا لا أعرف عنك شيئاً.. قل لهم أنني لم أصدمك بالسيارة.. ـ سيارة؟ أية سيارة؟ أنا لا أعرفك.. سأله المساعد: ـ هل أصبت لأن هذا الرجل صدمك بسيارته؟ أجب عن هذا السؤال.. ـ أنا لا أعرفه.. هو لم يضرّني بشيء.. ـ أنت مريض من إصابتك بالسيارة؟ أم أنك مريض من شيء آخر؟ ـ ليس للرجل علاقة بمرضي.. أرجوك اتركني أستريح أنا متعب.. ردّد عامر: ـ أسمعت؟ لم أصدمه.. هل يمكنني أن أذهب الآن.. أرجوك.. ـ لا بأس.. اترك عنوانك ورقم هاتفك.. وسأحتفظ بصورة الهوية.. قد تطرأ تطورات على الموضوع.. ـ كما تشاء.. سأكتب لك عنواني بالتفصيل.. ـ أعتقد أنه من الضروري أن تعود بعد الاطمئنان على والدك.. إلى هنا، لإكمال المحضر.. هل سجّلت ما قال في الضبط يا سميح؟ الضبط ـ دقائق وأنتهي يا سيّدي.. خرج عامر من المخفر، وقد تزاحمت في رأسه الأسئلة عن ذلك الكهل الغريب وإصابته، وتلك الطريقة التي ذكر أنه جرّبها دون أن يوضح ذلك.. لا ريب أن أسراراً كثيرة وراءه.. ولكن لا وقت لدى عامر للاهتمام بهذه الحالة الآن.. عليه أن يصل بلدته ويطمئن على والده.. انطلق بسيارته خارجاً من البلدة، ولحظ أن هناك أفراداً من أهالي البلدة وربما من القرى المجاورة، يتمشون على الطريق.. هكذا اعتقد في البداية.. وأشارت إليه امرأة عجوز ومعها فتاة شابة.. لم يرغب بالتوقف، كان متأخراً بسبب ما أضاعه من وقت.. ولكن مظاهر الحزن التي لمحها على الفتاة رغم قلة الإضاءة وسرعة حركته، جعلته يتوقف ويعود القهقرى إليهما.. قالت العجوز: ـ ادخلي يا هادية بسرعة.. ـ حسناً يا أمي.. ـ لا تؤاخذنا يا بني، لم نجد سيارة على هذا الطريق سواك.. إلى أين تقصدان.؟ ـ إلى البلدة المجاورة للجبل الصغير على بعد نحو (20) كيلو متراً.. أرجو أن لا يكون مقصدك مكاناً أقرب من ذلك؟ ـ لا.. البلدة التي تقصدانها في طريقي.. ردّدت الصبيّة باستغراب: ـ إنه زمن مختلف يا أمي، قلت لك لن نعثر عليه.. ـ ولكننا حددنا بالجهاز المكان الذي سقط فيه بدقة.. ربما ذهب إلى البلدة المجاورة أو ربما عاد.. ـ عاد؟ لا أعتقد ذلك.. ـ والدك عنيد، يريد أن يتعرّف على هذا الزمان، والوثائق والكتب تؤكد أنه زمن صعب مرّت به الإنسانية. ـ إنه مؤرخ، والزمن بالنسبة له مفتاح الفكر والإبداع والأسرار.. شعر عامر بفضول غريب فسأل العجوز: ـ آسف يا خالة، إن تطفلت على حديثكما.. ولكن عمّاذا تتحدثان؟ أتبحثان عن شخص اختفى عنكما؟ كأنني سمعت أنه زوجك ووالد ابنتك؟ ـ زوجي، خرج على غير هدى.. ولا نعلم أين هو الآن.. قالت الصبيّة: ـ أو ربما عاد إلى البيت وهو ما نرجوه.. ـ أيمكن أن تصفي لي شكله ولباسه؟ أرى أنكما ترتديان لباساً غريباً أيضاً.. أقصد غريباً عن أزياء هذه المناطق؟ قالت بارتباك: آه.. نعم.. قليلاً.. أزياء بلدتنا تختلف عن أزياء هذه المناطق.. قالت الصبيّة: ـ والدي متوسط القامة، نحيف البنية، يضع على رأسه قبعة نصف كروية، وحولها شال رقيق أبيض اللون.. له لحية بيضاء قصيرة.. أوقف السيّارة فجأة وهو يردّد بذهول ـ قبل نحو الساعة عثرت على رجل بهذه المواصفات حاولت إسعافه، لم أجد طبيباً، ثم نقلته إلى مخفر الشرطة.. قالت العجوز بلهفة: ـ ماذا تقول؟ كيف كانت حالته؟ هل هي خطيرة إلى هذه الدرجة؟ ـ لا.. إنه بخير وتحدّث معي.. وهو الآن في المخفر.. ـ أرجوك يا بني، أوصلنا إلى هناك.. أنا خائفة عليه، ليس وضعه الصحي مطمئناً إذن؟ ـ يا إلهي، مزيد من التأخير أيضاً.. سأوصلكما إلى المخفر وأنزلكما وأعود لمتابعة طريقي.. انعطف بسيارته عائداً وهو يحمل العجوز وابنتها، منطلقاً صوب المخفر.. عادت مشاهد الأشباح، تطالعه حول الطريق.. وتأوهات العجوز وابنتها، وهما تشعرانه بقلقهما الكبير على ذلك الكهل الغريب.. وصل المخفر، وأشار إليهما أن تنزلا.. وهو يشعر بفضول غريب لمعرفة قصة ذلك الكهل وزوجته وابنته.. وهم من أهالي البلدة المجاورة للبلدة الصغيرة قرب الجبل الصغير على الطريق إلى قريته، كما ذكرتا.. نزلتا ملهوفتين وقد اجتازتا باب المخفر دون أن تأبها لصرخات الشرطي الواقف أمام الباب.. ودون أن يدري وجد عامر نفسه يهبط من السيارة داخلاً خلفهما؟ يتبـــع
|
|
![]() ![]()
|