![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||
![]() رواية فاتنتي الصغيرة بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رواية فاتنتي الصغيرة للكاتبة Night Breeze الفصل الاول ذكريات مريرة.... " حسناً فران...ها أنا جاهزة!! لكن؟؟" قالت بعصبية وهي تجذبها من ذراعها " هيا ولا تكثري الكلام! علينا أن نحضر هذه الحقلة بالذات...ويتوجب عليكي ان تقومي بما طلبت منكي فعله...! السنيور ريكاردو..يجب أن يقع في شباكك..وهذه الليلة!!" ابتسمت إيلا بسخرية:" لا تعتمدي علي أبداً زوجة أبي العزيزة..لن يكون هذا أبداً!!" ردت فران بحنق:" أيتها الغبية! دعيه ينظر اليكي أولاً..ثم ارفضي طلبه! ثم انكما أقرباء..ولن أجد افضل منه ليكون زوجاً لكي." " أقرباء؟ لم أكن اعرف ان لأبي جذوراً ايطالية؟!" فران بنفاد صبر:" ألم أقل انك غبية؟ هيا الآن..وعندما نعود للفندق نتابع كلامنا.." مشت ايلا معها ببرود وبدون اي اهتمام..., انها تعرف أن زوجة أبيها لا تحرص ابداً على سعادتها او تهتم بها...كيف وهي كانت تتقرب من والدتها أثناء حياتها, وما ان توفيت حتى أخذت تحيك المؤامرات والخطط لتوقع زوج صديقتها في حبائلها..ونجحت في ذلك!! خاصة بعد كل العطف والمحبة التي كانت تظهرهما لإيلا أمام والدها! لكن ايلا كانت تشعر بأنها ممثلة بارعة, تكرهها وتكره والدتها! وكم من مرة صارحتها بهذه الحقيقة! كيف لا, وايلا نسخة عن والدتها...... البشرة البيضاء اللامعه كالبلور, الشعر الكستنائي الطويل اللامع, العيون البندقية الواسعة, الانف الدقيق الناعم, والوجنتين المتوردتين,,وشفتين ممتلئتين ساحقتين...قوام رائع, وجسد متناسق....كانت كلها كوالدتها..مما زاد من كره فران لها, وكأنها تحس بطيف صديقتها يلاحقها اينما تذهب, ويجعلها تمعن في ايذاء ايلا, وبسبب حب زوجها لها, كان كالاعمى عن كل ذلك, لكنه كان يحب ايلا ويحاول ان يقضي معها معظم أيام اجازاته... وحينما كبرت ايلا, اصرت فران على الحاقها بمدرسة داخلية ذائعة الصيت, وبما ان زوجها لم يكن يرفض لها طلباً,,خاصة بأنها كانت تقنعه بأن هذا يصب في صالح ايلا وكونها سيدة مجتمع راقية...نفذ والدها ذلك على الفور....لتجد ايلا نفسها فجأة..يتيمة الام والاب! ومرت السنوات..وأنهت ايلا دراستها الجامعية في الفنون..., ويوم تخرجها والذي كان من المفروض ان يكون اسعد ايام حياتها....أخيراً سيفخر والدها بها...وستعود لتعيش بقربه وتعوض ل سنوات الحرمان من حنانه وحبه...! إلا ان سعادتها لم تكتمل, فهاقد جاءها خبر وفاة والدها قبل صعودها للمنصة لاستلام شهادتها بلحظات!!! حينها أدركت ايلا بأن حياتها لن تكون ابداً كالسابق...فقد ماتت دموعها ومشاعرها وقلبها مع موت والدها...ولم يعد للأيام اي لون او طعم..كلها متشابهة "لم يعد هناك مايستحق الحياة على هذه الارض!" هكذا قالت لنفسها بابتسامة مريرة...ودمعة صغيرة تنحدر على خدها الدافئ. وبالطبع استولت فران على ميراث والدها بالكامل, وانفقته حتى بدأت الديون تتراكم, ولولا الرسالة التي وصلتها قبل اسبوع, لكانت ايلا الان في الشارع..لكنها تحققت وجمعت كل المعلومات الممكنه, فعرت ان ايلا هي ورقة رابحه في يدها, لهذا عليها ان تستغلها جيداً, خاصة بعد ضياع كل اموالها! كانت الرسالة من ايطاليا,من السنيور سلفادور لوبيز, واحد من أشهر التجار وأغناها وأعرقها في بلده... , كان على علاقة وثيقة بجد ايلا دايفيد فيما مضى, كانا جيران ومن أعز الاصدقاء..لكن دايفيد قرر العودة الى بريطانيا ليؤسس عمله وبيته وعائلته, وبوفاته انقطعت الاخبار بين العائلتين, لكن السنيور سلفادور كان يتتبع اخبار ابن صديق عمره الوحيد جايمس..ولكن بشكل غير مباشر..وما ان سمع بوفاته..حتى أخذ على عاتقه مسؤولية رعاية أرملته وابنته, خاصه بعد معرفته بالحالة المادية السيئة التي وصلتا اليها بعد العيش الرغد والرفاهية المطلقة في حياة جايمس. فبعث اليها برسالة, قدم فيها تعازيه الحارة, ثم قام بدعوتها الى بلده ايطاليا ليكونا بجوار عائلتهما القديمه, ولم ينس ان ينوه بأن لإيلا ميراث من جدها, كانت من ايام شراكته مع صديق عمره..كان يريد ان يقضي على أي تردد قد يصيب المرأتين خاصة وانه يعرف مقدار جشع وطمع فران! وكان ذلك فعلاً, فقد قامت فران بتجهيز ايلا من جميع النواحي, حتى تحاول التأثير على السنيور ريكاردو, الحفيد البكر للسنيور سلفادور. توفي والديه بحادث سيارة وهو صغير, فربته عمته العانس (لولا) وجده , وطبعاً كان يقوم بجميع أعمال جده والمسؤول عن كل شيء تملكه العائلة! وهاهي فرصة اخرى تلوح لفران, كي تبيع ابنة زوجها بثمن باهظ جداً, لم تكن تظن يوماً أنها قد تصل اليه! وصدف ان تصلا في اليوم الذي تقام فيح حفلة سنوية بمناسبة موسم بدء القطاف! حسناً, لم تكن صدفة بحته, لكن الارملة الخبيثة قاتلت بضراوة وشراسه لم تعرفها ساحات المعارك القديمة حتى تصل في الوقت المحدد, وكالعادة.....نجحت خطتها..! " لاأدري كيف يمكنك حضور حفلة بدء القطاف التافهة هذه, ولم يمض على وفاة والدي سوا بضعة أشهر؟" نظرت فران بحدة لإيلا, وقالت بسخرية:" ستظلين فتاة بلهاء غبية طوال حياتك!! انها حفلة بدء القطاف ظاهرياً, لكن الكل يعرف بأن هذه الحفلة والتي تتكرر منذ عدة سنوات..ماهي الا لانتقء عروس لوريث عائلة لوبيز..أفهمتي يا صغيرتي؟" ردت ايلا باستهزاء:" هذه سخافة بالفعل! لسنا في القرن التاسع عشر!" علقت فران بعصبية زائدة:" فتاة غبية بالفعل!" أما ايلا فتعمدت ايغاظتها:" حسناً...حسناً, وأظن بأن الامير الساحر ينتظر ساندريلا..أوه ..عذراً, أقصد ينتظر " إيلا" منذ سنوات..حتى يحبها من النظرة الاولى..ويتزوجا ويعيشا في سعادة أبدية!!!( ثم ضحكت من سذاجة هذه القصة).."أهذا ما تخيلته يا زوجة أبي العزيزة؟يبدو أن فطنتك ومكرك قد أخمدتها السنين!!" ردت فران بعصبية كبيرة:" لست غبية فقط, ولكنك وقحة أيضاً" ابتسمت ايلا ببرود, وكانت قد وصلت سيارتهما..وما أن رأت فران القصر..والحدائق التي تلفه وكأنها وشاح من الحرير الاخضر...حتى شهقت من هول ما رأت" ماهذا القصر؟ وهذه الحيقة؟؟ كلا..ليست حديقة واحدة..بل هي مجموعة حدائق مع بعضها!! أوه...رباه...لم أر في حياتي أجمل من هذا!!" كانت ايلا تنظر حولها بعيون باهتة..لم يعد أي شيء جميل..منذ؟منذ وقت طويل!! تبدو وكأنها أول الدهر!!! سحبتها فران من ذراعها وهي تحاول أن تكون خطوتها السريعة رزينه, كانت كأنها في حلم..وتخاف ان يختفي القصر من امام عينيها في أي لحظة!!! وما إن أصبحتا في الداخل..حتى التقت عينا فران بعيني لولا التي كانت ترحب بالضيوف وتتفقد أحوالهم.., وحالاً كانت فران تتحدث الى لولا وكأنها صديقتها منذ أمد بعيد! انها ماهرة في ذلك حقاً! ألم تقتحم حياة ايلا بنفس الطريقة؟ صحت ايلا من شرودها على صوت لولا وهي ترحب بها ترحيباً حاراً...لقد شعرت بأنها انسانه طيبة وحنونة.., لكن ليس أكثر من السنيور سلفادور, الذي ما ان اخبرته لولا عن وصول أرملة جايمس وابنته, حتى هب واقفاً من مكانه..وراح يحييهما بمحبة وشوق كبيرين...صدما إيلا! وطبعاً لم يكن من عادة فران تضييع الوقت..... " اذاً ....لم نر السنيور ريكاردو؟ كانت إيلا تود التعرف اليه..أليس كذلك يا إيلا؟؟( وهي تنظر اليها مهددة)" لكن إيلا كادت ان تنفجر من الاحراج:" أظنك تبالغين قليلاً فران...فأنا لا أعرف أحداً هنا..حتى أتحرق للقائه!!" ابتلعت فران غيظها.., ورسمت ابتسامة مصطنعة على وجهها....ضحك السنيور سلفادور:" حقاً انك ابنة جدك!! كان نارياً شجاعاً وصريحاً..يقول مافي قلبه, أظن يا ايلا بأنني أنا وانتي سنكون من أفضل الاصدقاء.." ابتسمت ايلا من طيبة ولطف السنيور سلفادور:" بالطبع سنيور..اني اتشرف بذلك!" قالت لولا بحيرة:" لقد كان هنا منذ قليل...لا أدري أين ذهب! سأذهب لأراه...عن اذنكم" ارتبكت ايلا..انها تكره هذه المواقف السخيفة..وفران لا تدخر وسعاً في احراجها واذلالها للحصول على ما تريده...لكنها لن تسمح لها بذلك..لن تدعها تدمر حياتها كما فعلت مع أبيها وأمها... " حسناً..عن اذنكما, سأذهب لأشرب شيئاً..أحس بالظمأ!" " تفضلي يا صغيرتي..." رد السنيور لوبيز بلطف... " لكن إيلا؟"..حاولت فران ايقافها...لكن إيلا انسلت بسرعة..تختفي بين جموع الراقصين وتتجاوزهم..وحينما أحست بأنها بأمان....اقتربت من مائدة وسكبت لنفسها نصف كوب من العصير.... ارتشفت منه رشفه...ثم نظرت حولها..., كان هذا العالم غريباً عنها...!!صحيح انها عاشت حياة رفاهية وترف....ولكنها لم تصل الى هذا المستوى من البذخ الذي تراه حولها....انه عالم آخر تماماً!!! تلفتت الى جموع الراقصين.." لا شك بأنني أقلهن أناقة!" نظرت الى مرآه طولية..كانت الى يسارها...وقالت لنفسها" حسناً..ليس سيئاً!!ولكنني بالتأكيد لست كساندريلا!" كانت ترتدي ثوباً أسوداً طويلاًضيقاً من قماش لامع...بدون أكمام...وحذاءاً أسود رقيق..يبرز جمال ونعومة قدميها...وتركت شعرها الكستنائي اللامع يتموج حتى خصرها..... كانت بسيطة...لكن خطيره! كانت دائماً تقلل من تقديرها لجمالها..زلجمال أي شيء في هذا العالم..., لأنها دفنته ودفنت سعادتها..حينما دفنت أغلى الناس على قلبها!! انتبهت على صوت فران تناديها..نظرت الى حيث تقف مع السنيور سلفادور ولولا, فلمحت شاباً أسمر وسيم...يقف الى جانب لولا, ويتتبع فران بعينيه وكأنه ينتظر أن يرى صاحبة هذا الاسم! اذن...هذا هو الامير الساحر!!حسناً..لن أدعكي تقومين بمخططاتك الدنيئة يا فران.... وضعت الكأس من يدها, وأسرعت تهرول نحو شرفة معتمة..كانت خالية من المدعوين وذلك بسبب بعدها عن قاعة الاحتفال..أسرعت ايلا اليها..واختبأت خلف الحائط..وهي تغمض عينيها وتتنفس بسرعة..كانت تسمع فران تناديها... اقترب الصوت منها..فتحت عينيها ويدها على قلبها....ولكن؟ أوه...من هذا؟؟؟ لم تكن الشرفة خالية تماماً....كان هناك رجل..ينظر لإيلا بغرابة..وبنظرات متسائلة!!! ![]() حسبي الله ونعم الوكيل لا احلل سرقة تصاميمي او التعديل عليها التصاميم جميعها مع الرمزيات والتواقيع
|
![]() |
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
![]()
الفصل الثاني...
بداية اللقاء.... لكنها فقدت الاحساس بالزمان والمكان...فقدت الاحساس بكل شيء الا من شيء واحد..لم تدر ماهو! هذا الرجل وترها وزاد تلاحق أنفاسها وضربات قلبها..حتى أحست بأنه سيسقط أمامها!! كان طويلاً فارعاً..عريض الاكتاف...ذو ملامح حادة ..باردة وقاسية..لكنها جذابة كالمغناطيس! كانت تلوح وجهه سمرة خفيفة زادت من جاذبيته..لكن ليس بمقدار ذلك الشعر الاسود الكثيف الذي كان يكسو رأسه...لم تدر ايلا لماذا أحست برغبة عارمة تدفعها لبعثرة خصلات شعره الاسود الكثيف المسرحة بعناية ودقة الى الخلف..واصلة الى آخر عنقه! ومازاد في أناقته...هي تلك البذلة السموكن السوداء التي كان يرتديها....حقاً يستحق لقب الامير الساحر بدلاً من ذلك المتعجرف الذي تصر فران على تزويجها اياه!!! ولم يوقظها من أحلام يقظتها الا صوت فران التي كان يفصل بينها وبين ايلا الحائط الذي تختبئ خلفه..فالتصقت ايلا بالجدار..وأشارت الى الرجل ب (لا) حتى لا يكشف وجودها...وما ان التقت به فران..حتى أحرقها منظره...لقد تمنته من النظرة الاولى....قاطع نظراتها الوقحه:" هل هناك من تبحثين عنه سيدتي؟" صحت فران من شرودها واستدركت نفسها قائلة بصوت ينبع بالاثارة والدلال:" لقد كنت أبحث عن طفلة غبية..ولكن؟" وقبل ان تسترسل أكثر, قاطعها قائلاً:" بثوب أسود طويل..وشعر كستانئي؟" صاحت فران: " هل رأيتها؟ أين ذهبت عديمة الفائدة هذه؟ آه ايلا..سيكون حسابك معي عسيراً الليله!!" :" أظنها ذهبت في ذلك الاتجاه..منذ قليل, ربما أن أسرعتي أدركتها!!" ابتسمت فران " أشكرك جزيل الشكر سنيور!! أراك لاحقاً" وذهبت على عجل... " الحقيرة!! لن تكف عن مغازلاتها القذرة التي مرغت سمعة أبي في الوحل!!" قالت لنفسها....ثم رفعت عينيها باتجاه الرجل...كان ما يزال يحدق فيها بنظرات غريبة..لم تفهم معناها.... :" أنا...أنا أشكرك سنيور...لقد أنقذتني حقاً..عن اذنك.." وهي تهم بالذهاب...لكنه أمسكها من ذراعها... " انتظري!" أحست بقشعريرة في جميع أنحناء جسدها..التفتت اليه وقد سحبت يدها بسرعه... " ما الأمر؟" " ألا تظنين بأن تلك السيدة التي تبحث عنكي ستكون بانتظارك في الخارج؟" حقاً لقد سحرها هذا الرجل الغامض حتى نسيت ذلك..." ولكن ما العمل؟" " لا أدري ما حكايتكما معاً..ولكن!!!! بامكانك البقاء هنا لفترة من الوقت!!" " ولكنها حتماً ستعود اليك لتسألك اذا لم تجدني خارجاً!" " لا !...لن تعود!" قال ذلك وهو يتجه للأبواب الزجاجيه الخاصة بالشرفة ويغلقها.... أحست ايلا بالخوف والرهبة والتوتر..:" ماذا...ماذا تفعل؟" عاد للوقوف بجانبها...وأخذ يحدق في تلك الاضواء البعيدة التي تبدو وكأنها قناديل تنير المدينة بأكملها.... قال بصوت بارد جامد :" هل أنتي خائفة مني الآن يا ايلا؟" اندهشت حينما سمعت اسمها..نظر اليها وكأنه قرأ أفكارها.." لقد سمعت تلك السيدة تناديكي!!" تشجعت ايلا..وعاد لها برودها:" ولم أخاف منك؟ لا أخاف من اي شي أبداً!! أنت مخطئ ياسيدي!!" ابتسم بسخرية:" يالك من شجاعه صغيرة! والدليل على ذلك..أنكي لم تكوني مختبئة خلف ذلك الجدار منذ لحظات!" قاطعته بعصبيه:" أنا لم أكن مختبئة خوفاً من فران! بل لأنقذ نفسي وكرامتي من سخافة المواقف التي تضعني فيها!!انها تدفعني للجنون!! ولولا هذا الحفل السخيف...للأمير السخيف! لما اضطررت لتحملها دقيقة واحدة!" رفع حاجبه لدقيقة:" اذاً لا يعجبك الحفل؟حسناً..أصبحنا اثنين....ومن هو هذا الامير السخيف؟" انساقت ايلا في صراحتها المعهودة:" أنا لا أعرفه..ولكنه يدعى السنيور ريكاردو لوبيز" نظر اليها باهتمام...." ولم هو سخيف برأيك؟" :" لم؟ لا تقل لي بأنه تعجبك طريقته في انتقاء عروسه؟!!! " نظر اليها ببرود وقال:" وكيف هي طريقته؟؟" تابعت ايلا بحنق:" حفلة سنوية ليختار عروسه! ومنذ عدة سنوات لم يكن ليجدها بعد؟؟؟؟لم لم يختر عروسه حتى الآن؟؟؟أوه...لا أصدق بأنه يوجد في هذا العالم من هو أكثر منه تكبراً وغروراً!!بالتأكيد يضع مواصفات خياليه لتلك العروس التي لن يجدها حتى على سطح القمر!" نظرت اليه..أحست بالغضب يشع من عينيه..فتمنت لو انها ابتلعت لسانها...بدلاً من الانسياق في ثرثرتها...قد يكون هذاالرجل هو أحد اقرباء او اصدقاء السنيور ريكاردو....وبالتأكيد لن يعجبه رأي ايلا أبداً.... أحست بالتهديد من عينيه..فتراجعت خطوة....وهي تتمتم بارتباك:" أنا...أنا آسفة حقاً...لم أقصد أي اهانه للسنيور ريكاردو..." ولكنه جذبها من ذراعيها اليه...وعلى شفتيه ابتسامه هادئة ممزوجه بالغضب والمرارة...:" أخبريني اذاً يا ساندريلا....لماذا أنتي هنا؟؟؟؟؟؟" كانت ايلا ترتجف ..ليس من الخوف....بل من الأثر الذي أحدثتها لمساته على بشرتها.....لم تحس قبلاً بمثل هذا الاحساس...فلم تستطع السيطرة على نفسها..وبان له ذلك.....حتى تبخرت ابتسامته...وراحت عينيه تلمعان ببريق غريب..جذاب...حاولت ايلا مقاومة تلك النظرات...فهي ليست فتاة سهلة...ولن تسمح لهذا الرجل الغريب الجذاب بالتأثير عليها..... " أنا؟؟...أنا؟؟؟؟" " أنتي ماذا يا ساندريلا؟؟؟" ثم عادت له سخريته وبروده وهو يبتعد عنها خطوة ليرى تأثيره عليها...قال بابتسامة ساخره:" أرى بأنكي لستي أفضل من أميرك السخيف يا ساندريلا!!" تمالكت نفسها حتى لا تفقد أعصابها هذه المرة...وقالت بهدوء:" لست أدري ما الذي جعلني اتحدث معك بكل هذا!!" واتجهت لباب الشرفه كي تفتحه وتتخلص من تأثير جاذبية هذا الرجل..وحضوره الطاغي عليها...ان السنيور ريكاردو واحراج فران لها سيكون أرحم مئة مرة من بقائها بجانب هذا الغريب...... لكن الباب لم يفتح... حاولت مرة ومرتين وثلاث....ولكن لا فائدة... نظرت اليه بنفاد صبر:" لا تقل بأننا علقنا!!" عاد للاتكاء على سور الشرفه وأشعل سيجاره..ابتسم ببرود وهو ينفث الدخان ثم قال:" ألم تكوني تريدين ذلك قبل قليل!!" صاحت بحنق:" لا لم أرد ذلك...أردت فقط أن ابتعد عن فران....لا أن أحبس مع متعجرف مغرور مثلك!!!" عاد للتحديق في البعيد وقال بكل هدوء:" حسناً...سوف تضطرين لتحمل ذلك المتعجرف المغرور..حتى نهاية الحفل!! فلن ينتبه أحد للشرفة المغلقه الآن!!" كادت تجن:" ولكن هذا مستحيل..بالتأكيد سيرانا أحد من خلال الزجاج!!" " لا تتعبي نفسك يا ساندريلا....الزجاج عاكس...أنتي ترين ما بالداخل...لكن لا أحد يرى ما بالخارج...!!!!" " أوه ..لا...!!" قالت بيأس..... نظر اليها الغريب نظره متفحصه...ثم قال:" تبدين صغيرة جداً يا ساندريلا!!" توترت من جديد:" لا لست صغيرة أبداً!!انني سأبلغ الثانية والعشرون قريباً" ابتسم الغريب على هذه النكته...انه يكبرها على الاقل بثلاث عشرة سنة... استغربت ايلا:" هل هذا أمر مضحك؟؟ثم لماذا تصر على مناداتي بالساندريلا؟" ابتسم ببرود:" ألستي هنا من أجل ذلك الامير السخيف؟؟ألم تأتي حتى يختاركي يا ساندريلا؟؟لم تخطئ تلك المرأة...-فران- كما أعتقد!! حينما دعتكي طفله...فأنتي لا تعرفين ماذا تريدين!!!" بدأت النيران تتأجج في صدر ايلا..كان الرجل ينظر اليها وقد بدأ يعجبه سخطها المستمر ومزاجها الناري..فظل يحدق بها منتظراً لحظة انفجارها..... " كيف تجرؤ؟".. " هل ستبدأين الآن بالبكاء؟؟؟" تباً...!! انه يعرف تماماً كيف يستفزها...لقد بدأت الحمرة تكسو وجهها الرقيق, وكانت قد كورت قبضتيها على جانبيها..والنيران تتراقص في عيونها البندقيه.... " أنا لا أسمح لك بالحديث معي بهذا الشكل سنيور!" زاد اهتمامه وهو ينظر اليها نظره متفحصة مدققه..., ثم اعتدل في وقفته..وتقدم منها..وقال بصوت هادئ..." أرجو أن تسامحيني سنيورا ايلا..لم أقصد اغضابك أبداً.." وتناول يدها وقبلها بأدب..كناية عن أسفه...لكن ايلا سحبتها على الفور...وهي تعصف من الداخل...." حسناً...انس الأمر!" " اذاً...هل بامكاننا البدء من جديد!!!" ترددت ايلا..لكنه رفع يده لها كأمير نبيل..وكأنه يطلب منها الاذن لمرافقته... لم تجد مفراً..وكرهت ان تظهر بمظهر الطفلة الخائفة المتشككه...هاقد بدأت تهتم لما يظنه ويعتقده عنها!!!فقدمت له يدها..واصطحبها للجلوس...وسادت لحظات صمت..قطعها الرجل الغامض... " أنتي لستي من هنا سنيورا ايلا, صحيح؟" ردت ايلا بلا مبالاة:" لا" تساءل:" اذاً؟" " انكلترا!" " أوه!!! الساندريلا انكليزية اذن!!" قالت ببرود:" ألن تكف عن مناداتي بذلك!" رد بسخرية:" كنت أظن بأن الساندريلا هي طموح كل طفلة..أعتذر!!! أقصد كل فتاة!!" انه بتعمد السخرية منها اذاً!! حسناً ..هو لا يعرفها بعد.... " أعترف بأنني أتمنى أن أكون ساندريلا...ولكن الامير لا يثير اهتمامي لسوء الحظ!!" " وهذا يعيدنا الى السؤال نفسه؟؟؟؟" تساءلت ايلا بحيره:" أي سؤال؟" رد بسخرية:" انتي لا يعجبك الحفل ولا ترغبين بلعب دور الساندريلا مع الامير..اذاً لماذا انتي هنا سنيورا؟" " لم آتي الى هنا برغبتي!!" قالت بمرار.... لمعت عيناه.." أتعنين بأنكي قد أجبرتي على القدوم؟" هزت رأسها موافقه....ثم أردفت:" لقد قررت فران ذلك...هي تريدني ان اوقع السنيور ريكاردو في حبائلي حتى تستفيد مني بقدر استطاعتها...هذا هو منطقها الذي لا تكف عن العمل به....على أي حال ...هي أوقعت والدي بنفس الطريقة!!! " آه...اذاً فران تكون زوجة أبيكي؟" " لم أنا أقول لك كل هذا؟" كاد أن يبتسم, لكنه أخفى ذلك بمهارة...:" هيا الآن...لا تكوني ساندريلا متحفظة ومتخوفة من كل شيء..اننا فقط نحاول امضاء الوقت..حتى لا نشعر بالملل!!" " حسناً...لقد عرفت عني الكثير....لكنني لم أعرف اسمك حتى!!" " أيهمكي اسمي الى هذا الحد!!" قالت ببرود بالغ:" بالطبع لا!!!" ابتسم قليلاً:" أذاً قررت فران تزويجك ريكاردو هذا؟" قاطعته ايلا:" ما شأنك أنت؟" تظاهر وكأنه لم يسمعها:" وأنتي ايلا؟؟ ما رأيكي في هذا؟؟؟لم أكن أظن بأنكي من النوع الذي ينساق وراء رغبات الاخرين! أم أنكي لا تستطيعين مقاومة اغراء المال؟!" عادت النيران تتراقص في تلك العيون الواسعة...وعاد انجذاب هذا الغريب لعيون ايلا.... لم يستفزها؟؟ماذا يريد منها؟؟ثم لم ينظر اليها بهذه الطريقة المحرجة؟؟؟؟ كان ينظر الى شفتها السفلى وهي ترتجف من الغضب.. " أرى بأنني أخطأت التعبير مرة أخرى!!" ردت ايلا بهدوء ممزوج بالغضب:" يجب أن تعرف بأنني لا أهتم بريكاردو هذا ولا بأمواله..كما وأنني لن أتزوج أبداً الا من أحب!!" عدل جلسته بعد أن كان مقترباً منها وأعاد ظهره للوراء... " حسن جداً...أظن بأنني قد فهمت وجهة نظرك!!وهل هناك شخص ما اذاً؟؟؟" " هذا شيء لا يخصك سنيور!!" " على العموم..أتساءل ان كان السنيور ريكاردو سيلحظ وجودك أم لا...حتى يقع في غرامك!!" لقد بدأ يتحدث مثل فران تماماً...حسناً هي تعرف بأنها ليست جميلة او جذابه بذلك القدر...لكن لا يحق له ان يقول لها ذلك!! " لست أفهم!! قد اكون قد قطعت عليك خلوتك وأزعجتك!! لكن ذلك لا يعطيك الحق لتقول لي ذلك!!" " أخيراً...أصبحتي صريحة سنيورا ايلا....ويعجبني ذلك حقاً!!" " اذن اليك حقيقة أخرى عني...أنا لا اهتم بآراء الاخرين بي!! خاصة المتعجرفين منهم!!!!" " أوه..سنيورا!! ولكنك لستي أقل تعجرفاً مني..ان كنتي تقصدينني!!!" " اسمع!! لا تجعلني...أ..أ.." آه يا الهي ماذا يحدث لي؟؟كلا..ليس الآن..ليس أمامه...!!! ( قالت لنفسها)... رفعت يدها الى رأسها...محاولة فتح عينيها..وبعد دقائق قليلة...أحست بأن الدوار زال..لكنها أحست بأنفاس دافئة قريبة من وجنتها..ورائحة عطر رجالي جذاب يجتاح أنفاسها...وصدرها بأكمله..!! رفعت رأسها..لقد كان وجهه قريباً جداً منها..غرقت في دوامات عينيه..انها ترى على وجهه ملامح القلق والخوف...هل قلق عليها؟...أيقظها صوته..." هل أنتي بخير ايلا؟" لقد بدا اسمها عذباً رقيقاً بصوته الدافئ الجذاب..., لكنها استدركت نفسها بسرعة مبتعدة.." أنا...أنا بخير, أرجوك أخرجني من هنا" " ما الذي حصل لكي ايلا؟ ماسبب هذا؟" لا تدري لماذا تجيب أسئلته دوماً... " لقد كان يوماً متعباً بحق...ولم يتسنى لي وقت للراحة بعد قدومنا من المطار.." " حسن اذاً...يجب ان ترتاحي الآن...جسمكي صغير ولا يتحمل هذا التعب!!" عاد لها حنقها وغضبها:" كم مرة علي أن أكرر بأنني لست طفلة!" ابتسم رغماً عنه.." حسناً..حسناً, لا تثوري الآن يا ساندريلا..فلم أكن أبداً أقصد أي سوء..اسمحي لي أن أرافقكي" " ولكن كيف سنخرج؟" وما أن أنهت كلمتها..حتى كان رجلها الغامض..يفتح الباب بسهولة.... " هيا بنا" قالها..وهو يجبرها بأن تتأبط ذراعه ورافقها للخارج وهي مذهولة مشدوهة مما حدث...! لقد كان يحبسها معه بملء ارادته اذن...لكن لماذا؟ ولم تفق الا على صدمة أكبر.....ولم تكن صدمة فران بأقل منها ..حينما قالت لولا.... " حبيبي ريكاردو أين كنت؟ لقد بحثنا عنك كثيراً..آه ..أرى بأنك والسنيورا ايلا قد تعارفتما!!"
|
|
![]()
|