![]() |
![]() |
![]() |
|
|
|
|
||||||||
![]() |
![]() |
| …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… { .. لنصره حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم .. } |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
#1 |
|
|
[align=center][tabletext="width:80%;background-color:skyblue;"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:70%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center] توجهت هذه السرية إلى أبعد مدى وصلت إليه الجيوش النبوية في الجزيرة العربية ، فدومة الجندل ـ التي سميت السرية باسمها ـ قريبة من حدود الشام ، وهذه السرية تدخل ضمن مخطط النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مواصلته للدعوة إلى الله وإبلاغ رسالته إلى الناس كافة .. وكانت مهمة هذه السرية ذات شقين : مهمة دعوية ومهمة حربية ، لذلك كان أميرها عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ الذي تربى على الإسلام من أول ظهوره ، وهو من العشرة المبشرين بالجنة ، ومن الرعيل الأول ، وأحد الدعائم الكبرى للدعوة الإسلامية منذ دخوله فيها على يد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه ـ .. وعن هذه السرية حدثنا عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال : " دعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبد الرحمن بن عوف فقال : ( تجَّهز فإني باعثك في سرية من يومك هذا، أو من غد إن شاء الله ).. قال ابن عمر : فسمعت ذلك فقلت : لأدخلن فلأصلين مع النبي الغداة فلأسمعن وصيته لعبد الرحمن بن عوف .. قال : فغدوت فصليت فإذا أبو بكر وعمر وناس من المهاجرين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، وإذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل فيدعوهم إلى الإسلام ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الرحمن : ( ما خلفك عن أصحابك ؟! ) ، قال ابن عمر : وقد مضى أصحابه في السَحَر فهم معسكرون بالجرف وكانوا سبعمائة رجل ، فقال : أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدي بك ، وعليَّ ثياب سفري .. قال : وعلى عبد الرحمن بن عوف عمامة قد لفها على رأسه .. قال ابن عمر : فدعاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأقعده بين يديه فنقض عمامته بيده ، ثم عممه بعمامة سوداء فأرخى بين كتفيه منها ، ثم قال : ( هكذا فاعتم يا ابن عوف ) ، قال : وعلى ابن عوف السيف متوشحه ، ثم قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( اغزُ باسم الله ، وفي سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله ، لا تغل ، ولا تغدر، ولا تقتل وليدا ) . قال : فخرج عبد الرحمن حتى لحق أصحابه فسار حتى قدم دومة الجندل ، فلما حل بها دعاهم إلى الإسلام فمكث بها ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام ، وقد كانوا أبوا أول ما قدم أن يعطوه إلا السيف ، فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي ، وكان نصرانيا وكان رأسهم ، فكتب عبد الرحمن إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخبره بذلك وبعث رجلا من جهينة يقال له : رافع بن مكيث ، وكتب يخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قد أراد أن يتزوج فيهم ، فكتب إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتزوج بنت الأصبغ تماضر ، فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها ، ثم أقبل بها ، وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف " . وذكر الواقدي وابن سعد أن هذه السرية كانت في شعبان سنة ست من الهجرة . وقد ظهر في هذه السرية حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه، وشفقته عليهم ، وتواضعه معهم ، حيث ألبس عبد الرحمن بن عوف عمامته بيده ، وهذا الحب والتواضع منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرفع من معنويات أصحابه وجنده ، ويدفعهم إلى بذل المزيد من الجهد في سبيل خدمة هذا الدين ، لأن التلاحم والمودة بين القائد وجنوده ، من أهم عوامل نجاح الدعوة والعمل وتحقيق الأهداف . كما ظهرت حكمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في توجيهه لعبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ للزواج من ابنة سيد بني كلب زعيم دومة الجندل ـ ، وقويت الروابط بين أهل دومة الجندل وبين دولة الإسلام في المدينة بسبب هذه المصاهرة . ومن الحِكًم والدروس الهامة من هذه السرية المباركة إعلان لمباديء الإسلام السامية في الجهاد والقتال ضد أعدائه ، فرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا جهز جيشاً أو سرية ، أمَّر عليهم أميراً وأمره بدعوة الناس إلى الله والدخول في الإسلام ، فإن أبَوْا ذلك ، دعاهم إلى الخضوع العام لنظام الإسلام وأحكامه وأداء الجزية ، فإن أبوا ، قوتلوا . ورغم كون الجهاد والقتال عملية تزهق فيها الأرواح وتجرح الأبدان ، ويقصد فيها إلحاق أنواع الأذى بالأعداء ، فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرع لأمته آدابا يتحلون بها في جهادهم وحروبهم مع أعدائهم ، ومن ثم أوصى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبد الرحمن بن عوف قائلا : ( اغزُ باسم الله ، وفي سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله ، لا تغل ، ولا تغدر، ولا تقتل وليدا ). ومن وصايا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحاديثه في ذلك : حديث بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزوا باسم الله في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا و لا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا )(مسلم) .. وعن أبي موسى ـ رضي لله عنه ـ قال: ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا بعث أحدًا من أصحابه في بعض أمره قال: بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا )(مسلم) .. لقد كانت وستظل سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مر العصور يؤخذ منها الدروس والعبر في السلم والحرب وفي الحياة كلها ، قال الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(الأحزاب:21) . |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| أن, الْجَنْدَلِ, دروس, دولة, شجرة |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| الديوان المكتوب للشاعر / محمد بن فطيس المري "المقروءهـ" المكتوبه | نادر الوجود | …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… | 23 | 07-04-2011 12:22 AM |
| العين والرؤيا ... موضوع طبي شامل . | البرق النجدي | …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… | 6 | 03-16-2009 01:04 AM |
| ااسماء الله الحسنى | ضحكة خجوله | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 8 | 01-22-2009 08:13 PM |
| موسوعه قصايد ليل المعلوماتيه ...؟ | البرق النجدي | …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… | 12 | 01-12-2009 08:18 PM |
| ღღسلـــــةفواكـــــــه والخضـــرواتღღ | نادر الوجود | …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… | 6 | 12-13-2008 01:43 AM |
![]() |