10-06-2015
|
|
مبادئ مُؤجلّه

مبادئ مُؤجلّه
يقضي اللَّيلَ مترنّحاً في السهر
بحجة أنَّهُ يقتُل الضجر...
تُناديهِ وقد أغرقتها دموع القهر
كالعاده يَتكاسل ولا يستطيع القيامَ للعمل
أرجوكِ فقط اليوم وغداً لن أفعل
إتصَّلَ يريد أن يُحادث صديقهُ ..ردّت عليهِ زوجتُه
وقعَ أسيرَ صَوتِها..بدأ يختلق المواقف ليُهاتِفها
أعجبَها ماكانَ منهُ ..لتسقط أسيرةَ نزوتِها
كل يوم تُعاتب نفسَها..غداً لن أفعل
=قالت لهُ لاتذهب مع أصدقاءك اليوم لتلعب القمار
قالَ لها فقط الليله وغداً لن أفعل...
-أُغلِقَت الأبواب بوجهه ولم يعد يملك ما يسدُّ بهِ رمقَ جوعِه
قرّرَ أن يسرق ...ناشَدتهُ متوسٍّله..
لا تفعل سيرزقنا الله من حيثُ لا نحتسب
دَفَعها بقوّه..فقط هذهِ المرّه أبتدأ بهم حلم حياتي وبعدها لن أفعل
-هاتفتهُ زوجتُه حبيبي أنا في إنتظارك لا تتأخر..
أنهى مكالمتُه ليذهب لموعده مع غانيه أسرتهُ بإغراءها
حدّثَ نفسه..فقط الليله وبعدها لن أفعل
-من فتاةٍ لأخرى يترنّح..وبالغزلِ يتبجّح...
أعذروني فأنا غير محصّن ..عندما أتزوج لن أفعل
-ضرَبَ إبنهُ لأنهُ يكذب ...وعندما قالَ لهُ إبنه صديقُكَ عند الباب
أمرهُ أن يقول .. أبي في الخارج
ونسيَ انهُ يعلِّم إبنهُ أصول الكذب ....ظنّاً منهُ أنهُ لايفعل
-تتناول قهوة صباحها كل يوم في بيت من بيوت الجيران ..
لتكون بطعم النميمه ونكهة الإغتياب
ضاحِكةً على نفسِها اليوم فقط وغداً لن أفعل
-تخرُج من المنزل بكامل زينتها ..تلبسُ القصير وتتباهى بمكياجها ..
وإن سَألتَها تقول
لا زلتُ صغيره والعمر أمامي.. الآن فقط وغداً لن أفعل
-يعيش أسيراً لمزاجياتِه وعصبيّته ..يؤذي بغضبِه كل من حولِه..
وعندما يأوي لنفسه يعاتبها
غداً لن أفعل
-يَرفع صَوتَهُ بوجه والِدَيه..يجرحهم بالكلمات ولا يأبَه..
يُبرر لنفسِهِ فعلتُها الشنيعه ..لقد كنت بحالة غضب..
في المرّه القادمه لن أفعل
هوَ أخطأ وهيَ أخطأت وهم جميعاً أخطأوا
متذرّعينَ ..بلن أفعل
متناسيينَ بأنّ المبادئ لا تُؤجّل
همســـــــــــــــــــــــــه
عندما نمتلك الضمير سيكون الناتج أخلاق ومبادئ
وأن تمتلك الأخلاق والمبادئ يًساوي أن تعمل بها
لأنها هيَ من تُسيِّرَك ولستَ أنتَ من يُسيِّرُها حسبَ رغبتك
هيَ لن تأتي بمزاجياتنا وحسبَ شهواتنا
بل هيَ جهاد تعتمدهُ النفس لحسنِ تصرُّفاتِنا
بأن لاتسقط إنسانيتنا وتزحف في الوحلِ أقدامُنا
المبادئ لا تُؤجل فنحنُ
لا نعلم إن كانت بعدَ لحظات نهايتُنا

لكي لا نرحل وقد تركنا شوائِب تُعثّر خطوَ غيرِنا
للأسف لازلنا نعيش أسرى لأخلاقٍ ومبادئٍ مؤجلّه
ننام لنستيقظ على نفس أفعالِنا
لا شيئَ تغيَر
سوى من سوءٍ لأسوء تنحدرُ أحوالُنا
المظلوم يمضي بجمرٍ يحرِق قلبه
والفقير يتلوّى جهلاً والسبب فراغَ جوفِه
والطفوله تنتحر على أرصِفَةِ من تفاخروا ببطشهم وفُجرِهِم
صدّقوني كل مايحدث في عالمنا اليوم من تردّي
وسقوط في الهاويه فهوَ من فعلِ أنفُسِنا
لوقوعِنا في بئر المبادئ المؤجلّه
|
|
|