الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-12-2015
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27940
 جيت فيذا » Nov 2014
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:23 AM)
آبدآعاتي » 973,071
الاعجابات المتلقاة » 342
الاعجابات المُرسلة » 160
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 20سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » فزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond repute
مشروبك   pepsi
قناتك rotana
اشجع shabab
مَزآجِي  »  ارتب البيت
بيانات اضافيه [ + ]
s2 أنهيتها بقليل من السم !



بقلم / فاطمة حسين العنسي
من أي جزء في حياتي أبدا وهي سلسلة من أحزان لم ولن تنتهي أبدأ من أين ؟؟؟ فمنذ نعومه أظافري وأنا أجد نفسي في حزن عميق، منذ نعومة أظافري وفي عيني دمعة تنتظر أقرب شيء كي أذرفها

منذ أن كنت طفلا وأنا وأسرتي نعمل في حقول قريتي ( ريمة ) كي نحصل على القليل من المال أو القمح نسد به حاجتنا ونكسي به أجسامنا التي كان الفقر يأكل كل شيء جميل فيها .. كنت أحلم دائما و أنا أضع رأسي كي أنام أن يأتي يوما أرى فيه وجهي قد أكتسى فيه الفرح وكل أحزان أمي قد رحلت وهموم أبي قد ذهبت

كنت طفلا مميزا في صغري فلم يكن عملي في الحقول يلهيني عن متابعه دراستي والتميز فيها بل كنت أجدها المكان الذي أجد فيه نفسي، كنت أجد نفسي بين تلك الكتب الرائعة في محتواها، كنت أستمتع جدا وأنا أقرأ كل سطر منها … ذاكرت، سهرت، تعبت، والحمد لله كثيرا تميزت ونجحت، كانت درجاتي جدا مشرفة وحصلت على أحد مراكز أوائل الجمهورية ولأني من أسرة فقيرة لا تملك ثمن المواصلات لمتابعة استمارة منحتي للخارج ولأني لا أملك الوساطة والمركز فقد تم استبعاد اسمي ليذهب بدلا مني أحد ابناء الأسر الغنية من لهم مكانة مرموقة في المجتمع، لم يكن بيدي حيلة فلا شيء لي ولا شيء سيكون لي

بعدها أشار عليَ والدي أن أتزوج بإحدى بنات خالتي ولأني أعلم جيدا بأن اسرة أمي تحمل مرض التلاسيميا عارضت الفكرة وأخبرته ولكن أبي من عقليات الأجيال الماضية، لا يؤمنون بهذه الأشياء فلا شيء اسمه أمراض وراثية، فكل شيء بقدر الله ونحن يجب أن نحمد الله كثيرا على حكمته بنا، ووافقت كنت عريس لم يتلون وجهه بابتسامة، الكل حولي فرحين إلا أنا، فأنا أعلم جيدا ما يترتب على تلك الزيجة، ولكنها مشيئة الرحمن، تزوجت ولم أمكث معها سوى بضع شهور كي تخبرني بما دمر حياتي وزاد من حجم معاناتي، هيَ حامل، نعم زوجتي حامل، كنت أحلم أن أكون أبا يفرح بقدوم أول طفل له، كنت أتمنى أن أنعم بحياة سعيدة أنا وأسرتي وطفلي، ولكن هذا أنا وهذا قدري، أنجبت زوجتي بطفلتي التي أسميتها فرح، نعم فرح فرغم صغر سنها وشحوب وجهها وصراخ ألمها من مرضها إلا أنها كانت طفله رائعة جدا، فكلما نظرت إلى وجهها ابتسم، لقد كانت الشيء الوحيد الذي أرى النور منه واستمد منه فرحه عمري التي سلبت مني

سافرت إلى صنعاء المدينة التي حوت كل فن، سجلت تجارة وتخصصت محاسبة فقد كنت أملك عقلا عبقريا كما كان يقول أستاذي في المدرسة التي كنت أدرس فيها الثانوية، فقد لاحظ عليَ ذكاء عالي، لم يكن يعلم أني كنت أهرب من واقعي بمعادلات رياضية تفسر لي تفسيرا منطقيا لواقع أرقام بدلا من واقع لا اجد له تفسير.


كنت أسكن في سكن الطلاب وكان معي زميل لي في كليتي اسمه جمال وكان شخص لا يقدر النعمة التي يعيش فيها، كانت أسرته ترسل له النقود شهريا وهو كان ينفقها على أمور تافهة، ما بين خروج مع الأصدقاء وملابس ووووو فلا أحد يشعر بك إلا من مر بتجربتك أو شخص انت تعني له الكثير، وهو لم يكن أيا من الحالتين، فمنذ أن عرف بحالتي المادية وهو يتصدق عليَ ببضع نقود يشتري بها المستلزمات الأساسية للمطبخ كي أطبخ أنا وكان يعيش معنا زميل آخر من كلية الهندسة كان شخص هادئ لم يكن يعيرنا اهتماما، فهو منغمس ذاتيا وانطوائي، كان أحيانا يستشيرني في بعض المسائل الرياضية لديه لتميزي في حل المسائل، والشخص الرابع هو أيمن وهو الأسوأ فقد كان هذا أناني جدا لا يحب غير نفسه، ولا يحب غير مصلحته، فإذا وجد عند الشخص مصلحة له وجدته أفضل الناس وأجملهم أخلاقا أما إذا لم يجد منه شيء ينقلب عليه, كانت زوجتي تنتظر مني اتصالا ولأني لا املك هاتف فقد كنت اتصل بها على فترات بعيدة كي أطمئن على طفلتي

زادت عليا همومي أكثر فكلية التجارة لا ترحم فقيرا أبدا فقد كانت أسعار الكتب مبالغ فيها جدا، فكرت طويلا، طرقت جميع الأبواب كي أتوظف بلا فائدة، فكرت أن أقترض مالا من زميلي جمال كي أعمل لي بسطة صغيرة أترزق منها، أعجبته الفكرة واعطاني المال في الحال، اشتريت ملابس للأطفال بضاعة صيني واخترت إحدى الأماكن في صنعاء التي كانت تمتليء بالمستهلكين، اخترت شارع هائل وأخذت أفترش الأرض أنا وبضاعتي التي كنت ارى فيها النور الكبير التي سوف يضيء لي ولو جزءا بسيطا من سواد الحزن الذي كسى حياتي طويلا، كنت أحزن وأنا أرى الأطفال يرغمون أبائهم على شراء ملابس، كنت اضعف مخلوق وأنا لم أفرح طفلتي بشيء

عندما كنت أعود للسكن، كنت أجد جمال ونظرة المن في عينيه وأيمن ونظرة السخرية والتكبر تملأ وجه ومحمد وأسئلته تنتظرني والعشاء ينتظر حضوري كي أنجزه لهم وملابس تحتاج إلى الغسيل وتكاليف ومحاضرات تنتظر الإنجاز، كل شيء كان ينتظرني ولا شيء أنتظره، حتى وسادتي التي كنت أضع رأسي فوقها كانت تنتظر دموعي

هذه الدنيا قاسية علينا فلم أجد فيها شيء يفرحني غير طفلة تأن ألما وزوجة تنتظر مني أمال أحققها وأسرة تأمل مني الخير الكثير، فماذا أفعل وقد طرقت كل الأبواب وهي تغلق في وجهي، لماذا لم يجد جسدي الدفء في أي مكان، لماذا لم يجد قلبي السعادة، كانت زوجتي امرأه فاضلة فلم أسمع منها شكوى، كانت تخبرني أن غدا سيكون أجمل، كانت هي الأجمل .

هكذا مضت سنتان من عمري، قررت بعدها أن أعود كي أرى طفلتي وأهلي، لم أكن أريد العودة طيلة هذه المدة كي لا أرى طفلتي تتألم دون أي ردة فعل مني، مكثت هناك شهر ثم عدت إلى حياتي الحزينة، فأنا والحزن صديقان لا يفترقان أبدا

بعدها عدت إلى حياتي السابقة بين الكلية والبسطة والسكن، كنت لا أجد وقتا لغير ذلك، مضت الأيام والشهور بعدها عندما كنت أتصل كعادتي كي أطمئن على أسرتي أخبرتني زوجتي أنها حامل، يا إلهي، كم سيدوم الحزن هذا علي كم سأحتمل مرارة هذه الحياة وهي تألمني بأغلى ما أملك، أخبرتني أنها حاولت كثيرا إنزال الطفل دون جدوى وكانت المرة الأولى التي أصرخ فيها وأقول لا، هي خيرة الله وليس هناك أفضل من خيرته، الحمد لله على ما قضى وعلى ما اختار

واصلت مسيره حياتي وبعدها ببضع شهور أنجبت زوجتي طفلي الذي أسميته محمد، كان لهذا الاسم حب في قلبي، كان مصابا بالمرض مثله مثل أخته وكانت أسرتي تعمل وتكد كي تقضي حوائجهم وتنفق على الطفلين، شاءت لهم الأقدار أن يتعذبوا، وماهي إلا بضع شهور واشتد الألم على طفلتي فرح كي يفارقني الفرح بعد أن توفت طفلتي

لم أكن أجيد السكون في حياتي فكليتي ترهقني بمصاريفها وتدهور اقتصاد البلد يزيد من بؤسي اكثر، كانت القشة التي كسرت ظهر الجمل قرار أمانة العاصمة بأخلاء الشوارع من البسطات، كانت جدا مؤلمة ضربات الجندي على يدي وعلى ظهري وأنا أحاول منعه من أخذ بسطتي التي أترزق منها دون فائدة، أخذوها مني كما أخذ القدر طفلتي

عدت الى سكني مكسور الخاطر عاقد الحاجب وما أن دخلت إلا وكل من في السكن يريد مني شيء، هذا منتظر للعشاء وهذا يريد غسل ملابسه وهذا ينتظر التكليف وهذا المسألة وووو صرخت بصوت عال، وقلت لهم اتركوني اتركوني وحدي

في الصباح أخبرتهم بما جرى، صرخ جمال في وجهي أريد مالي ليس لي أي دخل بما حدث، كان ايمن يزيد الطين بلة فقد كان يستمتع وهو يملأ رأس جمال بأني قد خسرته ماله، هكذا هم البشر ما أن تسقط إلا وتتسابق عليك السيوف من كل مكان

تخرجت وأدركت بعدها بأن لا حل غير الوظيفة التي أحلم بها، طرقت كل الأبواب للبحث عن وظيفة ولكن كليتي واحدة من الكليات التي تخرج الآلاف من الخريجين كل عام، ولم يكن لدي وساطة ولا محسوبية ولا أي شيء سوى شهادتي الورقية في يدي، ولم اجد منها شيء، فقد توظف زميلي جمال بشركة مرموقة لأن والده توسط له مع أني كنت أكتب له كل المحاضرات لأنه كان غائب في أغلبها، ولكن هذا الزمن اصبح الذي معاه قرش يسوى قرش والذي ما معاه قرش ولا يسوى ولا قرش، كانت صرخة طفلي تقتلني وأنا أطرق الأبواب للتوظيف، حاولت، صدقوني حاولت، ولكن لا أمل فقد لازمتني التعاسة منذ صغري، كنت أعمل حمَال في عمارات، محاسب في باصات، وكل شيء، ولكن ما جنيته لم يكن يكفي إلا لسد حاجتي فقط، ولكي أنهي حياة البؤس والشقاء التي أعيشها قررت أن أنهيها بكأس من السم، نعم يا زوجتي العزيزة، هذه قصتي منذ صغري إلى أن الآن، كتبتها بعد أن جهزت لي كأسا من السم كي ينهي حياة الفقر التي عشتها، أريدك أن تسامحيني ويسامحني ابني، أخبريه عندما يكبر أني لم اشتاق لشيء كما اشتقت أن أشم ريحه، فهو طفلي الذي لم يشأ لي القدر أن أراه، أخبريه أن أباه كان عظيما ولأنه عظيم لم يشأ أن يعيش إلا عظيما ولأن القدر لم يسمح له بذلك فقد أنهى حياته بكوب من السم

زوجك



 توقيع : فزولهآ







احُب كل شي كان رحمه لي من الله

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أن, أنهيتها, الصم, بقآيآ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الديوان المكتوب للشاعر / محمد بن فطيس المري "المقروءهـ" المكتوبه نادر الوجود …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 23 07-03-2011 11:22 PM
العين والرؤيا ... موضوع طبي شامل . البرق النجدي …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 6 03-16-2009 01:04 AM
ااسماء الله الحسنى ضحكة خجوله …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 8 01-22-2009 08:13 PM
موسوعه قصايد ليل المعلوماتيه ...؟ البرق النجدي …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 12 01-12-2009 08:18 PM
ღღسلـــــةفواكـــــــه والخضـــرواتღღ نادر الوجود …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 6 12-13-2008 01:43 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية