مأدبة على شرف الموت

من منا من لم يفتح الوجع على شارعه شرفه ؟؟ من منا من لم تتذوق عبراته طعم خديه ؟؟
من منا من لم يري أرصفته خالية من خطي المارة خالية من الأفراح والصمت مزدحمة بعويل
الألم ملئي بأهات الصراع والتجني.. .سوف أرميك اليوم ياصديقي خلف القضبان وسوف أرميني
سأدينك وسأدينني ، كلنا مجروح ، وها أنا ذا أحمل معي كل الأدلة المنطقية ، كل الإثباتات
التي تسوقني وتسوقك سوقا إلي مشانق الواقع المرير ، وبعيداً عن فنتازيا الأوراق التقليدية

وبعيداً عن دفتري وروائحه التي تبعث الحنين وتثير الإلهام ،كلمات سوف أكتبها على جدار
قلبك الذي حطمه الهوى وعطله النفاق سوف أسكبها على رئتيك ، الخاويتين تماماً إلا من
دخان سجائر المارلبورو السامة ، هذا هو شريط الفيديو الذي تخافه وأخافه والذي مفاده
( إمراءة شقراء تتسكع فيني وفيك ، تحتسي فودكا عربية الصنع ، تنفث دُخانها على
وجه الكرامة وتطفئ سجائرها على القلب المحتضر ، ثم تضحك ضحكتها الفاضحة
التي تملئ المكان بالرغبة ، لا تنكر يا صديقي ..! فهي ذاتها من حلقت لحانا
التي كانت منها تجرنا الى غرفتها الحمراء ..! لا تنكر يا صديقي فكل العالم
يديننا ، كل الطبيعة ضدنا ، وكل مفاتنها تشهد ضدنا ، ونحن فقط من
ننصف نفسينا في محكمة اللا إنصاف .. كنت سأدافع عنا .. ولكن
الشمس كشفت سوءاتنا .. فأنا وأنت من شطر الوطن كأنه
بطيخة حمراء .. أنا وأنت من أشعل الحروب في بقاعه
واغتصب النساء .. أنا وأنت من جاهر بصمته ربع قرن
من الزمان .. أنا وأنت من قتل الكادحين ليعيش
السلطان .. خمسة وعشرون عاماً يرقص
بعصاه كالنسوان .. هيا بنا يا صديقي
فإن كانت هذي الحياة فالموت خير مكان ..!