قصه لم تطلع عليها شمس

قصتي لم تكن قصيرة أبدًا كانت تلِك الشمس المُشرقة التي تأبى الغُروب يومًا ما , و ما أن يختار الغُروب طريقها ستكون تحت التُراب في لحد مُشعث تخنق أطرافه تِلك الريح الغابرة المتكتلة من بعد مطر أحدث فيضان رحيل , و حين أختار الوداع سيختنق ذاك الضوء المُتراص فوق نافذة الأمل و يبدأ في الزوال إلي حين عتمه لا تنتهي حتى بعد ارتداء قميص الحُضور المُشرق فكلتا الحالتين ليس هُناك شفق للغُروب أو تِلك البكوره التابعة لفجر مُشرق لا تُدنسه تِلك الذرات الصغيرة المتطايرة في هواء الحياة , و حين أنسج العبارات المُنمقة من أجلك لا تكترث ستكون مُهذبه و لن تسبق حرف الحُب الذي يمتص غُرورك الشاهق و ستكون مدعمة بكأس من التبجيل لتزيد قامتك القصيرة تِلك , أذكر حين لقائنا الأول كُنت ك طفل هزيل تبحث عن قوت يومك من ثغر أنثى تسقيك الحُب رشفه .. رشفه بِملعقة مُذهبه و كُنت تظن أنك ستنمو سريعًا أثر ذاك الغذاء و أنك ستكبر و تعلو قامتك و تستقيم عليها و تُمارس جبروتك ك آدم مُتمركز طغيانه فوق حواء ..! و ما لم تُدركه أن أنثاك البريئة تُحسن أطعام صغارها و تُطعمهم غذاء مُختلط بِمقدار صغير من فيتامين يُدعى " الانصياع لأمرها طوعًا لا أمرًا " فكانت امرأة ذكيه .. ذات جمال حنطي و عينان واسعتان و شعر غجري أسود و شفاه لاذعة من الحُمرة يسكنها عسل سامْ , فحين ترغب في أن تمتص غُرورها تقيس مقدار عقلك الذي اعتادت عليه و تجعلك تُنمق العبارات المُعسولة تِلك و تمد يدها بكأس مُزين من بقايا أحمرها لتسكب مزيجك السحري الذي لا يقوى عليه إلا إياها تشربه دُفعه واحده ظن منك أنها ابتلعت سُمك المُختمر في قنينة السُلطة المزعومة داخلك , و تبدأ في الاستماع لتلك الكلمات المذابة من شفتيك فوق نحرها و تصنع هي أمامك الخُمول فقط لتعلم ما يدور في ذهنك الصغير ذاك ..! ذكيه هي كما قيل " كيدهن عظيم " تبدأ أنت في تلاوة الأمنيات المزعومة في نسج جنه تكون هي سيدتها و أنت سيد فيها و تحكم عرش قلبها بكلمه الحُب و تقسم قسم العُشاق ذاك فوق منابر ضلعها و تقرأ تِلك الأسطر المزينة بطلاسم ورديه و تحدثها عن وطن الأطفال المُنسل من رحمها المُعلق في تميمة دمك أنت مسكين يا أنتَ , لم تعلم بأنها وطن لا يعشق سوى ذاته و يرفض المُشاركة أين كان نوعها , تجعلك تُكمل وطن الخيال ذاك و تُغمض عينيها لتعيش هي بعيده عن تفاهتك فِيك و حين تسألها ما رأيكَ تبتسم ابتسامه ساخرة تُنهيها بِقهقهات مختومة بكلمه واحدة حُلمك جميل لكن ثوبه القصير لا يُلائمني فأطرافه مُمزقه تحتاج إلي كثير من الخُيوط لتكمل تفصيل رداء يُناسب طول قامتي عنكَ , فالأمنيات بحر لا تستطيع أن تصل لِعُمقها و ما أن تصل حتمًا ستختنق دون تحقيق , تُصاب بخيبة أمل أخرى فالغيمات لا تحتمل أن يمكث فوقها أحد , و ما أن تدرك أن سحر شفتيك المزعوم أمام يرقات الحُب المُرتديات لباس العفة الرخيص ذاك لا يُناسب تِلك الأنثى النرجسية تُحاول أن تصنع وطن من أزهار مخملية لِترضي عشيقتك المغرورة , و ما أن تلبث عناق فجر آخر تعود طفلها المُدلل الذي يرتقب مُنتصف شهره ليتأمل قمرين يعشق تأملهم لا سيما أن التأمل في جمال الكون يخطف ناظره و برغم أنها عباده إلا أنه يُزاولها في كُل ثانيه بقربها و يكتفي بها عن الكون أجمع و يخشى الإغماض لأنه لا يُحب التصاق الأهداب حين تختفي لوهلة عن مفاتنها , مسكين هُو ما زال يتأمل و يُسطر العبارات لترضى و ُتوافق على عقد ملكيه الزواج ذاك , و هي تعيش مُتمرده فوق أكف الحُب الليلة المزينة بعبارات واهية مُنتهية بخيبة أمله و ضحكه تعتلي سمائها هي . انتهى ..! تحيه لِمنْ يُلامس الوُجدان بِعبير حُضور ,